ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   روضة اللغة العربية وعلومها (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=32)
-   -   حول إعراب أب وأخ وحم (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=8674)

أمة الودود 24-10-07 04:06 PM

حول إعراب أب وأخ وحم
 
بسم الله الرحمن الرحيم


يجوز في كلمة " أب " وتالِيَيْهِ، وهما " أخ، حَم "، ثلاث لغـات:

الأولَـى:
الإتمام: وهو إعراب الكلمات الثلاثة السابقة بالحروف:
أيْ: بالواو نيابة عن الضمة رفعًا.
وبالألف نيابة عن الفتحة نصبًا.
وبالياء نيابة عن الكسرة جرًّا.

الثانيـة:

القصر: وهو أن تلزم الألف دائما، فتُعرَب بحركات مقدَّرة على الألف.
فيقال: " هذا أباك "، " ورأيتُ أخاك "، " ومَررتُ بحماها ".
وعلى هذا جاء قول الشاعر:
إنَّ أباها وأبا أباها * قدْ بَلغا في المَجدِ غايتاها
ولو أراد إعرابها بالحروف؛ لقال: وأبا أبيها.

الثالثـة:

النقص: وهو أن تُعرَب بحركات ظاهرة على آخرها.
أي: ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتجر بالكسرة.
فيقال: " هذا أخُ زيدٍ "، " ورأيتُ أخَ زيدٍ "، " ومَررتُ بأخِ زيدٍ ".
ومنه قول الشاعر:
بِأبِـهِ اقْتدَى عَدِيٌّ في الكَرَمْ * ومَنْ يُشابِهْ أبَـهُ فَما ظَلَمْ
ولم يقل: بأبيه اقتدَى، ولم يقل: ومن يشابه أباه.

فإن قلت: أيُّ اللغـات أفصـح؟
قلتُ : الأُولى؛ لأنَّ القرآن نزل بها.
ثمَّ القصر، وهو أشهر من النقص.
قال ابنُ مالكٍ – رحمه الله -، في " الخلاصة ":
أبٌ أخٌ حَـمٌ كَذاكَ وهَـنُ * والنَّقْصُ في هذا الأخِيْرِ أحْسَنُ
وفي أبٍ وتالِييْـهِ يَنْـدُرُ * وقَصْرُها مِنْ نَقْصِهِنَّ أشْـهَرُ

الإتمام: أنْ يُقال: هذا أبو زيدٍ، وأكرمتُ أبا زيدٍ، وعَجبتُ مِنْ أبي زيدٍ.

والقصر: هذا أبا زيدٍ، وأكرمتُ أبا زيدٍ، وعَجبتُ مِنْ أبا زيدٍ.

والنقص: هذا أبُ زيدٍ، وأكرمتُ أبَ زيدٍ، وعَجبتُ مِنْ أبِ زيدٍ.

وشواهد القول الأول، من الكتاب العـزيز:
قال الله تعالى: { ولَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أبُوهُمْ إنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ } سورة يوسف 94.
أبُوهم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ إذْ قالَ لَهُمْ أخُوهُمْ نُوحٌ ألا تَتَّقُونَ } سورة الشعراء 106
أخُوهم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ وأبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ } سورة القصص 23
أبُونا: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ وكانَ أبُوهُما صالِحًا } سورة الكهف 82
أبُوهما: اسم كان مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ قالَ إنِّي أنا أخُوكَ } سورة يوسف 69
أخوك: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أباهُ } سورة يوسف 61
أباه: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ ءَاوَى إلَيْهِ أخاهُ } سورة يوسف 69
أخاه: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ إنَّ أبانا لَفِي ضلاَلٍ مُبِينٍ } سورة يوسف 8
أبانا: اسم إنَّ منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ } سورة الأحزاب 40
أبا: خبر كان منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ إذْ قالُوا لَيُوسُفُ وأخُوهُ أحَبُّ إلَى أبِينا مِنَّا } سورة يوسف 8
أبينا: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أبِيكُمْ } سورة يوسف 9
أبيكم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ فَبَدأَ بِأوْعِيَتِهِمْ قَبلَ وِعاء أخِيهِ } سورة يوسف 76
أخيه: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

وأما من كلام العرب:
قول الأعشى، " من البسيط ":
هَلْ سَرَّ حِنْقِطَ أنَّ القَومَ صالَحَهُمْ * أبُو شُرَيْحٍ ولَمْ يُوجَدْ لهُ خَلَفُ
أبو: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

وقول النابغة الذبياني، " من البسيط ":
أُنبِئْتُ أنَّ أبا قابوسَ أوْعَدَني * ولا قَرارَ على زَأرٍ مِنَ الأسَدِ
أبا: اسم أنَّ منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

وقال عمرو بن كلثوم، " من الوافر "
وكُنَّا الأيْمَنينَ إذا الْتَقَينـا * وكانَ الأيْسَرِينَ بَنُو أبينـا
أبينا: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

فإن قلت: على أيِّ لغـة يَعتمد الإعراب؟
قلتُ: على لغـة القرآن، وهي اللغـة الفصحَى.
ولكنَّ المبتدئ، يرَى أنَّ لغـة القصر هي الأسهل.
فإذا قال: " جاءَ أبا سَعيدٍ "، وقلنا له: انتبـه، قال: أنا على لغـة القصر.
وإذا قال: " مَررتُ بأبا سعيدٍ "، قلنا له: انتبـه، قال: أنا مع القاصرين.
أما إذا قال: " رأيتُ أبا سعيدٍ "، فهنا تستوي اللغتان ظاهرًا، وتختلفان حكمًا.
فعلى الفصحَى: " أبا ": مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف، لأنه من الأسماء الخمسة.
وعلى لغة القصر: " أبا ": مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدَّرة على الألف للتعذُّر.
والله أعلم.

وشرط الإعراب بالحروف، تحقُّق أمرين:

الأمر الأول: أن يكون الاسم مضافًا، فإن لم يكن مضافًا؛ أُعرِب بالحركات الظاهرة.

نحو قوله تعالى: { ولَهُ أخٌ } سورة النساء 12
أخٌ: مبتدأ مؤخَّر مرفوع، وعلامة رفعه ضمَّة ظاهرة في آخره.

وقال تعالى: { إنَّ لَهُ أبًا شَيْخًا كَبِيرًا } سورة يوسف 78
أبًا: اسم إنَّ منصوب، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره.

وقال عزَّ اسمُه: { وبَناتُ الأخِ } سورة النساء 23
الأخِ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره.

الأمر الثاني: أن يكون مضافًا لغير ياء المتكلِّم، فإن أُضيف إليها؛ أُعرِب بالحركات المقدَّرة علَى ما قبل ياء المتكلِّم.

نحو قوله تبارك وتعالى: { حَتَّى يَأْذَنَ لِي أبِي أوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي } سورة يوسف 80
أبي: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمَّة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم، منع من ظهورها اشتغال المحلِّ بحركة المناسبة.

وقال جلَّ وعزَّ: { قالَ أنا يُوسُفُ وهَـذا أخِي } سورة يوسف 90
أخي: خبر مرفوع، وعلامة رفعه ضمَّة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم، منع من ظهورها اشتغال المحلِّ بحركة المناسبة.

وقال تعالى: { قالَتْ إنَّ أبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أجْرَ ما سَـقَيْتَ لَنا } سورة القصص 25
أبي: اسم إنَّ منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم، منع من ظهورها اشتغال المحلِّ بحركة المناسبة.

وقوله جلَّ في عُلاه: { وأخِي هارُونُ هُوَ أفْصَحُ مِنِّي لِسانًا } سورة القصص 34
أخي: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمَّة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم، منع من ظهورها اشتغال المحلِّ بحركة المناسبة.

منقول

مروة عاشور 24-10-07 04:59 PM

جزاكِ الله خيراً أختى الحبيبة
ونفع بكِ وبارك فيكِ

أمة الودود 24-10-07 05:55 PM

وإياكِ جزى الله خيرًا وبوركتِ أختي الحبيبة

المزدانة بدينها 24-10-07 10:01 PM

نقل موفق أختي أمة الودود
بارك الله فيك ونفع بك ..
الموضوع مستوف بشكل ممتاز... نفع الله به.
وأضيف لهذا الموضوع المهم الذي يحصل فيه الخطأ كثيرًا , نقاط تابعة له في الأهمية:

- في ذو وفو ففيهما لغة واحدة:
وهي الإعراب بالحروف .

نحو : جاء ذو الفضل . وفوك نظيف .

ومنه قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }1 .

وقوله تعالى : { وآت ذا القربى حقه }2 .

وقوله تعالى : { ويؤتِ كل ذي فضل فضله }3


- وفي " هن " لغتان :
أ ـ حذف حرف العلة وإعرابه بالحركات الظاهرة على آخره ، وهو الأفصح .

نحو : هذا هنٌ . ورأت هنًا . وعجبت من هنٍ .

ب ـ الإتمام وهو الإبقاء على حرف العلة ، وإعرابه بالحروف ، وهو قليل .

نحو : هذا هنوك . واستر هناك . وعجبت من هنيك .

- وهي تسمى الأسماء الستة على عكس ما هو مشهور.

فوائد وتنبيهات :



1 ـ الأفصح في لفظ " هن " بتخفيف النون ، أو تشديدها إذا كان مضافا حذف الواو منه ، ويعرب بالحركات على النون رفعا ونصبا وجرا .
نحو : هذا هنُ محمد . ورأيت هنَ محمد . ودهشت من هنِ محمد .

ومنه قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- " من تعزى بعزاء الجاهلية فاعضوه بهنِ أبيه ولا تكْنوا " .

الشاهد في الحديث قوله : بهن أبيه ، فعندما أضيفت كلمة " هن " إلى ما بعدها ، حذفت منها الواو ، وأعربت بالكسرة الظاهرة .

ويجوز في " هن " الإتمام لكنه قليل جدا .

نحو : هذا هنوك . ورأيت هناك . وعجبت من هنيك .

2 ـ من المتفق عليه عند النحويين ، أن الأسماء الستة ترفع بالحروف نيابة عن الحركات ، غير أن مذهب سيبويه والفارسي ، وجمهور من البصريين هو إعراب تلك الأسماء بالحركات المقدرة ، ففي حلة الرفع تقدر الضمة على الواو ، وفي النصب تكون الفتحة مقدرة على الألف ، وفي الجر تكون الكسرة مقدرة على الياء . نحو : سافر أبوك . فأبوك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الواو .

ورأيت أخاك . أخاك مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف .

ومررت بحميك . حميك اسم مجرور بكسرة مقدرة على الياء .
3 ـ ومن النحويين من ألزم الأسماء الستة الألف وأعربها بحركات مقدرة عليه .
نحو : جاء أبا محمد . فأبا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف .

وصافحت أبا محمد . فأبا مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف .

وسافرت مع أبا محمد . فأبا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف .
ـ ومنه قول الشاعر :

إن أباها وأبا أباها بلغا في المجد غايتاها

الشاهد قوله : وأبا أباها ، حيث وقعت أباها الثانية مضافا إليه ، وحقه أن يجر بالياء على المشهور ، غير أن الشاعر ألزم الأسماء الستة الألف ، وأعربها بالحركات المقدرة

4 ـ يشترط في ذو خاصة ، أن تكون بمعنى صاحب .

نحو : جاء ذو فضل . أي : صاحب فضل . وهي بذلك تختلف عن " ذو " الطائية التي لا تكون بمعنى صاحب ، بل هي بمعنى الذي ، وتلزم آخرها الواو رفعا ونصبا وجرا . نحو : زارني ذو أكرمته . ورأيت ذو أحسن إليّ , وسلمت على ذو جاءني .

ومنه قول سحيم الفقعسي :

فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا

الشاهد قوله : من ذو ، حيث جاء ذو بمعنى الذي ، وجرت بكسرة مقدرة على الواو ، والتقدير : من الذي .

وجزاك الله خيرًا على هذا الطرح النافع.

أمة الودود 24-10-07 10:59 PM

جزاكِ الله خيرًا أختي الفاضلة المزدانة بدينها على هذه الإضافة القيِّمة ونفع بكِ


الساعة الآن 03:52 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .