زوجتي تكلفني مالا أطيق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اعلم أخي الكريم أن الحياة الزوجية تقوم على مبدأ المشاركة في السراء والضراء، وعلى التعاون على البر والتقوى، وأداء الحقوق من الطرفين.وهذه المشاركة والمعاونة وأداء الحقوق بالمعروف، كما قال تعالى: {اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن..، ثم قال: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاه}وقال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة}.فالواجب على الزوج هو أن يسكن زوجته في مسكن مناسب لحاله وحالها، وأن يطعمها مما تعارف مجتمعه وحاله المادي على أكله وشربه، وأن يكسوها ما يكفيها للبسها في بيتها وعند خروجها، وما تتجمل به للأعياد.

وما عدا ذلك فليس بواجب، فإن زادت المرأة في مطالبها على المعتاد من حال زوجها وحال وضعه الاجتماعي، فهو إسراف، ولا يجوز بذل الأموال في الإسراف، ولو كانت الأموال زائدة عند الرجل، فكيف بالاقتراض؟!فلا يحل لك أن تقترض مالا وتكلف نفسك ما لا تطيق لتنفذ هذه الطلبات التي ليس فيها إلا المباهاة والتفاخر.وأنت قد أحسنت إليها بتسديد الديون التي عليها، مع أن هذا ليس بواجب، وهذا الإحسان منك قد استغلته هذه المرأة أسوأ استغلال.وعلى هذا فإن الحل الذي أراه مناسبًا أنك تقتطع من راتبك جزءًا تجعله لنفقة زوجتك، بحسب الحاجة المعلومة لمثلها، ثم إذا طلبت أكثر من ذلك فاعتذر لها بأنك لا تملك أكثر من ذلك، فإن أصرت على ذلك وخلقت لك المشاكل بسبب ذلك فعظها وذكرها بالله تعالى، وبين لها ما يجب عليها، وأن المال نعمة من الله تعالى، فلا يجوز صرفه إلا في الوجوه الصحيحة.
فإن أصرت على طلبها فاهجرها في الفراش، وامنع عنها بعض الحقوق تأديبًا لها، فلعل الله أن ينير قلبها بذلك.وحاول أن تبتعد بها عن الصديقات اللواتي يؤثرن عليها بمثل هذه المطالب، أو تتأثر بهن، واحرص على أن تكون صديقاتها من نفس المستوى الاجتماعي الذي تعيشه، حتى تقطع عنها نظرها إلى من هو فوقها، مما يترتب عليه زيادة النفقات للوصول لنفس المستوى.

ثم أشغلها بأشياء مفيدة ونافعة في البيت، بحيث تنشغل به عن متابعة الناس والنظر إليهم.وإن استطعت أن تجد لها عملا له مردود مادي ولو يسير، بشرط أن لا يكون له أثر على حياتك وتربية أولادك فافعل؛ ليكون هذا مشعرًا لها بمسؤولية المال والإنفاق.هذا ما ظهر لي من الحلول المقترحة في مثل حالتك.

وأسأل الله لك ولها التوفيق والسعادة.
: 10-08-2010 11:47
طباعة