ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   روضة القرآن وعلومه (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=89)
-   -   وصية الشيخ الشنقيطي لأهل القرآن (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=54051)

أم عبد الرحمن مصطفى 07-02-13 12:50 PM

وصية الشيخ الشنقيطي لأهل القرآن
 
وصية الشيخ الشنقيطي لأهل القرآن
النص الصوتي للمحاضرة
http://www.zadnet.net/shank/qoraaan.mp3
هذا تفريغ لسؤال أجاب عليه الشيخ الشنقيطي – حفظه الله – قد تجد أن الإجابة طويلة لكنك لن تندمي على قرائتها بعون الله
فضيلة الشيخ يقول السائل: هل من وصية لطلاب حلقات تحفيظ القرآن - آثابكم الله -
الشيخ: بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام علي خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فأهل القرآن حقهم عظيم وتمنيت أن هذا السؤال جائني في حالة أستطيع أن أبين لكن اقبلوا جهد المقل ...
ليس هناك أعظم ولا أكرم ولا أشرف من كتاب الله عز وجل وإن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن من نعم الله على أهل القرآن أن يهيئ العبد بفضله سبحانه ومِنّه لحفظ كتابه والعلم به والعمل به والدعوة إليه، فإذا وفق لهذه الأمور كلها ورزقه الله قلبا مخلصا لوجهه يبتغي ما عنده فوالله لا أظن أحدًا أصاب سعادة أعظم من هذه السعادة.
إن الله أعطى الدنيا لمن أحب وكره ولم يعطي الدين إلا لمن أحب فإذا كملت محبة الله للعبد ظهرت آثار ذلك الحب ومن أعظم تلك الآثار أن يُسكن الله القرآن في قلب العبد ثم يوفقه لكي يظهر في جوارحه وأركانه فإذا رأيته تذكرت كلام الله جل وعلا وإذا سمعته تذكرت مواعظ الله سبحانه وتعالى في كتابه.
هؤلاء هم السعداء هؤلاء هم الأولياء هؤلاء هم الصفوة الأتقياء خاصة إذا نشأوا من الصغر فتفتقت أنفسهم وأرواحهم أول ما يكون على كلام الله جل وعلا، فشغلهم الله بكتابه عن كل شيء ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يشعرنا بكتابه وكلامه ودينه وشرعه وان يكفينا بهذا الشغل هم الدنيا والآخرة.
كلام الله الذي اصطفاه الله واجتباه وجعله لهذه الأمة سعادة وعزة وكرامة كما قال الله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء] وهل نال الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم من الأخيار والصفوة الأبرار ما هم فيه من سعادة الدنيا والآخرة إلا بفضل الله ثم بهذا القرآن؟
أول ما أوصي به من أراد أن يحفظ القرآن أو يغشى حلق القرآن او يجلس في مجالس القرآن أن يعلم إن هذا القرآن لله ويبتغى به ما عند الله وأن عليه أن يجرد قلبه لربه وأن يعلم علم اليقين أنه إذا أخلص في قلبه لله فتح الله في وجهه أبواب رحمته فلا يطلب هذا القرآن رياءا ولا يقرأه ولا يعمل به سمعة ولا يبتغي به الجوائز ولا المنافسات ولا المسابقات ولا لكي يظهر على فلان وعلان ولا لكي يُشْهَر ويُشَهَّر أمام الناس ولا لكي يتقدم في المحراب يصلي بالناس، إنما يقرأه لكي يلقى ربه على الوجه الذي يرضيه. أن يخلص لله سبحانه وتعالى وأن يعلم أن هذا القرآن سوق الآخرة وأنه لا يُباع به ويُشترى وإنما هو سلعة الله التي أبى الله سبحانه وتعالى أن يتاجر بها مع أحد غيره فلا تتاجر بالقرآن إلا مع الله جل جلاله تتلوه حق تلاوته، تتدبره، تعمل به، تدعوا إليه وأنت لا تريد إلا وجه الله عز وجل.
ومن هنا حري بأهل حلقة القرآن وأهل التحفيظ معلما ومتعلما إذا خرج من بيته وأراد أن يغشى حلق الذكر أن يسأل ما الذي في قلبه وأن يبحث عن الذي في صدره وأن يخلص لله جل وعلا وأن يجرد قصده لله سبحانه فكل خير موقوف على هذا الأساس ولا يمل المسلم في حياته كلها أن يُذَّكِر بالإخلاص لله عز وجل في كل حين وفي كل طرفة عين فالإخلاص هو أساس الخير كله ولو أردت أن ترى كثيرا من الشرور والبلايا والمصائب التي أصابت الناس ما أصابتهم إلا بالخلل في هذا الأصل العظيم الإخلاص.
وإذا كان المعلم مخلصا فعليه أن يغرس في قلوب طلابه هذا الإخلاص وإذا رزقه الله إخلاص النية فعليه أن يجد ويجتهد في معونة طلابه على هذا الإخلاص ودعوتهم إليه.
الأمر الثاني أن يعلم أن هذا القرآن حملٌ ثقيل قال تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل] فإذا سمع في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم عن أي شيء أنه عظيم فعليه أن يدرك حقيقة قد تغيب عن الكثير أن الأمور التي عظم شرفها وخيرها أنها سلاح ذو حدين فإما أن ترفع العبد إلى الدرجات العلى وإما أن تهوي به إلى أسفل سافلين ولذلك عليه أن يعلم أن الأمر فيه خطورة وأنه حمل ثقيل يحتاج إلى أن يُعطي هذا القرآن حقه من الضبط والاتقان والجد والاجتهاد وتفريغ الأوقات والمراجعة حتى يحفظ للأمة هذا الكتاب ويقدمه إليها كما نزل فإذا تفرغ للقران وأراد أن يحفظه فليضبطه على الوجه الذي يُرضي الله سبحانه ومن هنا إذا دخل الى حلق العلم وجَدَّ واجتهد وحفظ القرآن وتعب ونصب في مراجعة القرآن وضبطه وأحس بالأمانة والمسئولية عن هذا الكتاب فلم يقصر في حقه وحقوقه فإن الله سبحانه وتعالى يُوَفي له أجره في الدنيا وفي الآخرة.
وكم والله رأينا من العلماء المبرزين المتقنين لكتاب الله عز وجل أنهم كانوا من أسعد الناس في هذه الدنيا والله إني لأعرف أقواما كانوا أفقر الناس وهم أغنى الناس وكان غناهم بالقرآن لأن الله تكفل لهم بأمورهم وشئونهم. من فَرَّغَ نفسه لكتاب الله فحفظه وحافظ عليه وضبطه فإن الله سبحانه وتعالى يكفيه هم الدنيا والآخرة، والله رأينا كيف تكفل الله أمورهم في أنفسهم وأهليهم وأولادهم وإني لأعرف بعضهم كيف حسنت خاتمته وخرج من هذه الدنيا قرير العين لكن والله أهل القرآن بحق أقوام والله اعرف رجل منهم قبل صلاة الفجر وهو يتهجد بالقرآن ثم من بعد صلاة الفجر جالس لطلبة العلم يحفظهم القرآن ويراجع معهم القرآن إلى ما يقارب منتصف الليل وهو لا يفتر ولا يمل من كتاب الله عز وجل.
لا يزال طالب التحفيظ بحق يحب كتاب الله ومن دلال الحب الصادق أنه يزداد منه يوما بعد يوم فتجده تفتح له أبواب السعادة فيصبح لا يعرف إلا كتاب الله وإذا فتحت له أبواب الملهيات والمغريات لم يلتفت إليها لأنه مشغول بما هو أعظم وأجل وأكرم وإما الذين خسروا فأقوام بدأوا يحفظون كتاب الله عز وجل وسهل لهم الحفظ فاغتروا واتكلوا على أنفسهم وأصبحوا يحتقرون من دونهم في الحفظ.
جائتهم الآفات ودخلت عليهم الدواخل فتجد الواحد منهم اذا بدأ يحفظ القرآن احتقر ما دونه ومنهم من يلمز ومنهم من يهمز فهم أسبق الناس للمسابقات لأنهم يريدون عرض الدنيا وأسبق الناس في الظهور والعياذ بالله فما زالوا يتعالون في أعين الناس وهم في سفال عند الله جل جلاله.
تجد الرجل حافظ لكتاب الله ويقول أنا أشعر بضيق وبعضهم نسأل الله السلامة و العافية يعطيه الناس مسجد يؤم فيه الناس فيكرمه الله بالقرآن فتجتمع الناس على حبه وحب تلاوته فيبدأ ينسلخ من المسجد والعياذ بالله فيصبح هذا المسجد الذي رفعك الله به وهذا القرآن الذي نفعك الله به فيصبح يتعزز بقرائته ولربما يغيب عن المسجد لأسابيع ولا يحضر لأن هذا دلائل الحرمان نسأل الله السلامة والعافية.
من طلب القرآن لله أحبه وتعلق به لأنه ثقيل وحمله ثقيل ولذلك أنظر الآن لو أردت أن تحفظ شيئا من القرآن وجدت الضيق يأتيك من كل حدب وصوب وإذا أردت من نفسك ساعة تراجع فيها شيء من القرآن تكالبت عليك الهموم لأن الشيطان يعلم أنه ليس هناك مفتاح سعادة أعظم من هذا القرآن الذي تتلوه فيقعد لك بالرصد قول ثقيل بما جعل الله حوله من الفتن والملهيات والمغريات لكن إذا تعلق به القلب بحق وصدق فتح الله على صاحبه أبواب الرحمة.
ومن الآن على كل إنسان رزقه الله هذه النعمة أن يعيد النظر في حق هذا القرآن عليه هذا الأمر العظيم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات وقالت عنه الجن {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} [الجن] فقط استمعوا إذا كان هؤلاء من مجلس واحد يستمعوا للقرآن فكيف بك وأنت عشرات المجالس بل مئات بل ألوفها بل ولدت في بيئة تقرأ القرآن وأنت تسمع كتاب الله ولا تعجب فقال هؤلاء الجن إنَّا بصيغة التوكيد ما قالوا سمعنا قالوا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن] ما هدى إلى غي ولا إلى ضلاله ولا إلى هوى وإنما هدى إلى الرشد والرشد هو فلاح الدنيا والآخرة. هذا الرشد الذي أنزل الله من أجله القرآن وأرسل من أجله الرسل لكي يبين الحق من الباطل والهدى من الضلال { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن] دخل الى قلوبهم فهزها وقظ مضاجعهم حتى يوحدوا الله سبحانه {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن]
لما دخلت هذه الآيات إلى جذور هذه القلوب المؤمنة من الجن قالوا { وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن] آمنا بربنا التوحيد الاثبات والنفي { فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن] وهو معنى لا إله إلا الله فهذا القرآن الذي حرس الله به سبع سماوات حرس به السماوات
{وَإنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَإنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا } [الجن] حفظت السماوات لما نزل القرآن حتى لا يقال أن محمد تنزلت عليه الشياطين وما ينبغي لهم ما يستطيعون.
فتعلم أن القرآن ثقيل، ثقيل كرامته، ومكانته، وعزته، وكرامته على الله جل جلاله، جعله الله أفضل كتبه وأرسل به أفضل رسله وجعل فيه من الآيات والعظات والعبر والله لقد شغل القرآن أهله حتى نسوا هذه الدنيا وكفاهم الله همه وغمه.
تعيش مع كتاب ربك، به تعرف لماذا خلقت؟ ولماذا أوجدك الله؟ فتسعى لتحلل حلال الله وتحرم حرام الله.
يا حافظ القرآن أي شيء تطلبه؟ أي شيء تطلبه؟ وأي نعمة ترجوها؟ وأي سعادة تنتهي إليها؟
إنها السعادة الحقيقية: كلام الله جل جلاله، فإذا جلست في مجلس التحفيظ لا تمل ولا تسأم.
يا من تريد أن تحفظ القرآن، إذا جلست في مجالس القرآن، من أصدق الدلائل على حب القرآن أن تتمنى أن هذا المجلس لا ينقضي وأن تتمنى من قرارة قلبك أن القارئ لا ينتهي.
القرآن اذا احببته بصدق شُغلت به....
من الناس من يقوم من بعد صلاة العشاء يتهجد بكتاب الله من حفظة القرآن فلا يدري إلا وقد أذن عليه الفجر، يعيش مع هذا الكلام، كلام الله جل جلاله ومن شغله الله بالقرآن فقد أفلح وأنجح ولن تجد من هذا القرآن إلا خيرا.
أوصيك بالاخلاص لله جل وعلا
الجد والاجتهاد في ضبط القرآن وحفظه واتقانه
تقرأ القرآن في بيتك قبل أن تذهب إلى حلقة التحفيظ وتأتي إلى معلمك
وإذا مشيت إلى مجالس القرآن وإلى تحفيظ القرآن تمشي بالسكينة والوقار مشيا يدل على شرف ما تقصده، لا تمشي مشية الغافلين ولا مشية اللاهين ولا المتكبرين وإنما تمشي كما ذكر الله في كتابه عن عباده المتقين {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان]
تمشي كما أمرك الله فإذا بلغت حلق التحفيظ تذكرت إنها مجالس تغشاها الملائكة وتنزل عليها السكينة وتحفها الملائكة وتغشاها الرحمة.
منازل مشرفة مكرمة فتجلس فيها مجالس الأدب، أدب في سمعك، في بصرك، لا تلتفت يمينا ولا شمالا وإنما تعي ما تسمع، وتحفظ ما تقرأ
كل هذا حق على طالب القرآن و حافظ القرآن أن يكون في سمته، ودله ما يدل على شرف ما يقصده وما يحفظه، فإذا جلست في ذلك المجلس وأردت أن يرضى ربك عنك فلتكن سريرتك لله
ثانيا ألا يكون أحد في حلق التحفيظ أقرب إلى ربك منك فلا تتكلم إلا بما يرضي الله، ولا تنظر إلا لما يرضي الله، ولا تشتغل إلا بما يرضي الله، فتجلس في حلق التحفيظ على أكمل وأفضل ما يكون عليه طالب القرآن لأنك تحس أن هذا القرآن معك، أنك مع كلام الله جل جلاله، أنك مع هذه الرسالة العظيمة.
ووالله لن تُشرف بكتاب الله إلا شرفك الله به في الدنيا والآخرة ولذلك لما رأينا أقوام صدقوا مع كتاب الله، صدقهم الله وأعرف أناس كانوا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يقراؤن القرآن فكانوا يحاسبون أنفسهم والله حتى في مشيتهم - رحمة الله عليهم رحمة الأبرار - كما استفدنا منهم، كان الرجل منهم حتى إذا خرج، يمشي مشية من يحمل القرآن، تحس أن هذا الرجل يراقب الله سبحانه وتعالى، لا تجد منه أي شيء يعيب حامل القرآن وهم من حفظة كتاب الله والمعلمين لكلام الله جل جلاله
فعليك أن تكون على أكمل الأحوال وأجملها وأجلها وأنت قاصد لحلق الذكر
فإذا جلست واستمعت وحفظت، فليكن عندك شعور أن هذا القرآن أمانة في عنقك وأن الله سيسألك عنه، فتحرص على حفظه وضبطه ومراجعته بعد أن تعود إلى بيتك وهكذا ترتقي في مراتب الفلاح وطريق الخير والنجاح وأنت ترجوا رحمة ربك بهذا الكتاب الذي أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ..
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من أهل القرآن..
اللهم ارزقنا تلاوته وحلاوته والعمل به آناء الليل والنهار على الوجه الذي يرضيك عنا..
اللهم اجعلنا ممن يتلوه حق تلاوته
اللهم اجعلنا ممن أحل حلاله وحرم حرامه واتبع شرعته ونظامه
اللهم اجعلنا ممن اتبع القرآن فقاده إلى رضوانك والجنة
اللهم إنا نسألك أن تجعله حجة لنا لا حجة علينا
اللهم نور به قلوبنا ونور به أبصارنا وبصائرنا، ثبت به أقدامنا وثبت به ألسنتا وصوب به أرائنا
اللهم حبب القرآن إلى قلوبنا
اللهم اشغلنا به آناء الليل وآناء النهار على الوجه الذي يرضيك عنا
اللهم ارزقنا القيام بحقه وحقوقه واجعلنا ممن أخلص لوجهك العظيم وابتغى رضوانك الكريم أنك على كل شيء قدير وبالإجابة قدير
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
وصلى اللهم وسلم تسليما كثيرا ..

أم عبد الله خديجة 07-02-13 11:00 PM

أختي في الله جزاك الله خيرا على هذا التفريغ وجزى الله الشيخ خيرا على كلامه الذي يثلج الصدر ويشرحه
نسال الله تعالى أن يجعلنا واياك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته

رقية مبارك بوداني 08-02-13 12:06 PM

ماشآء الله ، تبارك الرحمن
كلام نفيس ،ونصيحة تكتب بماء الذهب
من أروع ما قرأت ، جزى الله خيرا الشيخ خير الجزاء ، ونفع بعلمه ..
وجزاك خيرا يا ~أم العبادلة ~ على الإنتقاء الموفق ..
بورك فيك ، ونفع بك :icony6:

يسمينة 08-02-13 05:11 PM

جزاك الله خيرا اختي الكريمة على ما قمت به وجعله في ميزان حسناتك
اسال الله ان ينفعنا جميعا بما قرانا وسمعنا
اللهم امين

روضة صديق 08-02-13 11:28 PM

خسرت من لم تعطي نفسها بضع دقائق
لسماع المقطع أو لقراءة التفريغ !!
فلاتفوتي على نفسك غاليتي .
جزاكِ الله خيرا الجزاء أختي أم العبادلة

حورية ادريس الرامي 08-02-13 11:40 PM

جزاك الله خيرا اختي على هدا الموضوع القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك

بشرى التائبة 09-02-13 01:49 AM

جزاك الله عنا كل خير
 
أختي في الله,
أسأل الله أن ينفع بك,وأن يبارك فيك اينما حللت,ويزيدك علما وحرصاواليه قربا.
فعلا,محرومة من لم تقف للحظات تتأمل بليغ ما خطت اناملك من عظات نقلا عن الشيخ,حفظه الله تعالى............
بارك الله فيك,وبارك الله في الشيخ الفاضل وجزاه عنا وعن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير ما جزى به عباده المخلصين.,
أحسن الله اليك يا غالية:icony6:
بوركت الجهود

ملاذي ربي 09-02-13 09:51 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
اسأل الله ان ينفعنا بما قرأنا

مروه سعيد 09-02-13 01:02 PM

بارك الله فيك اختاه وسلمت يمناك

سلوى محمد 09-02-13 11:09 PM

جزاكن الله خيرا
اللهم اجعلنا من اهل القران وخاصته

أم عبد الرحمن مصطفى 10-02-13 06:48 AM

وبارك الرحمن فيكن يا حبيبات

أم عبادة الموحدة 10-02-13 12:11 PM

أحسن الله إليـــك أخيّة ،،
قرأت موضوعك هناك .. في منتديات الجامعة
فأعجبني وأردت نسخ فقرة منه - وكلّه نافع-
ودخلت هنا فوجدتك قد نفعتِ به الأخوات

فجزاكِ الله خيرا ونفع بكِ.
:icony6:

عهود الحربي 13-02-13 12:27 AM

جززاك الله خيرا ام العبادلة .. و كتب اجرك بنييتك أم حاتم

فاطمة أم معاذ 21-03-13 02:53 AM

[frame="2 60"]و0ر0د p1s1 و0ر0د[/frame]

طالبة علم مبتدئة 09-04-13 01:15 PM

جزاك الله خيرا اختي الكريمة ..
اللهم اجعلنا من اهل القران الذين هم اهله وخاصته ..

فاطنة 14-05-13 04:36 PM

وجعله الله في ميزان حسناتك اختي .

أم محمد التميمي 15-05-13 05:07 PM

تحية وشكر
 
بارك الله فيك أختي أم العبادلة وحياك وبياك وجعل الجنة مثوانا ومثواك والله مابدرتي به في هذا التفريغ رائع جدا جعله الله في ميزان حسانتك وكل من كان سبب في دخولي لهذا الركن وجزى الله الشيخ على ماقدم .
p1s1

أمة الله المسلمة 27-05-13 02:40 PM

جزيتم خيرا

وردة وردية 31-05-13 07:15 PM

يعطيج العآفية حبي

امينة راجية الثبات 05-06-13 04:25 PM

جعله الله في ميزان حسناتك

سارة الداعية 24-06-13 08:25 PM

جزاكم الله خيرا

لؤلؤة الدعوة 22-10-13 08:28 PM

جزاكِ الله خيراً أختي أم العبادلة .

إسلامي نور 27-10-13 04:32 PM

جزاك الله خيرا أختي و جعله الله في ميزان حسناتك

راجية طلب العلم 28-10-13 09:06 PM


اقتباس:

من طلب القرآن لله أحبه وتعلق به لأنه ثقيل وحمله ثقيل ولذلك أنظر الآن لو أردت أن تحفظ شيئا من القرآن وجدت الضيق يأتيك من كل حدب وصوب وإذا أردت من نفسك ساعة تراجع فيها شيء من القرآن تكالبت عليك الهموم لأن الشيطان يعلم أنه ليس هناك مفتاح سعادة أعظم من هذا القرآن الذي تتلوه فيقعد لك بالرصد قول ثقيل بما جعل الله حوله من الفتن والملهيات والمغريات لكن إذا تعلق به القلب بحق وصدق فتح الله على صاحبه أبواب الرحمة.
اقتباس:

القرآن اذا احببته بصدق احبك ....
:icon57:ربنا ينفع بك ويبارك في اعمالك أخية:icon57:

رقية مبارك بوداني 15-04-14 12:35 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يرفع لأهمته ..ترجى فائدته ..
p1s3

سها أحمد 15-04-14 08:17 PM

بارك الله في الجميع


قال الشيخ في الدرس
القرآن اذا احببته بصدق المحبة شغلت به


مريم بنت خالد 16-04-14 11:41 PM

جزاكم الله خيرًا على هذا المقطع الهام.
جعلنا الله ممّن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. آمين.

رقية مبارك بوداني 18-04-14 11:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السها (المشاركة 513720)
بارك الله في الجميع


قال الشيخ في الدرس
القرآن اذا احببته بصدق المحبة شغلت به

لحياة الحقَّة: هي تلك التي منبعها الإيمان الصادق، الذي أُسِّس على معالم واضحة، و لَبِنات مادتها الأساسية التزكية الإيمانية المحروسة من الزَّلَل، البعيدة عن الغبن النفسي الذي مصدره البعد عن الله – تعالى - ولهذا فإنَّ الحياة في ظلال القرآن نعمة، نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العُمر وتباركه وتزكيه.

حُبُّ القرآن الكريم غاية إيمانية:
لنغرس في نفوسنا حُبَّ القرآن الكريم، ونسأل الله التوفيق، لابدَّ لنا من وسائل تُعيننا في ذلك، وكيف تكون حياة الإنسان إذا وفَّقه الله أن يَغرسَ القرآن الكريم في قلبه؟ والله إنها حياة طيبة ولحظة سعيدة، فمن هنا سنحاول في هذا المقال توضيح بعض الوسائل التي تعيننا على غرسه في أعماقنا؛ لنشعر بالسعادة والطمأنينة.

أسرار قيام الليل: لكي تكون نفوسنا مُهيَّئة لاستقبال حُبِّ القرآن الكريم بكل طواعية وراحة، واستعداد نفسي وروحي، نبدأ بقيام الليل، ففيه جلاء للنفوس، وصَقْلٌ للقلوب حتى تطهر من الشوائب الزائدة و الملتزقة بها، وفي هذا قال – تعالى -: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل:1-7].

عن جُبير بن مُطعم - رضي الله عنه - قال: ((كُنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالجحفة، فخرج علينا، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن القرآن جاء من عند الله؟)) قلنا: نعم، قال: ((فأبشروا، فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به ولا تهلكوا بعده أبدًا))؛ "المعجم الكبير" (2/ 126)، جاء سعد بن هشام بن عامر إلى عائشة - رضي الله عنها - يسألها عن قيام النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: (( أَنْبِئِينِي عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: فَإِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ، فَقَامَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ حَوْلاً، وَأَمْسَكَ اللَّهُ خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فِي السَّمَاءِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ التَّخْفِيفَ، فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ))،[1] فقيام الليل على هذا عامل أساسٌ في تحسين العلاقة بين الإنسان والقرآن الكريم، إنه لا صلاح لهذه الأرض، ولا راحة لهذه البشرية، ولا طمأنينة لهذا الإنسان، ولا رِفعة ولا بركة ولا طهارة، ولا تناسق مع سُنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع إلى كتاب الله – تعالى – تدبرًا، وحُبًّا، وقراءة، وتطبيقًا.

والرجوع إلى كتاب الله له صورة واحدة، وطريق واحد، واحد لا سواه، إنه العودة بالحياة كلِّها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابه الكريم، إنه تحكيم هذا الكتاب وحدَه في حياتها، والتحاكم إليه وحدَه في شؤونها، وإلا فهو الفساد في الأرض، والشقاوة للناس، والارتكاس في الحمأة، والجاهلية التي تعبد الهوى من دون الله؛ {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [القصص:50]"[2].

ومن هنا نجدُ في سيرة السلف صفحات نيِّرة ومُشرقة، صنعتها صلتهم القوية بكتاب الله – تعالى - تدبُّرًا وتلاوةً وقراءةً متأنِّيةً واعيةً، ترمي إلى الكشف عن الرسائل التي يتضمنها النص الشريف في سياقاته المتعددة والمتنوعة، والمزهرة بالخير والبركة والنماء لكل البشرية، وفي هذا يقول عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه -: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليلِه إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مُفطرون، وبحزنه إذا الناس فرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيًا مَحزونًا حليمًا حكيمًا سكيتًا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيًا ولا غافلاً، ولا سخَّابًا ولا صيَّاحًا ولا حديدًا"؛ وصايا غالية ثمينة ذهبية.

مناجاة الله في الصلاة، والقرب الروحي الذي يُحسّه المؤمن وتحسّه المؤمنة، وهو بين يدي الله فيه من الحلاوة والطلاوة الخير الكثير، ولهذا لابدَّ لنا من كثرة الدعاء، والصدق فيه، وفي هذا يقول ابن مسعود - رضي الله عنه - مبيِّنًا أسرار قيام الليل، والصلاة بصفة عامَّة: "ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك، ومن يقرع باب الملك يُفتح له".

عبد الله بن مسعود و حب القرآن الكريم:
نجح ابن مسعود - رضي الله عنه - بتوفيق من الله وتبيين من قِبل النبي الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حُبِّ القرآن الكريم؛ ولهذا كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمكة، إذ اجتمع يومًا أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: والله ما سمعت قريش مثل هذا القرآن يُجهر لها به قط، فمَن رجل يُسْمِعهموه؟ فقال عبدالله بن مسعود: أنا، قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرته يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال: دعوني، فإنَّ الله سيمنعني، فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها، فقام عند المقام، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم - رافعًا صوته – {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ} [الرحمن:1- 2]، ثم استقبلهم يقرؤها، فتأملوه قائلين: ما يقول ابن أمِّ عبد؟ إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا إليه وجعلوا يضربون وجهه، وهو ماضٍ في قراءته حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغَ، ثم عاد إلى أصحابه مُصابًا في وجهه وجسده، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك، فقال: ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينَّهم بمثلها غدًا، قالوا: حسبك، فقد أسمعتهم ما يكرهون[3].

تدبر القرآن طريق النجاح:
تدبُّر القرآن الكريم فهمه، والنظر فيه بروية وتفكر؛ {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} [المؤمنون:68]؛ أي: ألَم يَتَفَهَّمُوا ما خُوطِبُوا به في القُرْآنِ؟ وقول الله – تعالى -: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وقال – تعالى -: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29].

ولو رُزِقَ العبد منا حسن التدبر في القرآن الكريم، عن طريق الترتيل المتكرر، وحسن القراءة وخاصَّة في الأوقات الفاضلة، وأعظمها أثناء الصلاة، سيعيش حياته متنعِّمًا بالقرآن الكريم طَوال عُمره، ينشر الخير أينما حلَّ أو ارتحل.

ولا يستطيع العبد منا الوقوف على جميع معاني القرآن الكريم، إنما هي فتوحات ربانيَّة يَهبها الله لمن صدقت نيَّته وحسن إيمانه وألحَّ في الطلب، وفي هذا يَقول سهل بن عبد الله التُسْتَري: " لو أُعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم، لم يبلغ نهاية ما أَودع الله في آية من كتابه؛ لأنه كلام الله، وكلامه صفته، وكما أنه ليس لله نهاية، فكذلك لا نهاية لفهم كلامه، وإنما يفهم كلٌ بمقدار ما يفتح الله على قلبه، وكلام الله غير مخلوق، ولا يبلغ إلى نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة" ا. هـ[4].

ويؤكِّد ما قلنا سلفًا قول ثابت البناني: "كابدتُ القرآن عشرين سنة ثم تنعَّمت به عشرين سنة".

و بهذا يصل المؤمن الصادق إلى نتيجة عجيبة وجميلة، ذكرها القرآن الكريم في عدة مواطن، منها: قول الله – تعالى -: {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء: 175]، وفي هذا بِشارة طيبة لكلِّ من سار على درب بِشر بن عبَّاد - رضي الله عنه - نموذج المحبِّ المتدبِّر.

لنعش في ختام الأمر مع هذا الصحابي الجليل - رضي الله عنه - وهو في اتصال عجيب مع القرآن الكريم؛ لندرك عظمة وقيمة حُبِّ القرآن الكريم وتدبره، وفي هذا يقول أصحاب السير: "بعد أن فرغ رسول الله والمسلمين من غزوة ذات الرقاع، نزلوا مكانًا يبيتون فيه، واختار الرسول للحراسة نفرًا من الصحابة يتناوبونها، وكان منهم: عمَّار بن ياسر وعبَّاد بن بشر في نوبة واحدة، ورأى عباد صاحبه عمارًا مُجهدًا، فطلب منه أن ينامَ أوَّل الليل على أن يقوم هو بالحراسة حتى يأخذَ صاحبه من الراحة حظًّا يمكِّنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو، ورأى عباد أن المكان من حوله آمن، فلم لا يملأ وقته إذن بالصلاة، فيذهب بمثوبتها مع مثوبة الحراسة؟! وقام يصلي، وإذ هو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سورًا من القرآن، احتدم عضده سهم، فنزعه واستمر في صلاته.

ثم رماه المهاجم في ظلام الليل بسهم ثانٍ نزعه وأنهى تلاوته، ثم ركع، وسجد، وكانت قواه قد بددها الإعياء والألم، فمدَّ يمينه وهو ساجد الى صاحبه النائم جواره، وظلَّ يهزُّه حتى استيقظ، ثم قام من سجوده، وتلا التَّشهد، وأتمَّ صلاته، وصحا عمَّار على كلماته المتهدجة المتعبة تقول له: قم للحراسة مكاني؛ فقد أُصبت، ووثب عمار مُحدِثًا ضجَّة وهرولة أخافت المتسللين، ففرُّوا ثم التفت إلى عباد، وقال له: سبحان الله، هلاَّ أيقظتني أوّل ما رُميتَ! فأجابه عباد: كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أُحِب أن أقطعها، ووالله، لولا أن أضيِّعَ ثغرًا أمرني الرسول بحفظه، لآثرت الموت على أن أقطعَ تلك الآيات التي كنت أتلوها".

زاوية الختام:
في هذه الكلمة القصيرة أوجه رسالة إلى قلبك، أيها القارئ الكريم، عنوانها الحب، وطابعها الإخلاص، وغلافها الإيمان الصادق، وموزعها الصلة الروحية التي تجمعنا بتوفيق من الله، وتاريخها مبعث النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم - وبدايتها الفاتحة، وخاتمتها سورة الناس، وعطرها الريحان، وبيتها الجنة، وأمنيتنا رضا الرحمن، وشفاعة المصطفى العدنان - صلى الله عليه وسلم.


ــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح مسلم (4/ 104).
[2] في ظلال القرآن الكريم.
[3] روى هذه القصة الزبير بن العوام - رضي الله عنه - كما وردت في كتب السير.
[4] مقدمة تفسير البسيط للواحدي (رسالة دكتوراه): 1-34.

من موقع الألوكة ..

طالبة علم مصرية 18-04-14 11:53 PM

اللهم بارك
مهما سمع المقطع وقرىء تفريغه استفيد
جزى الله الشيخ الفاضل خيرا
جزاك الله خيرا اختى ام العبادلة

طويلبة العلم الشرعي 09-10-14 05:44 PM

p1s2

"اللهم امين"

ماشاء الله موضوع قيم وممتاز ووصايا تثلج الصدر

شكـــرا وبارك الله فيك اخية

ام سدره 29-11-15 11:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الرحمن مصطفى (المشاركة 447464)
إن الله أعطى الدنيا لمن أحب وكره ولم يعطي الدين إلا لمن أحب فإذا كملت محبة الله للعبد ظهرت آثار ذلك الحب ومن أعظم تلك الآثار أن يُسكن الله القرآن في قلب العبد ثم يوفقه لكي يظهر في جوارحه وأركانه فإذا رأيته تذكرت كلام الله جل وعلا وإذا سمعته تذكرت مواعظ الله سبحانه وتعالى في كتابه.
هؤلاء هم السعداء هؤلاء هم الأولياء هؤلاء هم الصفوة الأتقياء خاصة إذا نشأوا من الصغر فتفتقت أنفسهم وأرواحهم أول ما يكون على كلام الله جل وعلا، فشغلهم الله بكتابه عن كل شيء ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يشعرنا بكتابه وكلامه ودينه وشرعه وان يكفينا بهذا الشغل هم الدنيا والآخرة.


اللهم امين...اللهم امين
جزاك الله خيرا على النقل المبارك وجزى الشيخ خير الجزاء
وجعلناربي ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه.

سلمى محمد الزغبي 02-08-16 11:24 AM

جعله الله فى ميزان حسناتك
وجعل مثواك الجنه


الساعة الآن 05:34 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .