كيف تقتنع بعباءة الرأس ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد :
  
  أخي الكريم :
  
  إن الله تبارك وتعالى إنما أمر المرأة بحجب زينتها إلا عن زوجها ومحارمها لحكم عظيمة ومصالح كثيرة، ولهذا وصف الله تبارك وتعالى الجاهلية بأن نسائها يتبرجن، وأن هذا من الأعمال التي يبغضها الله تبارك وتعالى.
  
  ومقصود الحجاب هو حفظ المرأة وصيانتها، وحفظ كرامتها، وحفظ المجتمع من الانشغال بمظاهر الزينة والجمال، والانسياق خلق الشهوات البهيمية.
  
  وليست العباءة للمرأة الكبيرة دون الصغيرة، وليست العباءة لإظهار الزينة، وبيان حال المرأة بأنها شابة أو متفتحة.
  
  وإنما المقصود أن تحجب الزينة الداخلية، وهذا الحجب قد أخبر الله تعالى أنه يكون بالجلباب والخمار، والجلباب لباس يكون من فوق الرأس، والخمار، هو ما تخمر به المرأة رأسها ووجها.
  
  وإذا كان كذلك: فإن أولى النساء بالستر هن الشواب الصغيرات، اللواتي هن محط الفتنة والنظر، وهذا الستر إذا حصل بالعباءة التي على الرأس فهو أولى وأفضل، وإن حصل بعباءة تكون على الكتف لكنها ظافية وواسعة، ويكون غطاء الرأس من فوق ضافيًا شاملا غير كاشف للصدر أو الرقبة، ولا ضيقًا فلا بأس بها أيضًا.
  
  ولا شك أن العباءة التي على الرأس أستر من جهة أنها لا تحجم الرأس، وتكون واسعة، ولكن العباءة التي على الكتف قد تكون أستر من جهة أنها لا تسقط ولا تنفتح من الأمام، وهي أسهل لحركة المرأة.
  بهذه المقدمة: يمكن أن تناقش زوجتك، وتبين لها أن المقصود هو الستر، وأن التمتع باللباس إنما يكون عند الزوج والأهل والنساء القريبات، وليس عند الرجال بلبس العباءة التي تصف محاسن المرأة وتبدي زينتها.
  
  وإذا كانت صادقة في خوفها من الله تعالى فلا بد أن تستجيب لأمره.
  
  ويمكنك الاطلاع على فتاوى اللجنة الدائمة في ذلك، وتبين لها رأي العلماء في عباءة الرأس.
  
  كما أنه يمكن أن تتوصل إلى حل وسط، وهو أن تجعل لها عباءتين:
  
  الأولى: تكون على الرأس للسوق والأماكن العامة.
  
  والثانية: تكون على الكتف إذا أرادت أن تذهب إلى بيت أهلها أو أهلك، بحيث تخرج من بيتك إلى السيارة، ومن السيارة إلى بيت أهلك، أو أهلها، ولا تلبسها في الأماكن العامة، أو ألأسواق، ولا تمشي بها في الشوارع مسافة طويلة.
  
  وأهم ما في الأمر: ألا تكون عباءة الكتف من النوع الضيق، أو الذي يكشف شيئا من الصدر أو الرقبة.
  
  وفقك الله لكل خير، وبارك فيك وفي امرأتك.

: 31/03/2009
طباعة