القاعدةالحادية عشر..
أن ما أضيف إلى الله تبارك وتعالى مما هو غير بائن عنه فهوصفة له غير مخلوقه
وكل شيء أضيف إلى الله بائن عنه فهو مخلوق .
الأشياء التي تضاف الى الله وهي نوعان :
- نوع لا قيام له في الخارج على سبيل الاستقلال,ليس له محل يقوم به فهذا يكون من باب إضافة الصفة ، فالكلام يضاف إلى الله , يقال الكلام الله ، كلام الله لا يقوم بمخلوق لا يقوم بمحل منفصل ، فهذا يكون من باب إضافة الصفة حينما نقول رحمة الله فهذا من باب إضافة الصفة..
لكن حينما نقول ناقة الله فهذا قائم مستقل في الخارج ولا غير قائم ؟
- قائم في الخارج .. فهذا من باب إضافةالمخلوق أضيف إلى الله هذه الإضافة إما أن تكون إضافة تشريف أو إضافة خلق, حينما تقول (( الخلق عبيد الله )) أضفتهم إلى الله لأنه هو الذي خلقهم و أوجدهم ، تقول ((هذا خلق الله)) فأضفته إلى الله لأنه هو الذي أوجده
وحينما تقول بيت الله مامعناه ؟ مستقل قائم بالخارج أو لا ؟ قائم بالخارج مستقل فهذه إضافة تشريف , إضافة مخلوق وليس بإضافة صفة إلى الله تبارك وتعالى
وحينما تقول (( عيسى كلمة الله)) عيسى ذات موجود متشخصه في الخارج فهذه الإضافة هي إضافة تشريف أنه وجد بالكلمة(( كن ))
وحينما يقال بأن جبريل هو روح الله أو روح القدس ، فجبريل ذات قائمة مستقلة في الخارج فهذا من باب إضافة التشريف فهذه هي القاعدة .
لكن إذا قلت سمع الله وبصر الله فهذا من باب إضافة الصفات .
والحافظ ابن القيم رحمه الله نظم هذا في النونية يقول :
فإضافة الأوصاف ثابتة لمن *** قامت به كإرادة الرحمن
وإضافة الأعيان ثابتة له *** ملكاً وخلقاً ما هما سيان
هذه مخلوقة وتلك صفة ليست بمخلوقة
فانظر إلى بيت الإله وعلمه *** لما أضيف كيف يفترقان
وكلامه كحياته وكعلمه فيها ***بالإضافة إذ هما وصفان
لكن ناقته وبيت إلهنا *** فكعبده أيضا هما ذاتان
الآن الحياة والعلم إضافة صفة وناقة الله وبيته إضافة مخلوق من باب التشريف .
القاعدة الثانية عشر..
كل اسم من أسماء الله الحسنى له ثلاث دلالات ،الأولى: المطابقة – الثانية: التضمن – الثالثة: الالتزام
ما معنى المطابقة؟
دلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على تمام معناه ، فإذا قلت مثلا السميع هذااللفظ إذا قصدت به الذات التي سُميت بهذا والصفة التي تضمنها هذا الاسم فإن هذه يقاللها دلالة المطابقة ، لان هذا الاسم دل على الذات وتضمن أيضا صفة السمع .
إذاقلت العزيز وقصدت به الدلالة على الذات وقصدت به أيضاً ما تضمنه من الصفة - المعنى - وهوالعزة فهذه دلالة مطابقة ..
دلالة اللفظ على تمام معناه – تقال لها دلالة مطابقة .
دلالته على بعض معناه يقال لها دلالة التضمن
تقول مثلا العزيز وتقصد بهالذات التي سميت بهذا, يعني إذا قصدت به أحد مدلوليه فان هذه دلالة تضمن ، يعني إذاقصدت به بعض ما دل عليه فهي دلالة تضمن .
وأما دلالته على لازم معناه: معنى ذلك أنهيقتضي امراً آخر ، فإذا قلت مثلا الله تبارك وتعالى العزيز هل تكون العزة من غيرحياة ؟ إذاً دل على صفة الحياة ، هل تكون العزة من غير قوة ؟ أبداً ، فدل على صفةالقوة هذه تسمى دلالة التزام
وإذا قلت بأن الله عز وجل هو الرب دل على صفةالربوبية بالتضمن بدلالة الالتزام هل يمكن أن يكون ربا وهو لا يخلق ؟
إذاً دل على صفة الخلق ، وهل يمكن أن يكون ربا وهو عاجز ؟ إذاً دل على صفة القدرة .
وهكذايقال لها دلالة التزام ، إذا قلت الله سميع هل يمكن أن يكون سميعا وهو فاقد الحياة؟ لا إذاً السميع دل بدلالة الالتزام على وصف آخر لا يقوم ولا يحصل إلا به أو لابدمنه وهو الحياة لا يمكن أن يكون سميعا وهو غير حي ، مع أن الحياة ما ذكرت في السميع وليست مما يدل عليه لا مطابقة ولا تضمن .
دعوني اقرب لكم المعنى:
الآن حينما نقول : هذه قارورة .. إذا أطلقنا القارورة على هذا الكل الذي ترونه بما فيه هذا الغطاء وهذا الجرم الذي يحوي المائع فإن هذه يقال لها قارورة ، وإذا أطلقنا القارورة على الغطاء فقط .. مثلا تقول: كسرت القارورة وأنت كسرت الغطاء ,,, إذا أطلقت القارورة على هذا وهذا يقال لها دلالة مطابقة .. وإذا أطلقت هذا اللفظ وقصدت به بعض المعنى فهذه دلالة تضمن .. واضح؟؟
الآن حينما أقول لكم :
لما أقول لونت القارورة .. هذي دلالة ماذا ؟؟ تضمـن .. أنا لم ألون كل القارورة إنما لونت الغطاء فقط .. فهذه دلالة تضمن ..طيــب ..
حينما نقول : سيارة .. إطلاق السيارة على الكل المعروف هذي دلالة مطابقة .. لما تقول : أصلحت السيارة .. وأنت أصلحت العجل .. عجله من عجلاتها.. فهذه تسمى دلالة تضمن .. حينماتقول : سيارة .. فإن هذا يستلزم مـاذا؟؟ إنها يركب فيها وأنها ينتقل فيها من محل إلى محل .. هذه يقال لها دلالة التزام ..
حينما نقول: المسجد .. ونقصد به جميع مرافق المسجد .. أو نقول : منزل ..ونقصد به جميع المرافق .. هذه تسمى دلالة مطابقة .. حينما أقول: أصلحت المنزل .. وأنا أصلحت المطبخ فقط .. فهذه يقال لها دلالة تضمن .. وحينما نقول : منزل .. فهذا يستلزم ماذا ؟؟ .. أو أقول حجرة .. غرفة .. يستلزم أن يكون هذا محلا قابلا للسكن .. ويستلزم حينما يقول : حجرة . أن يكون لها سقف هذه بدلالة الالتزام ..
بخلاف ما لو قلت : حائط .. فالحائط قيل له حائط كأن يطلق على البساتين ..يقال : حائط .. لماذا ؟؟ لأنه ليس له سقف .. لكن لما تقول: غرفة .. فإن ذلك يقتضي أن يكون لها سقف ..
المقصود هو التقريب ، حينما تقول مثلا إنسان فهو يطلق على هذا المخلوق الذي نحن منه ، وحينما تقول زيد مريض والذي مرض هوعينه فقط هذه دلالة تضمن لأن هذا زيد يطلق على كل هذا الإنسان المسمى بذلك ، فإذاأطلقته على بعض معناه أو بعض ما دل عليه فان ذلك يقال له دلالة تضمن .
طيب ،أرجوا أن يكون اتضح .
فالأسماء لها ثلاث دلالات
دلالة مطابقة: تدل على الذات والصفة
دلالة تضمن : وهي دلالتها على احد هذين الأمرين
ودلالة التزام: وهي أن تدل على أمر ثالث غير الذات وغير الصفة التي تضمنتها
كما قلنا السميع يدل على انطباق صفة الحياة أيضاً لأنه لا يكون سميعاً إلا من كان حياً ، طيب هذه المعاني ذكرها الحافظ ابن القيم رحمه الله في النونية يقول :
ودلالة الأسماء أنواع ثلاثٌ ***كلها معلومة ببيان
دلالة مطابقةً كذاك تضمناً*** وكذا التزاما واضح البرهانِ
أمامطابقة الدلالة فهي أن ***الإسم يفهم منه مفهومانِ
ذات الإله وذلك الوصف الذي*** يشتق منه الإسم بالميزانِ
لكن دلالته على إحداهما بتضمنٌ ***فافهمه فهم بيانِ
وكذا دلالته على الصفة التي*** ما اشتُقَّ منها فالتزام داني
وإذا أردت لذا مثالاً بيناً***فمثال ذلك لفظة الرحمن
ذات الإله ورحمةٌ مدلولها فهما*** لهذا اللفظ مدلولان
إحداهما بعض لذا الموضوعِ فهي*** تضمنٌ ذا واضح التبيان
لكن وصف الحي لازم ذلك ***المعنى لزوم العلم للرحمن
فلذا دلالته عليه بالتزامٍ بينٍ ****والحق ذو التبيان
يعني أنا قلت الرحمن يستلزم منه أن يكون حيا ويستلزم منه أن يكون عليماً يعلم حال الناس حال المرحومين وهكذا
القاعدة الثالثة عشر..
إن الصفة إذاكانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها .
مثال : المريد : الإرادة تارة تكون كمالا وتارة تكون نقصاً
فالله يريد كماقلنا في هذه الأشياء يطلق على الله عز وجل منها الأكمل فنقول:
الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ، ((يريد الله أن يخفف عنكم)) ، لكن قد يريد الإنسان الشر- قديريد المعصية- قد يريد المنكر ((ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما))
فهذه الصفات المنقسمة إلى كمال ونقص لا تدخل بمطلقها في أسمائه الله تبارك وتعالى وإنما يطلق عليه منها كمالها .
القاعدة الرابعة عشر..
انه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق .
مثل المثال إلي أخذناه قبل قليل:
الإرادة جاء هذا الفعل مضاف إلى الله عز وجل بقيد ، يعني جاء مقيداًيريد الله بكم اليسر ، فلا نطلق ذلك على الله عز وجل ، لا نشتق له منه اسم مطلق فباب الإخبار أوسع من باب الصفات وباب الصفات أوسع من باب الأسماء فإذا أخبر الله عز وجل عن نفسه أنه يريد ، فإن ذلك يثبت لله عز وجل على الوجه الذي جاء ولكن من غيرأن نشتق له منها اسم فلا نقول من أسمائه المريد .
التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 09-04-08 الساعة 04:31 PM
|