زادت شكوكي في زوجتي !

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
  
  إن الزواج جعله الله سكنا واستقرارا، وراحة واطمئنانًا، وهذا المعنى في الزواج لا يمكن أن يجتمع معه الحيرة والشك والظنون، فالشك والريبة والتهمة تفسد الحياة الزوجية، وتجعلها مليئة بالعناء والنصب.
  
  وهذا ما حصل لك حين شككت في امرأتك، فصرت مترددا بين إمساكها وبين تركها، فقد فسدت حياتك معها، واضطربت حتى حصل طلاقها.
  
  إنك حين شككتك في زوجتك ذكرت ثلاثة أمور:
  1- الكلام البذيء الذي تحدثت به زوجتك مع المكالمة من هاتف لا تعرفه.
  2- عدم البكارة.
  3- ردها على مكالمة لا تدري ما مصدرها.
  4- اختلاف كلامها في سبب عدم بكارتها.
  
  أما الأمر الأول: فماذا تقصد بالكلام البذيء؟ هل هو سب وشتم، أو غزل وكلام خانع ماجن؟ ومكالمة واحدة لا تدل أبدا على شخصية هذه المرأة ورغبتها في السفاح والزنا.
  
  وأما لأمر الثاني والرابع: فعدم بكارتها قد يكون لسبب لا يد لها فيه، وربما الخوف منك هو الذي منعها من التصريح به، أو الخوف على مستقبلها، ثم لو افترضنا أن البكارة زالت بزنا، فإنها إذا كانت قد تابت فإن الله يقبل توبتها ويغفر ذنبها، والواجب هو الستر عليها، وتجاوز هذه المرحلة.
  
  وأما الأمر الثالث: فإن ردها على المكالمة لا يعني أنها ترغب في محادثة الرجال، فالرقم المجهول قد يكون امرأة، أو شخص من أقاربها لا تعرف رقمه.
  
  وإذا كانت هذه هي المبررات التي أدخلتك في قفص الشك فهي في ظني غير مقنعة، وشكك في اعتقادي في غير محله.
  
  إنما يكون الشك صحيحًا إذا كانت هناك أمارات تدل عليه، من خروج المرأة بدون سبب، أو تخفيها بجوالها عن زوجها، أو إدخالها للرجال في غياب زوجها.
  
  وهناك طرق كثيرة يمكن بها إزالة الشك، والوصول إلى اليقين.
  
  ولكن الأصل هو عدم الريبة، وسلامة الموقف من الزوجين، ولا نصير إلى هذه الطرق إلا حين يقوى الشك قوة تجعل من الواجب التحري عن وضع الزوجة، أو الزوج.
  
  إني أنصحك ما دمت تحبها أن ترفع عن قلبك هذه الشكوك، وأن تتقي الله فيها، مع مراقبتها من بعيد، والتعرف على ما يستغرب من تصرفاتها.
  
  وفقك الله لكل خير.

: 31/03/2009
طباعة