عادات أهلها تحملني على الطلاق .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركات :

إن من علامات سلامة العقل وإصابته الرأي أن يشاور في أمره قبل أن يقدم عليه، وقد قيل: ما ندم من استشار وما خاب من استخار، وقيل: المشورة لقاح العقول ورائد الصواب.

وإننا لنرجو أن نكون عند حسن ظنك إن شاء الله، وأن يعيننا الله على قول الصواب والقسط في الحكم.

لا شك أن الرجل إذا عقد على امرأة، وكملت شروط العقد وأركانه أن المرأة تكون زوجة لهذا الرجل، ويحل له منها النظر والخلوة والقبلة، والجماع، والسفر، وله أن يأخذها متى شاء.

لكن قبل ذلك لا بد أن نتأمل في تصرف الأب، ثم في تصرف الأم والإخوة بعد ذلك. لكن أرجو أن تطرد وسواس الطلاق من رأسك، وألا تجعل هاجسه يسيطر عليك.

أما موقف الأب: فقد نظر إليك على أنك أهل للمسؤولية، وانك راغب في ابنته، وأن من حقك أن تخلو بها وتذهب معها حيث شئت، وأنك لن تحدث شيئا يكون فيه ضرر عليها وعلى أبيها، وأنك على قدر المسؤولية.

وأما موقف الأم والإخوة: فقد نظروا من زاوية الحرص عليها، والخوف على مصلحتها؛ لأنك ربما تجامعها، وينشا من هذا الجماع حمل، قبل أن يعلن النكاح وتزف إليك في عرس يحضره الأقارب والأصدقاء..
وهذا قد يؤثر على سمعة الأهل، وأيضًا ليس من المنطقي أن تقام وليمة النكاح والزفة وأنت قد فرغت منها، وربما أنجبت أو تكون حاملا.

ولعلك تقول: إنه طيلة تلك المدة لم يقع شيء، ولن يقع شيء إن شاء الله.

فأقول: ربما يكون هذا صحيحًا الآن، لكن ومن يدري ربما يقع؛ فهي زوجتك، وأنت وهي كل واحد منكما له شوق إلى الآخر ورغبة فيه، وحرارة اللقاء بينكما لا يبردها إلا تلاقي جسديكما.

ولو افترضنا أن هذا لن يقع أبدا، لكن قد لا يكون أم الزوجة وإخوانها يعرفونك كمعرفة ألأب لك، أو أنهم يغلبون مصلحة الحفاظ على سمعتهم، على مصلحة ذهابك بها حيث شئت.

وإذا كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يفعلونه؛ فليس في هذا ما يحملك على النفرة منهم، وأن تكره وضع النطفة في رحم ابنتهم.

بل على العكس: هذا دليل على حرصهم على أختهم وعليك، وهم يريدون أن تجتمع بها على أكمل حال وأشده شوقًا ورغبة.

وأرى أن تعجل في حفل الزفاف، ثم تسمح لها بمواصلة زوجتك دراستها بعد الزواج، فلا أعتقد وجود مشكلة في ذلك، وهذا أحسن من بقائك بعيدا عنها مع رغبتك الشديدة بها.

ومع أنني لا أرى مانعا من خروجك بها، لكني أعتقد أن ألأسلم هو أن تظل علاقتك بها رسمية، حتى تسلم لك في حفلة عامة، وتزف إليك، ويظللها سقفك.

بارك الله فيك، ووفقك لما يحب ويرضى.

: 11/03/2008
طباعة