الاختلاط و الواقع المعيشي في المجتمع المتفتح
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا بارك الله فيك هذا الحوار دار بيني و بين صديقتي فما ردك ؟؟؟
مع العلم اننا في مجتمع طغى عليه الاختلاط حتى اصبح امر طبيعي.

صديقتي :في حكم الاختلاط ان في مجتمعنا الشباب لا يهتموا بالفتيات لأنهم اعتادوا عنهم فأصبح امرًا طبيعيًا ان يرى فتاة أمامه سواء كانت متحجبة او محتشمة او غير متحجبة

انا: بالعكس ارى ان طريقة تعامل الشباب مع الفتيات تختلف حسب الحشمة عند الفتاة كل ما كانت محتشمة اكثر كلما كان الاحترام اكثر, و العلماء قالوا ان الاختلاط بين الجنسين فيه مفسدة

صديقتي: مجتمعنا ليس مثل المجتمع السعودي فمجتمعنا متفتح و اصبح الامر عادي عند الشباب لا يتأثرون بتلك الدرجة التي عند الشباب الخليجي الذين يشعرون بالكبت, مع العلم ان اللباس الشرعي في مجتمعنا مرفوض و يسمى لباس طائفي ممنوع لبسه في الاماكن العامة و الخاصة و خاصة في المعاهد و انا ادرس. فلماذا اجلب لنفسي المشاكل و الشباب لن يهتموا بي حتى و ان لم البس الباس الشرعي و اخاف من المشاكل في الطريق

فارجو شيخنا ان تعلق على هذا الحوار مع التفصيل بارك الله فيك لان صديقتي ستقرا ردك شيخنا فارجو ان تفصل لها بالدليل مع مراعات الواقع المعيشي الذي تعيش فيه صديقتي .

جواب فضيلة الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري -حفظه الله تعالى-:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
قال تعالى (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة )) أي أنه إذا أوجب الله عز وجل ورسوله حكماً حكماً من أحكام الدين فليس للمسلم والمسلمة أن يتخيّروا يفعلوه أو لا يفعلوه, وإنما قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا, ولا يكونوا كأهل الكتاب من اليهود وغيرهم الذين يقولون سمعنا وعصينا, وقد أوجب الله عز وجل في كتابه على المؤمنات الحجاب بينهم وبين غير المحارم لقوله تعالى (( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) فبيّن الله لمّا أمر بالحجاب بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم وبين الرجال الأجانب عنهن أن هذا الحجاب أطهر لقلوب نساء النبي وأطهر لقلوب المؤمنين, ولذلك قال أهل العلم : وهذه العلة التي هي طهارة القلوب تكون أيضاً للمؤمنات غير نساء النبي مطلوبة شرعاً فيجب عليهن الحجاب كما وجب على نساء النبي صلى الله عليه وسلم , ولذلك قال الله عز وجل في الآية الأخرى (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )) قالت عائشة رضي الله عنها – في الصحيحين- في قصة حادثة الإفك لمّا رجعت لمكانها ولم تجد الجيش فقالت : أجلس في مكاني تى يعودوا إليّ فنامت واستيقظت على صوت صفوان بن معطّل وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون , لمّا رأى سواد وشخص عائشة, قالت : وكان يعرفني قبل أن ينزل الحجاب , قالت : فابتدرت جلبابي وخمّرت به وجهي . وهذا هو الشاهد من الحديث أن الجلابيب في الآية يستر بها جميع البدن ومنه الوجه . فلا يجوز للمسلمات أن يخالفن أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً )) . فالواجب عليكن أن تسلموا لأحكام الدين لا أن يخاض فيها بالآراء والدعاوى , بأننا بلد نختلف عن البلد الآخر فحكم الله في كل بلد هو حكم واحد, ودين الله لا يختلف , ولا نكون كالذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض .والله اعلم