مطلقة وأهلها يضايقونها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
إن هذه الدنيا عجيبة في تصرفها، غريبة في تقلبها واختلاف أحوالها.
والناس فيها متفاوتون في أخلاقهم وطباعهم وعاداتهم وعواطفهم ورغباتهم.
وهذا الاختلاف طبيعة بشرية حتمية، فالإنسان مخلوق من الأرض، فكما أن الأرض مختلفة في وعورتها وسهولتها، وخصبها وجدبها، فكذلك العباد مختلفون أيما اختلاف.
وإن من العجيب أن تكون الأم بهذه الطريقة!!
إن من المفترض أن تكون الأم أرعى الخلق لبنتها، وأشفقهم عليها.
ولكن لا شك أن هناك أمورًا اقتضت أن تكون أمك بهذه الأخلاق:
فربما الوضع المالي هو السبب.
وربما تقصير منك في عدم رعاية زوجك الأول.
وربما طبيعة في أمك جبلت عليها.
وربما قساوة قلبها وغلظة طبعها.
وربما فساد خلقها.
وربما تقصير منك تجاهها.
ولكن بقطع النظر عن هذه الأسباب:
فلا أشك أنك تعيشين حالة من الضيق والعنت، أسأل الله أن يفرج عنك ويرفع كربتك.
إن أول شيء يجب عليك في مثل هذه الحالة أن تكون علاقتك بالله قوية، وثقتك به عظيمة، وأن تكوني راضية عنه، مسلمة أمرك له، راجية عفوه وصفحه، كثيرة الاستغفار والذكر والشكر والحمد والتهليل والتسبيح والتكبير، وأكثري من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم عليك بالصبر، فإن الصبر مفتاح الفرج، والأم مهما بدر منها فلا يجوز لك أن ترفعي صوتك عليها، ولا أن تتأففي منها، بل يجب عليك أن تصبري على سوء خلقها، وأن تطيعيها فيما تأمرك به، إلا إذا أمرتك بمعصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق جل وعلا.
وإثبات صدقك في العمل هو في إنجازك له، وإذا كنت صادقة فثقي أن الله يدافع عنك، قال تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}.
وقد كان الأنبياء والصالحون يقع لهم أذى أعظم من ذلك فيصبرون، ثم كانت العاقبة لهم.
وأما المضايقات التي تقع منهم لك: فماذا يريدون منك؟ أن تخرجي من المنزل؟ وأين تذهبين؟
هل جلوسك في البيت يضايقهم إلى درجة أنهم لا يجدون مكانًا يبيتون فيه؟
لست أدري في الحقيقة ماذا يريدون منك؟
وأما النفقة فإنها تجب على أب الطفل، فيما يتعلق بالطفل، وأما أنت فنفقتك واجبة على أبيك إن كان لك أب، وإلا فإخوانك على الصحيح من أقوال أهل العلم.
والمال الذي يأتيك إذا كان يزيد عن حاجتك وحاجة ابنك في الملبس والغذاء، فلا بأس أن تعطي أمك منه، ما يكون مقابل السكن عندها.
أسأل الله أن يكتب لك الخير، وأن يعوظك خيرا، وأن يبارك في ابنك.
إنه سميع مجيب.
: 27-02-2012 05:38
طباعة