قسوة القــــــــــــــــــــــــــــــــلب............

قال ابن القيم رحمه الله : ماعُوقب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله ....
وماخلقت النار إلا لإذابة القلوب القاسية .... فإذا قسا القلب قحطت العين.....
وقسوة القلب من أربعة أشياء إذ جاوزت قدر الحاجة هي : الأكل والنوم والكلام والمخالطة ..
وكما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب ، فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنفع فيه المواعظ ...
ثم قال رحمه الله : من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته لأن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها ...

فالقلوب أنية الله في أرضه فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها شغلوا قلوبهم بالدنيا ... ولو شغلوها بالله والدار الأخرة لجالت في معاني كلامه وأياته المشهودة ورجعت إلى أصحابها بغرائب الحكم وطرف الفوائد ... إذا غذي القلب يالتذكر وسقي بالتفكر ونقي من الفساد .. وخراب القلب من الأمن والغفلة ... وعمارته من الخشية والذكر .. ولاتدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا إلا كما يدخل الجمل في سم الإبرة ..

وقال : إنما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة وسير الليل .. فإذا حاد المسافر عن الطريق ونام الليل كله فمتى يصل إلى مقصده.

عــــــــلامات قســـوة القلب :
1- أن الإنسان إذا سمع القرأن لايتأثر بسماعة .. يسمع الأية والسورة وحاله بعد أن سمع كحاله قبل أن يسمع القرأن وقد يكون أسوأ حالاً.
2- إنه إذا جلس في مجلس الصالحين لايتأثر ويكون الكلام لديه شئ عادي حيث أن الكلام لا يعنيه هو .
3- إنه إذا أُمر بأمر من أمور الله تعالى لا يفعل بها وإذا نُهي عن المعاصي يفعلها فليس في قلبه تعظيم لله .
4- إذا مر على مواقف تبكي العيون وتخشع لها القلوب لاتدمع عيناه من خشية الله وكأنها لم تؤثر به .
5- إنه لا يتعظ بالقبور وربما يدخل القبر ويشيع الأموات وحاله كحال الأول .

عــــــــــلاج قسوة القلب :

1- كثرة سماع القرأن وقرأته .
2- كثرة ذكر الأخرة وأهوالها .
3- الإحسان إلى الناس ورحمتهم.
4- صلة الأرحام في الدنيا.
5- الإتعاظ بالقبور وأهلها .


وبعد..... لنسأل أنفسنا .....هل لنا قلب؟؟؟

اطلب قلبك في ثلاث مواطن :
عند سماع القرأن .... وفي مجالس الذكر ...... وفي أوقات الخــــــــلوة...

فإذا لم تجده في هذه المواطن فأسأل الله أن يمنّ عليك بقلب فإنه لا قلب لك