هل أتزوجها للاختلاط ؟؟



وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .

الحمد لله أن أمورك مع زوجتك جيدة، وقد أحسنت صنعا إذ أعدتها وأوقفت تدخل أمك في شؤونكما، وهذا من البر بها، لأنك حين تعصيها في طاعة الله تكون قد بررت بها، وليس من البر أن تسمح لها بالتدخل في جميع شؤونك، ولا أن تطلق زوجتك من أجلها، إلا أن يكون طلبها له سبب شرعي صحيح، كما طلب إبراهيم من ابنه إسماعيل أن يطلق امرأته، وكما طلب عمر من ابنه عبد الله أن يطلق امرأته.

وأحمد الله تبارك تعالى أن جعل في قلوبكم كراهية الفاحشة، والحرص على العفاف والستر، والبعد عن الاختلاط المحرم، فهذا شيء تشكرون عليه، والله يجزيكم عليه خير الجزاء..

بالنسبة لاقتراحك لحل المشكلة ذكرت عددًا من الأمور المهمة التي تحدد الجواب عنه، ولكن بقي سؤال واحد، وهو: هل ابنة خالك على قدر من الخلق والاستقامة وتصلح أن تكون أما لأولادك وستربيهم التربية السليمة؟

الزواج ليس حلا لمشاكل دينية خاصة، أو اجتماعية خاصة، ولكنه علاقة بين رجل وامرأة يراد لها أن تستمر ويحصل بها السكن والمودة والرحمة والألفة والذرية الصالحة.

فإن كانت ابنة خالك صالحة في دينها وخلقها، وأنت مقتنع بها لذاتها، فتوكل على الله وأقدم على الزواج بها.
تبقى مشكلة أخرى، وهي تدخل أمك في حياتك معها، فهذا الأمر لا بد أن تكون حازمًا فيه، وأن تبين لابنة خالك أنك لن تسمح لأحد مهما كان أن يتدخل في حياتك، وأن مصير هذا التدخل سيكون هو خراب البيت والفراق.

لكني أعتقد أن يكون هذا الحل سببا لمجموعة من المشاكل في حياتك مع ابنة خالك، بسبب ماتذكره من شدة علاقتها بأمك، ولكن على قدر وعيها وحرصها على حياتها الزوجية هو الذي يحدد مصيركما بعد ذلك، كما أنك يجب أن تكون مستعدًا لذلك، وقادرا على استيعاب الواقع بجميع إشكالاته، وإيجاد الحلول المناسبة له.

كما ينبغي أن تنتبه إلى أن لايكون هذا الزواج على حساب حياتك مع زوجتك الاولى، فيجب العدل في هذا، ومن المستحسن أن تسترضي الأولى بمبلغ من المال تطييبًا لخاطرها.

وهناك حل آخر، وهو أن تبحث لها عن زوج مناسب ينتشلها من بيتكم، وتعيش معه بعيدًا عن أمك، وهذا الحل في اعتقادي يجب أن يسبق تفكيرك بالزواج بابنة خالك إذا كنت لن تتزوجها إلا لأجل أن تحل مشكلة الاختلاط والتبرج.

ويمكنك أن تطرق بابا آخر، وهو إخبار الأب بواقع ابنته، وأنها تعيش بدون محرم بين مجموعة من الرجال الغريبين عنها، فإن كان ذهابها مع أبيها أصلح لها فلعلك إذا طرقت هذا الباب يكون انفراج لهذه المشكلة إن شاء الله.
بقي أمر أخير، وهو أن تبذل النصح لابنة خالك نفسها، وتعطيها بعض الكتب الشرعية، أو الأشرطة المفيدة، التي تنتفع بها، وتحملها على الحياء والبعد عن التبرج والاختلاط بكم.

أسأل الله أن يختار لك ما فيه الخير، وأن يكتب لك الأجر والثواب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
: 03-03-2011 04:14
طباعة