ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   خواطر دعوية (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=758)
-   -   علمــني رمــضان .. (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=19538)

سمية بنت إبراهيم 30-09-08 09:52 PM

علمــني رمــضان ..
 




ياشهر رمضان ترفّق
دموع المحبين تدفّق
قلوبهم من ألم الفراق تشقّق
عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق
عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ماتخرّق.
عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق
عسى أسير الأوزار يُطلق
عسى من استوجب النار يُعتق


مرت أيام رمضان ولياليه سراعا .. وهانحن الآن نودعه بدموعنا أسفا على تصرم مواسم الطاعات ، وحزنا على فوات الأيام المعدودات من شهر النفحات..

فياليت شعري من المقبول فنهنيه ، ومن المحروم فنعزيه!!
أيها المقبول هنيئا لك..
أيها المحروم جبر الله كسرك..



"يا من أعتقه مولاه من النار ، إياك أن تعود بعد أن صرت حرا إلى رق الأوزار ، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تقرب منها ؟ وينقذك منها وتوقع نفسك فيها ؟! .. إن كانت الرحمة للمحسنين فالمسيء لا ييأس منها ، وإن تكن المغفرة للمتقين فالظالم غير محجوب عنها".
ويا أيها المحزون المكروب المبتلى بإضاعة شهر الطاعة ؛ إن حقك الاسترجاع على ما فات وضاع ، وليكن حزنك توبة تودع بها الشهر الكريم الذي لم تحسن ضيافته.
عن الحسن قال: " ‘ن الله جعل رمضان مضمارا لخلقه ، يستبقون فيه إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر المبطلون" .


إن ذلك الشهر قطعة من أعمارنا وقد انتهى ، وسينتهي العمر كله كما انتهى ، وعندها سيفرح أقوام ويندم آخــــرون ، ولات حين مندم..

والعاقل هو الذي تنفعه العبر ، ويستفيد مما يمر عليه ويتعاقب من الأيام والشهور ، والموفق من وفقه الله لاغتنام كل أوقاته ولحظاته ، وثبته على ما عزم واعتاد في شهر الرحمات والبركات
فطوبى لأقوام رمضانهم دائم .. وشوالهم صائم قائم..


أخواتي الحبيبات ..

بعد هذه التقدمة ، أحببتُ أن أجمع بعضا من الدروس التي نتعلمها من هذا الجو الإيماني في شهر رمضان والتي يفوتنا الكثير منها بعده ، فأصغين إلي بقلوبكن ، وشاركنني في انتقاء دروسا أخرى ولنأخذ بأيدي بعضنا ونتعاون على مرضات الله..
أول تلك الدروس..
- الاحتساب .. كما صمتِ رمضان إيمانا واحتسابا ، وقمت لياليه إيمانا واحتسابا ، فهما شرطان في كل عبادة وفي أي لحظة : (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) [البينة : 5] ، فاجعلي صيامك تطوعا بعد رمضان إيمانا واحتسابا ، وقيامك بعده إيمانا واحتسابا ، وطلبكِ للعلم وأمركِ بالمعروف ونهيكِ عن المنكر وصبرك وحسبتك وجهادك ، ونفقتك وكل عملك وطاعتك إيمانا واحتسابا / فالاحتساب هو لب الإخلاص وروح القربات ، فهو فريضة الدهر ، لا مناسبة الشهر.
- الصوم جنة .. وحصن حصين من الأعداء ، ولازلتِ محاطة بالأعداء من الإنس والجن من كل جانب ، بل ومن شيطانك وهواكِ ونفسك التي بين جنبيك ، فهل تأمني على نفسكِ الأعادي لو غادرتِ حصن الصيام بقية شهور العام..؟
- الصـــلاة .. حافظتِ عليها بخشوعها ، وأتممتِ –فيما نظن- ركوعها وخشوعها ، وتلك الصلاة قد شرعت لذكر الله ( وأقم الصلاة لذكري ) [طه : 14] ، فهلا أبقيتِ على ذكرك لله في كل أيام الله ، فإقامة الصلاة وإتمامها ليس موقوتا بالصيام بل الصلاة التامة عمود الإسلام طيلة العام (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) [النساء: 103] .
- قيام الليل .. قيامكِ طوال الشهر في الصلاة مع الإمام مهما استرسل وأطال ، حجة عليكِ بأن لكِ القدرة على طول القيام ، فلا تقصري فيه سائر العام ، فهو شرف المؤمن.
- ختم القرآن .. ختمتِ القرآن مرة أو أكثر من مرة في رمضان ، وهذا إنصاف لنفسك من الوقوع في هجران القرآن ، فإذا عزفتِ عن الشواغل وفرغتِ نفسكِ لهذا الإنجاز .. هلا عزمتِ على صرفها عنكِ مرات أخر للإكثار من (تحزيب القرآن) في سائر الأيام؟!
- حافظتِ بقدر استطاعتك على قلبكِ وعقلكِ ، فصمتِ بهم عن غوائل الهوى النزاعة للشوى ، وصتتِ سمعكِ وبصركِ وفؤادكِ عن الحرام في شهر الصيام ، للكن صيام تلك الجوارح عن الحرام لا نهاية له بغروب شمس أو بهلال عيد ، فصيام السمع والبصر والفؤاد عن الحرام شريعة الله في سائر العام : (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) [الإسراء : 36] .
- الإمساك مِلاك الأخلاق .. تخلقتِ بأخلاق الإسلام في رمضان ، وكنتِ تقولين لمن سابكِ أو شاتمكِ (إني امرؤ صائم) فهلا علمكِ الصيام أن ذلك الإمساك هو مِلاك الأخلاق في سائر الأيام ، وأن حسن الحلق هو أثقل شيء في الموازين ، ودليل الكمال في إيمان المؤمنين؟!
- أرحامك .. إخوانك .. جيرانك .. أهل بيتك : أحييت صلتهم في رمضان ، فلا تعديهم في الموتى بعد رمضان ، فالصيام يحيي في الشهر الكريم لوصلهم ، ليظل الوصال حيّا سائر الأيام.
- كنتِ في شهركِ جوادا كريمة ، لأن الشهر الكريم علمكِ الكرم ، ولكن ربكِ الحي الذي لا يموت هو العني الأكرم ، الجواد الأعظم ، فعاملي عباده بما تحبين أن يعاملكِ به من الجود والكرم ، فعساه يجود عليكِ بنعيم الجنان ويرحمكِ من لهيب النيران.
- عهدناك حية حيية في شهر الصيام ، فخذي على نفسكِ العهد أن تبقي على عهد الحياة والحياء بعد شهر الصيام ، فعسى أن يكون هذا العهد توبة من الله عليك وتوفيقا وذخرا لديك ، فإذا أبرمتِ ذلك العهد فإياكِ والنكث : (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) [الفتح: 10] ، واحذري أن تكوني بنقض العهد ربع منافقة ، فخصال المنافقين الأربع إحداهن نقض العهود وهو أقبح الأنواع وأسوأ الضروب التي ذكر بها المنافقون في القرآن : (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما ءاتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ) [التوبة : 75 – 76] . فماذا كانت عاقبة ذلك النكث ..؟ (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) [التوبة : 77].
- بمثل ما استقبلتِ به رمضان (استقبال المودعين) بالطاعة ، فودعيه وداع المستقبلين للشهور التي تتلوه بالطاعة ، فكلها أيام الله ، ونحتاج لإعمارها بما عمرنا به شهر الصيلم ، وتعظيم الله فيها كما عظمناه في رمضان .
- عاهدي الله بالمحافظة على الطاعات ، وأنتِ في نهاية موسم الطاعات فقد كان نبيك –صلى الله عليه وسلم- يعاهد الله على الطاعة في كل ساعة قبيل الليل وأول النهار ، فيقول في دعائه المسمى (سيد الاستغفار) : "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"

(منتقاة –بتصرف - من الكتاب الرائع: روح الصيام ومعانيه ، لمؤلفه: د- عبد العزيز مصطفى كامل . جزاه الله خير الجزاء)

وأنا في انتظار ما تجود به القرائح ، وما تخطه الأنامل .. عسى الله أن ينفعنا بما تكتبين ، فتكسبين من الأجر ما تكسبين..
فلا تحرمينا .. لا حرمتِ الجــــــــنّة

http://www.q8start.com/ups/upload/48a5b8959c.gif
أختكِ المحبة
سمية أم عمار

عابرة سبيل 01-10-08 05:21 PM

بارك الله فيك غاليتي"سمية أم عمار"..انتقاء رائع..

وسبحان الله دائما ما أتذكر "من علامات قبول العمل الصالح الإستمرار عليه"..

فنسأل الله تعالى أن يتقبل أعمالنا بقبول حسن ويوفقنا على الإستمرار عليها والإجتهاد فيها..

فرمضان هو شهر واحد في السنة وصحيح أن به من الخيرات العظيمة مافيه لكن هناك أيضا إحدى عشر شهرا

فهل يعقل أن يكون العمل والإجتهاد وحسن الخلق في شهر واحد فقط وأما بقية الشهور فتكاسل وتمادي؟

ورُب ذنب ستره الظلام لكنه لم يستر عن الله تعالى.. أحبط جبال من الحسنات..!!

فالنحافظ على أعمالنا الصالحة التي أديناها في رمضان باجتناب المحبطات من الذنوب والمعاصي ..

ولنحاسب أنفسنا دائما كما كنا نحاسبها في رمضان إذا أحدثنا ذنبا ونحن صائمين..

..فرَبُّ رمضان هو رَبُّ الشهور كلها..

سمية بنت إبراهيم 01-10-08 06:02 PM

صادقة والله عابرة سبيل

أسأل الله جل جلاله أن يشغلنا بطاعته ولا يشغلنا عنه بما سواه

أسعد الله قلبكِ .. وهنأكِ بالقبول

أختك

العائدة الى الله 07-10-08 11:30 PM

بارك الله فيكما أخت عابرة سبيل وأخت سميه


إن ذلك الشهر قطعة من أعمارنا وقد انتهى ، وسينتهي العمر كله كما انتهى ، وعندها سيفرح أقوام ويندم آخــــرون ، ولات حين مندم..

والعاقل هو الذي تنفعه العبر ، ويستفيد مما يمر عليه ويتعاقب من الأيام والشهور ، والموفق من وفقه الله لاغتنام كل أوقاته ولحظاته ، وثبته على ما عزم واعتاد في شهر الرحمات والبركات
فطوبى لأقوام رمضانهم دائم .. وشوالهم صائم قائم..

كلمات تستحق الوقوف عندها رزقنا الله الثبات الهدايه والتوفيق

بنت الصالحين 08-10-08 12:52 AM

ماشاء الله حبيبتي

كلمات طيبه ونصائح غاليه

اكرمك الله واعزك حبيبتي

مُحبة الله 08-10-08 11:04 AM

علمني رمضان .. حين هل ثم رحل..

أن وقتي هو عمري .. وأنه كما قال بعض السلف: من علامة المقت إضاعة الوقت..
فيامن أنفاسه محفوظة ، وأعماله ملحوظة .. أينفق العمر النفيس في نيل الهوى الخسيس ؟!

جد الزمان وأنت تلعب .:. والعمر لا في شيء يذهب
كم كم تقول غدا أتوب .:. غدا غدا والموت أقرب !!

جزيتِ خيرا أختي

سمية ظاهري 08-10-08 11:55 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل سنة وأنتم طيبين

جزاك الله خيرا اختي سمية

حقا هاقد مضى رمضان كما سيمضي العمر كله وياتي يوم لا مرد له من الله يومها نقول "يا ليتني

قدمت لحياتي" فلنعمل إخوتي ليوم ما لا لنا من الله من ناصر وما لنا من ملجأ إلا اليه "ففروا إلى الله

إني لكم منه نذير مبين"

فمن فاته رمضان فأمامه ما بقي من العمر فلا يضيعه
لا تقل مازلت صغير وسأتوب

لا تقولي غدا أرتدي النقاب

لا تقولي غدا أتوب

ولا تقل انا في عافية وصحة والموت بعيد عني

لالالالالالالالاا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لا تقل لن أموت غدا!!!!!!!!!!

تزود من التقوى فإنك لا تدري *** إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـر

فكم من فتى أمسى و أصبح ضاحكا *** و قد نسجت أكفانه و هو لا يدري

و كم من صغار يرجى طول عمرهم *** و قد أدخلت أجسادهم ظلمة القبـر

و كم من عروس زينوها لزوجهــــا *** و قد قبضت أرواحهم ليلة القــدر

و كم من صحيح مات من غير علـة *** و كم من سقيم عاش حينا من الدهر





فيا من غرتها دنياها فيا من غرها شبابها ونضارتها عودي إلى ربك فإنه يفرح بتوبة عبده:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح" رواه مسلم

يامن بدنياه اشتغل وغرة طول الامل الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل

عائشة صقر 08-10-08 01:08 PM

جزاكِ الله خيرًا أختي سمية ..



تقبل الله منا ومنكم ..

سنبلة 08-10-08 01:19 PM

اللّهمّ تقبّل منّا رمضان
 
جزاكِ الله خيراً أختي سميّة على هذا الموضوع ... لقد كنت أفكّر فيه بعدما فقدتّ أوراق كنت كتبتها العام الماضي عن دروس و وصايا خرجت بها من رمضان و قد قرأتها الآن في مشاركتك ... بارك الله فيكِ ...


أضيف عليها ما تعلّمته هذا العام :

تعلّمت من رمضان ....

* أنّ الإنسان يستطيع أن يصل لما تتوق النّفس إليه ... يستطيع أن يرتقي في مراتب العبودية لله عزّ وجلّ ... إن وثق بربّه و استعان ... فلا حول و لا قوّة إلّا بالله .

* تعلّمت ... أنّ السّباق إلى الله هو سباق قلوبٍ و همم ...ما سبقنا الأوّلون إلا بقلوبٍ هممها عالية ... فلنرعَ قلوبنا و نتفقد أحوالها و نشحذ هممها .

* تعلّمت ... أنّ السّباق مازال قائماً لم ينتهِ بعد... و أنّ هناك الكثيرين يسبقونني في كلّ مكان فعليّ ألّا أتوقف ما دمت حيّة و إلّا تخلّفت عن السّباق .

* تعلّمت ... أن هناك طاعات مقدّمة على الأخرى ... فالعمل بمقتضى اسم الله " المقدّم " أن نقدّم ما قدمته الشريعة ... لا ما تقدّمه أهوائنا .

* تعلّمت ... حفظ الوقت و تنظيمه ... تثبيت أوقات للذكر ... للقرآن ... و ما يحلو من الطاعات ... مع مراعاة النقطة السابقة .

* تعلّمت ... من رمضان التسامح مع كلّ من حولي و حتّى مع من ظلمني ... و أن أكون مظلومة خيرٌ من لحظة شكٍ تراودني أن أكون ظالمة ... ففي التّسامح راحة و سلامة للقلب .

آية صـقر 08-10-08 01:40 PM

ماشااااااء الله

كلمات طيبه ونصائح غاليه


جزاك الله خيراأختى سميه أم عمار


الساعة الآن 12:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .