عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-08, 11:52 PM   #4
أم كلثوم
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2008
المشاركات: 405
أم كلثوم is on a distinguished road
افتراضي

أيها الأحبة :
للتعبد باسماء الله وصفاته آثار كثيرة على القلب ، قلب العبد وعمله ، فمعرفة الذات والصفات مثمرة لجميع الخيرات العاجلة و الىجلة ، ومعرفة كل صفة من الصفات تثمر حالا عليّة وأقوالا ثنيّة وأفعالا رضيّة ، ومراتب دنيوية ودرجات أخروية ...........

فمثل معرفة الذات والصفات كشجرة طيبة أصلها ثابت وهو معرفة الذاتثابت بالحجة والبرهان وفرعها وهو معرفة الصفات في السماء مجدا وشرفا تؤتي أكلها كل حين من الاحوال والأقوال والأعمال .
منبت هذا الشجرة بالقلب الذي إن صلح بالمعرفة والاحوال صلح الجسد كله كما يقول العز بن السلام رحمه الله ......

أشرع بعد ذلك في ذكر هذه الثمرات :
فأولها تحقيق التوحيد :
وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد بابا قال فيه :
باب من حقق التوحيددخل الجنة من غير حساب :
وذلك ايه الأحبة من اعطى هذه الأسماء حقها على التوحيد فإنها تقوده إلى التوحيد ولا بد .
ثم هو أيضا سيأتي بلوازمها ومقتضياتها فالألوهية والربوبة من مقتضيات تلك الاسماء الحسنى ، وتحقيق التوحيد هو معرفته والاطلاع على حقيقته والقيام بها علما وعملا ، وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفا وإنابة وتوكلا ودعاء وإخلاصا وإجلالا وهيبة وتعظيما وعبادة .......... وبالجملة فلا يكون في قلبه شيئا لغير الله ، ولا إرادة لما حرم الله ، ولا كراهة لما امر الله به وذلك حقيقة لا إله إلا الله ............ فإن الإله هو المألوه المعبود ..

الامر الثاني من ثمراتها :
هو زيادة الإيمان :
ومن عقيدة اهل السنة والجماعة ان الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، يزيد بالعلم والعمل ، فكلما علم العبد عن الله وآياته ازداد إيمانا ..
وكذلك ايضا إذا استجاب العبد لما امره الله به ازداد إيمانا ، وينقص الإيمان بنقص العلم والعمل كما قال الله تبارك وتعالى :" وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فاما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون " .
ولا شك ان من اعظم ما جاءت به النصوص وبينته كما ذكرنا سابقا هو اسماء الله وصفاته فمن آمن بها وفهم معناها وعمل بمقتضاها ازداد إيمانه زيادة عظيمة ولا بد .

وذلك أن معرفة الأسماء والصفات من أعظم روافد الإيمان وأجل الموصلات لحلاوته وإذا كان من تحقق بمعانيها ووعاها بقلبه ووجدانه فإنه يجد لها من التأثيرات المختلفة على قلبه ما يهذب روحه ويسمو بنفسه حتى يصير كأنه في رياض من الجنة.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فيما يوجِد حلاوة الإيمان :"أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما".
وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن السعدي-رحمه الله-: من أعظم روافد الإيمان كما يعبر يقول : معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها والتعبد لله فيها ثم ذكر حديث إن لله تسعا وتسعين اسما، ثم قال : الجنه لا يدخلها إلا المؤمنون فَعُلِم أن ذلك أعظم ينبوع و مادة لحصول الإيمان وقوته وثباته .

"من أحصاها دخل الجنة"
الكافر لو عرف عدها وحفظ هذه الأسماء فإنه لا يدخل الجنة ، فدل ذلك على أن المؤمن يرتقي بمعرفة هذه الأسماء ، سواء قيل أن المراد هو حفظها ، أو قيل فهم المعاني أو قيل العمل حسب مقتضاها ، فهذا كله يدل على أن أعظم روافد الإيمان ، ويكون ذلك أيضا سببا لقوته وثباته ، فمعرفة الأسماء أيها الأحبة هو أصل الإيمان و الإيمان يرجع إليها.
ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص والإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للموحدين ، فالعلم بهذه الأسماء والاشتغال بفهمها والبحث عنها هو اشتغال بأعلى المطالب وحصول للعبد من أشرف المواهب.
وكلما ازداد العبد كما سبق معرفةً بربه ازداد إيمانه وكلما نقص نقص ، فعلى المسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق تعظيمه.
ومن أيقن بهذا الباب ولم يتأثر إيمانه بالشبه الباطلة ، والإيرادات المبتدعة ، فقد وصل إلى درجات البصيرة بالأسماء والصفات ، والبصيرة نور يقذفه الله على بقلب العبد، يرى به حقيقة ما أخبرت به الرسل عليه الصلاة والسلام، كأنه يشاهده رأي عين ،وبذلك ينتفع بما دعا إليه الشرع من الاعتناء بهذا الباب العظيم ، ومن أعرض عن الإيمان بهذا الباب وعطل أسماء الله عز وجل وصفاته كان من أعظم الصادين عن معرفة الله وعبادته والقاطعين طريق الوصول إليه .
كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله :" الجهال بالله بأسماء الله وصفاته المعطلون لحقائقها يبغضون الله إلى خلقه ويقطعون عليهم طريق محبته ، التودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون".
يعني ، كأنه يقول ربكم لا يوصف بالرحمة ، ولا يحب ، ولا يرضى ، إلى غير ذلك من أوصاف الكمال التي يعطلونها ، ولا يتكلم ولا ينزل إلى السماء الدنيا ، فيقول :من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، فهؤلاء لا شك أنهم قطاع طريق ، يصدون عن الله عز وجل وعن صراطه المستقيم .

-الثالث من هذه الثمرات:
أن العبد يبلغ بذلك ويصل إلى مرتبة الإحسان :
وهي أعلى المراتب وقد فسرها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله :"أن تعبد الله كأنك تراه فأن لم تكن تراه فإنه يراك " وقد ذكرنا في بعض المناسبات في غير هذا المجلس ، أن العلماء اختلفوا في ذلك على قولين:
(الكلام عن الأعمال القلبية)
فمنهم من يرى أنهما مرتبتان : " أن تعبد الله كأنك تراه " هذه هي المرتبة الأعلى ، ثم انحط به ونزل إلى المرتبة التي دونها ؛ يعني لم تصل إلى هذا المستوى أن تعبد الله كأنك تراه ، كأنك تشاهده ، فاعلم أنه يراك ، واستشعر رقابته عليك .
ومن أهل اعلم من فهم أنها مرتبة واحدة لكنه ذكره بهذا المعنى الثاني ، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فاستشعر نظره إليك ورؤيته لك .
والحافظ ابن القيم رحمه الله مشى على أنهما مرتبتان وعّد المرتبة الأولى وهي مرتبة الاستحضار؛ استحضار مرتبة مشاهدة الله ، واطلاعه عليه وقربه منه وإحاطته بأمره ، وهو مرتبه الإخلاص ، لأن استحضار ذلك في عمله يمنعنه إلي الالتفات إلى غير الله وإرادته بالعمل .
يلتفت إلى من وهو يستشعر هذا المعنى؟
يرائي من؟
وإذا كان من أعظم ما يخلص العبد من دنس الرياء ملاحظة أسماء الله وصفاته ، فمن لاحظ اسم الله الغني دفعه ذلك إلى الإخلاص ، لماذا ؟ وكيف ؟
لأن الله غني عن عملك وأنت فقير إلى الله عز وجل ، والله جلّ جلاله أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا آشرك فيه معه سواه تركه الله عز وجل وشركه ، فإذا عرف العبد هذا المعنى وتأمله أخلص لله جلّ جلاله .
إذا تذكر أن الله هو الغني وأن العباد فقراء " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد".
فكيف يتوجه إليهم ويلتفت إليهم ويطلب المحمدة منهم كيف يتصور يقوم يعبد ربه تبارك وتعالى بذكره أو الصلاة أو قراءة القرآن أو نحو ذلك ، ثم هو يطلب من مخلوق ضعيف لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، يطلب منه أن يرفعه أو أن ينفعه ، أو أن يعظمه أو يجلّه أو ما أشبه ذلك ، تطلب من الفقير العاجز وتنصرف عن الغني الكامل جلّ جلاله.
وهكذا من تأمل اسم الله العليم فإنه يعلم أن ما أخفاه هو عن الله تبارك وتعالى عن أعين الناس ونظرهم ومشاهدتهم فإن الله تبارك وتعالى يراه ويشاهده .
فإذا استحضر العبد أن الله يراه وأنه يعلم السر وأخفى وأنه سميع بصير فإنه يستحي أن يقارف مالا يليق والله جلّ جلاله يرى ذلك منه ، والملك يشاهده ويكتب عمله ذاك .
وهكذا من تأمل اسم الله الحفيظ حمله ذلك على ترك الرياء ،لأن من معاني الحفيظ أنه يحفظ على العباد أعمالهم ، يحصيها ويكتبها ثم يوافيهم بعد ذلك بها ، وإذا صنع ذلك في سائر الأعمال كلها كان العمل كله أيها الأحبة كله لله تبارك وتعالى.
فحُبُه لله وبغضه لله وقوله لله ولحظه لله وعطاؤه لله ومنعه لله فلا يريد من الناس جزاءً ولا شكوراً .
وماذا عن المخلوقين ؟ هذا دواء أيها الأحبة في كثير من القضايا التي يسأل عنها الناس وإنما يجابون عنها بمثل هذا : اعرف ربك معرفة صحيحة بأسماء الله وصفاته .
بعض الناس يقول : أقوم بأعمال دعوية وأشياء ولكن أجد قلبي يتفلّت على ونيتي في شرود، فنقول له: اعرف ربك معرفة صحيحة فإذا عرفته بأسمائه وصفاته لم تلتفت إلى الآخرين .
ماذا ترجو وماذا تنتظر عند هؤلاء الناس العجزة المساكين الفقراء إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك وإن أبغضوك رموك بما ليس فيك ، وما قيمة ثناء الناس وما قيمة محبة الناس وما قيمة تقدير الناس إذا كان العبد يتقلب بسخط الله جلّ جلاله ؟!
لهذا يحتاج العبد أن يراعي هذه المعاني ، لو قلت أن جميع المشكلات التي نقع فيها فيما يتعلق بالسلوك ، وما يتعلق بالإخلاص............

ما يتعلق بعلاقاتنا يرتبط بهذا المعنى لم يكن ذلك مبالغة ، كيف لا وقد ذكرنا أن العلم بالأسماء والصفات أصل للعلم بكل العلوم ، فإذا علم الإنسان قدر النفس وأنه عبد لا يصلح له إلا ما يصلح للعبد ، وعرف الرب جل جلالة وعرف الخلق فإنه لا بأس عليه ، يجتهد في طاعة الله ولا يلتفت إلى المخلوقين أن يعطوه أو يمنعوه أو يكرموه أو يمنحوه أو يرضوا عنه أو يسخطوا عليه ، لكن من لم يعرف ربه معرفة صحيحة ، تضخمت عليه نفسه وتعاظم وصار يطلب من الناس أن يبرزوه أو يقدموه ، أن يكرموه ، أن يعطوه الدروع ، أن يجعلوه في صدر المجالس ، أن ينوهوا بذكره في كل مناسبة بل وبدون مناسبة ، وإلا فإنه يغضب عليهم ويسخط أو يلومهم وربما حقد عليهم ، لماذا تتعاظم النفس؟ إذا تلاشت معرفة الرب تبارك وتعالى في القلب.
لماذا يتعاظم الناس في عين الإنسان؟
تجده دائما ملهوف يريد أن يعرف ماذا قال الناس عن عمله ومشروعه الفلاني ، ماذا قال الآخرون حينما ألقى كلمة في هذا الحفل أو حينما تصدق بصدقة أو حينما قام بعمل معين ، فهذا يجعله يقبل أو يحجم ، باعتبار نظر الناس فهذا انحراف وخلل كبير بسبب ان هذا الإنسان ما عرف الله ، فتعاظم المخلوق في عينه فاشتغل به وصوب نظره إليه فصار عطاؤه ومنعه من أجل رضا المخلوق أو اتقاءً لسخطه ولا يبالي بعد ذلك أسخط الله عليه أو رضي عليه ، وتأملوا هذا في أنفسكم ويمكن أن تعالج جميع أدواء القلوب بمثل هذا النظر والمعرفة والعلم الصحيح الذي هو من أجل العلوم.
فالعبد إذا قصد في معرفة الله عز وجل وقع في الرياء وضعف عنده الإخلاص فيقصد غير الله عز وجل و لربما عبد غير الله أصلا فيعبد حجرا أو شجرا أو بشرا ، فمن امتلأ قلبه أيه الأحبة بعظمة الله فإنه يستصغر كلمن سواه ، فلا يرجو منه قربى بعلمه أو رزقا بقوله ولم يتعلق بغير المالك المعبود جل جلاله ، والله له الأمر كله ، فلا يكون شيء في الكون إلا بأمره وعلمه ، فلماذا نلتفت إلى المخلوق ؟ ولماذا نشتغل في المخلوق؟ والأمر الثاني فيما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله فيما يتعلق بمرتبة الإحسان :
الأولى الاستحضار ، والثانية المشاهدة .
وفسرها بأن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه ، فيستنير قلبه بالإيمان وتنفض البصيرة بالعرفان حتى يصير الغيب كالعيان . . . هذه عبارة الحافظ ابن القيم رحمه الله فمن عرف الله بأسمائه وصفاته تحصلت له مرتبة الاستحضار فإن ترقى إلى المعرفة بالحق تحصلت له مرتبة المشاهدة باعتبار الانقسام الذي ذكرته آنفا وأن ذلك مرتبتين وهذه المرتبة مرتبة المشاهدة هي التي يوصف الإنسان فيها بالتعبد المطلق بجميع الأسماء والصفات كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله بأن مشهد الإحسان هو مشهد المراقبة وهي أن يعبد الله كأنه يراه وهذا المشهد إنما ينشأ من كمال الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته حتى كأنه يرى الله سبحانه فوق سماواته مستويا على عرشه يتكلم عن أمره ونهيه ويدبر أمر الخليقة فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه وتعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة عليه ،ويشهد ذلك كله بقلبه ويشهد أسمائه وصفاته ويشهد قيوما حيا سميعا بصيرا عزيزا حكيما ، آمرا ناهيا ، يحب ويبغض ويرضى ويغضب ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو فوق عرشه لا يخفى شيء عليه من أعمال العباد ولا أقوالهم ولا بواطنهم بل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ومشهد الإحسان : أصل أعمال القلوب كلها فإنه يوجب الحياء والإجلال والتعظيم والخشية والمحبة والإنابة والتوكل والخضوع لله تبارك وتعالى .

والذل له ويقطع الوسواس وحديث النفس ويجمع القلب والهمم على الله ، وحظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مشهد الإحسان وبحسبه تتفاوت الأعمال حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والارض وركوهما وسجودهما واحد كما يعبر الحافظ ابن القيم رحمه الله .
هذا معنى شريف أيه الاحبة ويحتاج إلى عناية أن نعالج هذه النفوس ونسعى أيضا إلى رفع الآخرين إلى هذه المرتبة مرتبة الإحسان .
ولا يمكن أن يصل إليها إنسان لا يعرف الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته .

ارفع نفسك تتخلص من كثير من ( ؟) إذا أردت ان تعالج الآخرين فارفعهم ، علق قلوبهم بالله عز وجل عرفهم به فتنتهي كثير من الأمور التي تقلق النفوس ويضطرب على الإنسان فيها قصده ونيته ، وعند ذلك تفسد أعماله ولربما يقع الصراع والنزاع بين كثير من الناس وهم في خير ودعوة ويتفرق الجمع الواحد ولا يلتئم اثنان على شيء ، كل ذلك بسبب الفساد الذي يعشعش في القلوب ويريد أن يكون له حضرة ، يريد أن يكون له وجود يريد ان يكون في الامام ، لماذا أهمش ؟! لماذا أحيد ؟! لماذا أبعد ؟! لماذا لا يبقى على البال ؟ لماذا الذكر والتنويه لغيري ؟ وانا الذي أقمت هذا وفعلت هذا وانا صاحب الفكرة والاقتراح .
كل هذا امراض تععش فتجد بعد ان كان راسا في هذا الباب من الخير ويدعوا الناس أليه ويحثهم عليه أصبح معوقا ومثبطا ومنتقدا ، يذكر عيوبهم وييتتبع أخطاءهم ويلمزهم ويعوق الناس عن الانتفاع بهذا المشروع ،،، وهذا العمل الذي كان هو اول الداعين إليه ........
ما الذي تغير ، لماذا تحولت اعمالهم الجيدة إلى أخطاء ، ولماذا ضخمت هذه الاخطاء ؟
الاخطاء موجودة في كل مكان لكن لماذا تتبع ؟
ولماذا النجوى ؟ يبحث عن اناس يوافقونه ويرخون له آذانهم ويسمعوا ما يلقيه في قلوبهم ، فإذا وافقه الواحد بعد الواحد ، ما يلبث إلا أصبحت حوله مجموعة إما من السذج او من الذين في قلوبهم شيء على إخوانهم ويظنون انهم إنما يقومون لله وبالله غيرة على دينه وهم إنما يقومون انتصارا لأنفسهم وحظوظهم وذواتهم .
وما اكثر هذا !
هذا الذي فرق الناس وهذا الذي شتتهم ، ويتحول بسبب هذا البر التقي الصالح الذي هو من افضل العباد إلى شيطان رجيم في نظر هؤلاء .
ولربما يتحول الطالح البطال الذي لا ينهض بعمل من اعمال الخير ، يتحول إلى رمز وإلى منظر وإلى كبير وإلى قدوة يتكلم ويهرف بما لا يعرف .......
من اين هذا أيها الأحبة ، من هذه الامور والبلايا والآفات والشوائب التي تعشعش في القلوب .........
فتجد الإنسان في نفسه أشياء كثيرة على إخوانه وإذا سنحت له الفرصة قام وتحركت عزيمته وهمته ووثب وثوب الاسد على الفريسة وصار – نسأل الله العافية – فتنة لغيره وصادا عن سبيل الله جل جلاله ..
وهذه البلية لا يسلم منها إلا من خلص قلبه من هذه الشوائب وعرف ربه معرفة صحيحة وعند ذلك لا يبالي بأحد .
فيكون المهم ان ينتشر الخير ، وان يكثر البر والمعروف على يدي او على يدي غيري ، كل من سار في هذا الطريق فانا عون له ، وإذا أساء الناس تكف عن إساءتهم ، ولا اريد لاحد ان يعرف اني قدمت في هذا قليلا او كثيرا ولا يعرف احد اني تصدقت او اقترضت أو أنني صاحب الفكرة الاساسية كما يقول في المشروع بعض الناس من غذا جلست معه تستحي : تريد ان تصلح بينه وبين إخوانه فتستحي من كلامه ( كلام أطفال ) يحتاج ترضية ...... ترضيه الكلمة وتسخطه الكلمة فإذا أعطيته بعض الاعتبار مثل (فانتم ، ومثلكم ، ما شاء الله ، وجرى على يديكم كثير من الخير والنفع ) انشرح صدره واستراح ووجد من مثل هذا أعظم ما يقويه ويدفعه إلى مزيد من العمل ،،، نعم يمكن ان يستمر في هذه الطريقة وإذا وجد فتورا أو انقباضا أو لم يذكر أو مثل ذلك او شعر ان احدا ينافسه سخط وغضب واشغل الناس بمشكلاته وإزعاجد وقلقه ، وما يريده عليهم ويشوش أعمالهم به .

هذا كثير ....... تجلس مع ناس احيانا مثل الاطفال تماما كمن عمره خمس او ست سنوات تحاول ترضيه تطيب خاطره ( لا لم ينسك احد ، كيف تُنسى ، مثلك لا ينسى ، ما شاء الله تبارك الله ، أنت أصل في هذا العمل ) يفرح ينبسط ويسر ، ترضيه الكلمة وتسخطه الكلمة لكن لو كان الأمر لله عز وجل لم يحتج لمثل هذا ، كان يقول أنا المكدى وابن المكدى كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ، ما انتظر منكم شيء " لا نريد منكم جزاء ولا شكورا "
إذا جئت اجلس في آخر المجلس وإذا اقمت تعريفا بهذا العمل أو بغيره لا أُذكر فيه ، هذا هو الصحيح ، لكن يحتاج إلى مجاهدات وصبر ، يحتاج غلى معرفة بالنفس وبالناس ومعرفة بالخالق جل شأنه .

المقصود ايها الاحبة أنه الأمر الرابع من الثمرات :
هو ان العلم بالله تبارك وتعالى على هذا المنهج يرسخ العقيدة الصحيحة والمعرفة الصادقة بقلب الإنسان ويسلك به صراط الله المستقيم وهذا يقرب العباد من ربهم وباريهم الله جل جلاله فينزل عليهم من رضوانه وتتنزل عليهم بركاته ، ويكون سببا لرفعتهم ونصرهم وتأييدهم وتمكينهم في الارض " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذي من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " وشيئا نكرة في سياق النفي فتنفي كل إشراك بجميع صوره واشكاله وانواعه ، أما الذين لا زالت حظوظ النفوس قائمة فقد يجاهدون لحظوظ هذه النفوس ، فلا يكون جهاده او امره بالمعروف أو نهيه عن المنكر لا يكون لله وإنما يكون لهذه النفس وهؤلاء قد يحصل لهم خلاف مقصودهم كما ذكر أهل العلم كابن القيم والذهبي بان هؤلاء يسلط عدوه عليه إذا امر بالمعروف او نهى عن المنكر ونفسه حاضرة إما ام ينتصر لنفسه أو يعرف بهذا أو يعرف بانه جريء وشجاع فقد يسلط هؤلاء عليه فيحصل له من الاذى والإذلال والضرر ما لم يحسب له حسابا........ والله المستعان
وإذا حاد العباد عن الدين الذي ارتضاه الله عز وجل لهم فإن ذلك سببا لانقراض ملكهم وسلطانهم وإدالة عدوهم عليهم ........

الخامس من الثمرات :


...................................

أخواتي وصلت للدقيقة 49 إذا استطاعت إحدى الأخوات ان تكمل فجزاها الله خيرا وإلا فسأكمله بعون الله لكن بعد يومين إن أحيانا الله لان عندي شغل آخر أريد ان اتفرغ له ............ وجزاكم الله خيرا

.....................

جوزيت الجنة أختي الساعية للفردوس الاعلى انالك الله ما تطلبين



توقيع أم كلثوم


إذا سـرّ بالسراء عمّ سرورها *** وإن مسّ بالضـراء أعقبها الأجـــر

وما منهما إلا لـه فيه نــعمة *** تضيق بها الأوهام والبــر والبحــر



أم كلثوم غير متواجد حالياً