المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفحة تفريغ التفسير لمعهد ابن تيمية الشرعي


ام محمد الظن
13-06-11, 08:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أيسر التفسير
الدرس[1 مقدمة]
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ...
وبعد ... فإن شاء الله تبارك وتعالى سوف أكون معكم في درس التفسير ، نسأل الله عز وجل العون والتوفيق ...
ودروس التفسير إن شاء الله في هذه الدورة ، سوف تكون على تسع حلقات حلقات، وهذا طبعًا جهد كبير علي وعليكم ، فنسأل الله عز وجل التوفيق وأن يعيننا على أن نحيط بالمنهج ، ولكن يكون الجهد الأكبر عليكم بإذن الله تبارك وتعالى ...
تسع حلقات ، سيكون فيها الربع الأول من القرآن ، وسيكون معنا الكتاب الذي نتكلم فيه إن شاء الله تبارك وتعالى ، كتاب أيسر التفاسير ، سبعة أجزاء ونصف ..
اليوم نتكلم حول نقطتين :
النقطة الأولى : مقدمة التفسير .
النقطة الثانية : نتكلم عن الجزء الذي نريد أن نخوض فيه من التفسير اليوم إن شاء الله تبارك وتعالى
بداية ، مقدمة التفسير لابد منها ... فأعيروني الأسماع والقلوب ، لأن كثيرًا ممن يُقْدِمُ على التفسير يُقْدِمُ عليه بدون أن ينظر كيف يقرأ في التفسير ، فبداية تفسير القرآن ، ما معنى هذا التركيب ، أي المفرد الأول ، والمفرد الثاني .. التفسير لغة واصطلاحا ..
بداية قبل أن نخوض في مقدمة التفسير ، إن شاء الله سوف أذكر لكم منهجي في درس التفسير ... سيكون إن شاء الله تبارك وتعالى حوالي سبعة أرباع في اليوم .. طبعًا كثير .. ولكن هذا تقسيم البرنامج في خلال درس التفسير ، وإن شاء الله سوف نسهله عليكم بطريقتنا في خوض هذا التفسير إن شاء الله تبارك وتعالى ..
بداية ، أنت مطالب بالمفردات ، أي المعاني ، وما ترشد إليه الآيات ، وفي كل درس أو في كل موضوع سوف أطرح عليكم أسئلة ، تشمل لكم جميع ما نقوله اليوم .. وباختصار مع هذه الأسئلة سوف نذكر هذه السبعة أرباع في عناصر بسيطة إن شاء الله تبارك وتعالى ... أما أن يبدأ الإنسان بطريقة مفصلة في التفسير ، فهذا طبعًا يأخذ سنوات بل العمر كله ..
فبداية مقدمة التفسير ، معنى التفسير لغة واصطلاحا:
معنى التفسير لغة : يدور في اللغة على الكشف والبيان .. ومنه إخراج الشيء من مقام الخفاء إلى مقام التجلي .. يكون شيء مخفيا ثم تجليه ، فتظهره ، فهذا شرحه أو تفسيره .
أما اصطلاحًا: فهو علم يُعرف به معاني القرآن وأحكامه ..
أهمية علم التفسير :
ما أهمية علم التفسير ، هذا العلم يختص بماذا ؟، بكلام الله ، وكلام الله بالنسبة لله عز وجل صفة من صفاته ، وكلام الله صفة ، إذن فهذا العلم أشرف العلوم لأن شرف العلم بشرف المعلوم ، وكلام الله تعالى صفة من صفاته ، وشرف معرفة معاني كلامه لا يساويه شرف ..
ما قواعد التفسير ؟ وهل للتفسير قواعد؟
نقول نعم للتفسير قواعد كلية ، يتوصل بها الإنسان أو المفسر إلى معرفة معاني القرآن وأحكامه ، فقواعد التفسير بالنسبة للتفسير مثل أصول الفقه بالنسبة للأحكام الفقهية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية ... أصول الفقه بالنسبة للفقه هو بالضبط مثله مثل قواعد التفسير بالنسبة للتفسير ، فكما أن أصول الفقه تضبط الاستدلال وتُعرِّف الفقيه كيفية استنباط الأحكام من النصوص كذلك أيضًا قواعد التفسير تضبط الاستدلال من القرآن ، وتُعرِّف المفسر كيف يستدل بالقرآن على معانيه وأحكامه ...
إذن لو نظرنا ما هي علاقة قواعد التفسير بعلوم القرآن؟ ، جزء ولا هي علوم القرآن ، جزء من علوم القرآن ، علوم القرآن كثيرة جدًا ، منها قواعد التفسير . هذا بالنسبة لمعنى التفسير ..
أما القرآن : فالقرآن مصدر بمعنى اسم المفعول ، قرأ قرآنًا ، أي مقروء .. اسم مفعول مقروء .. اسم المفعول من الفعل الثلاثي على وزن مفعول .. فقرأ مقروء ، فنقول قرأ يقرأ قراءة فهو قرآنًا ...
وقرأ في اللغة: لها معنيان ، بمعنى تلا ، وبمعنى جمع .. ومنه القرية ، سميت قرية لماذا ؟ لأنها تجمع السكان ، والقرآن بهذا المعنى يكون بمعنى المتلو أو المجموع ..
ومما ذكره العلماء في معنى المجموع ، أي أن القرآن بمعنى المجموع ، أي الذي جمع كل ما في كتب الأولين .
ما هو القرآن ؟ طبعًا فيه فرق لما نقول القرآن كتعريف عقائدي ، وتعريف تفسيري .. طبعًا نقول أن القرآن هو كلام الله تعالى ، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، المتعبد بتلاوته - .
ماذا تعني المتعبد بتلاوته ؟ أي يثاب ، معنى المتعبد بتلاوته ، أي إذا تلاه فهو يتعبد لله عز وجل به فيؤجر عليه - وهو محفوظ بالصدور ، منقول بالتواتر ومن أنكر منه حرفًا مجمعا عليه بين القراء ، فهو كافر وكذلك أيضًا من ادعى أن شيئًا منه مكتوم كذلك ، مثل الشيعة ، عندهم قرآن فاطمة ، وقرآن علي وأن هذا القرآن ليس كل ما نزل على النبي ، بل فيه قرآن هناك مكتوم ، من ادعى ذلك فهو كافر ..
ما معنى القرآن في العقيدة؟
كلام الله غير مخلوق منه بدا وإليه يعود .
مصادر هذا العلم :
الذي يريد أن يفسر ، كيف يفسر؟
أولًا : القرآن ، يعني نفسر القرآن بالقرآن .
ثانيًا : السنة .
ثالثًا : المأثور عن الصحابة .
رابعًا : أصول الفقه .
خامسًا : علوم اللغة .
بعض علماء التفسير ، يقول : أن المفسر يحتاج لكي يفسر إلى خمسة عشرة علمًا ، هو نفس الخمسة لكنه فصل ، فقال مثلًا :
أولاً اللغة: يحتاج المفسر للغة ، لماذا لشرح مفردات الألفاظ، ومدلولاتها حسب الوضع .. يقول مجاهد رحمه الله : لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالمًا بلغات العرب .. إذن أنت تحتاج فعلًا للغة ، لا يأتي أحد يفسر وهو لا يعرف كيف يقرأ القرآن ، ولا يعرف التشكيل
ثانيًا: النحو ، ثالثًا : التصريف ، رابعًا: الاشتقاق ، خامسًا : علم المعاني ، سادسًا: البيان ، سابعًا: البديع ، ثامنًا: القراءات ، تاسعًا: أصول الدين ، عاشرًا : أصول الفقه ، الحادي عشر : أسباب النزول ، الثاني عشر : الناسخ والمنسوخ ، الثالث عشر: الفقه ، الرابع عشر : الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبين والمبهم ، الخامس عشر : علم الموهبات.
يعني أذكر من طرائف القرآن ، مثلًا علم التصريف مثلًا ، بعض الناس الكبيرة والناس في الأرياف ، كانوا يستدلوا ببعض الأشياء الخاطئة؛ لأنهم يجهلون بعلم التصريف مثلًا ..
ما هو علم التصريف ؟ هو علم تعرف به الأبنية والصيغ ، مثل المجرد والمزيد قال ابن فارس: ومن فاته علمه فاته المعظم ؛ لأنه وجد مثلًا كلمة مبهمة ، فإذا صرفناها ، اتضحت بمصادرها .
يقول الزمخشري : من بدع التفاسير ، قول من قال أن الإمام في قوله تعالى ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ قال : الإمام جمع أم ، ومن هنا تعرف الناس الذين يقولون : الناس يدعون يوم القيامة بأسماء أمهاتهم ... من أين جاءت ؟، جاءت من هنا ، يقولون : إن إمام جمع أم ، فيقال إن الناس يوم القيامة يدعون بأمهاتهم دون آبائهم ، وهذا غلط أوجبه جهل بالتصريف ، فإن أما لا تجمع على إمام إنما تجمع على .... هذا يعتبر نكتة من هذا العلم ، لأن هذا العلم يحتاج إلى مثل هذه العلوم العظيمة
ما هي مناهج المفسرين؟
ما معنى مناهج المفسرين ، المقصود بها الطرائق والخصائص التي يتميز بها التفسير . ويعني ذلك أن مناهج التفسير هي الطرق والشروط التي اتبعوها في تفاسيرهم .. طبعًا أنا لا أستطيع أن اقرأ في القرطبي أو الطبري أو الزمخشري أو أبو حيان التوحيد أو غير ذلك ، إلا إذا عرفت منهجه في التفسير ، وهذه المناهج متعددة ، والمفسرون منهم من يذكر شرطه في تفسيره ، تقرأ في المقدمة وشرطي في هذا التفسير كذا وكذا ، ومنهم من لا يذكر ..
فهذه المناهج كيف نعلمها ؟ كيف نعلم منهج ابن جرير في تفسيره ؟ أو ابن كثير في تفسيره؟
لمعرفة منهج المفسرين أحد طريقين :
الأول : أن ينص المفسر على شرطه في التفسير، فلو قرأنا لابن كثير مثلا ، سنجد أن ابن كثير نص على شرطه في تفسيره ومنهجه في تفسيره ، وكذلك القرطبي قال بوضوح : وشرطي فيه أني كذا وكذا وكذلك أيضًا أبو حيان الأندلسي في كتابه البحر المحيط ، وهكذا كثير من المفسرين في تفاسيرهم .
الثاني : أن يُعلم شرطه في التفسير عن طريق الاستقراء .
الاستقراء نوعان : استقراء تام أو أغلبي ، أو استقراء ناقص .. ومعنى استقراء أتت من كلمة قرأ والاستقراء هو قراءة الكتاب كله ... فتحيط به ، حتى تُبين إذا كان الاستقراء تامًا فهو حجة ، بمعنى أنه يدل على صحة ما بحث به بالاستقراء ، فمثلًا إذا ما استقرأت كتابًا أو تفسير من تفاسير أهل العلم ، فتقول منهج هذا المفسر في العقيدة كذا .. ومنهج هذا المفسر في الحديث أو في السنة كذا ومنهجه في الأحكام كذا ، ومنهجه في السيرة كذا ، ومنهجه في الإسرائيليات كذا ، فهذا يأتي بالاستقراء التام ، والاستقراء التام حجة .
كيف نشأ هذا التفسير؟
النبي صلى الله عليه وسلم لم ينُقل عنه التفسير الكثير ، ولكن نُقل عنه تفسير بعض الآيات والصحابة رضي الله عنهم نُقل عنهم من التفسير أكثر مما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أمثلة مما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفاسير:
*كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر الآيات بحسب الحاجة ، فمثلًا فسر النبي صلى الله عليه وسلم قوله تبارك وتعالى : ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ فقال الزيادة: هي النظر إلى وجهه سبحانه وتعالى ، اللهم إنا نسألك النظر إلى وجهك الكريم .
*أيضًا فسر النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: ﴿غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ فذكر المغضوب عليهم :اليهود ، والضالين: النصارى .
* وأيضًا ذكر ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ فقال ألا إن القوة هي الرمي
*وأيضًا ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ﴾ ففسر ذلك بالنهار والليل...
ومعلوم أن الصحابة كانوا يهابون أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصحابة بعد ذلك نُقل عنهم من التفسير الكثير ، لأنهم شاهدوا التنزيل وعاينوه ، فكانوا يعلمون أسباب النزول، فورثوا العلم بمعاني الآيات .
ومن الصحابة الذين نُقل عنهم من التفسير الكثير: ابن عباس ، وابن مسعود وعائشة ، وعمر وعلي وهؤلاء الخمسة يُكْثَرُ النقل عنهم في التفاسير ..
ما تميزت به تفاسير الصحابة.
1-بأنها اشتملت على الألفاظ القليلة والمعاني الكثيرة، قال ابن رجب : (كلام السلف قليل كثير الفائدة ، وكلام الخلف كثير قليل الفائدة )..
2- تميزت أيضًا تفاسير الصحابة أنها سليمة ، خالية من البدع والضلال في الاعتقاد .
3-وتميزت أيضًا بأنها يكثر فيها اختلاف التنوع ، ويقل فيها اختلاف التضاد .. فمثلًا الصراط فسره البعض بالقرآن والبعض بالسنة والبعض بالإسلام، وهذا اختلاف تنوع ..
المدارس التي درس فيها الصحابة التفسير: كان للصحابة مدارس في التفسير :
1-مدرسة الكوفة لابن مسعود : وخُرِّجَ منها تلميذه أبو عبيدة السلماني والربيع بن خُثيم ، وغيره ، وكذلك من التابعين مثل سعيد بن جُبير وعكرمة وطاووس وغيرهم ...
2-مدرسة المدينة لعلي بن طالب: ومن تلامذته ابن عباس ،.
3- ابن عباس في مكة: ومن أبرز تلامذته مجاهد بن جبر أبو الحجاج الذي عرض على ابن عباس التفسير ثلاث مرات يوقفه عند كل آية .. من أوله إلى آخره ، يسأله ويجيبه ... ولهذا قال بعض أئمة السلف : (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به .).. ويتميز تفسيره بالتفسير بالسنة واللغة العربية والاجتهاد
بداية تدوين التفسير.
بعد ذلك جاء التابعون ، وتابعوا التابعين فتوسعوا في التفسير ، ومن ثم بدأ تدوين التفسير ، وبدأت كتابة التفسير ، فالتفسير كان في عهد الصحابة كان محفوظا في الصدور ، ينقله التابعون عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن بدأ تصنيف التفسير ...
مصنفات في علم التفسير.
ومن هذه المصنفات الأول تفسير السُّدي ، الكبير ، إسماعيل بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ثم توسعت الكتابة في التفسير حتى أصبح للتفسير مدارس ، كمدرسة التفسير بالأثر ومدارس النحو التي تمت بالإعراب ، ومدارس الأحكام التي اهتمت بأحكام القرآن، وهناك مدارس أيضًا التفسير الموسوعي ، وتفاسير مختلف العصر الحديث كالتفسير العقلي ، كما وجد في محمد عبده ومحمد رشيد رضا وغير ذلك من التفاسير ، وهناك تفاسير في آخر الزمان، التي هي التفاسير الهامشي ، التي يكون على هامش المصحف لحاجة الناس لبيان معاني القرآن ، ومنهم من اختصر تفسير الطبري ، فجعله على هامش المصحف ..
أيضًا هناك مدرسة أخرى من المدرسة العقلية للتفسير الدعوي ، فكان يرجع الناس إلى الدعوة ويجعل لحاجة الناس إلى الدعوة من خلال القرآن الكريم ، ومنهم من كان تفسيره على مدرسته أو على حسب طريقته ، فممن فسر القرآن من جماعة التبليغ ، ومنهم من فسر القرآن من جماعة الإخوان ومنهم من فسر القرآن من جامعة النور في تركيا ، وغير ذلك من التفاسير ...
هناك أيضًا تفاسير أيضًا مترجمة للغات أخر ، وتسمي ترجمات القرآن ، هناك بعض التفاسير بالنظر إلى الأحكام الفقهية ، مثل تفسير أضواء البيان للشنقيطي ، وتفسير القرآن باللغويات بالبلاغة أو النحو مثل تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور ، وهناك التفسير بالأثر مثل تفسير السعدي رحمه الله ، وكما نعلم فالتفسير بالأثر من أفضل التفاسير، لأنه يفسر القرآن بالقرآن ، والقرآن بالسنة وبالمأثور عن الصحابة ، وكثيرًا ما يخلو من الأخطاء في العقيدة ويسلم من الانحرافات والضلالات وغير ذلك ... هذه النقطة الأولى إن شاء الله تبارك وتعالى في مقدمة التفسير .... استغفر الله العظيم لي ولكم ...
انتهى الدرس الأول في التفسير
نسألكم الدعاء أختكم أم محمد الظن