![]() |
الفوائد المطلوبه من المقرر التاسع:
تقسيم العهد المدني إلى ثلاث مراحل: ـ مرحلة تأسيس المجتمع الإسلامي، ـ مرحلة الصلح مع العدو الأكبر، مرحلة استقبال الوفود، ودخول الناس في دين الله أفواجًا سكان المدينة وأحوالهم عند الهجرة : والذين قابلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة كانوا على ثلاثة أصناف، يختلف أحوال كل واحد منها بالنسبة إلى الآخر اختلافًا واضحًا، وكان يواجه بالنسبة إلى كل صنف منها مسائل عديدة غير المسائل التي كان يواجهها بالنسبة إلى الآخر. وهذه الأصناف الثلاثة هي: 1 ـ أصحابه الصفوة الكرام البررة رضي الله عنهم. 2 ـ المشركون الذين لم يؤمنوا بعد، وهم من صميم قبائل المدينة. 3 ـ اليهــود المرحلة الأولى: بناء مجتمع جديد بناء المسجد النبوي المؤاخاة بين المسلمين ميثاق التحالف الإسلامي أثر المعنويات في المجتمع الكفاح الدامي استفزازات قريش واتصالهم بعبد الله بن أبي إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام قريش تهدد المهاجرين الإذان بالقتال الغزوات والسيرايا قبل بدر |
الفوائد من المقرر العاشر:لغزوة بدر خصوصية مطلقة حيث كانت أول تجربة نصر للمسلمين وأول طعم للغنائم للمسلمين سماها الله سبحانه يوم الفرقان لأنه فرق بين الحق والباطل وبانت لأول مرة في تاريخ الإسلام بوارق الحق بصورتها الجديدة .
و أول تجربة ناجحة في حياة الأمة هي أهم تجاربها وهي التي ترسم لها طريقها وتحدد لها معالمها وهي دائما تذكرها بفخر واعتزاز. وغزوة بدر أول تجربة ناجحة في حياةهذه الأمة ما زلنا نذكرها بفخر واعتزاز بل إن الله جعل حيثياتها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة |
فوائد من المقرر العاشر مدي حب الصحابه لرسول الله صلي الله عليه وسلم :- عندما أستشار النبي الأنصار في مواجهة جيش مكه قام سعد بن معاذ فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًا عليها ألا تنصرك إلا في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم: فاظعن حيث شئت، وصِلْ حَبْل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فهو الله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غِمْدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك. الديمقراطيه وخضوع النبي لرأي أحد الجنود في سبيل مصلحة المسلمين :- عندما تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر، ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه، فنزل عشاء أدنى ماء من مياه بدر، وهنا قام الحُبَاب بن المنذر كخبير عسكرى وقال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلًا أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة). قال: يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتى أدنى ماء من القوم ـ قريش ـ فننزله ونغوّر ـ أي نُخَرِّب ـ ما وراءه من القُلُب، ثم نبني عليه حوضًا، فنملأه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أشرت بالرأي). فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيش حتى أتى أقرب ماء من العدو، فنزل عليه شطر الليل، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من القلب. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حيا الله أخواتي في مجموعة المغفرة ، عذرا لأنقطاعي لظروف خارجة عن الإراده ومازالت تلك الظروف التي قد تمنعني من المتابعه بالترتيب فأرجو عذري إذا لم أنتظم اسبوعيا بوضع الفوائد .. ونسأل الله أن يعيننا عل طاعته . فوائد المقررات من التاسع حتى الرابع عشر .. أن الرسول صلى الله عليه وسلم القائد الأعظم كان يتمتع من الصفات المعنوية والظاهرة ، ومن الكمالات والمواهب والأمجاد والفضائل ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال بماجعلته تهوى إلية الأفئدة وتتفانى عليه النفوس فما يتكلم كلمة إلا وأصحابه رضي الله عنهم يبادرون إلى إمتثالها وما يأتي برشد وتوجيه إلا ويتسابقون إلى التحلي به . ولنا في رسول الله أسوة حسنة . - رسخ الرسول صلى الله عليخ وسلم قواعد المجتمع الاسلامي الجديد بالمدينة ، بإقامة الوحدة العقائدية والسياسية والنظامية بين المسلمين ، ورأى أن يقوم بتنظيم علاقاته بغير المسلمين . - بعد استقرار المسلمين بالمدينة مازالت اسفزازات قريش تصلهم واتصالهم بالمنافقين خاصة اتصالهم بعبدالله بن أبي . - بعد نزول الإذن بالقتال في القران الكريم بدأ ت الغزوات والسرايا قبل غزوة بدر ونتائج الغزوات والسرايا التي تبشر بالخير للمسلمين . - -- في معركة بدر الفاصلة لم يعزم على أحد بالخروج / بل ترك ذلك للرغبة المطلقة . - - _كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ بمشورة أصحابة لما يرى في سداد ذلك الرأي والدليل على ذلك عندما اقترح سعد بن معاذ ان يبني المسلون مقرا لقيادته استعداد ا للطواريء ، حيث قال: يابني الله ألا نبني لك عريشا تكون فيه ونعد عندك ركائبك ... فأثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وبنى المسلمون عريشا . - رفع لواء الحق في معركة بدر الفاصلة ولم ينظروا لقريب أو بعيد بل ينظرون إلى نصرة دين الحق وكانت هذه المعركة أول لقاء مسلح بين المسلمين والمشركين . - -بعد الخطة الحكيمة والقيادة الفذة لجيش المسلمين انتصر المسلمين على المشركين في غزوة وبدر ونظر المسلمون إلى ماوعدهم ربهم بالنصر المؤزر . - - أثر انتصار هم في غزوة بدر على نفوس المسلمين من رفع معنوياتهم واظهار هيبتهم على أعداء الإسلام . ووفود المهنئين للرسول صلى الله عليه وسلم على هذا النصر المؤزر . - - كيفية تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأسرى وحكمته وتعليمه للأمة بطريقة تعامله ومنها أن سهيل بن عمرو وقع أسيراً، وكان خطيبا مصقعا فقال عمر : يارسول الله ، انزع ثنيتي سهيل يدلع لسانه ، فلا يقوم خطيبا عليك في موطن أبداً بيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفض هذا الطلب ، احترازا عن المثلة ، وعن بطش الله يوم القيامة . - - حرص اليهود ومحاولاتهم في إثارة القلاقل والتحريشات في المسلمين ن وإقامة العراقيل في سبيل الدعوة الإسلامية ولهم خطط شتى في هذا السبيل قاتلهم الله .. وكما نرى في واقعنا اليوم مازالت تلك الخطط قائمة حتى يومنا هذا . - -تآمر المشركون واليهود والمنافقون على رسو ل الله صلى الله عليه وسلم ، وتوالت الغزوات بعد بدر الكبرى . - -كانت غزوة ذي أمر هي أكبر حملة عسكرية قادها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل معركة أحد ؛ وذلك بعدما جاء خبر ا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعا كبيرا من بني ثعلبه يريد الإغارة على أطراف المدينة ، وأقام هناك صفرا كله ليشعر الأعراب بقوة المسلمين ، ويستولي عليهم الرعب والرهبة . - -إيذاء كعب بن الأشرف لنساء الصحابة بسلاطة لسانة أشد الإيذاء ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : من لكعب بن الاشرف ؟ فإنه آذى الله ورسوله فقام محمد بن سلمة فقال أنا يارسول الله أتحب ان أقتله قال نعم ... وقد تم قتله . - - حكمة الله تعالى في موقف المسلمين من معركة أحد واثر هذه الغزوة وتعتبر كشف غطاء عن المنافقين وتعرف المسلمون على الأفاعي التي تتحرك تحت ملابسهم وأكمامهم . - - محاولة قريش في بث الفشل بين صفوف المسلمين لكن باؤوا بالفشل لأنهم أهل إيمان وهذا دليل على هيبتهم . - بسالة أهل الإيمان في ساحة المعركة ( غزوة أحد ) وظهروا في أعلى الشجاعة الفذة التي لاق بها جيوش الكفر . ومما لا شك أن المشركين كانوا يهدفون إلى القضاء على الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا أن القرشيين ، سعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله قاما ببطولة نادرة وقاتلا ببسالة منقطعة النظير ، حتى لم يتركا (وهما اثنان ) سبيلا إلى نجاح المشركين في هدفهم . - - تحدث القران حول موضع المعركة من حيث الأسباب التي أدت إلى هذه الخسارة ، والنواحي الضعيفة التي لم تزل في طوائف أهل الإيمان ، والأهداف النبيلة التي أنشئت للحصول عليها هذه الأمة ، وتحدث عن موقف المنافقين ، وأشار إلى الحكم والغايات المحمودة التي تمخضت عنها هذه المعركة . - -أن جميع أعداء الإسلام من اليهود والمنافقين والمشركين كانوا يعرفون جيدا أن سبب غلبة الإسلام ليس التفوق المادي وكثرة السلاح والجيوش والعدد ، وإنما السبب القيم والأخلاق والمثل التي يتمتع بها المجتمع الإسلامي . - - أن السرايا والغزوات بعد غزوة الأحزاب وبني قريظة لم يجر في واحده منها قتال مرير بل مصادمات خفيفة ما هي إلا دوريات استطلاعية أو تحركات تأديبية . - إن هدنة الحديبية كانت بداية طور جديد في حياة الإسلام والمسلمين ، قد أعطت للمسلمين فرصة كبيرة لنشر الدعوة الإسلامية وإبلاغها .. - - بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بمكاتبة الملوك ليدعوهم للإسلام فقد اختار من أصحابه رسلا لهم معرفة وخبرة . - -موقف قيصر ملك الروم من كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم وردة فعله عندما أجاب دحية الكلبي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه على كل أسئلته .. - -أن خيبر تعتبر وكر للدس والمؤامرات ومركز استفزازات العسكرية ومعدن التحرشات وإثارة الحروب كانت الجديرة بالتفات المسلمين أولا ، وما حدث بها من فتوحات للحصون والحصول على غنائم كثيرة بخيبر . - -أن الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء فتحه للحصون في خيبر لم يخلي المدينة تماما ولا سيما بعد انقضاء الأشهر الحرم وان الأعراب تريد غرة المسلمين تريد النهب والسلب وأعمال القرصنة ، فمن حسن قيادته العسكرية وحزمه أنه أرسل سريه بقيادة أبان سعيد لإرهاب الأعراب . - - أن لغزوة مؤتة الأثر الكبير لسمعة المسلمين لـ أنهم واجهوا الرومان جيث الرومان تعتبروا اكبر قوة على الأرض وعُرِف أنهم مؤيدون ومنصورون من عند الله والقابئل اللدودة التي تثور على المسلمين جنحت بعد هذه المعركة إلى الإسلام . |
فوائد من المقرر الحادي عشر 1- كان في قصة أحد وما أصيب به المسلمون فيها من الفوائد والحكم الربانية أشياء عظيمة، منها تعريف المسلمين سوء عاقبة المعصية، وشؤم ارتكاب النهي؛ لما وقع من ترك الرماة موقفهم الذي أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يبرحوا منه. 2-لو انتصر المسلمون دائماً دخل في المؤمنين من ليس منهم، ولم يتميز الصادق من غيره، ولو انكسروا دائماً لم يحصل المقصود من البعثة، فاقتضت الحكمة الجمع بين الأمرين لتمييز الصادق من الكاذب، وذلك أن نفاق المنافقين كان مخفياً عن المسلمين، فلما جرت هذه القصة ( ما جري في أحد ) ، وأظهر أهل النفاق ما أظهروه من الفعل والقول عاد التلويح تصريحاً، وعرف المسلمون أن لهم عدواً في دورهم، فاستعدوا لهم وتحرزوا منهم. 3- اليهود كانوا يتحرقون على الإسلام والمسلمين إلا أنهم لم يكونوا أصحاب حرب وضرب، بل كانوا أصحاب دس ومؤامرة، فكانوا يجاهرون بالحقد والعداوة، ويختارون أنواعاً من الحيل ؛ لإيقاع الإيذاء بالمسلمين دون أن يقوموا للقتال مع ما كان بينهم وبين المسلمين من عهود ومواثيق , ولكنهم بعد وقعة أحد تجرأوا، فكاشفوا بالعداوة والغدر، وأخذوا يتصلون بالمنافقين وبالمشركين من أهل مكة سراً، ويعملون لصالحهم ضد المسلمين . |
فوائد من المقرر الثاني عشر 1- كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يشارك المسلمين في العمل مما كان يرفع من همة المسلمين :- عن البراء بن عازب قال: رأيته صلى الله عليه وسلم ينقل من تراب الخندق حتى واري عني الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشعر. 2- آيات من أعلام النبوة :- رأي جابر بن عبد الله في النبي صلى الله عليه وسلم خمصاً شديدًا فذبح بهيمة، وطحنت امرأته صاعاً من شعير، ثم التمس من رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً أن يأتي في نفر من أصحابه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بجميع أهل الخندق، وهم ألف، فأكلوا من ذلك الطعام وشبعوا، وبقيت بُرْمَة اللحم تغط به كما هي، وبقي العجين يخبز كما هو. 3- أهمية إتقان العمل :- ولما أراد المشركون مهاجمة المسلمين واقتحام المدينة، وجدوا خندقاً عريضاً يحول بينهم وبينها، فأخذ المشركون يدورون حول الخندق غضاباً، يتحسسون نقطة ضعيفة ؛ لينحدروا منها . 4-إن معركة الأحزاب لم تكن معركة خسائر، بل كانت معركة أعصاب :- لم يجر فيها قتال مرير، إلا أنها كانت من أحسم المعارك في تاريخ الإسلام، تمخضت عن تخاذل المشركين، وأفادت أن أية قوة من قوات العرب لا تستطيع استئصال القوة الصغيرة التي تنمو في المدينة ؛ لأن العرب لم تكن تستطيع أن تأتي بجمع أقوي مما أتت به في الأحزاب، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أجلي الله الأحزاب: (الآن نغزوهم، ولا يغزونا، نحن نسير إليهم). |
حبيباتي الغاليات الغائبات
محبة الصحابة بدر الدجى إيمان بالله حياة الدعيس محبة أبي القاسم أتممن ما بدأتن به فقد طالت غيبتكن وقرب موعد الامتحان غالياتي ليس هذا عهدي بكن غفر الله لي ولكن يا مجموعة المغفرة |
فوائد من المقرر الثالث عشر
-إن صلح الحديبية كان بداية طور جديد في حياة الإسلام والمسلمين، فقد كانت قريش أقوي قوة وأعندها وألدها في عداء الإسلام، وبانسحابها عن ميدان الحرب إلى رحاب الأمن والسلام انكسر أقوي جناح من أجنحة الأحزاب الثلاثة ـ قريش وغَطَفَان واليهود ـ ولما كانت قريش ممثلة للوثنية، وزعيمتهم في ربوع جزيرة العرب انخفضت حدة مشاعر الوثنيين، وانهارت نزعاتها العدائية إلى حد كبير، ولذلك لا نري لغطفان استفزازاً كبيراً بعد هذه الهدنة، وجل ما جاء منهم إنما جاء من قبل إغراء اليهود. -أما اليهود فكانوا قد جعلوا خيبر بعد جلائهم عن يثرب وكرا للدس والتآمر، وكانت شياطينهم تبيض هناك وتفرخ، وتؤجج نار الفتنة، وتغري الأعراب الضاربة حول المدينة، وتبيت للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، أو لإلحاق الخسائر الفادحة بهم، ولذلك كان أول إقدام حاسم من النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا الصلح هو شن الحرب الفاصلة على هذا الوكر. -ثم إن هذه المرحلة التي بدأت بعد الصلح أعطت المسلمين فرصة كبيرة لنشر الدعوة الإسلامية وإبلاغها، وقد تضاعف نشاط المسلمين في هذا المجال، وبرز نشاطهم في هذا الوجه على نشاطهم العسكري ؛ إذ الدعوة الإسلامية هي المقدمة طبعاً، بل ذلك هو الهدف الذي عاني له المسلمون ما عانوه من المصائب والآلام، والحروب والفتن، والقلاقل والاضطرابات. |
فوائد من المقرر الرابع عشر
-لما كانت ليلة الدخول بخيبر قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، [يفتح الله على يديه ]) فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: (أين علي بن أبي طالب؟) فقالوا: يا رسول الله، هو يشتكي عينيه، قال: (فأرسلوا إليه)، فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرئ، كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، قال: (انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله، لأن يهدي الله بك رجلا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم). -قال أبو موسي: بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه في بضع وخمسين رجلاً من قومي، ركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفرًا وأصحابه عنده، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح خيبر، فأسهم لنا، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئا إلا لمن شهد معه، إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معهم. ولما قدم جعفر على النبي صلى الله عليه وسلم تلقاه وقَبَّلَ ما بين عينيه وقال: (والله ما أدري بأيهما أفرح؟ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر). |
الفوائد من المقرر الخامس عشر إلى الأخير 1- غزوة فتح مكة هي المعركة الفاصلة والفتح الأعظم الذي قضى على كيان الوثنية قضاء باتاً ، وكان صلح الحديبية مقدمة وتوطئة بين يدي هذا الفتح العظيم ، أمن الناس به وكلم بعضهم بعضا ، وناظره في الإسلام ، وتمكن من اختفى من المسلمين بمكة من إظهار دينه والعودة إليه والمناظرة عليه ، ودخل بسببه كثير في الإسلام . 2- موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى قريش كتابا يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين قال عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب عنقه ، فإنه خان الله ورسوله ، وقد نافق ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنه قد شهد بدرا ، ومايدريك يا عمر ، لعل الله قد أطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم " فذرفت عينا عمر ، وقال : الله ورسوله أعلم . 3- غزوة الطائف امتداد لغزوة حنين، وذلك أن معظم فلول هَوَازن وثَقِيف دخلوا الطائف مع القائد العام وتحصنوا بها، فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من حنين وجمع الغنائم بالجعرانة، في الشهر نفسه شوال 8 هـ . 4- قرار الرسول صلى الله عليه وسلم بالقيام بغزوة فاصلة يخوضها المسلمون ضد الرومان في حدودهم ؛ لأنه كان ينظر إلى الظروف والتطورات بنظر أدق وأحكم من هذا كله، إنه كان يري أنه لو تواني وتكاسل عن غزو الرومان في هذه الظروف الحاسمة، وترك الرومان لتجوس خلال المناطق التي كانت تحت سيطرة الإسلام ونفوذه، وتزحف إلى المدينة كان له أسوأ أثر على الدعوة الإسلامية وعلى سمعة المسلمين العسكرية،فالجاهلية التي تلفظ نفسها الأخير بعد ما لقيت من الضربة القاصمة في حنين ستحيا مرة أخري. 5- أثر أثر غزوة تبوك في بسط نفوذ المسلمين وتقويته على جزيرة العرب، فقد تبين للناس أنه ليس لأي قوة من القوات أن تعيش في العرب سوي قوة الإسلام ، وتتابع الوفود وتكاثرها بلغ إلى القمة بعد هذه الغزوة . 6- مدى اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاة مع ماكان به من شدة المرض وكان آخر ماوصى به الناس قوله : " الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم " كرر ذلك مراراً. 7- النبي صلى الله عليه وسلم كان ممتازاً عن أمته بحل التزويج بأكثر من أربع زوجات لأغراض ، فكان عدد من عقد عليهن ثلاث عشرة امرأة ، منهن تسع مات عنهن ، واثنتان توفيتا في حياته احداهما خديجة والأخرى أم المساكين زينب بنت خزيمة ، واثنتان لم يدخل بهما . وهناك نكاح واحد كان لنقض تقليد جاهلي متأصل، وهي قاعدة التبني ، قدر الله أن يكون هدم تلك القاعدة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبذاته الشريفة. 8- كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز من جمال خَلْقه وكمال خُلُقه بما لا يحيط بوصفه البيان، وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله، والرجال تفانوا في حياطته وإكباره، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره،ومن تواضعه عليه الصلاة والسلا م كان في بعض أسفاره فأمر بإصلاح شاة، فقال رجل: على ذبحها، وقال آخر: على سلخها، وقال آخر على طبخها، فقال صلى الله عليه وسلم: (وعلي جمع الحطب)، فقالوا: نحن نكفيك. فقال: "قد علمت أنكم تكفوني ولكني أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه"، وقام وجمع الحطب. اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. |
فوائد من المقرر الحادي عشر:
صور بطولية من المعركة: تجلت صور رائعة من البطولة والشجاعة والإيمان لرجال ونساء المسلمين في غزوة أحد، وكذلك حدثت بعض المعجزات، لتكون عظة وذكرى وتبصرة للمؤمنين، فهذا أبي بن خلف يقبل على النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد حلف أن يقتله، وأيقن أن الفرصة قد حانت، فجاء يقول: يا كذاب، أين تفر؟ وحمل على الرسول صلى الله عليه وسلم بسيفه، فقال صلى الله عليه وسلم: (بل أنا قاتله إن شاء الله) وطعنه صلى الله عليه وسلم طعنة وقع منها، فما لبث أن مات.. ويمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفه قبل بدء المعركة ويقول: (من يأخذ هذا السيف بحقه؟) فتأخر القوم، فقال أبو دجانة: وما حقه يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (أن تضرب به في العدو حتى ينحني) فقال أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فأعطاه إياه. وكان أبو دجانة رجلا شجاعًا يختال عند الحرب، وكانت له عصابة حمراء إذا اعتصب بها فإنه يقاتل حتى الموت، فأخذ أبو دجانة السيف وهو يقول: أنـا الذي عَاهَـدني خَليلـي ونَحـنُ بالسَّفـْحِ لـَدي النَّخيــل ألا أقُـوم الدَّهـرَ في الكُيـول أضْـربُ بسيــف اللـهِ والرسولِ والكيول هي مؤخرة الصفوف، فكأنه يقول: لن أكون أبدًا إلا في المقدمة ما دمت أحمل هذا السيف. وأخذ (أبو دجانة) يضرب المشركين بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأثناء المعركة رأي أبو دجانة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أصبح هدفًا لنبال المشركين بعد أن فرَّ المسلمون، فأسرع أبو دجانة واحتضن الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار النبل يقع على ظهر أبي دجانة وهو منحن على جسم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى انتهت المعركة. ومرَّ (أنس بن النضر) -رضي الله عنه- على بعض الصحابة فوجدهم لا يقاتلون، وعندما سألهم عن سبب امتناعهم عن القتال، قالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أنس: ما تصنعون بالحياة بعده؟! قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم توجه إلى الله تعالى وقال: (اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء (المسلمون الفارون) وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء أي (المشركون المعتدون) وظل أنس يقاتل حتى قتل، فوجدوا في جسده بضعًا وثمانين جرحًا ما بين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم، فما عرفه أحد إلا أخته بعلامة كانت تعرفها في إصبعه. وهذا غسيل الملائكة (حنظلة بن أبي عامر) الذي تزوج جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، وفي اليوم التالي لزواجه يسمع نداء القتال، فيخرج وهو جنب ملبيًا النداء، ويقاتل في سبيل الله حتى يُقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن صاحبكم تغسله الملائكة). وهذا (قتادة بن النعمان) أصيبت عينه، ووقعت على خده، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عينه بيده، وردها إلى موضعها، وقال: (اللهم أكسبه جمالاً) فكانت أحسن عينيه، وأحدَّهما نظرًا وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى.. وليست النساء أقل بطولة من الرجال، فهذه (صفية بنت عبد المطلب) لما رأت المسلمين قد انهزموا، وفر بعضهم من ميدان المعركة، أمسكت رمحًا تضرب به من فر من المسلمين، وتحثه على العودة إلى القتال، ولما علمت بمقتل أخيها حمزة ذهبت لتنظر إليه، فلقيها الزبير: فقال: أي أمه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي، قالت: ولِمَ؟ وقد بلغني أنه قد مُثِّل بأخي، وذلك في الله، لأصبرن، وأحتسبن إن شاء الله. فلما جاء الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبره بذلك، قال: (خلوا سبيلها) فنظرت إليه، فصلت عليه، واسترجعت واستغفرت له. ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها، وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذكروا لها ما حدث لأخيها ولأبيها ولزوجها قالت: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيرًا، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فأشاروا إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل (صغيرة)!! وهكذا يسمو حب المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم فوق كل حب، إنه حب يعلو فوق حب الآباء والأبناء والأزواج. |
الفوائدمن المقررالثاني عشر الى الاخير
-إن معركة الأحزاب لم تكن معركة خسائر ، بل كانت معركة أعصاب ، لم يجر فيها قتال مرير ، إلا أنها كانت من أحسم
المعارك في تاريخ الإسلام ، تمخضت عن تخاذل المشركين ، وأفادت أن أية قوة من قوات العرب لا تستطيع استئصال القوة الصغيرة التي تنمو في المدينة ، لأن العرب لم تكن تستطيع أن تأتي بجمع أقوى مما أتت به في الأحزاب ، ولذلك قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) حين أجلى الله الأحزاب : " الآن نغزوهم ، ولا يغزونا ، نحن نسير إليهم " . وأنزل الله تعالى في غزوة الأحزاب وبني قريظة آيات من سورة الأحزاب ، ذكر فيها أهم جزئيات الوقعة ، وبين حال المؤمنين والمنافقين ، ثم تخذيل الأحزاب ، ونتائج الغدر من أهل الكتاب . 2-ولما فرغ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) من الأحزاب وقريظة أخذ يوجه حملات تأديبية إلى القبائل والأعراب ، الذين لم يكونوا يستكينون للأمن والسلام إلا بالقوة القاهرة . 3- دور المنافقين قبل غزوة بني المصطلق وبعدها مما أحدث البلبلة والاضطراب في المجتمع الاسلامي 4- وقعة الحديبية هذه الواقعة التي كانت بداية طور جديد للمسلمين 5- مكاتبة الملوك والأمراء 6-غزوة الغابة أو غزوة ذي قرد هذه الغزوة حركة مطـاردة ضد فصيلة من بني فَزَارة قامت بعمل القرصنة في لِقَاحِ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) . وهي أول غزوة غزاها رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بعد الحديبية ، وقبل خيبر 7-غزوة خيبر هذه الغزوة التي أدب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود الذين طالما حرضوا وتآمروا عليه وأثاروا غيرهم على الغدر والخيانة 7- بعد هذه الغزوة تفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الاعراب القساة الضاربين 8-معركة مؤتةوهذه المعركة أكبر لقاء مُثْخِن ، وأعظم حرب دامية خاضها المسلمون في حياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهي مقدمة وتمهيد لفتوح بلدان النصارى 9- غزوة فتح مكة هو الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمـين ، واستنقذ به بلــده وبيته الذي جعله هدى للعالمين ، من أيدي الكفار والمشركين ، وهو الفتح الذي استبشر بـه أهـل السمـاء، وضـربت أطناب عِزِّه على مناكب الجوزاء ، ودخل الناس به فــي ديــن الله أفواجـاً ، وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجاً . 10- المرحلة الثالثة وهي آخر مرحلة من مراحل حياة الرسول(صلى الله عليه وسلم) ، تمثل النتائج التي أثمرتها دعوته الإسلامية بعد جهاد طويل وعناء ومتاعب وقلاقل وفتن واضطرابات ومعارك وحروب دامية واجهتها طيلة بضعة وعشرين عامًا . وفيها غزوة حنين وغزوة تبوك 11-دخول الناس في دين الله أفواجا بعد هذا الجهاد الطويل الذي من الله به على نبيه وامتاز به عن سائر الانبياء والمرسلين 12-حجة الوداع هذه الحجة التى اراد رسول الله أن يتم رسالتة ويشهد الله على أنه بلغه الرسالة 13-وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم والوصايا التي تركها لامتة وموقف الصحابة من وفاتة 14- صفاته واخلاقه الشريفة التي ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يقتدي بها ويدافع عن نبيه ولا يقبل أي شبهة عليه وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين |
فوائد المقرر الخامس عشر :
رحمة رسول الله صلي الله عليه وسلم وعفوه عمن أساء اليه: لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان ابن الحارث وابن عمته عبد الله بن أبي أمية، فأعرض عنهما، لما كان يلقاه منهما من شدة الأذي والهجو، فقالت له أم سلمة: لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقي الناس بك. وقال على لأبي سفيان بن الحارث: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف: {قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف:91]، فإنه لا يرضي أن يكون أحد أحسن منه قولاً. ففعل ذلك أبو سفيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}. 2- أسلوب رقيق في الدعوة الي الله : لما دخل ابو سفيان علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال له :- ( ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟) قال: بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك؟ لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغني عني شيئاً بعد. قال: (ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟)، قال: بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك: أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء. فقال له العباس: ويحك أسلم، واشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، قبل أن تضرب عنقك، فأسلم وشهد شهادة الحق. |
فوائد من المقرر السادس عشر
- إذا نظرنا إلى غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وبعوثه وسراياه، لا يمكن لنا ولا لأحد ممن ينظر في أوضاع الحروب وآثارها وخلفياتها ـ لا يمكن لنا إلا أن نقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكبر قائد عسكري في الدنيا، وأشدهم وأعمقهم فراسة وتيقظاً، إنه صاحب عبقرية فذة في هذا الوصف، كما كان سيد الرسل وأعظمهم في صفة النبوة والرسالة، فلم يخض معركة من المعارك إلا في الظرف ومن الجهة اللذين يقتضيهما الحزم والشجاعة والتدبير، ولذلك لم يفشل في أي معركة من المعارك التي خاضها لغلطة في الحكمة وما إليها من تعبئة الجيش وتعيينه على المراكز الاستراتيجية، واحتلال أفضل المواضع وأوثقها للمجابهة، واختيار أفضل خطة لإدارة دفة القتال، بل أثبت في كل ذلك أن له نوعاً آخر من القيادة غير ما عرفتها الدنيا في القواد. ولم يقع ما وقع في أُحد وحنين إلا من بعض الضعف في أفراد الجيش ـ في حنين ـ أو من جهة معصيتهم أوامره وتركهم التقيد والالتزام بالحكمة والخطة اللتين كان أوجبهما عليهم من حيث الوجهه العسكرية. وقد تجلت عبقريته صلى الله عليه وسلم في هاتين الغزوتين عند هزيمة المسلمين، فقد ثبت مجابهاً للعدو، واستطاع بحكمته الفذة أن يخيبهم في أهدافهم ـ كما فعل في أحد ـ أو يغير مجري الحرب حتى يبدل الهزيمة انتصاراً ـ كما في حنين ـ مع أن مثل هذا التطور الخطير، ومثل هذه الهزيمة الساحقة تأخذان بمشاعر القواد، وتتركان على أعصابهم أسوأ أثر، لا يبقي لهم بعد ذلك إلا هم النجاة بأنفسهم. -هذه من ناحية القيادة العسكرية الخالصة، أما من نواح أخري، فإنه استطاع بهذه الغزوات فرض الأمن وبسط السلام، وإطفاء نار الفتنة، وكسر شوكة الأعداء في صراع الإسلام والوثنية، وإلجائهم إلى المصالحة، وتخلية السبيل لنشر الدعوة، كما استطاع أن يتعرف على المخلصين من أصحابه ممن هو يبطن النفاق، ويضمر نوازع الغدر والخيانة. -وقد أنشأ طائفة كبيرة من القواد، الذين لاقوا بعده الفرس والرومان في ميادين العراق والشام، ففاقوهم في تخطيط الحروب وإدارة دفة القتال، حتى استطاعوا إجلاءهم من أرضهم وديارهم وأموالهم من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكيهن. -كما استطاع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بفضل هذه الغزوات أن يوفر السكني والأرض والحرف والمشاغل للمسلمين، حتى تَفَصَّي من كثير من مشاكل اللاجئين الذين لم يكن لهم مال ولا دار، وهيأ السلاح والكُرَاع والعدة والنفقات، حصل على كل ذلك من غير أن يقوم بمثقال ذرة من الظلم والطغيان والبغي والعدوان على عباد اللّه. وقد غير أغراض الحروب وأهدافها التي كانت تضطرم نار الحرب لأجلها في الجاهلية، فبينما كانت الحرب عبارة عن النهب والسلب والقتل والإغارة والظلم والبغي والعدوان، وأخذ الثأر، والفوز بالوَتَر، وكبت الضعيف، وتخريب العمران، وتدمير البنيان، وهتك حرمات النساء، والقسوة بالضعاف والولائد والصبيان، وإهلاك الحرث والنسل، والعبث والفساد في الأرض ـ في الجاهلية ـ إذ صارت هذه الحرب ـ في الإسلام ـ جهاداً في تحقيق أهداف نبيلة ، وأغراض سامية، وغايات محمودة، يعتز بها المجتمع الإنساني في كل زمان ومكان، فقد صارت الحرب جهاداً في تخليص الإنسان من نظام القهر والعدوان، إلى نظام العدالة والنَّصَف، من نظام يأكل فيه القوي الضعيف، إلى نظام يصير فيه القوي ضعيفاً حتى يؤخذ منه، وصارت جهاداً في تخليص {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} [النساء:75]. وصارت جهاداً في تطهير أرض اللّه من الغدر والخيانة والإثم والعدوان، إلى بسط الأمن والسلامة والرأفة والرحمة ومراعاة الحقوق والمروءة. كما شرع للحروب قواعد شريفة ألزم التقيد بها على جنوده وقوادها، ولم يسمح لهم الخروج عنها بحال. روي سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوي اللّه عز وجل، ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: (اغزوا بسم اللّه، في سبيل اللّه، قاتلوا من كفر باللّه، اغزوا، فلا تغلوا، ولاتغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً...) الحديث. وكان يأمر بالتيسير ويقول: (يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا). وكان إذا جاء قوماً بِلَيْل لم يُغِرْ عليهم حتى يُصبِح، ونهي أشد النهي عن التحريق في النار، ونهي عن قتل الصبر، وقتل النساء وضربهن، ونهي عن النهب حتى قال: (إن النُّهْبَى ليست بأحل من الميتة)، ونهي عن إهلاك الحرث والنسل وقطع الأشجار إلا إذا اشتدت إليها الحاجة، ولا يبقي سواه سبيل. وقال عند فتح مكة: (لا تجهزن على جريح، ولا تتبعن مدبراً، ولا تقتلن أسيراً)، وأمضى السنة بأن السفير لا يقتل، وشدد في النهي عن قتل المعاهدين حتى قال: (من قتل معاهداً لم يُرِحْ رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاماً)، إلى غير ذلك من القواعد النبيلة التي طهرت الحروب من أدران الجاهلية حتى جعلتها جهاداً مقدساً. |
فوائد من المقرر السابع عشر
آخر ابتسامه ابتسمها الرسول -صلي الله علية وسلم - في حياته كانت للصلاة: روي أنس بن مالك: أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجـر من يوم الاثنين ـ وأبو بكر يصلي بهم ـ لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ؛ ليصل الصف، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة. فقال أنس: وهَمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فَرَحًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخي الستر. ثم لم يأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت صلاة أخرى. لا يموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بربه : قال جابر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث وهو يقول: (ألا لا يموت أحد منكم إلا وهو يحسن الظـن بالله). |
الساعة الآن 09:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .