أخي والخادمة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

في مثل هذه الحالات لا بد من القيام بأمرين مهمين:

أولا: التثبت، بمعنى أن كلام الخادمة يحتمل الصدق والكذب، فقبل إخبار أحد لا بد من التثبت بوسيلة من الوسائل الممكنة، وأظن أن هذا متيسر في هذه الحالة بحكم أن الخادمة تخرج في ساعة معينة، فيمكن مراقبتها في هذه الحالة.

ثانيًا: بعد التحقق من صحة الكلام تحرصون على منع وقوع الجريمة، ثم على علاجها، وعدم تكرار وقوعها

وهنا أوصي بما يلي:

1- مخاطبة الخدامة وتهديدها، وأنها قد انكشفت، ويجب عليها عدم الاستجابة لطلب الابن، وإلا فإنها ستتعرض لعقوبة زاجرة، عدا تسفيرها.

2- مخاطبة الأخ، واتخاذ أسلوب مناسب معه، ويمكن ذلك بالترغيب والترهيب، أما الترغيب، فهو وعظه، وتخويفه بالله جل وعلا، وأنه مطلع عليه، وأن هذا الطريق سبب للإصابة بالأمراض الخطيرة، وأنه إذا تاب من فعلته فأنها ستستر عليه، ولن يعلم أحد بالموضوع، لأن المقصود هو الستر ومنع المعصية .
وأما الترهيب فهو تهديده بإخبار أبيه، أو أمه، ثم رفع أمره إلى السلطات لإقامة الحد عليه، وفي هذا فضيحة للبيت كله.وإذا تمكنتم من منع الجريمة من الوقوع فلا بد من معالجة الواقع لعدم تكرر مثل هذا الفعل.

ومن الملاحظ أن بيت أهلك فيه إهمال واضح في تربية الأولاد، وإلا فكيف يسمح الأب لابنه أن يبقى في الملحق الليل كله، ولا يمر عليه لينظر ماذا يصنع، وما هي المحبة التي في قلب أمك لابنها؟! هل هي عاطفة مجردة فقط لا تحمل أي معنى من معاني النصح والتوجيه والإرشاد والتعليم، وتقوية الإيمان في القلب.

إن الحب لا يكون بموافقة هوى الأولاد وفعل كل ما يطلبونه، بل الحب هو فعل ما فيه صلاح المحبوب، ونجاته، الحب أن تصنع من ابنك أو ابنتك فردا صالحا تظهر فيه أخلاق المسلم، ليصلح بصلاحه المجتمع كله، الحب هو في نصح المحبوب وصناعة مستقبله الزاهر، لأن صناعة الفرد هي صناعة المجتمع، وهل يقوم المجتمع إلا على أفراد.

إن المهم بعد منع الجريمة هو علاج الخلل الواقع في بيت أهلك، تصحيح الأوضاع بقدر المستطاع، فمن وقع على الخادمة، ما لذي يمنعه من الوقوع على غيرها في مكان آخر؟!!

: 07/01/2008
طباعة