عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-08, 08:39 AM   #2
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

هذا الحديث: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة)) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، وله ألفاظ منها: ((من رآني في المنام فكأنه رآني))، ((من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي)).
وقد اختلف أهل العلم في معنا، ونقل ابن حجر في فتح الباري (19 /469) أقوالا كثيرة، منها:
أحدها: أنه على التشبيه والتمثيل ، ودل عليه قوله في الرواية الأخرى " فكأنما رآني في اليقظة " .
ثانيها: أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير.
ثالثها أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه.
ثم قال ابن حجر: وقال القرطبي : قد تقرر أن الذي يرى في المنام أمثلة للمرئيات لا أنفسها ، غير أن تلك الأمثلة تارة تقع مطابقة وتارة يقع معناها ، فمن الأول رؤياه صلى الله عليه وسلم عائشة وفيه: "فإذا هي أنت"، فأخبر أنه رأى في اليقظة ما رآه في نومه بعينه، ومن الثاني رؤيا البقر التي تنحر، والمقصود بالثاني التنبيه على معاني تلك الأمور ، ومن فوائد رؤيته صلى الله عليه وسلم تسكين شوق الرائي لكونه صادقا في محبته ليعمل على مشاهدته، وإلى ذلك الإشارة بقوله: "فسيراني في اليقظة" أي من رآني رؤية معظم لحرمتي ومشتاق إلى مشاهدتي وصل إلى رؤية محبوبه وظفر بكل مطلوبه".
قلت: وهذه الرؤية لا تبنى عليها الأحكام، وإنما تبنى الأحكام على ما ثبت من سنته التي رويت في حياته.
والله أعلم.
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً