السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فأسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يبارك لك في ولدك، وأن يصلح لك زوجك.
أختي الكريمة:
في بعض الأحيان تكون الابتلاءات عظيمة ومتعددة ومتنوعة، ومن جهات مختلفة اختبارا
وامتحاناً،و لكن يكون فيها من عظيم الأجر ووافر العطاء وحسن العاقبة ما تسر به
النفس وتبتهج.
والحياة التي تعانينها مع زوجك هذا لها أسباب كثيرة، لا أعلم منها إلا ما ذكرته عن
زوجك من خيانته، وسوء تصرفه، وجفاف عاطفته، وبجاحة تصرفاته، وعدم تقدير مشاعرك،
واعتدائه باليد، مما يدل على عقدة نفسية موجودة فيه، وأنه لم يترب تربية صحيحة
سليمة، بل ربما كان يعيش أجواءً أسرية مشحونة بالعنف والفوضى والاضطراب.
وهذه الحالة التي يعيشها زوجك يريد أن ينقلها إليك، وأن يعاملك بنفس المعاملة التي
رآها في حياته.
وربما كان الدافع له في تصرفه هذا اضطرابات نفسية بسبب صحبة سيئة، أو مواقف سلبية
تعرض لها.
وهذه الحالة التي تمر به سيطرة عليه في تعامله معك كزوجة، فلم يحسن في أداء
الواجبات الزوجية، وقصر في حقوقك، بل تعدى إلى الإيذاء الجسدي والنفسي.
ولكني في الحقيقة ومن باب الإنصاف لا بد أن أفترض وجود بعض التصرفات من قبلك جعلته
يعاملك هذه المعاملة، وأنت في رسالتك لم تذكري أي تصرف سلبي من قبلك تجاهه، بمعنى
أن تصرفه يكون بدافع عدواني من قبله، مع أنك تقومين بجميع حقوقه.قد يكون سبب
انفعاله تدخلك في علاقته مع النساء، وقد يكون بسبب تقصيرك بالقيام ببعض الحقوق، وقد
يكون لسبب آخر لا أعلمه.
وهذا مجرد افتراض مني، ولست أدري هل هو حقيقة أم لا.
في هذه الحالات التي يكون الأهل فيها غير متعاونين، أو موقفهم سلبي لا بد من محاولة
البحث عن حلول لاستقامة الحياة واعتدالها، ولو بصورة متوسطة.
وأول خطوة هي تقديم شكوى رسمية إلى جمعية حقوق الإنسان، وأظهري لهم الآثار السيئة
التي تركها ضربه لك.
وإن استطعت أن تحصلي على تقرير طبي بهذا فهو جيد.
وسبب هذا التصرف هو الحماية الجسدية لك، فلا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يمد يده
عليك بهذه الطريقة، فلست ملكًا له يفعل بك ما يشاء.ثم بعد الحماية الجسدية لا بد من
النظر في الحماية المعنوية والمادية. وهي البحث عن مصدر للرزق.
وما دام أنه ليس لديك الآن إلا ولدين، فيمكن أن تبحثي عن عمل تستطيعين به تأمين
الرزق لك ولولدك، ولو بالقليل.
ثم لنعد إلى حياتك معه.
لماذا لا نجعل مفتاح حل المشكلة من كلماته التي تدل على أنه يحبك. لماذا يقول زوجك
هذا الكلام؟ربما لأنه صادق في ذلك، لكن يعكر عليه وجود بعض المشاكل.وربما لتحقيق
بعض المكاسب، والتي لا يصل إليها إلا بمثل هذا الكلام.ولو افترضنا أنه صادق، فلنحرص
قدر الإمكان على التمسك بهذه الكلمة وتعزيزها.
وأقترح عدم تكليمه فيما يتعلق بجانب النساء، لأنه من الواضح أنه لن يستجيب لذلك،
وحاولي بقدر ما تستطيعين كتم مشاعرك في ذلك، من باب دفع مفسدة إيذائه لك.
حاولي أن تغلقي جميع الطرق التي يتذرع بها لضربك.وتفقدي نفسك من جديد، وانظري
لواقعك، وحاولي اكتشاف أخطائك، وما هي السلبيات في حياتك.
إن التفكير الجاد في النفس، ومعرفة جوانب القصور فيها مهم جدًا، وهو مفتاح استقامة
العلاقة مع الآخرين.
وأعتقد أنه من الخطأ أن نعلق فساد حياتنا على أخطاء الآخرين دائمًا، فهناك شيء
موجود في ذواتنا يمكن أن يكون سببا لذلك.
وأسأل الله لك الحفظ والعافية، وأن يقيك شر الأشرار، ويدفع عنك كيد الفجار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.