لا يفرق بين حقي وحق أهله !

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
  
  كثيرا ما يقف الواحد منا موقف الحيرة بسبب تجاذب المصالح والمفاسد في حياته.وهذا هو الذي حصل معك في وضعك الحالي.فأنت تريدين أن تكوني بجانب زوجك، وان تشعري به معك دائمًا. كما أنك تريدين أن تكون أسرتك تحت سقف واحد. وتودين لو تخلصت من هذا الغم بسبب العيش مع أهله. ومحبتك لزوجك تحملك على الصبر على العيش معه بهذه الطريقة.
  
  ولكن هناك منغصات:الغربة التي تعيشينها. وتداخل مصالحك مع مصالح أهلك بالنسبة لزوجك. والمشاكل التي تقع مع أهل زوجك. وعدم تخلي زوجك عن أهله.
  
  وفي الحقيقة كثيرًا ما يكون الفراق بسبب غلبة مفاسد بقاء النكاح على مصالحه، هذا عندما يكون الزوجان عاقلين، ولم تتدخل العواطف الثائرة غير المنضبطة.
  
  وفي مثل حالتك هذه لا بد من التأمل الجيد في المصالح التي تنتج عن اتخاذ قرار الفراق، أو العيش في بلدك الأصلي مع أهلك.
  
  أعتقد أن أهم مصلحة هي عدم وجود مشاكل مع أهل زوجك. ويمكن أن تكون هناك مصالح أخرى.
  ولكن ما هي المفاسد التي يمكن أن تنشأ بسبب هذا القرار؟
  
  في الحقيقة أنا هنا أخمن فقط، فربما قد تكون المفاسد:
  
  1- فراق الزوج الذي عشت معه سنين من عمرك، وحصل لك منه درية.
  2- تفرق بيتك وانهدامه.
  3- الفراغ الكبير بسبب عدم وجود زوج.
  وقد تكون هناك مفاسد أخرى.
  ولن أذكر لك حلا سحريًا.
  
  ولكن أقول اجلسي مع نفسك وتأملي في المفاسد التي يمكن أن تقع بسبب هذا القرار، ووازنيها بالمفاسد التي تقع بسبب رجوعك إلى زوجك، والنكد الذي يحصل مع أهله، ثم اتخذي القرار المناسب.
  
  واعلمي أنه ليس من المصلحة أن تنفردي بزوجك عن أهله الذين هم بحاجة إليه، فحاولي أن تكون علاقتك معهم أكثر صلاحًا، وان تتنازلي عن بعض حقوقك لأجلهم لكي تبقى الحياة وتدوم، وحين تطبقي هذه الآية: {ادفع بالتي هي أحسن}، فلا بد أن يحصل لك: {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
  
  وفقك الله لكل خير، وجمع شملك مع زوجك وأولاد على خير.
  
  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

: 08/07/2009
طباعة