المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في انتظـار الحبيب


فَنَن
18-08-08, 03:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمةً الله ..
بضاعتي قليلةُ هنا .. تماماً كدخولي القليل ..
عذراً على التطفل على .. لكني أطمعُ بما لديكم ..



يقال أن ما يفصلنا عنكَ ..
ليس سوى عدادُ ليالٍ وأيام ..
لو قيل لطفلٍ أن يباشر عدّها ..
لوجدتهُ ..
يفتح راحةَ كَفيهِ .. ليُحصي ..
كم ليلةً تنام حَتَى تستيقظ وتجده ماثلاً أمامكَ ..
بكل ما حواهُ من روحانياتٍ ..
وبكُل نسيمٍ نفتقده اليوم ..
سيأتي .. ليُمزِق ستائر الركن ..
بوميضِهِ الذي لا يخترِق الزجاجَ فحسب .. بل يحيلهُ
شظايا متكسرةُ ..
لأن الركنَ لا يجدُرُ بِهِ أن يكون كعهدِهِ في سواه ..
ولأن كلَ المكان ..
يشتاقُ لمن هُم مثلُهُ ..
لا يتأرجحون على النوافذِ فحسب ..
وصوتُ ارتطامهم بالحائِطِ يدوي ..
فيسارعونُ لكي يلملموا أنفسهم .. خشيةَ الدمار ..

***

لكن .. ثمةَ معنى آخر .. يؤجج معنى الاشتياق فيهِم ..
فلأن القلب .. – إن طال النوى -
ضاجَ .. وتذَمر ..
إذْ أنّه يفتقد .. دَفقاً سماوياً .. سيعيدُهُ – رغمَ أنفِهِ –
إلى ذاكَ المكان السوي ..
سينتشلُهُ وإن كان في قاعٍ لجيٍّ ..
ليريَهُ .. كيف الدنا تكون في ملقاه..
وإن حوَت منازعةً مع حواسّهِ وأحشائه ..
وحرماناً مما كان يظنُّ لو أنه امتنعَ عنهُ ساعةً لفني ..
يعقبً ذلكَ انعتاقٌ من طبعٍ بشريٍ أبلهَ كان يسيطر حركاتِهِ وسكناتِه ..
وطرداً لنفسٍ أنانيةٍ لا تحمل أي شيءٍ سوى تلكَ ال " أنـا " المقيتة ..
فهو اليومَ باتَ سيدَ نفسِه ..

***

وهاهًُم ..
في انتظـار المحبوبِ القادِمِ ..
يتهافتونَ .. إليه
كلٌ سيُقدمُ قرباناً .. ليكون هوَ الفائِز بِه لا سواه ..
وكلٌ يسارعُ انعتاقَهُ ..
ويرتشفُ رشفةً تقويهِ على السيرِ ..
ليرشقَ ما تبقى منهَا .. على وجهِهِ ..
فيريهِ كيف العزمُ الجديد ..
ويرعُدُ الصوتُ ..
جاهداً ..
أن يسمعهُ لـ أولئكَ القابعين في سجونِ ذاتِهم ..
المنكسرين .. بآلامهم ..
القابعينِ في قبوٍ .. يستدرُّون شفقةَ ذاكَ الـ رائي ..
ليُلقِمهم جديدهُ رشفةً واحدة ..



ويبقى الكلُّ في انتظـار ..
كلُ حسبَ ما أراد ..
والحبيب يسارعُ الخطى ..
والأفواهُ تلهجْ ..
"ربِّ بلِّغنيهُ ولا تحرمني"

ربِّ بلِّغنـاهُ


أريد نقداً .. وحَسب ..