عرض مشاركة واحدة
قديم 22-01-07, 12:37 AM   #2
أمةالله
أم مالك المصرية
افتراضي

عندما تقرأ مثل هذه المتون وتحفظها وتضبطها، وتقرأ شروح كثيرة لها، تجد أنك استوعبت شيئاً كثيراً في زمن قصير، هذه فائدة المتون أيها الأحبة عندما أريد أن أقرأ في الفقه، الفقه الآن كثير من الناس قرأ الزاد وقرأ الحاشية لكن لما نسأله، نقول: ماهو تعريف البيع ؟ البيع !! البيع !! . لكن لو كان حفظ الزاد قال : هو مبادلة مال بمال ولو في الذمة أو منفعة مباحة على وجه التمليك غير ربا وقرض . شروطه سبعة .... ينقسم إلى قسمين صحيح وفاسد والفاسد ثلاثة شروط والصحيح ثلاثة . الخيار ينقسم إلى سبعة أقسام خيار شرط وخيار غبن وخيار مجلس وخيار تخبير الثمن ..... تجد أنك تربط المعلومات بسرعة ، ما تحس إن عندك تشوشاً . لما نأتي في النكاح : أركان النكاح شروط النكاح من يستطيع أن يستوعب بسرعة العقل ما يمكن يا إخوان لا يمكن أن تستوعب هذا بسرعة لا يمكن ، لا يمكن .بينما المتن يجعلك تمشي على نور كأن أمامك سراج يمشي أمامك من حين ما تأتيك مسألة في الظهار عقلك يفتح على باب الظهار، تأتيك مسألة في النكاح عقلك يفتح على باب النكاح تأتي إلى شروط النكاح عقلك يفتح على باب النكاح لكن لما تُسأل عن مسألة تجد أنك مشتت الذهن، وهذا التشتت الذي يعيش به كثير من الطلبة سببه عدم حفظ المتون واسأل مجرب، اسأل مجرب، يحس إن له ثلاث سنوات أربع سنوات خمس سنوات ست سنوات في العلم وإلى الآن يحس أنه ما مسك شيئاً سببه عدم حفظ المتون . لابد من حفظ المتن، أنا مثلاً الآن أدرس في التجويد مثلاً، وأقول: متى ترقق الراء ومتى تفخم عندها مباشرة تذهب إلى منظومة الجزري : ورقق الراء إذا ما كسرت كذك بعد الكسر حيث سكنت . عندي الآن وضوح لا يمكن أن أتشتت أو أجلس لأتذكر . لما أقرأ في القراءات مثلاً: حفظ منظومة الشاطبي، كيف أعرف الفرش وأنا لم أحفظ، إذا أردت أن أقرأ سورة البقرة تنفتح أمامي الشاطبية:

وما يخدعون الفتح من قبل ساكن *** وبعد ذكا والغير كالحرف أولا
وخفف كوف يكذبون ويــاؤه *** بفتح وللباقين ضـم وثقــلا
وقيل وغيض ثم جيء يشمهــا *** لدى كسرها ضما رجال لتكملا
وحيل بإشمام وسيق كمـا رسـا *** وسيئ وسيئت كان راويه أنبـلا

أريد أن أقرأ عــم يتساءلون :

وقل لا بثين القصر فاش وقل ولا *** كذابا بتخفيف الكسائي أقبلا

إذن الكلام ليس فيه تشتت ولا عندي تردد الكلام واضح أنا أقوله وهو في عقلي . ولهذا ابن حزم رحمه الله تعالى كان عنده مكتبه عظيمة جداً ، فوشى به الناس، وأصبح السلطان يريد أن ينتقم منه فأمر بإحراق كتبه رحمه الله تعالى، فجاؤو إليه وطرقوا عليه الباب، وأرادوا أن يحرقوا كتبه فماذا قال وهم يحرقون الكتب – انظر إلى القوة- قال :

إن تحرقوا القرطاس لن تحرقوا الذي *** حوى القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبي *** وينزل إن أنزل ويدفـن في قبري

يعني انظر كيف تكون الثقة؟ الكتب محفوظة في الصدور ليست في السطور، المعلومات التي في السطور تنسى والمعلومات التي في الصدور تبقى وتحضر مع الإنسان أينما سار أينما ذهب هذه المعلومات موجودة، التي هي المتون.
( وقد سمعت من شخص: أن هناك مفتياً في الحج وكل ما سئل فتح كتاب الشيخ شرح زاد المستقنع هو يشكر على أنه لايريد أن يغرر لكن لماذا تضع نفسك في هذا الموقف والعلم ليس في صدرك ).
لما تسأل مثلا في النحو: ما هي علامة الاسم؟ تحتاج تذكر . لكن لما يحفظ الألفية:

بالجر والتنوين والندا وأل *** ومسند للاسم تمييز حصل

والفعل :

بتا فعلت وأتت ويفعلي *** ونون أقبلن فعل ينجـلي

سواهما الحرف كهل وفي ولم .
إذن المتن يعطيني ثقة بضبطي للعلم، المتن يعطيك ثقة فلا تحتقر حفظ المتون . لا يمكن أن تسود في هذا العلم حتى تبلع المتن وتحفظه.

(جلست مع واحد يخرج الحديث ويهتم بالحديث ولا يوجد حديث إلا ويبحث عن أسانيده. جلست معه قلت: ما هو تعريف الحسن ؟ قال: الحسن !! الحسن !! ولم يعرف .. هو الآن يصحح ويضعف . قد يتصوره لكن انظر كيف ما استطاع أن يترجم . كيف ! هذا لا يُقبل هذا شخص يصحح ويضعف ولا يستطيع تعريف الحسن. لكن لو حفظ ألفية العراقي :

والحسن المعروف مخرجا وقد *** اشتهرت رجاله بذاك حد
حمد وقال الترمذي ما سلم *** من الشذوذ مع راو ما اتهم

الآن في هذه المنظومة عرف الحسن بأربع تعريفات. يا إخوان المنظومات للأسف التي هي الطريق الصحيحة للعلم كما قلت الآن تغيب، وثق أنك لن تبلغ مبلغ أهل العلم حتى تسلك طريقهم، ثق بهذا. وكما قلت التشتت والتشويش الذي تعيش أنت فيه وتحس أنك لا زلت لك ثلاث سنوات أربع سنوات ثق أنه من عدم ضبط المتون هذه المقدمة اختصرتها أريد فقط أن أحيي مبدأ المتن سواء كان نظماً أو نثراً في أنفسكم . فإياك إياك أن تحتقر حفظ المتون، في الفرائض مثلا : بنت الأخ ترث أو ما ترث ؟ انظر التشتت عندك تحتاج إن تقف قليلاً، لكن من حين ما تسمع السؤال اذهب:

والوارثات من النساء سبــع *** لم يعط أنثى غيرهن الشـرع
بنت وبنت ابن وأم مشــفقة *** وزوجة وجدة ومعتقـــة
والأخت من أي الجهات كانت *** فهـذه عـدتهـن بـانت

إذاً ليست معهن، لكن لو أني ما حفظت شيئاً: فإني سأعيش تردداً.
العلماء يا إخوان سهلوا لنا العلم فجزاهم الله عنا خير، وبلغوا العلم بهذه الطريقة.
أجلس مع شخص له سنة في طلب العلم وبدأ في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية أو بدأ في كتب ابن القيم وأسأله كيف أنت مع المتون فيقول : لا . مايحتاج أنا أفهم المسائل وأدققها وأحققها!!. يا إخوان العلم صعب، وأخصر الطرق للوصول إليه طريقة هؤلاء العلماء. اسلك طريقهم وسترى، وجرب في أي فن، في فن البلاغة، فن النحو، فن الفرائض، فن التجويد، اضبط لك متناً وانظر كيف يكون فهمك لهذا العلم. بل بالعكس يجعلك تبحث عن الفوائد المتنوعة من أجل أن تجيد هذا المتن مباشرة تجد أن المتن جعل العلم أمامك واضحاً.
كلما كان الحفظ قوياً والفهم قوياً كلما كان العلم متركزاً ثابتاً كرسوخ الجبال.
هذه من أهم الأشياء أن نحييها ( أنا نحفظ المتون ) العلم الذي تريد تبرز فيه اعتن بالمتون، المتن سيوصلك إلى ما تريد بأمر الله جل وعلا، فإن أخذت يميناً ويساراً ضعت، والله لو قرأت المطولات في هذا العلم.
مثلاً: أصول الفقه تقرأ شرح الكوكب المنير، وتقرأ شرح سليمان الطوفي على البلبل، وتقرأ شرح الروضة، وتقرأ وتقرأ، أتحدى أن يكون هذا الذي قرأ هذه الكتب الكبيرة بنفس معلومات الذي حفظ منظومة العمريطي مئتين بيت فضلاً عمن إذا حفظ منظومة السيوطي في الكوكب الساطع، وهذا عن تجارب، تجد أنه مشتت يعطيك معلومات كبيرة متعددة ولا يدري ما سؤالك، لكن من حفظ المتن وفهمه وضبطه وحفظه ودرس على أحد الشيوخ المتمكنين تجد أن معلوماته راسخة وواضحة ولا يمكن أن يخلط. والعلم يا إخوان رحم فيما بينه، أنت تحفظ الآن منظومة في علم تفيدك في علم أخر ، لا تقول أنا حفظت هذي خلاص تخصصت في كذا ( لا ) . إذا حفظت منظومة مثلا في أصول الفقه أفادتني في التفسير وأفادتني في النحو. لما أقول مثلاً:

إذا جواب وجزاء صاحـبا *** وقيل دائما وقيل غالبــا
للشرط إن والنفي والزيادة *** والشك والإبهام أو أفادت

هذا أفادني في معاني حروف الجر، وإن جئت للتفسير فهمت معنى قوله تعالى: ﴿إن عليك إلا البلاغ﴾
إن معناها : شرطية ، أبدا أتذكر منظومة في أصول الفقه (للشرط إن) هل هي شرطية ؟ لا، (والنفي) إذن إن تأتي بمعنى نفي (ما) ما عليك إلا البلاغ، إذن صح، صارت (إن) نافية، على أن المنظومة في أصول الفقه.
فقدر ما تستطيع أكثر واحفظ وحاول أن تجمع معلومات كبيرة جدا في المنظومات وفي فهمها ستجد انك قطعت مشواراً كبيراً جداً في مدة قصيرة.

يا إخوان: اختصروا الوقت ، اختصروا الوقت قدر ما تستطيعون.



توقيع أمةالله

أمةالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس