لماذا تحرموني من الزواج ؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



أسأل الله أن يكتب الخير والأجر، وأن يعينك على تحمل العناء الذي تسبب لك فيه أهلك
بموافقتهم المتعنتة، وأسأله سبحانه أن يرزقك الزوج الصالح، والذرية الطيبة.



أختي الكريمة :



هناك طريقان في نظري لحل هذه المشكلة:



الطريق الأول: استخدام الوسائل الرسمية للوقوف أمام هذا التعنت الظاهر من قبل
الأهل، وذلك برفع الأمر إلى المحكمة، والطلب من القاضي أن يقوم بعقد القران لك على
من يكون كفؤا؛ لأن ولاية الأب تسقط حينما يرد عن ابنته من هو كفؤ لها بدون سبب
صحيح، وهذا حق مشروع، ولا داعي للحرج منه.



كما يمكن رفع الأمر لهيئة حقوق الإنسان للتدخل في الموضوع بطريق رسمي، ومحاولة
إقناع الوالدين والأهل بهذا الأمر.



وهذا الطريق قد يكون ثقيلا نوعًا ما، وقد يترتب عليه زعل الأهل وقطع الرحم بسبب عدم
رضاهم بذلك، أو غضب الوالد، أو الإخوة.

ولكن إذا كنت عازمة على الزواج وترين أن حياتك متوقفة على ذلك، فهذا الطريق هو أقوى
الطرق لذلك.



الطريق الثاني: توسيط أهل الخير من الأقارب، ممن له علاقة قوية بالأب، أو الإخوة،
ويستطيعون أن يقنعوهم بضرورة فتح المجال أمامك للوصول إلى الحياة الزوجية المستقرة،
التي تأمنين بها على نفسك وعرضك.



ومع بذل الأسباب المادية المباشرة يجب أن تعقدي قلبك على التوكل بالله، والرضا
بقضائه، وعدم الابتعاد عن ذكره وشكره وحمده والثناء عليه في جميع الأحوال، فإن
الدنيا دار ابتلاء واختبار، لا دار قرار، ومهما تنوعت على المرء فيها الابتلاءات
فهو في خير إن صبر وحمد الله، وإن كثرت عليه النعم فهو في خير إن شكر وحمد الله،
فالمؤمن في جميع أحواله على خير، وفي خير، ومآله بإذن الله إلى خير.



وتسلحي دائمًا بسلاح الصبر، فما أعطي أحد عطاء أوسع ولا أحسن من الصبر، وهو من خير
عيش المؤمن.



ولن تطيقي القيام بوظيفة الصير إلا بأن يكون معه لسان ذاكر، وقلب حاضر شاكر، فلا
يزال ذكره لربه يزيد في قوته وصبره، كما قال تعالى عن موسى لما أمره أن يذهب إلى
فرعون الطاغية: {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
واجعل لي وزيرًا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا
ونذكرك كثيرا}

فجعل غاية سؤاله أن يوفقه الله للإكثار من تسبيحه وذكره، فإذا وصل إلى هذه المرتبة
العالية العظيمة أطاق القيام بأعباء الرسالة، والوقوف في وجه الظالم، وتبليغ رسالة
ربه إليه.



وهكذا أنت في أحوالك هذه، تسلحي بذكر الله، وتدثري بحمده والثناء عليه، واعقدي قلبك
على الإكثار من ذكره، ورطبي لسانك بالثناء عليه وشكره، يمدك ربك بالقوة والمنعة،
ويصرف عنك وساوس الشر ونزغات الشيطان.



حفظك الله من كل مكروه، وبارك فيك أينما كنت.







 

: 04-06-2010 09:17
طباعة