ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   روضة اللغة العربية وعلومها (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=32)
-   -   مفاتيح طلب علم النحو - للدكتور حسن الحفظي. (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=10533)

أم هشام 19-12-07 10:56 AM

مفاتيح طلب علم النحو - للدكتور حسن الحفظي.
 
تلخيص لشريط مفاتيح طلب علم النحو للدكتور حسن الحفظي حفظه الله .
قام بالتلخيص : عبدالعزيز بن عبدالله اللحياني .


عناصر المحاضرة


الموضوع الأول : أهمية طلب هذا العلم .

الموضوع الثاني : نبذة موجزة عن التأليف و مراحله في هذا العلم .

الموضوع الثالث : ذكر أبرز المؤلفات والصادر العلمية لهذا العلم .

الموضوع الرابع : المفتاح " المنهجية العلمية لطلب هذا العلم .


تمهيد لهذه الموضوعات الأربع* مدخل :
ما المراد بالنحو ؟

النحو علم وليس فن , يعرف به أحوال آخر الكلمة من إعراب وبناء . ويعرف تراكيب الكلام , وما يستحقه الكلام من تقديم أو تأخير ., وسواء أكان التقديم و التأخير جائز أم واجب.

* هل النحو والصرف علم واحد ؟

في البدايات كان النحو والصرف مشتركين .وكان البحث فيهما واحد . وبعد مضي مدة يسيرة أستقل الصرف بمؤلفات مستقلة .

* ما العلاقة بين النحو والصرف؟

و العلاقة بين النحو والصرف أن علم الصرف ينظر في بنية الكلمة المفردة في داخل حروف الكلمة الواحدة .وما يستحقه كل حرف من الحركات
وينظر ما يستحقه هذا الحرف من بقاءه على حاله أو قلبه إلى حرف آخر عند التصريف فيه .
والكلام ثلاثة أنواع : أسماء وأفعال و حروف:
الأسماء :يدخلها التصريف
والأفعال: يمكن أن يدخلها
و الحروف :لا يدخلها التصريف لأنها جامدة , لا تتغير .
الموضوع الأول : أهمية طلب هذا العلم .


*ما أهمية طلب هذا العلم ؟ولماذا ندرسه ؟

إن هذا العلم " النحو "من أبرز علوم اللغة العربية وآدابها , وتبرز أهمية طلب هذا العلم من الوجوه الآتية :

أولاً : قوة العلاقة ومتانتها بين هذا العلم وعلوم الشريعة .
القرآن نزل بالعربية قال تعالى :" إنا أنزلنا قرآن عربياً لعلكم تعقلون "
والوصول إلى أسرار القرآن الكريم الذي نزل باللغة العربية يتوقف على معرفة هذا العلم .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " تعلموا العربية فإنها من دينكم"

ثانياً : كثرة الاحتياج إلى معرفة ما يستحقه الكلام في كتاب الله عز وجل أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم,من إعراب أو بناء أو رفع أو نصب أو جر أو جزم أو تقديم أو تأخير خوفاً من الهلاك لو أعطى شي من كلام الله غير ما يستحق .
وقد أشار أبو حيان في كتابه البحر المحيط إلى ما يحتاجه المفسر لكتاب الله عز وجل وذكر سبعة أمور . ثلاثة منها متعلقة بعلوم العربية وهي :

الأمر الأول : علم اللغة اسما وفعلا وحرفاً .
وقال : الحروف لقلتها تكلم على معانيها النحويون فيؤخذ ذلك من كتب النحويين
أما الأسماء و الأفعال فتؤخذ من كتب اللغة .
الأمر الثاني : معرفة الأحكام التي للكلم العربية من جهة إفرادها و من جهة تركيبها ويؤخذ ذلك من علم النحو.

الأمر الثالث: كون اللفظ أو التركيب أحسن أو أفصح ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع " علم البلاغة العربية ".

وقال ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم " لم يكن سبيلٌ إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط اللسان , وصارت معرفته من الدين "
وقال عبدالقاهر الجرجاني " وأما زهدهم في النحو واحتقارهم له ,و إصغارهم أمره , وتهاونهم به , فصنيعهم في ذلك أشنع, و أشبه بأن يكون صداً عن كتاب الله , وعن معرفه معانيه , ذلك لأنهم لا يجدون بداً من أن يعترفوا بالحاجة إليه فيه , إذ كان قد علم أن الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الأعراب هو الذي يفتحها , قال" وأن الأغراض كامنة فيها حتى يكون النحو هو المستخرج لها " .
وكان عبدالله بن عباس و غيره من الصحابة يفسرون القرآن ويحتجون باللغة والشعر .
وقال ابن تيمية في الفتاوى" معلوم أن تعلم العربية فرض على الكفاية "

فائدة : ومما يدلل على دقة هذه اللغة أنهم يفرقون بين المسك بأطراف الأصابع ويقولون له القبص وبين المسك بالكف كاملة فهو القبض .
ويقولون للنار إذا سكنت طفأت وإذا هامدة فإذا سكنت وبقي الجمر فإنهم يسمونها خامدة .



الموضوع الثاني :

نبذة موجزة عن التأليف ومراحله في هذا العلم :
* لم ألف هذا العلم ؟

أعظم سبب دعاهم للتأليف في علم النحو هو فشو اللحن في الألسنة .

* متى ظهر اللحن ؟ وما سببه ؟

سبب انتشار اللحن هو اختلاط العرب بالعجم بسبب انتشار الإسلام في كل الأقطار , ففشى اللحن إلى الألسنة , حتى أنهم صاروا يعدون الذين لا يلحنون في عصر بني أمية يقولون : إنهم من الرجال لا يلحنون في جد ولا هزل : عبدالملك بن مروان والشعبي و الحجاج و ابن القرية .

* ولفشو اللحن مظاهر وأمثلة كثيرة منها :

1ـ قرأ قارئ في المدينة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قول الله تعالى {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله }
فقال الأعرابي على السليقة و أنا أبرئ مما برئ منه الله .
فقيل لعمر ذلك فأستدعى الأعرابي وسأله عن ذلك فقال له إن الإمام قرأ " وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله "
فأصدر عمر أمراً أن لا يقرأ القرآن إلا عالم بالعربية .

2 ـ أرسل أبو موسى الأشعري كتاباً إلى عمر رضي الله عنه يقول فيه " من أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب "
فلم يرق ذلك لعمر رضي الله عنه فأرسل خطاباً عاجلاً إلى أبو موسى يقول فيه
" عزمت عليك إلا ضربت كاتبك سوطاً ".
3 ـ اعتزاز العرب بلغتهم وحرصهم عليها ورغبتهم في المحافظة عليها .
4 ـ أن غير العرب لما دخلوا الإسلام أحسوا بحاجتهم الشديدة لمن يرسم لهم أوضاع العربية بإعرابها وتصريفها .
5 ـ يضيف الدكتور شوقي ضيف أن العقل العربي رقى وتغير ونمى نمواً أعدة للنهوض لرصد الظهوار اللغوية وتسجيل الرسوم النحوية تسجيلاً تطرد فيه القواعد .


* من وضع النحو ؟

للعلماء أقوال عديدة :
فمنهم من يقول أنه على بن أبي طالب رضي الله عنه .
ومنهم من يقول أنه أبو الأسود الدوئلي و عرضه على علي بن أبي طالب فقال له علي رضي الله عنه : ما أحسن النحو الذي نحوت .
ومنهم من ينسبه للخليل بن أحمد .

ولعل الصواب أن واضع النحو هو أبو الأسود الدوئلي وتطور بعده .



*مراحل التأليف في هذا العلم ما هي ؟

1/ طور الوضع والتكوين :من عصر أبو الأسود إلى عصر الخليل /بصري
وهو على طبقتين :
الأولى : عنبسة بن معدان ـ نصر بن عاصم ـ عبدالرحمن بن هرمز ـ يحي بن يعمر
وكان النحو قليل ولم يتعد إلى الرواية ولم يقيسوا .
الثانية : عبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي ـ عيسى بن عمر ـ أبو عمرو بن العلاء
وفي هذه الطبقة بدأ في التوسع وفي القياس
ولعيسى كتابان : الإكمال والجامع , أثنى عليهما الخليل بن أحمد

2 / طور النشأة والنمو : بصري /كوفي
وتأخر الكوفيين علم النحو لانشغالهم بجمع الأشعار و الأخبار , وهذا ما أدى لتوسعهم في القياس .
ويبدأ هذا الطور من عهد الخليل عند البصريين ومن عهد أبو جعفرالرؤوسي عند الكوفيين
وينتهي عن المازني البصري و عند ابن السكيت الكوفي .
وفي هذا الطور اشتركت الكوفة مع البصرة في النهوض بهذا الفن . وبدأت المنافسة وحتى هذا العصر لم يفصل الصرف عن النحو .
وبدأت في أواخر هذا الطور المنافسات والمناظرات بين الكوفيين والبصريين ولم تكن قوية جداً .

3 / طور النضج والكمال: بصري /كوفي

ويبدأ من عصر المازني البصري و ابن السكيت الكوفي وينتهي من عصر المبرد البصري و عصر ثعلب الكوفي.
فائدة : أبو عمرو عند البصريين هو أبو عمرو بن العلاء , وعند الكوفيين فهو الشيباني .
فائدة : أبو العباس عند البصريين هو المبرد , وعند الكوفيين هو ثعلب.

وفي هذا الطور بلغ النحو مبلغاً طيباً , وأشتعل الحوار و المنافسة و المناظرة وكلٌ يتعصب لمدرسته " المسألة الزنبورية "
وفي هذا العصر فصل علم الصرف عن علم النحو . فصار في كتب مستقلة .
و أول كتاب في الصرف هو كتاب التصريف للمازني .
وفي نهاية هذا العصر انتثر العلم في مدن ثلاثة . البصرة والكوفة وبغداد و ذلك لانتقال الخلافة لبغداد .
وما يميز هذا العصر هو اتساع المناظرات وشدتها

4 / طور الترجيح و البسط :هذا الطور لم يحدث فيه بناء قواعد جديد بل شرحوا ورجحوا الآراء .
وهذا الطور كان في بغداد والشام ومصر و الأندلس . و أستمر إلى حدود القرن السابع أو السادس الهجري .
وما جاء بعد هذه القرون كان للتيسير و الترتيب والشرح .



ثالثاً : ذكر أبرز المؤلفات و المصادر لهذا العلم


كتب النحو كثيرة جداً . وكذلك الكتب المتعلقة بالنحو كثيرة . ولكن سأعطيكم أبرز الكتب لمن أراد تكوين مكتبة :

أ/كتب التفسير التي لها علاقة بالنحو :

1/ كتاب معاني القرآن للفراء .
2/ كتاب معاني القرآن للأخفش الأوسط " سعيد بن مسعدة "
فائدة : و الأخافش ثلاثة عشر أشهرهم ثلاثة : الأكبر " أبو الخطاب " وهو شيخ سيبويه و الأوسط و هو تلميذ سيبويه و الأصغر" علي بن سليمان".
3/ كتاب للزخشري .
4/ كتاب البحر المحيط لأبي حيان .


ب/كتب إعراب القرآن :
وهي على قسمين :
أ/ قسم لا يعرب إلا المشكل ومنها :
1/ إعراب القرآن للنحاس .
2/ معاني القرآن وإعرابه للزجاج .
4/ إملاء ما من به الرحمن في إعراب القرآن و هذا الإسم غير صحيح ,والصحيح هو التبيان في إعراب القرآن للعكبري كما ذكر المؤلف في مقدمته.

ب/ وقسم يعرب كل شي في القرآن وهي الحديثة :

1/ الجدول في إعراب القرآن الكريم .
2/ إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحي الدين درويش .


ج/كتب في توجيه القرآءت :

1/ كتاب الحجة لأبي علي الفارسي وهو مختص في توجيه القرآءت السبع المتواترة .
2/ كتاب الكشف في توجيه القرآءت السبع المتواترة و عللها لمكي بن أبي طالب .

فائدة : القراءة المتواترة لها ثلاثة شروط كما قال ابن الجزري " صحة السند ـ موافقتها لرسم المصحف ـ موافقتها للعربية بأي وجهة من الوجوه"

3/ المحتسب لابن جني و اهتم لتوجيه القراءات الشاذة .


د/كتب النحو :

1/كتاب الكتاب لسيبويه فقد اشتمل على النحو والصرف واللغة .
2/المقتضب للكامل تحقيق محمد عبدالخالق عضيمة .
3/الأصول لابن السراج .
4/الخصائص لابن جني .
5/سر صناعة الإعراب .
6/الأمالي الشجرية لابن الشجري .
7/الكافية في النحو لابن الحاجب .
8/شرح الكافية للرضي .
9/شرح المفصل لابن يعيش .
10/كتب ابن مالك " الألفية ـ التسهيل ـ وشرح التسهيل ـ وشرح الكافية الشافية ".
11/كتب أبي علي الفارسي " المسائل البغداديات ـ المسائل الحلبية ـ المسائل الشيرازية ـ التكملة ـ المسائل العسكريات ـ المسائل الحلبيات ، والعضديات ".
12/كتب ابن هشام رحمه الله "مغني اللبيب ـ أوضح المسالك ـ قطر الندى وشرحها ".
13/شروح ألفية ابن مالك " ابن عقيل ـ السيوطي ـ الأشموني ـحاشية الصبان ـ عبدالله الفوزان ـ عبدالعزيز الحربي ".
14/شرح التصريف على التوضيع لخالد الأزهري وهو شرح لأوضح المسالك .
15/النحو الوافي لعباس حسن وهو على ثلاثة مقاسات للمبتدئين والمتوسطين والمتخصصين .


هـ/كتب الصرف :

1/كتاب التصريف للمازني .
2/المنصف لابن جني وهو شرح للتصريف .
3/الكافية لابن الحاجب وهو فقيه مالكي .
4/؟ ؟؟ ؟ ؟ .
5/ شرح الشافية للرضي .
2/كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي ذكر فيه الأشياء التي تتشابه والتي تفترق وجمعه من كتب و نسبها لأهلها .
و/كتب اللغة :

1/كتاب لسان العرب لابن منظور .وهو مصطفى من عدة كتب كما ذكر مؤلفه .
2/كتاب المخصص لابن سيده .
3/ كتاب الصحاح للجوهري .
4/القاموس المحيط للفيروز آبادي .
5/تاج العروس .
6/كتاب مقاييس اللغة لابن فارس .
7/كتاب المعجم الوسيط من معجم اللغة العربية بالقاهرة .


ز/كتب الشواهد الشعرية :

1/دواوين الشعراء في فترة الاستشهاد .
2/المفضليات للمفضل الضبي .
3/الأصمعيات للأصمعي .
4/البصريات للبصري .
5/ديوان الحماسة لأبي تمام .
6/ديوان البحتري .
ومن الكتب المهمة دراسات لأسلوب القرآن الكريم أستغرق تأليفه 30 عام جمع الشوارد النحوية والصرفية واللغوية للدكتور محمد عبد الخالق عضيمة .



رابعاً : المنهج :

المنهجية العلمية في طلب علم النحو :

1/إخلاص النية عند طلب العلم .
2/التدرج في طلب العلم .
3/ثني الركب أمام العلماء .
4/بذل أقصى الجهد في سبيل التحصيل العلمي .
5/الالتزام بالمبادئ والمثل .
6/الحرص على الصحبة الطيبة .
7/إعطاء كل ذي حق حقه .
8/العناية بالوقت وتنظيمه.

* علم النحو له أهداف عديدة منها تقويم اللسانان القلم واللسان وذلك يتأتى بـ :
أ ـ كثرة القراءة بصوت مسموع "القرآن ـ البخاري ومسلم و اللؤلؤ المرجان "
ب ـ القراءة على معلم .
ج ـ الاستعانة بالطلاب الجيدين .
د ـ غسل الخجل في القراءة .

وللاستزادة من علم النحو عليك بالمجال التطبيقي عن طريق :
1/كتب إعراب القرآن .
2/الإعراب أمام الأساتذة .
3/الإعراب ومراجعته في الكتب المختصة .
4/الإطلاع على التأليفات النحوية المعاصرة "النحو الوافي "شرح الحربي للألفية " .

أم البراء 20-12-07 08:44 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل جدا أستاذتنا الحبيبة ..
لكن لا أدري لماذا أحسست بحزن ..


هل لأني بعد تخرجي من الجامعة وجدت حصيلتي في النحو صفرا ..
وقد كان من أحب المواد إلى قلبي وقت الدراسة وكم كنت أتمنى أن استزيد فيه أكثر وأكثر ..

لكن فجأة أحسست بصعوبته وعدم القدرة على فهمه ..
فتركته كما تركه الكل .. الله المستعان ..


لماذا خرجت كل هذه الكتب بعد معرض الكتاب؟؟!!

سؤال

اقتباس:

هـ/كتب الصرف :

1/كتاب التصريف للمازني .
2/المنصف لابن جني وهو شرح للتصريف .
3/الكافية لابن الحاجب وهو فقيه مالكي .
4/؟ ؟؟ ؟ ؟ .
5/ شرح الشافية للرضي
أين يباع هذا الكتاب ومن مؤلفه ؟ : )


صورة تذكارية يا أم هشام ..

http://www.up700.com/uploads/771630f915.jpg

..

أم البراء 20-12-07 09:15 AM

موضوع ذو صلة ..

http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=10016



هنا أنقله يا أم البراء ؛ تتمة للفائدة ، فهو موضوع من طرح الأخت ((( أم عبدالرحمن ))) حفظها الله

ما أسلم طريقة لطالب العلم في إتقان النحو، وتقويم اللسان؟

الجواب:


بداية لابد من الاعتراف بأن علم النحو من العلوم الصعبة، ولكنَّ هذه الصعوبة تقل تدريجياً عند الاهتداء إلى الطريق القويم لتعلُّم هذا العلم.

والطريق القويم والمنهج السليم - فيما أرى - يكون على النحو الآتي:
أولاً: إخلاص النية عند طلب هذا العلم وغيره، فمن أقبل على هذا العلم، أو على غيره فإن عليه أن يُخلص في طلبه، ويقصد وجه الله - تعالى - وبالنظر إلى هذا العلم بالذات فإن توجيه النية للقيام بخدمة كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وبهذا القصد تسهل الصعوبات لأن طالب العلم يعرف أنه مأجور بنيته.

ثانياً: التدرج في طلب هذا العلم، فيشرَع أولاً بالنظر في المختصرات كـ"الآجرّومية"، والميسر من شروحها، ويمكن الانتقال بعد ذلك إلى "قطر الندى" و"شرحه"، ثم إلى "ألفية ابن مالك" وشروحها، ثم إلى "شرح المفصل" لابن يعيش، ثم يكون النظر بعد ذلك لمن يريد التخصص في هذا العلم فينظر في مصادره الأصيلة الكبرى كـ"شرح الرضي" للكافية، وكـ"تسهيل ابن مالك" وشرحه، كـ"الأصول" لابن السراج فـ"المقتضب" للمبرد فـ"كتاب سيبويه".

ثالثاً: ثنيُ الركب أمام العلماء الذين يقومون بتدريس هذه العلوم، وعدمُ الاعتماد على القراءة الفرديِّة، وقد قالوا قديماً: من كان شيخَه كتابُه كان خطؤه أكثرَ من صوابه. ولا بأس أن نبين السبب في هذا الاتجاه، وهو أن دقائق العلوم ونكتها، لا يستطيع الوصول إليها كل شخص بمفرده، في حين أن المتبحر في العلم قد عرَف العلاقات بين المسائل، ويستطيع الربط بينها، والموازنة بين مختلف الآراء، كما يستطيع الوصول إلى مصادر المسألة، وأماكن وجودها.

رابعاً: بذل أقصى الجهد في سبيل التحصيل العلمي، فإن العلم يعطيك بعضه إذا أعطيته كلَّك، وإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، وهذا غير خاص بعلم النحو، بل هو عام في جميع العلوم.

خامساً: الالتزام بالمبادئ والمثل، وهذا سبب هامٌّ جداً؛ ذلك أن الالتزام يمنع من اتباع سبيل الغي والضلال، ويدفع إلى الجِدِّ، وسلوك سبيل الحق، وإذا كان طالب العلم متقياً لله – تعالى - مجتنباً ما نهى الله - عز وجل – أعانه الله على تحصيل ذلك العلم، ولعل مما يؤيد ذلك قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ}؛ [البقرة: 282].

سادساً: الحرص على الصحبة الطيبة التي تدل على الخبر وتعين عليه، وتحذر من الشر وتصرف عنه.

سابعاً: إعطاء كل ذي حق حقه، فالعلم له حقه، والأهل لهم حقهم، والنفس لها حقها.

ثامناً: العناية بالوقت، والمحافظة على كل دقيقة للإفادة من كل لحظة، فالوقت هو الحياة.
دقاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثوان


تاسعاً: تنظيم الوقت ورعايته، والحرص على أداء كل شيء في وقته، وعدم تأجيل ما يمكن عمله اليوم إلى الغد.

عاشراً: علم النحو له أهداف عديدة، لعل أولها تقويم اللسانين القلم في الكتابة، واللسان في الكلام والخطابة، فكيف نستطيع تقويم أقلامنا وألسنتنا؟ لعل مما يساعد على ذلك:
أ - كثرة القراءة الصحيحة بصوت مسموع.
ب - الاستعانة - بعد الله - بأستاذك لتصويب القراءة، ولبيان ما يمكن أن تقع فيه من خطأ.
ج - الاستعانة بالزملاء الجيدين الذين تعرف أنهم يجيدون القراءة، ويحسنون الكتابة، فتسمعهم قراءتك، وتريهم كتابتك.
د - محاولة غسل الخجل، والتدرب على الجرأة في القراءة.
هـ - المجال التطبيقي للنحو هو الإعراب، وهناك عدد من الطرق تعرِف بها نفسك، وصحة تطبيقك الإعرابي؛ كإعراب نص من النثر أو الشعر أمام أستاذك، أو زميلك المتميز الجيد، ومن ذلك اختيار آية كريمة أو آيات، والقيام بإعرابها كتابة، ثم مراجعة إعرابك الذي كتبته على أحد كتب إعراب القرآن، وبخاصة الكتب التي تُعرب جميع القرآن، ككتاب "الجدول في إعراب القرآن الكريم"، أو كتاب "إعراب القرآن الكريم وبيانه" لمحي الدين درويش، ومثله أيضاً إعراب بعض الشواهد الشعرية في الكتب النحْوية التي حققها محمد محي الدين عبد الحميد، ثم مراجعة إعرابك الذي كتبته على ما كتبه المحقق في حواشي هذه الكتب، ومن هذه الكتب التي أعرب شواهدها كتاب "أوضح المسالك" لابن هشام، وكذا "شرح قطر الندى" له أيضاً.
ثم بعد ذلك تتفكر فيما وقعت فيه من أخطاء في الإعراب، وتتبين السبب فتتجنبه.
ومع تَكْرار هذه العملية فإنك ستتقوى بإذن الله.
و - أرى أن الاطلاع على المؤلفات النحوية المعاصرة، والتمعن فيها مما يسهل تحصيل علم النحو، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر كتاب "النحو الوافي" لعباس حسن، وهو كتاب عظيم القدر، جليل الفائدة، وهو صالح للمستويات العلمية المختلفة، وذلك أن مؤلِّفه قد جعله ثلاثة أقسام؛ قسم للمبتدئين مع اختصار واضح، وقسم للمتوسطين، وهو أوسع من سابقه قليلاً، وقسم للمتخصصين وطلبة الدراسات العليا.
وأوصي أيضاً بالاطلاع على شرح الدكتور عبد العزيز الحربي لألفية ابن مالك، ولم أر أيسر من هذا الشرح للألفيَّة؛ وذلك لحرصه على اعتماد الرأي الراجح، والدكتور مذكور بالخير، ونحسبه سليم الفكر والعقيدة، ولا نزكي على الله أحداً، وقد ذكر في أول الشرح مئة قاعدة نحْوية، أرى أنها استوعبت معظم الأمور الكلية النحْوية.

هذا إيجاز لما أردت الحديث فيه، وأرجو أن أكون قد قلت كلاماً نافعاً، وأن أكون أول المستفيدين منه، وأسأله - تعالى - أن يُعيذني وإياكم من الخلل، والخطلن والزلل.

أم هشام 20-12-07 12:21 PM

حياكِ الله أختي وحبيبتي ( أم البراء ومعاذ وسارة ومريم )

أستميحك ألف ألف عذرٍ ، فالأرزاق بيد الله ، وقلت لك آنفًا أنني لم أتصور بغيتك لكتب اللغة حين السؤال عن الكتب !!

لكن احسبيها دين علي !!!! :)


أما حزنك على مافات فسأقول لك ما قلته للأخت زهور الكادي وهو كالتالي :

جميل أن يشعر المرء أنه يحتاج العلم ، لكي يمتصه ، وإلا لن يلتفت ألبتة إلى احتياجاته ولن يطور من حاله !!

والأجمل أن يدفعه هذا الشعور ، إلى العمل والهمة !


حبيبتي :


التذكر والنسيان نعمتان فتلك نعمة ملموسة والأخرى نعمة خفية ، لنعلم أننا لانملك الحول ولا القوة إلا بالله وحده ، ونظل في حالة استغفار وتذلل لله بأن يحفظ علينا عقلنا وإيماننا ، والنسيان أمر وارد للمعلومات التي عفا عليها الزمن ولم تُمارس ؛فيستدعي المخزون ذلك الإرجاع ، فما زلتِ بخير لكن أعطي لنفسكِ فرصة المراجعة ولاتحزني كثيرا حزنا مثبطا لأنه من فعل الشيطان !!!

وأولا وأخيرا الاستعانة بالله ، وتذكر أن الرزق بيده وحده ، ولنتعلم لنصل إلى فهم مراد كلام الله لنفهم ونعقل ونعمل !

ونحن هنا لنأخذ بيد بعضنا !!


والموفق من وفقه الله !



أم هشام 20-12-07 12:27 PM

أتدرين أنك بعثت السعادة في داخلي ؟

فالصورة التذكارية هذه أشعرتني بالظفر على كتاب طالما تمنيته وبحثت عنه في كل مكتبات المملكة وبعض البلدان ولم أعثر عليه !!

شكر الله سعيك !

أم هارون السلفية 22-02-08 09:21 AM

مجهود موفق بإذن الله
جزاكن الله خير الجزاء

مروة عاشور 05-05-09 08:44 AM

جزاكم الله خيراً

ام همام 05-05-09 08:30 PM

:icony6:جزاك الله خيرا وبارك الله فيك استادتنا الفاضلة:icony6:

:icon57::icon57::icon57:


شكرا لك

اختكم فى الله 18-05-09 03:39 PM

جزاك الله خيرا
اسعدك الله ف الدراين

إشراف الأقسام العامة 16-07-10 05:51 PM

__


الساعة الآن 02:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .