السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



أختي الكريمة:



إن شعور الحب هو أهم شعور تبنى عليه الحياة الزوجية؛ لأنه ماء الحياة الذي يسقي
أشجارها وتورق به أوراقها وتتفتح أزهارها.



ولكنه ليس هو وحده الذي تقوم عليه الحياة الزوجية، بل لا بد أن تكون معه مقومات
أخرى مادية ومعنوية.



ومع أن الفقر ليس سببًا مانعًا من الزواج؛ لأن الله تعالى يقول: {وانكحوا الأيامى
منكم والصالحين من عبادكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}، ولكن بما أن أباك
له هذا الموقف فمن الصعب أن تفرضي عليه رأيك، وبخاصة أنك ربما تحتاجين إلى شيء من
المال فيما بعد فيبدأ بلومك وعتابك.



ثم هل ابن خالتك هذا صالح في دينه، مرضي في خلقه، يريدك لذاتك لا لشيء آخر، وليست
له أطماع مادية، يؤمل حصولها بالزواج منك؟!



فهذه نقطة مهمة لا بد من التنبه لها.



بالنسبة لأبيك، وموقفه من الخطاب، فأنا أعتقد أنه يبحث عن شخص معين في ذهنه، وأنه
يفكر في صفات خاصة، ولم تتوفر في هؤلاء الخطاب، ولست أدري ما الذي يدور في خلده،
وما هو هدفه من كل هذا؟



قد يكون مقصوده البحث عن الأصلح، وهذا هو الواجب عليه، وهو المقصود من الولاية التي
جعلها الله تعالى للأب على ابنته.



ولكن لا بد أن يقطع النظر عن اللون والمكانة الاجتماعية والمالية، فالمقصود هو صلاح
الدين، واستقامة الخلق، والقدرة على الإنفاق والقيام بحقوق البيت والزوجة.



أنصحك بالتوجه إلى جدك، ومشاورته في الموضوع، وإبداء رأيك، وأن لك حقًا في موضوع
الزواج.

وما قمت به من الكلام مع عمتك جيد، فكل هذه الوسائل معينة لتحقيق المقصود.



وأنصحك بالتوجه إلى الله تعالى وسؤاله، والدعاء بأن يختار لك الخير، والتضرع بين
يديه وطلب المعونة منه، فهو خير المعين.



وفقك الله لكل خير، وجمع شملك مع زوج صالح، ورزقك ذرية طيبة.