عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-08, 11:24 PM   #1
أم كلثوم
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2008
المشاركات: 405
أم كلثوم is on a distinguished road
افتراضي أنا المكدى وابن المكدى

اشتهر الإمام ابن تيمية كعالم فذ، غزير العلم، واسع المعرفة، قوي الحجة، ساطع البرهان، غير أن الكثيرين لا يعرفون أنه صاحب مقامات عالية، وأحوال سامية، وأذواق روحية راقية .
يقول عنه ابن عبد الهادي " والأحوال التي عاش فيها شيخ الإسلام ابن تيميه تشهد بأنه كان متحلياً باليقين والمشاهدة التي بعثت فيه صفة الافتقار والاضطرار والعبودية والإنابة وقد روي أنه إذا أشكلت عليه مسألة أو صعب فهم آية التجأ إلى جامع في مكان موحش ووضع جبهته على التراب و ردد قوله : يا معلم إبراهيم فهمني " .
ويقول العلامة الذهبي: " لم أر مثله في ابتهاله واستغاثته وكثرة توجهه " و يقول ابن تيمية " إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشكل علىّ فاستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر وينجلي إشكال ما أشكل " .
ولا يحول دون هذه الحالة نوع من الجلوة والمجالس وصخب الأسواق يقول : " و أكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو الدروب أو المدرسة لا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي "
يقول ابن القيم " سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه – يقول : العارف لا يرى له على أحد حقاً ، ولا يشهد له على غيره فضلاً ولذلك لا يعاتب ولا يطالب ولا يضارب "
قال ابن القيم - رحمه الله - في كتاب مدارج السالكين :
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره وكان يقول كثيرا : ما لي شيء ولا مني شيء ولا في شيء وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت : أنا المكدى وابن المكدى وهكذا كان أبي وجدي وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول : والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت وما أسلمت بعد إسلاما جيدا
وبعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه:
أنا الفقير إلى رب البريات.....أنا المسكين فى مجموع حالاتى
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي.....والخير إن يأتنا من عنده ياتى
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة.....ولا عن النفس لى دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني.....ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتى
إلا بإذن من الرحمن خالقنا.....إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات
ولست أملك شيئا دونه أبدا.....ولا شريك أنا فى بعض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين به.....كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لى وصف ذات لازم أبدا.....كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمهم.....وكلهم عنده عبد له آتى
فمن بغى مطلبا من غير خالقه.....فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه.....ما كان منه وما من بعد قد ياتى



من جمع وبتصرف : أم كلثوم



توقيع أم كلثوم


إذا سـرّ بالسراء عمّ سرورها *** وإن مسّ بالضـراء أعقبها الأجـــر

وما منهما إلا لـه فيه نــعمة *** تضيق بها الأوهام والبــر والبحــر



أم كلثوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس