ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   قســـم الحـــج (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=270)
-   -   لبيكـ اللهم لبيكـ .. مناســك وأجـــور (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=29779)

أمــــ هـــانـــئ 05-10-09 11:38 PM

لبيكـ اللهم لبيكـ .. مناســك وأجـــور
 
http://lojjy152.jeeran.com/موضوع-مميز.gif






الحمد لله الذي هدانا والصلاة والسلام على مصطفانا وبعد :

إن الحـج مـن أعظـم منـن الله ـ سبحانه وتعالى ـ علـى خلقـه ؛ حيـث جعـل الجـزاء على أدائه مغفـرة ما سبق من الذنب جميعه ، وجعـل الجنـة جائزتـه شـريطة أن يأتـي ببـره .

فمعرفـة أجـر كـل منسـك من المناسـك ، واسـتحضار ذلـك المعنـى

عنـد أدائه يرغِّب النفس وإلي إجادته تسابق ، فتبذل في سبيل أدائه

الجهـد وتسـتفرغ في تحصيل

كماله الوسـع و بكل حبّ تُقبِل على العمل ، يحدوها في نوال ما ذُكِر من الأجور الرجاء و الأمل ، تصديقًا لما جاء من صحيح الأخبار عن الرسول : بأن الجنة هي جزاء الحج المقبول ، الذي جاء نعته فيما صح من المنقول : أنه حـج -ولابد- مبـرور .


* وقـد عايـن بعضنـا تلكـم المعانـي ، ورام بقلبه نوال تلكـم الأماني ؛ فأحـب لإخوانـه أن يستشعروا مثـل مـا امتـن الله بـه عليـه ؛

فسـارع ينصـح كـل حـاج إلـى البيـت الحـرام بكل ما لـديه .

وبقـي لنـا أن نطلع على نصحـه ؛ لنعايـن بأنفسنا مـا أخبـرنا بـه :

فـ( ليـس الخبـر كالمعاينـة ) .




أولاً :-أجر الإحرام



يقول صاحبنا : وُفقتُ من عدة أعوام لحج بيت الله الحرام



فتبذلت بلبس الدون من ثياب الإحرام ، مضمرًا في قلبي



التسنن بفعل الأنبياء عليهم من الله السلام :



عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : ( حج النبي - صلى الله عليه وسلم - على رحل رث وقطيفة خلقة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي ثم قال : اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة . )


علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلا : صحيح لغيره

ج2 / كتاب : الحج / باب : [ الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياب ؛ اقتداءً بالأنبياء عليهم السلام ] رقم: 1122



- وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( لقد مر بالروحاء (1) سبعون نبيا فيهم نبي الله موسى عليه السلام حفاة عليهم العباء يؤمون بيت الله العتيق ) رواه أبو يعلى والطبراني ولا بأس بإسناده في المتابعات .

علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلا : حسن لغيره

ج2 / كتاب : الحج / باب : [ الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياب ؛ اقتداءً بالأنبياء عليهم السلام ] رقم: 1128



(1)- الرَّوحاء : على وزن الصفراء : موضع بين مكة والمدينة .



· وكم سعدتُ ببقائي بعض الأيام ملزمًا بارتداء ملابس الإحرام

مستحضرًا ما صح به الخبر عن نبينا عليه من الله السلام :



- عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( تابعوا بين الحج والعمرة ؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة .{ وما من مؤمن يظل يومه محرما إلا غابت الشمس بذنوبه}.)

علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلا : الحديث حسن صحيح

والزيادة في آخره : حسن لغيره

ج2 / كتاب : الحج / باب : [الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم: 1133



- وكلّما مر يوم ومازلتُ متلبسًا بإحرامٍ من الإله مطلوب ،رفعت سُؤْلي إلى علاّم الغيوب بقلب راغبٍ و بالرجاء يذوب : اللهم : لا تحرمني من فضل محو الذنوب ، اللهم : أذهبها عني كما تذهب الشمس نحو الغــــــــــــــــــــــــــــروب .

مروة عاشور 07-10-09 08:20 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع متميز


جزاكِ الله عنا خيرًا

رقية مبارك بوداني 07-10-09 12:13 PM

الحمد لله
بارك الله فيك أستاذتنا الحبيبة أم هانىء ،موضوع متميز،وفقك الله

:)

ام تقي 07-10-09 08:28 PM

جزاكي الله خير الجزاء
ورزقنا الله واياكم الحج المبرور

أمــــ هـــانـــئ 07-10-09 10:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهــرة (المشاركة 239334)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع متميز


جزاكِ الله عنا خيرًا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك يا غالية حالي

نسأل الله الستر والقبول غفر الله لك

أمــــ هـــانـــئ 07-10-09 11:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام حاتم الاثرية (المشاركة 239396)
الحمد لله
بارك الله فيك أستاذتنا الحبيبة أم هانىء ،موضوع متميز،وفقك الله

:)

آمين آمين آمين وفيك بارك الله يا حبيبة شرفت بعطر مرورك الفوّاح

اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون ولا تأخذني بما يقولون

أمــــ هـــانـــئ 07-10-09 11:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام تقي (المشاركة 239501)
جزاكي الله خير الجزاء
ورزقنا الله واياكم الحج المبرور

آمين آمين آمين

وإياك يا غالية سعدت بكريم مرورك وطيب تعليقك

أمــــ هـــانـــئ 07-10-09 11:10 PM



ثانيا ـ أجـــر التلبيـــة

===============





· يقـول صاحبنـا : أذّن الخليل عليه السلام ، داعيًا جميع الخلق لحج بيت الله الحرام

وبلّغ المولى سبحانه للعالمين ذاك النداء ، وأمر الحجيج بالتلبية إجابة لذاك الدعاء

فأذّن الخليل في الناس داعيا ، وشرّع الله إجابته برفع التلبية

فصارت التلبية شعارًا للحجيج ، واستُحِبَّ لهم بها العــجيج

بذا نزل جبريل بوحيٍ من السماء ، على رسولنا صاحب الشريعة الغراء :



-عن زيد بن خالد الجُهني ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال : ( أتاني جبريل ، فقال : مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية ، فإنها من شعائر الحج . )



علق عليه الشيخ الألباني في :

صحيح الترغيب والترهيب / ج : 2 / كتاب : الحج / 5- باب : [ الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم : 1136 / قائلا : صحيح لغيره .



فلمـا علمـتُ فضـل التلبيـة وأجرهـا كنـت ألبـي وألبـي وألبـي ... [ لبيـك اللهـم لبيـك ... ] رافعًا شعار حجيّ ، حتـى بُـح بترديدها صوتـي ، فصيرهـا الله لـي بمنزلـة رطوبـة فـيّ ، ولـم يُوهـنْ عزمـي ، ولا فـتّ فـي عضـدي صمـت الحاجيـن حولـي إلا نـزر ممـن رحـم ربـي ..

أتعلمـون لِـمَ ؟ لأنـي علمـتُ الأجـر واستحضرت معناه ، وُفقتُ إلى ذلك

بحـول وقوة مـن الإله .

* فعـن سـهل بـن سـعد السـاعدي ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

{ مـا مـن مسـلم يلبـي ؛ إلا لبـى مـا عـن يمينـه وشـماله ـ مـن حجـر ، أو شجـر أو مـدر ـ ، حتـى تنقطـع الأرض مـن هـا هنـا وهـا هنـا } . (2)



صححه الشيخ الألباني في : ( صحيح الترغيب والترهيب ) / ج2 / كتاب : الحج / باب : [ الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم: 1134



* عـن أبـي بكـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : سـئل رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أي الأعمـال أفضـل ؟ [ قـال العـج والثـج ] (1)



علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلا : حسن لغيره

ج2 / كتاب : الحج / باب : [ الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم: 1138.







ـ قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ [ أفضـل الحـج العـج والثـج ] .



حسنه الألباني في كتاب مناسك الحج / رقم : 17 .







اللهم : ارزقنا إجابة لنداء الخليل إجابة بعد إجابة ، ولا تحرمنا من حج دائما لبيتك الحرام مَثــابــة .







________________________________________





(1)-* قـال وكيـع : يعنـي " بالعـجّ " : العجيـج بالتلبيـة ، و " الثـجّ " : نحـر البـدن .



(2) – فائدة : قال الألباني: "فإن قيل ما فائدة المسلم في تلبية الأحجار والشجر وغيرهما مع تلبيته؟ قلت: اتباعها إياه في هذا الذكر دليل على فضيلته وشرفه ومكانته عند الله تعالى، إذ ليس اتباعُها إياه في هذا الذكر إلا لذلك، على أنه يجوز أن يكتب له أجر هذه الأشياء؛ لأنها صدرت عنها تبعاً، فصار المؤمن بالذكر كأنه دال على الخير، والله أعلم". انتهة حاشية كتاب صحيح الترغيب والترهيب .




يتــــــــــــــــــــــــــــــــبع

مروة عاشور 08-10-09 07:59 AM

اقتباس:

اللهم : ارزقنا إجابة لنداء الخليل إجابة بعد إجابة ، ولا تحرمنا من حج دائما لبيتك الحرام مَثــابــة .
اللهم آمين جزاكِ الله خير

الفـجر 09-10-09 07:47 AM

طرح قيم

اطعمك الله من القطوف الدانيه في جناته ياحبيبه

أم رحمة 09-10-09 03:44 PM

متابعين


زادك الله من فضله

أمــــ هـــانـــئ 10-10-09 11:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفـجر (المشاركة 239874)
طرح قيم

اطعمك الله من القطوف الدانيه في جناته ياحبيبه

آمين آمين آمين وإياك يا غالية

جزاك الله خيرا وأحسن إليك على كريم مرورك

أمــــ هـــانـــئ 10-10-09 11:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم رحمة (المشاركة 239966)
متابعين


زادك الله من فضله

آمين وإياك أختنا الكريمة

متابعتك شرفا لنا ..

أمــــ هـــانـــئ 10-10-09 11:38 AM



ثالثا : ـ أجــر الطــواف
=============


يقـول صاحبنـا : أمّا الطواف بالبيت العتيق ، فأثره في النفوس عميق
فللدمع بالعين حال الطواف بريق ، وللهواء حال الطواف رحيق
وللرحمات بردٌ على القلوب رقيق ، وللرجاء في القبول من الإله طريق
فلما علمتٌ فضل الطواف الوثيق ، وما تفضل به ربّ شكورٌ رفيق
حرصـت كـل الحـرص علـى أدائـه متنفـلاً بلـه متنسـكًا ما اسـتطعت إلـى ذلـك سـبيلا ، وكنـت كلّمـا اشـتد الزحـام أحتسـب أجرًا عليه من الشكور جميلا ، ودعـوت الله أن : يرزقني طواف بيته طوافًا كثيرًا يسيرا .


وكلَّمـا رُزقـت بعمـرة سـارعت إلـى طـواف الـوداع منشـرحًا بأدائـه صـدري ،
دون أن يَغُــمَّ عليّ أمري ، ولم أجد في نفسي :
هل طواف الوداع واجب على المعتمر ، أم أن وجوبه على الحاج قصري ؟!

أتعلمـون لِـمَ ؟


لأننـي مـا طفـتُ ـ بفضـل مـن الله ـ قـط – إلا وكل تلك المعاني حاضرة في خاطري وجناني ، آملاً حال طوافي نوال تلك الأجور ، محتسـبًا اللأواء والمشقة عند ربّ كريم شكــور .

* فعـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـن أحصـى (1) أسـبوعًا (2) كـان كعتـق رقبـة " .
علق عليه الشيخ الألباني في كتاب : صحيح الترغيب والترهيب قائلاً : إنه صحيح لغيره / ج : 2 /
7- باب : ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) / تحت رقم : 1139 .



* عـن المنكـدر بن عبـد الله بن الهديـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" مـن طـاف بالبيـت أسـبوعًا لا يلغـو فيـه ؛ كـان كعـدل رقبـة يعتقهـا " .
علق عليه الشيخ الألباني في كتاب : ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلاً : إنه صحيح لغيره / ج : 2 /
7- باب : ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) / رقم : 1140 .

* عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـن طـاف بالبيـت ؛ لـم يرفـع قدمًـا ؛ ولـم يضـع قدمًـا ؛ إلا كتـب الله لـه حسـنة ، وحـط عنـه خطيئـة وكتـب لـه درجـة " .
علق عليه الشيخ الألباني في كتاب : صحيح الترغيب والترهيب قائلاً : إنه صحيح لغيره / ج : 2 /
7- باب : ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) تحت رقم : 1139 .

* عـن عبـد الله أن أبـاه عبيـد بـن عميـرقـال لابـن عمـر : مالـي لا أراك تسـتلم إلا هذيـن الركنيـن الحجـر الأسـود والركـن اليمانـي ، فقـال ابـن عمـر : إن أفعـل فقـد سـمعت رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقـول : " إن اسـتلامهما يحـط الخطايـا " قـال وسـمعته يقـول : " مـن طـاف أسـبوعًا يحصيـه وصلـى ركعتيـن كـان لـه كعـدل رقبـة " قـال : وسـمعته يقـول : " مـا رفـع رجـل قدمًـا ولا وضعهـا إلا كتبـت لـه عشـر حسـنات وحـط عنـه عشـر سـيئات ورفـع لـه عشـر درجـات " .
حسنه الشيخ أحمد شاكر في تعليقاته على : ( مسند أحمد / 6 / 217 ) .

o فـائــدة :
ــــــــ
لابـد مـن صـلاة ركعتيـن سـنة طـواف بعـد كـل طـواف سـواء كـان هـذا الطـواف مـن النسـك ، أو نفـلاً مطلقًـا .



** وبعد تلك الأجور والآلاء ، ألا تهون المشقة واللأواء
فحقٌ على كل ذي لبٍّ من العقلاء ، أن يرفع لخالقه الدعاء :
أن يُرزق طوافًا كثيرًا لبيت ربّ الأرض ورافع السماء
وأن يحوذ القبول فيكن من السعداء
__________________________________


( 1 ) أحصـى أي : يحصـر عـدده فيجعلـه سـبعًا لا زيـادة ولا نقـص ..
وفيـه إشـارة إلـى أن فضائـل العبـادات المقيـدة بعـدد مسـمى ، لابـد فيهـا مـن التمسـك بالعـدد ، لا يزيـد ولا ينقـص . فتنبـه
* انتهى كلام الشيخ الألباني في حاشية رقم (1) : من كتاب صحيح الترغيب والترهيب / ج : 2 / 11 ـ كتاب الحج / 7 ـ باب :
( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) / ص : 26 / حديث رقم : 1139 / رقم : 2 .

(2) * قـال ابـن الأثيـر : أسـبوعًا : أي سـبعة أشـواط ( مـرات ) .
انتهى كتاب : النهاية في غريب الحديث والأثر / المجلد الواحد / ص : 415 / مادة : ( سبع ) .

أمــــ هـــانـــئ 13-10-09 06:27 PM




رابعًا : ـ أجــر اســتلام الركنيــن : [ الحجـر الأسـود والركـن اليمانـي ]
=========================================
يقـول صاحبنـا : كم لله في شرعه من رحمات ، يشرّع ما به يحط الخطايا ويغفر الزّلات ، نفحات عفوه تترى على خلقه رحمات ، فبعد نفحة أجر طواف سبعة الأشواط ، تفضل سبحانه وتعالى على كل العباد ، وجعل استلام الركنين حال الطواف يحط عن كاهلهم ما اقترفوا من الذنوب والسيّئات ..
فلما علمت بفضل استلام هذين الركنين بالذات ، حرصت كل الحرص حال طوافي
أن أستلمهما ما استطعت كل شوط من الأشواط ، مستنًا بفعل الرسول عليه أتم السلام وأفضل الصلوات :

- متمثلاً قول عبـد الله ابـن عمـر – رضي الله عنه - فـي هـذا الحديـث :
* سـأل رجـل ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ عـن اسـتلام الحجـر ، فقـال : رأيـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسـتلمه ويقبلـه . قـال : أرأيـت إن زحمـت ، أرأيـت إن غلبـت ؟ قـال : اجعـل أرأيـت باليميـن ، رأيـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسـتلمه ويقبلـه . صحيح البخاري / رقم : 1611 .

ولكـن ـ يعلـم الله دون إضـرار بأحـد من الطائفين أوالطائفات ـ متمثـلاً هـذا الحديـث :
* " يـا عمـر ! إنـك رجـل قـوي ، فـلا تـؤذ الضعيـف ، وإذا أردت اسـتلام الحجـر ، فـإن خـلا لـك
فاسـتلمه ، وإلا فاسـتقبله وكبـر
" .
قوَّاه الشيخ الألباني في كتابه : ( مناسك الحج / رقم : 21 .

** فالحمـد لله الـذي جعـل أجـر اسـتلام الركـن اليمانـي مماثـلاً لأجـر اسـتلام الحجـر الأسـود كلاهما يحطّ السّيّئات .
حتـى إذا مـا شـق اسـتلام الحجـر هيهات ثم هيهات ؛ لشدة الزّحـام وكثرة العثرات ، بقـي اسـتلام الركـن حيـث مشـقة اسـتلامه أقلّ بكثيرٍ من الدرجات ...



* عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إن اسـتلام الركنيـن يحطـان الذنـوب " . صححه الشيخ : أحمد شاكر في : [ مسند أحمد ] / رقم : 6 / 267 .

* عـن عبـد الله بـع عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مسـح الحجـر والركـن اليمانـي يحـط الخطايـا حطًـا " .
صححه الشيخ : الألباني في : [ صحيح الترغيب والترهيب ] / رقم : 1139 .

* عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن مسـحهما كفـارة للخطايـا ) .
علق عليه الشيخ الألباني في : ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلاً : إنه صحيح لغيره / رقم : 1139 .


فالحمـد لله الـذي شـرَّع فأحسن و قدّر ، وأمـر فأعـان ويسّر : حمـدًا كثيـرًا طيبًـا مباركًـا فيـه لمولانا الودود الأكبر .

أمــــ هـــانـــئ 13-10-09 06:32 PM


خامسًا : ـ أجــر الســعي
=============

* يقـول صاحبنـا :

لمَّـا علمـتُ بمـا فـي السـعي مـن عظيـم الثـواب وكبير الأجـر : شـحذت بمـا علمـت همّتـي ، واسـتجمعت لنيلـه قوتـي ، وقمـت بـه منشـرح الصـدر ، متفكـر العقـل ، ولسـاني رطـبٌ بالذكـر والدعـاء ، ألـحٌّ علـى الكريـم بالرجـاء : أن يتقبـل منـي السـعي ، ويثبـت لـي عليـه الأجـر ، وقـد امتـن قبـلُ ، فهدانـي إليـه ، وزاد فأنعـم علـيّ وأعاننـي عليـه .
فمـا أرحمـك مـن رب ، ومـا أكرمـك مـن إله ؛ لا أحصـي ثنـاءً عليـك أنـت كمـا أثنيـت علـى نفسـك .

* عـن عبـد الله بـن عمـر بـن الخطـاب ـ رضي الله عنهما ـ قـال : كنـت جالسًـا مـع النبـي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ فـي مسـجد منـى فأتـاه رجـل مـن الأنصـار ورجـل مـن ثقيـف فسـلما ثـم قـالا يـا رسـول الله جئنـا نسـألك فقـال : " إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت " . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : " جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة " . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : " فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعـه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة . وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فـإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـرة كبيـرة مـن الموبقـات . وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى " .
علق عليه شيخنا الألباني في : ( صحيح الترغيب والترهيب ) / رقم : 1112 قائلاً : حسن لغيره / المجلد الثاني /
كتاب : الحج / باب : ( الترغيب في الحج والعمرة والترغيب فيمن جاء يقصدها فمات ) / ص : 9 .


فكنت كلما زادت علىّ الشُّقة ، أتمثل حال من جعلها الله سببًا لتلك السنة

رحم الله أمة الخليل فقد أدام بالسعي ذكرها ربٌّ جليل


أحدثُ نفسي : رحمك الله يا أم إسماعيل ؛ قد عاينتُ مدى صبرك الجميل

كيف كان سعيها بين الجبال طويلا ، وطريقها وعرّ بلا ظل ظليل

رزقنا الله لقياها على خير حال ، وجعل بفضله جنة الخلد للجميع مآل .



أمــــ هـــانـــئ 13-10-09 06:36 PM

سادسًا : ـ أجـــر الوقــوف بعرفــة
=====================
** يقـول صاحبنـا : أمـا عـن الوقـوف بعرفـة : فالنفـس إليـه توّاقـة ، تتلهـف علـى أدائـه ؛ إلـى عظيـم الأجـر فيـه مشـتاقة :
* فعـن عبـد الله بـن عمـرو بـن العـاص ـ رضي الله عنهما ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " إن الله تعالـى يباهـي ملائكتـه عشـية عرفـة بأهـل عرفـة ، يقـول : انظـروا إلـى عبـادي ، أتونـي شـعثًا غبـرًا " .
صححه الألباني في : صحيح الجامع / رقم : 1868 .
** ففضـل الله فيـه عظيـم ، والرحمـات علـى العبـاد تتـرى مـن الكريـم ؛ فحقـيق أن يكـون وقـوف هـذا اليـوم المشـهود أهـم المناسـك علـى الحجيـج :
* فعـن عبـد الرحمـن بـن يعمـر الديلـي ـ رضي الله عنه ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قــال :
" الحـج عرفـة " .
صححه الألباني في : إرواء الغليل / رقم : 1064 .

** فحـري بمـن وقـف هـذا الموقـف : أن يكـون الدعـاء إلـى الله همـه ، فـلا يكـف لسـانه عنـه سـائر يومـه .
* فعـن طلحـة بـن عبيـد الله بـن كريـز ـ رضي الله عنهما ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" أفضـل الدعـاء دعـاء يـوم عرفـة " .
علق عليه الألباني في : السلسلة الصحيحة / رقم : 4 / 7 : فقال : إسناده مرسل صحيح .

** وحقيـق بمـن امتـن الله عليـه بشـهوده : أن يتحـرى الدعـاء بالمأثـور ؛ مسـتنًا بمـا جـاء عـن الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
* فعـن علـي بـن أبـي طالـب ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " أفضـل مـا قلـت أنـا والنبيـون عشـية عرفـة : لا إله إلا الله وحـده لا شأريك لـه ، لـه الملـك ولـه الحمـد ، وهـو علـى كـل شـيء قديـر " .
علق عليه الشيخ الألباني في : السلسلة الصحيحة / رقم : 1503 ـ قائلاً : صحيح بجموع طرقه .

** فمـن وضـع نصـب عينيـه أجـر وقـوف ذلـك اليـوم ؛ لـن يكـف عـن سـؤال الكريـم أن يجعـل لـه إلـى ذلـك سـبيلاً ، ولـن يألـو فـي طلـب الأسـباب ، ولـن يدخـر في سـبيل تحقيـق نوالـه مـن حيلـة ، يحـدوه فـي ذلـك الأمـل مشـفوعًا بالدعـاء والعمـل :
* عـن عبـد الله بـن عمـر بـن الخطـاب ـ رضي الله عنهما ـ قـال : ( كنـت جالسًـا مـع النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فـي مسـجد منـى فأتـاه رجـل مـن الأنصـار ورجـل مـن ثقيـف فسـلما ثـم قـالا يـا رسـول الله جئنـا نسـألك فقـال : " إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت " ؟ . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : " جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، عـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة " . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : " فإ،ـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعـه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمــروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة . وأمـا وقوفـك عشـية عرفــة ؛ فـإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا
فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه
. وأمـا رميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات . وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقتد غفـر لـك مـا مضـى " .
علق عليه شخنا الألباني في : ( صحيح الترغيب والترهيب ) / رقم : 1112 قائلاً حسن لغيره : المجلد الثاني /
كتاب : الحج / الترغيب في الحج والعمرة والترغيب فيمن جاء يقصدها فمات / ص : 9 .

* وعـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ قالـت : قـال : النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـا مـن يـوم أكثـر مـن أن يعتـق الله فيـه عبيـدًا مـن النـار مـن يـوم عرفـة ، وأنـه ليدنـو ، ثـم يباهـي بهـم الملائكـة فيقـول : مـا أراد هـؤلاء ؟ اشـهدوا ملائكتـي أنـي قـد غفـرت لهـم " .
علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب / رقم : 1154 ـ قائلاً : صحيح لغيره .

o فـائــدة :
-------------
* قـال ابـن الأثيـر فـي { النهايـة فـي غريـب الحديـث والأثـر } : ... وفيـه : ( صلـى بنـا رسـول الله ـ عليه السلام ـ إحـدى صلاتـي العشـي فسـلم مـن اثنتيـن ) يريتد صـلاة الظهـر أو العصـر ؛ لأن مـا بعـد الـزوال إلـى المغـرب عشـي ، وقيـل : العشـي مـن زوال الشـمس إلـى الصبـاح .
انتهى النقل / ص : 618 / المجلد الواحد / باب : العين مع الشين .




- ولن أستطيع وصف ما أصاب القلب ، فلم يكن له في يومه همٌ ولا كرب ، إلا الإلحاح متذللاً للربّ ، أن يجعله مغفورا له الذنب ، وأن يدخله برحمته في زمرة من أحبّ .وبعد ألا يحق لنا الرجاء ، والإلحاح على الكريم بالدعاء ، مشفوعٍ بالتذلل والبكاء ، أن يرزقنا شهود الموقف مرات ومرات ، وألا يحرمنا نوال تلك الفضائل والرحمات بما ارتكبناه من ذنوبٍ وزلاّت ، إنه كريم سميع مجيب الدعوات .

أمــــ هـــانـــئ 16-10-09 06:20 AM

سابعًا ـ أجــر المبيــت بمزدلفــة ( المِشْـعَر الحـرام )
===============================
* يقـول صاحبنـا : لـم أكـن أدري مـا المِشْـعَر الحـرام ؟ ولا أيـن هـو مـن مناسـك الحـج ؟ فبحثـت وسـألت أهـل الذكـر ؛ فإنمـا شـفاء العـيّ السـؤال وكـان خلاصـة البحـث مـا يلـي :
قـال تعالـى : { لَيْـسَ عَلَيْكُـمْ جُنَـاحٌ أَن تَبْتَغُـواْ فَضْـلاً مِّـن رَّبِّكُـمْ فَـإِذَا أَفَضْتُـم مِّـنْ عَرَفَـاتٍ فَاذْكُـرُواْ اللهَ عِنـدَ الْمَشْـعَرِ الْحَـرَامِ وَاذْكُـرُوهُ كَمَـا هَدَاكُـمْ وَإِن كُنتُـم مِّـن قَبْلِـهِ لَمِـنَ الضَّآلِّيـنَ } . سورة البقرة / آية : 198 .
قـال الشـيخ السـعدي فـي تفسـيره :
{ لمـا أمـر تعالـى بالتقـوى ، أخبـر تعالـى أن ابتغـاء فضـل الله بالتكسـب فـي مواسـم الحـج وغيـره ، ليـس فيـه حـرج إذا لـم يشـغل عمـا يجـب إذا كـان المقصـود هـو الحـج ، وكـان الكسـب حـلالاً منسـوبًا إلـى فضـل الله ، لا منسـوبًا إلـى حـذق العبـد ، والوقـوف مـع السـبب ، ونسـيان المسـبب ، فـإن هـذا هـو الحـرج بعينـه ..
وفـي قولـه : { ... فَـإِذَا أَفَضْتُـم مِّـنْ عَرَفَـاتٍ فَاذْكُـرُواْ اللهَ عِنـدَ الْمَشْـعَرِ الْحَـرَامِ ... } دلالـة علـى أمـور :
أحدهـا : الوقـوف بعرفـة ، وأنه كـان معروفًـا أنـه ركـن مـن أركـان الحـج ، فالإفاضـة مـن عرفـات ، لا تكـون إلا بعـد الوقـوف .
الثانـي : الأمـر بذكـر الله عنـد المشـعر الحـرام ، وهـو المزدلفـة ، وذلـك أيضًـا معـروف ، يكـون ليلـة النحـر بائتًـا بهـا ، وبعـد صـلاة الفجـر ، يقـف فـي المزدلفـة داعيًـا ، حتـى يسـفر جـدًا ، ويدخـل فـي ذكـر الله عنـده ، إيقـاع الفرائـض والنوافـل فيـه .
الثالـث : أن الوقـوف بمزدلفـة ، متأخـر عـن الوقـوف بعرفـة ، كمـا تـدل عليـه الفـاء والترتيـب .
الرابـع : والخامـس : أن عرفـات ومزدلفـة ، كلاهمـا مـن مشـاعر الحـج المقصـود فعلهـا ، وإظهارهـا .
السـادس : أن مزدلفـة فـي الحـرم ، كمـا قيـده بالحـرام .
السـابع : أن عرفـة فـي الحـل ، كمـا هـو مفهـوم التقييـد بـ " مزدلفـة " { ... وَاذْكُـرُوهُ كَمَـا هَدَاكُـمْ وَإِن كُنتُـم مِّـن قَبْلِـهِ لَمِـنَ الضَّآلِّيـنَ } أي : اذكـروا الله تعالـى كمـا مـنّ عليكـم بالهدايـة بعـد الضـلال ، وكمـا علمكـم مـا لـم تكونـوا تعلمـون ، فهـذه مـن أكبـر النعـم ، التـي يجـب شـكرها ومقابلتهـا بذكـر المنعـم بالقلـب واللسـان . } انتهـــــــى .
ـ وجاء في أحد التفاسير :
{ لَيْـسَ عَلَيْكُـمْ جُنَـاحٌ أَن تَبْتَغُـواْ فَضْـلاً مِّـن رَّبِّكُـمْ ... } أي ليـس عليكـم حـرج فـي أن تطلبـوا رزقًـا من ربكـم بالتجـارة في الحـج { ... فَـإِذَا أَفَضْتُـم ... } أي رجعتـم { .... مِّـنْ عَرَفَـاتٍ فَاذْكُـرُواْ اللهَ ... } بالتلبيـة والتسـبيح والتحميـد والتهليـل { ... عِنـدَ الْمَشْـعَرِ الْحَـرَامِ ... } وهـو جبـل يقـف عليـه الإمـام وسـمي " قـزح " وهـو آخـر حـد المزدلفـة .
وقـال بعضهـم : المشـعر الحـرام هـو المزدلفـة ، لأن الذكـر المأمـور بـه عنـده يحصـل عقـب الإفاضـة
مـن عرفـات ومـا ذاك إلا بالمبيـت بالمزدلفـة
{ وَاذْكُـرُوهُ } أي الله { كَمَـا هَدَاكُـمْ } أي لأجـل هدايتـه إياكـم لمعالـم دينـه { ... وَإِن كُنتُـم مِّـن قَبْلِـهِ لَمِـنَ الضَّآلِّيـنَ } أي وإنكـم كنتـم مـن قبـل الهـدي لمـن الجاهليـن بالإيمـان والطاعـة .} انتـــــــهى
ـ قـال ابـن الشيخ العثيميـن – رحمه الله - فـي { الشـرح الممتـع } تحـت قـول الماتـن : أتـى المشـعر الحـرام .
والمشـعر الحـرام : جبـل صغيـر معـروف فـي مزدلفـة ، وعليـه المسـجد المبنـي الآن ..... لكنـه قـال : ( وقفـت هـا هنـا وجمـع كلهـا موقـف ) ـ صحيح مسلم / 1218 ـ وجمع أي مزدلفة .
انتهى النقل بتصرف / ج : 7 / كتاب : المناسك / ص : 346 .
ـ وكـان عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ يقـدم ضعفـة أهلـه ، فيقفـون عنـد المشـعر الحـرام بالمزدلفـة بليـل ، فيذكـرون الله مـا بـدا لهـم ، ثـم يرجعـون قبـل أن يقـف الإمـام وقبـل أن يدفـع ، فمنهـم مـن يقـم منـى لصـلاة الفجـر ، ومنهـم مـن يقـدم بعـد ذلـك ، فإذا قدمـوا رمـوا الجمـرة . وكـان ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ يقـول : أرخـص فـي أولئـك رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
صحيح البخاري / رقم : 1676 .
ـ عـن عبـد الله بـن ميمـون قـال : [ سـألت عبـد الله بـن عمـرو عـن المشـعر الحـرام ، فسـكت حتـى إذا هبطـت أيـدي رواحلنـا بالمزدلفـة قـال : أيـن السـائل عن المشـعر الحـرام ؟ هـذا المشـعر الحـرام ] .
صححه أحمد شاكر في : عمدة التفسير / رقم : 1 / 249 .
ـ قـال ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ : [ المشـعر الحـرام المزدلفـة كلهـا ] .
صححه أحمد شاكر في : عمدة التفسير / رقم : 1 / 249 .
ـ قـال جابـر بـن عبـد الله ـ رضي الله عنهما ـ فـي وصـف حجـة النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " فلمـا كـان يـوم الترويـة وتوجهـوا إلـى منـى أهلـوا بالحـج فركـب رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصلـى بمنـى الظهـر والعصـر والمغـرب والعشـاء والصبـح ثـم مكـث قليـلاً حتـى طلعـت الشـمس وأمـر بقبـة مـن شـعر فضربـت لـه بنمـرة فسـار رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تشـك قريـش إلا أنـه واقـف عنـد المشـعر الحـرام أو المزدلفـة كمـا كانـت قريـش تصنـع فـي الجاهليـة فأجـاز رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتـى أتـى عرفـة فوجـد القبـة قـد ضربـت لـه بنمـرة فنـزل بهـا حتـى إذا زاغـت الشـمس أمـر بالقصـواء فرحلـت ... ثـم أتـى المزدلفـة فصلـى بهـا المغـرب والعشـاء بأذان واحـد وإقامتيـن ولـم يصـل بينهمـا شـيئًا ثـم اضطجـع لرسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتـى طلـع الفجـر فصلـى الفجـر حيـن تبيـن لـه الصبـح بأذان وإقامـة ثـم ركـب القصـواء حتـى أتـى المشـعر الحـرام فرقـي عليـه فحمـد الله وكبـره وهللـه فلـم يـزل واقفًـا حتـى أسـفر جـدًا ثـم دفـع قبـل أن تطلـع الشـمس ... " .
صححه الألباني في : صحيح ابن ماجه / رقم : 2512 .


*** فكانــت الخلاصــة ممـا ســبق :
-----------------------------------

1 ـ المشـعر الحـرام هـو : جبـل صغيـر علـى حـدود جَمْـع ( مزدلفـة ) .
2 ـ وقـال النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( وقفـت ها هنـا ـ عنـد الجبـل ـ وجمـع ( مزدلفـة ) كلهـا موقـف أي : مشـعر حـرام كمـا فهـم ابـن عمـر وأجـاب السـائل .
3 ـ المبيـت بهـا واجـب علـى أرجـح أقوال أهـل العلـم يجبـر تركـه بـدم . ( نجتـزئ بهـذا لأن المقـام ليـس مقـام تفصيـل فقهـي . )


4- ينبغي للحاج ذكر الله عند المشعر الحرام لعد صلاة الفجر حتى يسفر جدا
ثم يدفع من مزدلفة قبل الشروق .

** يقـول صاحبنـا :

فحرصـت علـى المبيـت فـي جمـع ( مزدلفـة ) رغـم رخـص المرخصيـن ، وتمسـكت بالمبيـت بهـا ، وزدت بأداء صـلاة الفجــر فيهـا ، ثـم توجهـت باحثًـا عـن المشـعر الحــرام ( الجبـل ) فلـم أوفـق لدليـل يـدل عليـه ، فعملـت بقـول رسـولنا صلوات ربي عليه : ( وقفـت هـا هنـا وجمـع كلهـا موقـف ) حيـث اشـتكيت لربـي عجـزي عـن الوصـول أناجيـه أنـي مـا قصـرت فـي اقتفـاء أثـر الرسـول ، فانتقلـت مـن سـنته الفعليـة إلـى العمل بسـنته القوليـة ، وكـان همـي الدعـاء بالتكبيـر والتهليـل والحمـد والثنـاء ، مسـتحضرًا الأجـر العظيـم ، سـائلاً ربـي ألا يحرمنـه باسـمه الكريـم :

* عـن أنـس بـن مالـك ـ رضي الله عنه ـ أنـه قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " يـا بـلال ! أنصـت لـي النـاس " . فقـام بـلال ، فقـال : أنصتـوا لرسـول الله ، فأنصـت النـاس ، فقـال : " معاشـر النـاس ! أتانـي جبرائيـل آنفًـا ، فأقرأنـي مـن ربـي السـلام ، وقـال : أن الله عـز وجـل غفـر لأهـل عرفـات ، وأهـل المشـعر ، وضمـن عنهـم التبعـات " . فقـام عمـر بـن الخطـاب فقـال : يـا رسـول الله ! هـذا لنـا خاصـة ؟ قـال : " هـذا لكـم ، ولمـن أتـى مـن بعدكـم إلـى يـوم القيامـة " . فقـال عمـر بـن الخطـاب : كثـر خيـر الله وطـاب .
علق عليه الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / ج : 2 / ( 9 ) ـ باب : الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة ... /
رقم : 1151 ـ قائلاً : صحييح لغيره .


صدقـــت يـا عمــر : كثــر خيــر ربّنـــا وطــاب .

فالله نسأل باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب :

ألا يحرمنا بذنوبنا عفوًا عباده القبولين به أصاب

وأن يجعل لنا إلى جَمْعٍ بفضله إياب ثم إياب

إنه قريب سميع مجيب لمن لجنابه أناب .

أمــــ هـــانـــئ 16-10-09 06:26 AM


ثامنًــــــا ـ أجــر رمــي الجمــار (1)
====================


قـال ابـن الأثيـر فـي كتابـه : النهايـة فـي غريـب الحديـث والأثـر :
جمـر : فيـه : ( إذا اسـتجمرت فأوتـر ) الاسـتجمار : التمسـح بالجمـار ، وهـي الأحجـار الصّغـار ، ومنـه سـميت جمـار الحـج ، للحصـى الـذي يرممـى بهـا . وأمـا موضـع الجمـار بمنـى فسـمي جمـرة لأنهـا تُرمـى بالجمـار ، وقيـل : لأنهـا مجمـع الحصـى الـذي يُرمـى بهـا ، مـن الجمـرة وهـي اجتمـاع القبيلـة علـى مـن ناوأهـا ، وقيـل : سـميت بـه مـن قولهـم أجمـر إذا أسـرع . }
انتهى النقل / من المجلد الواحد / حرف الجيم / باب : الجيم مع الميم / ص : 163 .

* يقـول صاحبنـا :

فـي صبيحـة يـوم النحـر ، وبعـد أداء صـلاة الفجـر ، والإلحـاح علـى الكريـم بالدعـاء بعـد الذكـر والثنـاء عنـد المشـعر الحـرام ، وقبـل الشـروق التـام ، وفـي شـدّة الإسـفار ، يمـمتُ وجهـي للجمـار ؛ عمـلاً بمـا ورد مـن مناسـك فـي صحيـح الأخبـار :

* عـن أبـي الزبيـر أنـه سـمع جابـر بـن عبـد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقـول : رأيـت النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرمـي علـى راحلتـه يـوم النحـر ويقـول " لتأخـذوا مناسـككم فإنـي لا أدري لعلـي لا أحـج بعـد حجتـي هـذه " .
صحيح مسلم / كتاب : الحج / باب : استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا وبيان قوله .

* فكنـت أسـلك طريقـي إلـى منـىً خفيـف البـدن ، منشـرح الفـؤاد ، أنظـر لجمـوع الحجيـج حولـي ، يلهـج لسـاني بالذكـر والتكبيـر والتلبيـة ، غيـر متسـرع الخطـوات ، ولا مزاحـم فـي الطرقـات ، متمثـلاً ـ فـي قلبـي ـ تواضـع خيـر الأنـام ـ بأبـي هـو وأمـي ـ فـي هـذا الموضـع شـديد الزحـام :

* فعـن قدامـة بـن عبـد الله العامـري ـ رضي الله عنه ـ قـال : رأيـت النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يرمـي الجمـار علـى ناقتـه ليـس ضـرب ولا طـرد ولا إليـك إليـك .
صححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في : الصحيح المسند / رقم : 1078 .

o فـائــدة :
ــــــــ
( لا ضـرب ولا طـرد ولا إليـك إليـك )
أي تنـح تنـحَ وهـو اسـم فعـل بمعنـى تنـحَ عـن الطريـق .


* وفـي طريقـي جمعـت سـبع حصيـات كحصـى الخـذف بالـذات :
فعـن جابـر بـن عبـد الله ـ رضي الله عنه ـ قـال : ( رأيـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرمـي الجمـار بمثـل حصـى الخـذف ) .
صححه الشيخ الألباني في : صحيح الترمذي / رقم : 897 .

* فلمـا وصلـتُ عـن التلبيـة سـكتُّ ، وفـي الحـال رميـت أُكَبـِّر مـع كـل حصـاة :

فعـن عبـد الرحمـن بـن يزيـد : ( أنـه كـان مـع عبـد الله بـن مسـعود فأتـى جمـرة العقبـة فاسـتبطن الـوادي فاسـتعرضها فرماهـا مـن بطـن الـوادي بسـبع حصيـات يكبـر مـع كـل حصـاة قـال فقلـت يـا أبـا عبـد الرحمـن إن النـاس يرمونهـا مـن فوقهـا فقـال هـذا والـذي لا إله غيـره مقـام الـذي أنزلـت عليـه سـورة البقـرة ) .
صحيح مسلم / كتاب : الحج / باب : رمي جمرة العقبة من بطن الوادي وتكون مكة عن يساره .

* مسـتحضرًا حـال رمـي الجمـار قصـة أبـي الأنبيـاء إبراهيـم ، كمـا جـاء فـي :

حديـث عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : ( لمـا أتـى إبراهيـم خليـل الله المناسـك عـرض لـه الشـيطان عنـد جمـرة العقبـة ، فرمـاه بسـبع حصيـات حتـى سـاخ فـي الأرض ، ثـم عـرض لـه عنـد الجمـرة الثانيـة ، فرمـاه بسـبع حصيـات حتـى سـاخ فـي
الأرض . قـال ابـن عبـاس : الشـيطان ترجمـون ، وملـة أبيكـم إبراهيـم تتبعـون ) .
صححه الألباني في : صحيح الترغيب / رقم : 1156 .

* وفـاض الدمـع ، رغـم اشـتداد الزحـام والجمـع ، وتوجـه قلبـي لربـي بالدعـاء ، اللهـم تجـاوز عـن السـيئات ، وضاعـف لحـاجٍّ فقيـرٍ راجيـك الحسـنات يحدونـي بالاسـتجابة الأمـل ؛ لمـا جـاء فـي صحيـح الأثـر مـن عظيـم أجـر لهـذا العمـل :
* فعـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " أمـا خروجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ؛ فإن لـك بكـل وطـأة تطؤهـا راحلتـك يكتـب الله لـك بهـا حسـنة ، ويمحـو عنـك سـيئة . وأمـا وقوفـك بعرفـة ؛ فإن الله عـز وجـل ينـزل إلـى السـماء الدنيـا فيباهـي بهـم الملائكـة ، فيقـول : هـؤلاء عبـادي جاؤونـي شـعثًا غبـرًا مـن كـل فـج عميـق ، يرجـون رحمتـي ويخافـون عذابـي ولـم يرونـي ، فكيـف لـو رأونـي ؟ فلـو كـان عليـك مثـل رمـل عالـج أو مثـل أيـام الدنيـا أو مثـل قطـر السـماء ذنوبًـا غسـلها الله عنـك . وأمـا رميـك الجمـار فإنـه مدخـور لـك . وأمـا حلقـك رأسـك فـإن لـك بكـل شـعرة تسـقط حسـنة ، فإذا طفـت بالبيـت خرجـت مـن ذنوبـك كيـوم ولدتـك أمـك " .
حسنه الشيخ الألباني في : صحيح الجامع / رقم : 1360 .

* عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " اجلـس " . وجـاء رجـل مـن ثقيـف ، فقـال : يا رسـول الله ! كلمـات أسـأل عنهـن . فقـال : " سـبقك الأنصـاري " . فقـال الأنصـاري : إنـه رجـل غريـب ، وإن للغريـب حقًـا ، فابـدأ بـه . فأقبـل علـى الثقفـي فقـال : " إن شـئت أنبأتـك عمـا كنـت تسـألني عنـه ، وإن شـئت تسـألني وأخبـرك ؟ " . فقـال : يـا رسـول الله ! بـل أجبنـي عمـا كنـت أسـألك . قـال : " جئـت تسـألني عـن الركـوع والسـجود والصـلاة والصـوم " فقـال : والـذي بعثـك بالحـق مـا أخطـأت ممـا كـان فـي نفسـي شـيئًا . قـال : " فإذا ركعـت فضـع راحتيـك علـى ركبتيـك ، ثـم فـرج أصابعـك . ثـم اسـكن حتـى يأخـذ كـل عضـو مأخـذه ، وإذا سـجدت فمكـن جبهتـك ولا تنقـر نقـرًا ، وصـل أول النهـار وآخـره . فقـال : يـا نبـي الله ! فإن أنـا صليـت بينهمـا ؟ قـال : " فأنـت إذا مصـل . وصـم مـن كـل شـهر ثـلاث عشـرة ، وأربـع عشـرة ، وخمـس عشـرة " . فقـال الثقفـي . ثـم أقبـل علـى الأنصـاري ، فقـال : " إن شـئت أخبرتـك عمـا جئـت تسـألني ، وإن شـئت تسـألني وأخبـرك ؟ فقـال : لا يـا نبـي الله ! أخبرنـي بمـا جئـت أسـألك . قـال : " جئـت تسـألني عـن الحـاج مـا لـه حيـن يخـرج مـن بيتـه ؟ ومـا لـه حيـن يقـوم بعرفـات ؟ ومـا لـه حيـن يرمـي الجمـار ؟ ومـا لـه حيـن يحلـق رأسـه ؟ ومـا لـه حيـن يقضـي آخـر طـواف بالبيـت . فقـال : يـا نبـي الله ! والـذي بعثـك بالحـق مـا أخطـأت ممـا كـان فـي نفسـي شـيئًا . قـال : فـإن لـه حيـن يخـرج من بيتـه أن راحلتـه لا تخطـو خطـوة ؛ إلا كتـب الله له بهـا حسـنة ، أو حـط عنـه بهـا خطيئـة ، فإذا وقـف بـ ( عرفـة ) فـإن الله عـز وجـل ينـزل إلـى سـماء الدنيـا فيقــول : انظـروا إلـى عبـادي
شـعثًا غبـرًا ، أشـهدوا أنـي قـد غفـرت لهـم ذنوبهـم ، وإن كانـت عـدد قطـر السـماء ورمـل عالـج ، وإذا رمـى الجمـار لا يـدري أحـد مـا لـه حتـى يوفـاه يـوم القيامـة ، وإذا حلـق السـماء رأسـه ، فلـه بكـل شـعرة سـقطت مـن رأسـه نـور يـوم القيامـة ، وإذا قضـى آخـر طـواف بالبيـت خـرج مـن ذنوبـه كيـوم ولدتـه أمـه " .
حسنه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب / رقم : 1155 .

* عـن عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا رميـت الجمـار ؛ كـان لـك نـورًا يـوم القيامـة " .

علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1157 /
قائلاً : حسن صحيح ، وحسنه في : السلسلة الصحيحة / رقم : 2515 .

* عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألني فعلـت . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعـه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة . وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات . وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى " .
علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1112 / قائلاً : حسن لغيره .

* عـن عبـادة بـن الصامـت ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( فإن لـك مـن الأجـر إذا أممـت البيـت العتيـق أن لا ترقـع قدمًـا أو تضعهـا أنـت ودابتـك ؛ إلا كتبـت لـك حسـنة ، ورفعـت لـك درجـة . وأمـا وقوفـك بعرفـة ؛ فإن الله عـز وجـل يقـول لملائكتـه : يـا ملائكتـي ! مـا جـاء بعبـادي ؟ قالـوا : جـاؤا يلتمسـون رضوانـك والجنـة . فيقـول الله عـز وجـل : فإنـي أشـهد نفسـي
وخلقـي أنـي غفـرت لهـم ، ولـو كانـت ذنوبهـم عـدد أيـام الدهـر ، وعـدد رمـل عالـج . وأمـا رميـك الجمـار ؛ قـال الله عـز وجـل : { فَلاَ تَعْلَـمُ نَفْـسٌ مَّـا أُخْفِـيَ لَهُـم مِّـن قُـرَّةِ أَعْيُـنٍ جَزَاء بِمَا كَانُـوا يَعْمَلُـونَ } . سورة السجدة / آية : 17 .
وأمـا حلقـك رأسـك ؛ فإنـه ليـس مـن شـعرك شـعرة تقـع فـي الأرض ؛ إلا كانـت لـك نـورًا يـوم القيامـة . وأمـا طوافـك بالبيـت إذا ودعـت ؛ فإنـك تخـرج مـن ذنوبـك كيـوم ولدتـك أمـك ) .
علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1113 / قائلاً : حسن لغيره .


* والله يشـهد : أني عنـد الانتهـاء مـن رمـي الجمـار ، يـوم الثالـث مـن ذي الحجـة عنـد الـزوال ، فاضـت العيـن لفراقهـا ، فكأنـي الدهـر ألفتهـا ، وليـس لبضعـة أيـام لرميتهـا ، ودعـوت الله عندهـا ، وشـعرت بألـم الفـراق كأنمـا لعزيـز سـأشـتاق ؛ فطالـت منـي النظـرات لمنـى وتلـك الجمـرات ، ولسـان حالـي ، وأنـا مـن عندهـا منصرفًـا :- هـل يـا تًـرى يرزقنـي الكريـم حجـة خلفـا .

أم رحمة 16-10-09 09:38 PM

أسلوب شيق يا أم هانئ

رزقني الله وإياك حج بيته الحرام

والعمل بما كتبتِ من كلام

مقتفين أثر خير الأنام


حفظك الله رافعا قدرك ، مذهبا همك ، متقبلا شكرك ، غافرا ذنبك

ملكة في بيتي 22-10-09 10:10 AM

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

موضوع مليئ بالفوائد والكنوز

جعله الله في ميزان حسناتك:icony6:

أمــــ هـــانـــئ 25-10-09 05:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم رحمة (المشاركة 241811)
أسلوب شيق يا أم هانئ

رزقني الله وإياك حج بيته الحرام

والعمل بما كتبتِ من كلام

مقتفين أثر خير الأنام


حفظك الله رافعا قدرك ، مذهبا همك ، متقبلا شكرك ، غافرا ذنبك

آمين آمين آمين وإياك أختنا الكريمة أم رحمة

متابعتك شرف لنا بارك الله فيك

أمــــ هـــانـــئ 25-10-09 05:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة في بيتي (المشاركة 243168)
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

موضوع مليئ بالفوائد والكنوز

جعله الله في ميزان حسناتك:icony6:

آمين آمين آمين

وجزاك الله خيرا وفيك بارك على كريم مرورك وطيب تعليقك

أمــــ هـــانـــئ 25-10-09 05:17 PM

تاسعًا : أجر ذبح الهدي يوم النحر

يقول صاحبنا :
وكنت متمتعا في نسكي ، فعمدت إلى الإحسان قدر طوقي في اختيار هديي
واستحضرت حال ذبحه بعد الرمي يوم النحر في حجي قوله تعالى :

(( لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ ...))
( 37) الحج

فكبَّرت باسم الله ، داعيًا من قلبي الإله ، أن يتقبل هديتي سبحانه في علاه
وأن يدخلني برحمته في زمرة من أخلص في تقواه .

قال الشيخ السعدي في تفسيريه :

{ وقوله: { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا } أي: ليس المقصود منها ذبحها فقط. ولا ينال الله من لحومها ولا دمائها شيء، لكونه الغني الحميد، وإنما يناله الإخلاص فيها، والاحتساب، والنية الصالحة، ولهذا قال: { وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } ففي هذا حث وترغيب على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده، لا فخرا ولا رياء، ولا سمعة، ولا مجرد عادة،
، وهكذا سائر العبادات، إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور الذي لا لب فيه، والجسد الذي لا روح فيه. …. } انتهى








* عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "

إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت . فقالا : أخبرنا يا رسول الله ! فقال الثقفي للأنصاري : سل . فقال : جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه ، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما ، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه ، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه ، وعن رميك الجمار وما لك فيه ، وعن نحرك وما لك فيه ، مع الإفاضة . فقال : والذي بعثك بالحق ! لعن هذا جئت أسألك . قال : فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام ؛ لا تضع ناقتك خفا ، ولا ترفعه ؛ إلا كتب ( الله ) لك به حسنة ، ومحا عنك خطيئة . وأما ركعتاك بعد الطواف ؛ كعتق رقبة من بني إسماعيل . وأما طوافك بالصفا والمروة ؛ كعتق سبعين رقبة . وأما وقوفك عشية عرفة ؛ فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول : عبادي جاؤني شعثا من كل فج عميق يرجون رحمتى ، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل ، أو كقطر المطر ، أو كزبد البحر ؛ لغفرتها ، أفيضوا عبادي ! مغفورا لكم ، ولمن شفعتم له . وأما رميك الجمار ؛ فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات . وأما نحرك ؛ فمدخور لك عند ربك . وأما حلاقك رأسك ؛ فلك بكل شعره حلقتها حسنة ، وتمحى عنك بها خطيئة . وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ؛ فانك تطوف ولا ذنب لك يأتى ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول : اعمل فيما تستقبل ؛ فقد غفر لك ما مضى .

علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / ج2 / كتاب : الحج
/ 1- باب : الترغيب في الحج والعمرة ، وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات / رقم : 1112 / قائلاً : حسن لغيره .



وسألته بأسمائه الحسنى وبصفاته العليا : أن أجد على هدي الثواب مدخورا عنده يوم الإياب

---------------------------------------------------------------

فــــــــــــــائدة :

الفرق بين النحر والذبح :-

إن الذبح يختلف عن النحر في أربعة أشياء:
الأول: أن الذبح مختص بالبقر والغنم، وما كان قصير الرقبة من غيرهما، أما النحر فمختص بالإبل،

الثاني: أن المحل الذي يتم فيه الذبح هو ما بين الرأس والرقبة ، وأما محل النحر فهو الوهدة، وهي المكان المنخفض الذي بين العنق والصدر، وتُسمى أيضاً اللبة.

الثالث: أن المقطوع في الذبح أربعة أشياء هي: الحلقوم والمريء والعرقان اللذان بينهما، ويسميان بالودجين ،أما النحر، فإنه يكفي فيه طعن اللبة (الوهدة) التي بين الصدر والعنق، ولا يشترط قطع الأوداج.


الرابع: أن السنة في الذبح إلقاء الذبيحة على جنبها الأيسر عند الجمهور، لورود السنة بذلك قال النووي في شرح مسلم: وبهذا جاءت الأحاديث، وأجمع المسلمون عليه، واتفق العلماء وعمل المسلمين على أن إضجاعها يكون على جانبها الأيسر، لأنه أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين، وإمساك رأسها باليسار. ا.هـ.
أما السنة في الإبل، فهي أن تكون معقولة الرجل اليسرى، قائمة على بقية قوائمها الثلاث، لما روى أبو داود في سننه عن عبد الرحمن بن سابط: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدن معقولة اليُسرى، قائمة على ما بقي من قوائمها.
ولم أراد مزيد تفصيل فليطلع على هذه الفتوى :

http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatw...Option=FatwaId

أمــــ هـــانـــئ 25-10-09 05:23 PM

10 ـ أجـــر الحلـــق و التقصيـــر
=========================


يقـول صاحبنـا :

لمـا رميـت جمـرة العقبـة غـداة يـوم النحـر ، سـارعت أحلـق جميـع رأسـي ، بعـد ذبـح هـدي ، أحـدث النفـس لأفعلـنّ مـا يرضـي الـربّ ، ومـا قـدم فـي الكتـاب ذكـره ، ومـن عبـاده أحبّ : " لتدخلـن المسـجد الحـرام إن شـاء الله محلقيـن رءوسـكم ومقصريـن لا تخافـون " . الفتح / 27 .

قـال المباركفوري مصنف تحفـة الأحـوذي شـرح جامع الترمـذي :
( وظاهـر صيغـة المحلقيـن أنـه يشـرع حلـق جميـع الـرأس لأنـه الـذي تقتضيـه الصيغـة إذ لا يقـال لمـن حلـق بعـض رأسـه أنـه حلقـه إلا مجـازًا . وقـد قـال بوجـوب حلـق الجميـع أحمـد ومالـك واسـتحبه الكوفيـون والشـافعي ... ) .
ا . هـ .
كتـاب : الحـج عـن رسـول الله ... / بـاب : مـا جـاء فـي الحلـق والتقصيـر / تحفـة الأحـوذي .


* سـائلاً الله الأجـر والثـواب ، وأن يتكـرم ـ بعظيـم جـوده ـ فيتفضـل علـى شـديد دعائـي بالجـواب : فيجعلنـي الرحمـن الرحيـم مـن المكروميـن ، ولا يخرجنـي ـ بعظيـم ذنبـي ـ مـن جملـة المرحوميـن :

* عـن عبـد الله ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال : " اللهـم ارحـم المحلقيـن . قالـوا : والمقصريـن يـا رسـول الله ، قـال : اللهـم ارحـم المحلقيـن . قالـوا : والمقصريـن يـا رسـول الله ، قـال : والمقصريـن " . وقـال الليـث : حدثنـي نافـع : رحـم الله المحلقيـن . مـرة أو مرتيـن . قـال : وقـال عبيـد الله : حدثنـي
نافـع ، وقـال فـي الرابعـة : والمقصريـن .
صحيح البخاري / رقم : 1727 .

* وعـن عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : ( حلـق رجـال يـوم الحديبيـة وقصـر آخـرون فقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يرحـم الله المحلقيـن قالـوا : يـا رسـول الله والمقصريـن قـال : يرحـم الله المحلقيـن قالـوا : يـا رسـول الله والمقصريـن قـال : يرحـم الله المحلقيـن قالـوا : يـا رسـول الله والمقصريـن قـال : والمقصريـن قالـوا فمـا بـال المحلقيـن يا رسـول الله ظاهـرة لهـم الرحمـة قـال :
لـم يشـكوا قـال : فانصـرف رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )
.
صححه الشيخ أحمد شاكر في : مسند أحمد / رقم : 5 / 107 ..

* سـائلاً الله بقلبـي حـال حلقـي لرأسـي :

أن يغيـث فقيـرًا ذليـلاً منـه برحمـات ، آمـلاً أن يقبـل الله الدعـوات ، فيرفعهـا إليـه بتلـك الشَّـعرات ، متمثـلاً فرحـة الصحابـي العظيمـة ، بدخولـه فـي رحـاب دعـوات رسـولينا الكريمـة :

* عـن مالـك بـن ربيعـة السـلولي قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " اللهـم اغفـر للمحلقيـن اللهـم اغفـر للمحلقيـن قـال يقـول رجـل مـن القـوم والمقصريـن فقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فـي الثالثـة أو فـي الرابعـة والمقصريـن " .
ثـم قـال : (( وأنـا يومئـذ محلـوق الـرأس فما يسـرني بحلـق رأسـي حمـر النعـم أو خطـرًا عظيمًـا )) .
علق عليه الشيخ الألباني في : إرواء الغليل / رقم : 4 / 286 / قائلاً : هو بمجموع الطريقين عن بريد صحيح الإسناد .

** وهنـا تواتـرت علـى قلبـي الأحاديـث فـي فضـل الحلـق ومـا لفاعلـه ـ إن كـان مقبـولاً ـ مـن أجـر نفيـس فرغبـت النفـس وأقبلـت بحـبّ علـى العمـل ، يحدوهـا الرجـاء بالقبـول والأمـل :
ـ لمـا جـاء فـي حديـث عبـد الله ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : " ... إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحــرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعــه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة . وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات . وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى " .
علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1112 / قائلاً : حسن لغيره .

ـ وعـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة " .
حسنه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1160 .

ـ وعـن عبـادة بـن الصامـت ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " وأمـا حلقـك رأسـك ؛ فإنـه ليـس مـن شـعرك شـعرة تقـع فـي الأرض ؛ إلا كانـت لـك نـورًا يـوم القيامـة " .
علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1160 / قائلاً : صحيح لغيره .



** والحـق أننـي لمـا انتهيـت مـن حلقـة ألبتـة ، شـعرت بخفـة مـن ثقـل شـديد ، كأنمـا ذنوبـي ذهبـت عـن كاهلـي بعيـد ، ففاضـت العيـن بالدمـوع ، وامتـلأ القلـب بجميـل الخشـوع : لـك الحمـد ربـي علـى كريـم هـداك لنفسـي بالخضـوع ، فأتـم اللهـم علـيّ نعمتـك وامتـن علـى فقيـر بعيـد قاصـي بجميـل الدنـو إليـك والرجـوع .
إنـك بكـل جميـل كفيـل ، أنـت مولانـا ونعـم الوكيـل .


____________________________________________________
o فــــائــدة :
ـ---------------
قـال ابـن حجـر فـي الفتـح :

والأولـى مـا قالـه الخطابـي وغيـره : إن عـادة العـرب أنهـا كانـت تحـب توفيـر الشـعر والتزيـن بـه ، وكـان الحلـق فيهـم قليـلاً وربمـا كانـوا يرونـه مـن الشـهرة ومـن زي الأعاجـم ؛ فلذلـك كرهـوا الحلـق واقتصـروا علـى التقصيـر .
ـ وفـي حديـث البـاب مـن الفوائـد أن التقصيـر يجـزئ عـن الحلـق ، وهـو مجمـع عليـه ...
ـ وفيـه أن الحلـق أفضـل مـن التقصيـر ، ووجهـه أنـه أبلـغ فـي العبـادة وأبيـن للخضـوع والذلـة وأدل علـى صـدق النيـة ، والـذي يقصـر يبقـي علـى نفسـه شـيئًا ممـا يتزيـن بـه ، بخـلاف الحالـق فإنـه يشـعر بأنـه تـرك ذلـك لله تعالـى .
ـ وفيـه إشـارة إلـى التجـرد ، ومـن ثـم اسـتحب الصلحـاء إلقـاء الشـعور عنـد التوبـة والله أعلـم ... والتقصيـر كالحلـق فالأفضـل أن يقصـر مـن جميـع شـعر رأسـه ، ويسـتحب أن لا ينقـص عـن قـدر الأنملـة ، وإن اقتصــر علـى دونهـا أجـزأ . هـذا للشـافعية وهـو مرتـب عنـد غيرهـم علـى الحلـق ،
وهـذا كلـه فـي حـق الرجـال .
ـ وفـي الحديـث أيضًـا مشـروعية الدعـاء لمـن فعـل مـا شـرع لـه ، وتكـرار الدعـاء لمـن فعـل الراجـح مـن الأمريـن المخيـر فيهمـا والتنبيـه بالتكـرار علـى الرجحـان وطلـب الدعـاء لمـن فعـل الجائـز وإن كـان مرجوحًـا
.
ا . هـ . النقل بتصرف / كتاب : الحج / باب : الحلق والتقصير عند الإحلال الحج / فتح الباري بشرح صحيح البخاري .

أمــــ هـــانـــئ 25-10-09 05:26 PM

حادي عشرـ أجــر طــواف الإفاضــة
===================

* يقـول صاحبنـا :

وفـي الأخيـر طفـت للإفاضـة ، وكانـت العيـن خلالـه فياضـة سـائلاً الله القبـول ، متوسـلاً إليـه بشـدة اقتفائـي أثـر الرسـول ، مسـتحضرًا الأجـر العظيـم إن قُبلـتْ توبتـي ، وجزانـي الكريـم بواسـع فضلـه علـى أدائـي حجتـي ، أسـأله بفقـري وغنـاه وذلـي وعـلاه : ألا يحرمنـي رضـاه ، وأن يغفـر لـي مـا قدمـت يـداي ، ويوفقنـي ـ برحمتـه ـ لطاعتـه مـا بقـي مـن محيـاي .

* عـن عبـد الله ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ... إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحــرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعــه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة . وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات . وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى " .
علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1112 / قائلاً : حسن لغيره .


* وعـن عبـادة بـن الصامـت ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( فإن لـك مـن الأجـر إذا أممـت البيـت العتيـق أن لا ترقـع قدمًـا أو تضعهـا أنـت ودابتـك ؛ إلا كتبـت لـك حسـنة ، ورفعـت لـك درجـة . وأمـا وقوفـك بعرفـة ؛ فإن الله عـز وجـل يقـول لملائكتـه : يـا ملائكتـي ! مـا جـاء بعبـادي ؟ قالـوا : جـاؤا يلتمسـون رضوانـك والجنـة . فيقـول الله عـز وجـل : فإنـي أشـهد نفسـي وخلقـي أنـي غفـرت لهـم ، ولـو كانـت ذنوبهـم عـدد أيـام الدهـر ، وعـدد رمـل عالـج . وأمـا رميـك الجمـار ؛ قـال الله عـز وجـل : { فَلاَ تَعْلَـمُ نَفْـسٌ مَّـا أُخْفِـيَ لَهُـم مِّـن قُـرَّةِ أَعْيُـنٍ جَزَاء بِمَا كَانُـوا يَعْمَلُـونَ } . سورة السجدة / آية : 17 .
وأمـا حلقـك رأسـك ؛ فإنـه ليـس مـن شـعرك شـعرة تقـع فـي الأرض ؛ إلا كانـت لـك نـورًا يـوم القيامـة . وأمـا طوافـك بالبيـت إذا ودعـت ؛ فإنـك تخـرج مـن ذنوبـك كيـوم ولدتـك أمـك ) .
هلق عليه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1113 / قائلا : حسن لغيره

* عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " اجلـس " ، وجـاء رجـل مـن ثقيـف ، فقـال : يا رسـول الله ! كلمـات أسـأل عنهـن . فقـال صلـى الله عليـه وسـلم : " سـبقك الأنصـاري " . فقـال الأنصـاري : إنـه رجـل غريـب ، وإن للغريـب حقًـا ، فابـدأ بـه ، فأقبـل علـى الثقفـي فقـال : " إن شـئت أجبتـك عمـا كنـت تسـألني ، وإن شـئت سـألني وأخبـرك ؟ " . فقـال : يـا رسـول الله ! [ بـل ] أجبنـي عمـا كنـت أسـألك ، قـال : " جئـت تسـألني عـن الركـوع والسـجود والصـلاة والصـوم " . فقـال : لا والـذي بعثـك بالحـق ؛ ما أخطـأت ممـا كـان فـي نفسـي شـيئًا ، قـال : " فـإذا ركعـت ؛ فضـع راحتيـك علـى ركبتيـك ، ثـم فـرج بيـن أصابعـك ، ثـم امكـث حتـى يأخـذ كـل عضـو مأخـذه ، وإذا سـجدت ؛ فمكـن جبهتـك ، ولا تنقـر نقـرًا ، وصـل أول النهـار وآخـره " .
فقـال : يـا نبـي الله ! فـإن أنـا صليـت بينهمـا ؟ قـال : " فأنـت إذًا مصـل ، وصـم مـن كـل شـهر ثـلاث عشـرة ، وأربـع عشـرة ، وخمـس عشـرة " . فقــام الثقفـي . ثـم أقبـل علـى الأنصـاري فقـال : " إن شـئت أخبرتـك عمـا جئـت تسـأل ، وإن شـئت اسـألني فأخبـرك . " فقـال : لا يـا نبـي الله ! أخبرنـي عمـا جئـت أسـألك ؟ قـال : " جئـت تسـألني عـن الحـاج ؛ مـا لـه حيـن يخـرج مـن بيتـه ، ومـا لـه حيـن يقـوم بعرفـات ، ومـا لـه حيـن يرمـي الجمـار ، ومـا لـه حيـن يحلـق رأسـه ، ومـا لـه حيـن يقضـي آخـر طـواف بالبيـت " ؟ .
فقـال : يـا نبـي الله ! والـذي بعثـك بالحـق ؛ مـا أخطـأت ممـا كـان فـي نفسـي شـيئًا ، قـال : فـإن لـه حيـن يخـرج مـن بيتـه : أن راحلتـه لا تخطـو خطـوة ؛ إلا كتـب لـه بهـا حسـنة ، أو حـط عنـه بهـا خطيئـة ، فـإذا وقـف بعرفـة ؛ فـإن الله عـز وجـل ينـزل إلـى سـماء الدنيـا فيقــول : انظـروا إلـى عبـادي شـعثًا غُبـَّرًا ، اشـهدوا أنـي قـد غفـرت لهـم ذنوبهـم ، وإن كانـت عـدد قطـر السـماء ، ورمـل عالـج ، وإذا رمـى الجمـار ؛ لا يـدري أحـد ما له حتـى يوفـاه يـوم القيامـة ، وإذا حلـق رأسـه ؛ فلـه بكـل شـعرة سـقطت مـن رأسـه نـور يـوم القيامـة ، وإذا قضـى آخـر طوافـه بالبيـت ؛ خـرج مـن ذنوبـه كيـوم ولدتـه أمـه " .
علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح موارد الظمآن / رقم : 801 / قائلاً : حسن لغيره .

فلما أتممتُ طواف إفاضتي انصرفت ، وقد شبّ الأمل في القلب : عسى أن يتفضل بقبول حجتي الربّ ، فأعود نقيًا بلا جرمٍ ولا ذنبّ ، فما شيء مـن
ذا إلى نفسي أحــبّ .

أمــــ هـــانـــئ 25-10-09 05:30 PM

ثاني عشر ـ الأجــر علــى قــدر النفقــة والمشــقة
==============================

• يقـول صاحبنـا :

وعـاد الجسم إلـى الأهـل والأحبـاب ، بينمـا بقـي القلـب معلقًـا بتلكـم الرحـاب .
وأخـذت أدعـو الله بالعـود القريـب ؛ لأنعـم بـأداء منسـكٍ عنـد بيتـه الحبيـب . ورغـم مـا نالنـي مـن االلأواء والنصـب ، علمـت أن الكريـم يجزينـي عليـه ، فتاقـت النفـس إلـى بذلـه إليـه .
وسـألته أن يتقبـل ـ سـبحانه ـ منـي حـلال نفقتـي ، ومـا قـد توسـلت بـه لإتمـام حجتـي ؛ فبفضلـه رُزْقتُـه أولاً ، وفـي سـبيله أنفقتـه آخـرًا ، احتسـبته عنـد الشـكور قربـة ، علِّـي بــه أنـال الرحمـة .
فالحمـد لله الـذي أعاننـي فيسـر لـي أداء المناسـك ، ورزقنـي مـن
واسـع فضلـه مـا بـه إلـى طاعتـه أسـابق ، وزاد الرحمـن فوعـد
بواسـع الأجـر والقبـول كمـا جـاء فـي الصحيـح مـن أحاديـث الرسـول :
ـ لحديـث أم المؤمنيـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ :
{ قالـت عائشـة ـ رضي الله عنه ـ : يـا رسـول الله ، يصـدر النـاس بنسـكين وأصـدر بنسـك ؟ فقيـل لهـا : انتظـري ، فـإذا طهـرت فاخرجـي إلـى التنعيـم فأهلـي ، ثـم ائتيـا بمكـان كـذا ، ولكنهـا علـى قـدر نفقتـك أو نصبـك } .
فتح الباري شرح صحيح البخاري / ج3 / 26- كتاب : العمرة /8- باب : أجر العمرة على قدر النصب / رقم : 1787 .


ـ عـن أم المؤمنيـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ قالـت : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : (( إن لـك مـن الأجـر علـى قـدر نصبـك ونفقتـك )) .
صححه الألباني في : صحيح الجامع / رقم : 2160




ـ عـن أم المؤمنيـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ قالـت )) قلـت يـا رسـول الله يصـدر النـاس بنسـكين وأصـدر بنسـك واحـد قـال : انتظـري فـإذا طهـرت فاخرجـي إلـى التنعيـم فأهلـي منـه ثـم القينـا عنـد كـذا وكـذا قـال أظنـه قـال غـدا ولكنهـا علـى قـدر نصبـك أو قـال نفقتـك . ))
صحيح مسلم بشرح النووي / كتاب : الحج / باب : بيان وجوه الإحرام وانه يجوز إفراد الحج والتمتع / رقم : 1211 .

فـائــدة :
ــــــــ--------

قـال النـووي فـي شـرحه لهـذا الحديـث :
قولـه صلـى الله عليـه وسـلم : ( ولكنهـا علـى قـدر نصبـك أو قـال : نفقتـك ) هـذا ظاهـر فـي أن
الثـواب والفضـل فـي العبـادة يكثـر بكثـرة النصـب والنفقـة ، والمـراد النصـب الـذي لا يذمـه الشـرع ، وكـذا النفقـة .
صحيح مسلم بشرح النووي / كتاب : الحج / باب : بيان وجوه الإحرام وانه يجوز إفراد الحج والتمتع / رقم : 1211 .


** ومـرت السـنون وكلمـا غلبنـي إلـى الحج الحنيـن أحضـرت كتـاب المناسـك ، أقـرؤه أجـدد بقراءتـي لـه المعلومـات ، واجتـر مـع أحاديثـه أعطـر الذكريـات ، وكلمـا قـرأت حديثًـا صحيحًـا علـى تلكـم الأجـور ، زاد لهفـي علـى مثلهـا
وامتلأ القلب شوقًا لأدائها :

ـ فعـن عبـد الله بـن مسـعود ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " تابعـوا بيـن الحـج والعمـرة ؛ فإنهمـا ينفيـان الفقـر والذنـوب ، كمـا ينفـي الكيـر خبـث الحديـد والذهـب والفضـة ، وليـس للحجـة المبـرورة ثـواب إلا الجنـة . ومـا مـن مؤمـن يظـل يومـه محرمًـا إلا غابـت الشـمس بذنوبـه " .

علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلا : الحديث حسن صحيح
والزيادة في آخره : حسن لغيره
ج2 / كتاب : الحج / باب : [الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم: 1133

ـ و عـن عبـد الله ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : [ " ... إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت " . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحــرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعــه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة .. وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات .. وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى " .
علق عليه شخنا الألباني في : ( صحيح الترغيب والترهيب ) / رقم : 1112 قائلاً حسن لغيره : المجلد الثاني /
كتاب : الحج / الترغيب في الحج والعمرة والترغيب فيمن جاء يقصدها فمات / ص : 9 .


** ولسـان حالـي علـى الـدوام وقالـي :
اللهـم : اجعـل لـي إلـى بيتـك الحـرام سـبيلاً ، وارزقنـي اللهـم :
بفضلـك أن أكـون لحجـاج بيتـك هاديًـا ودليـلاً .
وكـل عـام فـي وقـت إجابـة الحجيـج النـداء ، يهـز عمقـي مـا يعانـق سـمعي
مـن جميـل التلبيـة والتكبيـر والثنـاء ، وعندهـا يعلـو فـي قلبـي الوجيـب ؛ شـوقًا إلـى بيـت الحبيـب .
أودِّعهـم بدمـوع الحنيـن والرجـاء : لا تنسـوني مـن صالـح الدعـاء ، أن يجعـل الله لـي إلـى بيتـه إيـاب ، وألا يحرمنـي الكريـم عـود وعـود وعـود إلـى تلكـم الرحــــاب .
وكأنمـا ناظـم هـذه الأبيـات ، قـد عايـن الحـال ، ورزقـه الله فتحًـا مـن جميـل المقـال ، فكأنـه شـعر بمحنتـي فقـال يشـكو شـوقه ولهفتـي :


يـا راحليـن خـذوا نفسـي تودعكـم *** ثـم اتركونـي قليـلاً أنتشـي معكـم
فأنـا المحــبُّ وقـد بعـدت حبيبتـه *** فلترحمونـي عسى الرحمـن يرحمكـم
قـد مـزق الشـوقُ أحشـائي ومزقنـي *** فلتسـألوا البيـت كم أحببـت يخبركـم
وكــم تسـاقط دمعــي وَالِهًـا لهفًـا *** واليـوم سـرتم وسـار القلـب يتبعكـم
يبكـي وليـس البكـا حزنًـا علـى ذهـبٍ *** أو أن ليلـى مـع العيـر التـي معكـم
بـل دمعـه . عشـقه . قـد صـار فـي حِجْـرٍ *** أحلـى مـن الشـهد إن ذاق الهـوى فمكـم
فـي جانـب البيـت عنـد البـاب موقعــه *** فلتسـرعوا المشـي قلبـي سـوف يسـبقكم
فلتذهـب الآن ليلـى نحـو مغربهـا *** أو ترحـل اليـوم سُـعدى فالحنيـن لكـم
فلقـد تركـت هنـاك القلـب معتكفًـا *** والنفـس صـارت تنـادي اليـوم صحبتكـم
فـإذا لقيتـم غريبًـا فـي منـىً وَلهًـا *** عنـد الجمـار فـلا ترمـوه جمرتكـم
يبكـي على عمـره قـد ضـاع مغتربًـا *** فلتعــذروه فــإن الله يعذركــم


وفـــي الختـــام :

أسـأل الله لنـا ولكـم : حجـة علـى سـنة الهادي الأمين ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
وأن يجعـل عملنـا هـذا خالصًـا لوجهـه الكريم إنه برّ رحيم
آميـن آمين آمين .



أم رحمة 26-10-09 09:58 PM

اقتباس:

اجعـل أرأيـت باليميـن ، رأيـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسـتلمه ويقبلـه . صحيح البخاري / رقم : 1611 .

الصواب باليمن


بارك الله جهودك يا أم هانئ

مريومة السلفية 12-11-09 02:00 PM

جزاك الله خيرا

جعله الله في ميزان حسناتك


الساعة الآن 11:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .