ثبات قلباً وقالباً!!
رأيتها ... وأحزنني كثيرا منظرها.. وهم يقطعونها بمعاولهم وفئوسهم الكبيرة.. ينزعون سيقانها الصغيرة.. ولكنها استعصت عليهم كثيرا لثباتها وشموخها وعظيم ارتفاعها... يحاولون عبثا أن يحنوا رأسها لكنها ما انحنت..وكأني أسمعها تقول ماذا أنتم فاعلون بي؟ أنا ثابتة! صامدة!قوية!! لن يستطيع أحد اجتثاثي من هذه الأرض... لن أنحني وأسقط حتى تنزع روحي من أرضي، وبعد عراك دام يومين تهاوت الشجرة وسقطت كقتيل بعد معركة ضارية..واجتثوا ما بقي من رفاتها..والعجيب أنها متجذرة بعمق في أعماق التربة.. ليزرعوا مكانها أشجارا للزينة فقط.. وكاد قلبي ينخلع لمنظرها وهي ممتدة بشموخ في شارعنا.. عمر طويل يا شجرتنا الغالية و أنت أمام منزلنا نراك ليل نهار لا يكف عطاؤك ... فسرحت بفكري في آية في كتاب الله يقول الله عز وجل " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" فتذكرت المؤمن القوي صاحب الدين والعقيدة وثباته على الإيمان والأخلاق كثبات هذه الشجرة والتي أعطت عطاء لا نظير له دون مقابل أو غرض، رغم ما واجهته من صعوبات الطبيعة القاسية، لا تزيدها المعوقات والمغريات إلا ثباتا وذلك بكل حب وتفان لا لشيئ إلا طاعة لله تعالى وتنفيذ لأمره حتى بعد اقتلاعها أبت إلا العطاء لآخر جزء فيها فأنتجت أخشابا وأعوادا كثيرة فوردت في ذهني قصص السلف الصالح والثبات على الحق من صحابه وتابعين وصالحين كيف ثباتهم رغم ما لاقوه من الهوان والعذاب والترغيب والترهيب، فإذا جئت تنظر لمنظره ينبئك عن مخبره، هيبة في المنظر وثبات وقوة في الدين ينطق بالكلمة ويسأل نفسه مراراً ماذا يريد بهذه الكلمة؟ يشعرك أحدهم بالرقابة الإلهية والأمانة في تبليغ هذا الدين،فكره يدور حول:"هل تراه يرضى عني ربي" بذلوا المال والمهج لتبقى راية الإسلام ناصعة البياض ، أسروا العالم بأخلاقهم وتدينهم الصادق ،فدخل على أيديهم بهذه الصفة" الأخلاق" جم غفير من الخلق وفتحوا بها الفتوح والمدن، فكأني أنظر إليهم إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم على منابر من نور.. فيا لطيب مجلسهم وقربهم من خير البرية عند مليك مقتدر، فهنيئاً لمن كان قلبه وباطنه موافقاً لقالبه وظاهره.. فلتكن جذورنا ثابتة مستقاة من كتاب الله وسنة نبيه ،تنتج أفعالاً وأخلاقاً طيبه ولنعط الناس ثمار تديننا بكل حب وتفان، نسأل الله الثبات في الدنيا والآخرة.... |
:)
ما شاء الله .. تطيب النفس بحروف دعوية كهذه .. بوركتِ |
الثبات حتى الممات
هو نهج الصالحين وسير المقتدين وأنا أقرأ حروفك ، تمثل في فكري صور كثيرة أشهرها : عمار ، بلال ، أحمد بن حنبل ، ابن تيمية ، سيد قطب ، عبدالله عزام ، أحمد ياسين ، رحمهم الله جميعاً وغيرهم آلاف كثيرة صمدوا لتنهض شجرة الإسلام قال أحد الصالحين حين نؤسر لا تدعو الله بفكاك الأسر بل ادعوه بالثبات على الحق . وصدق بارك الله بمداد قلمك أختي الفاضلة |
بوركتِ اختي
وجزاك الرحمن خيرا |
اقتباس:
|
وبارك فيك أختي ضوء الحياة والشهيدة بإذن الله
وجزاكم الله خير |
موضوعٌ رائع
جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبه بورك فيكِ |
نعم ما سطرت يداكى غاليتى,بوركتى
|
بارك الله فيكِ اختي محبة علم
راق لي كثيرا قلمكِ ننتظر جديد تأملاتكِ |
سلمت يمينك غاليتى
ما أحلى أن نأخذ العبر والعظات من مواقف تحدث حولنا |
الساعة الآن 05:15 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .