عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-08, 01:02 PM   #5
سنبلة
جُهدٌ لا يُنسى
c8 ربّي لك الحمد و الشكر



كيف السبيل لإنعاش ذاك القلب؟
وماهي الوسائل المعينة على إنقاذه؟

لابد أننا جميعنا مررنا بتلك اللحظات,وبمثل هذه الأحوال..ماذا فعلتِ لتدب الحياة في قلبك؟

سبحان الله كان تراودني تلك الفكرة منذ فترة
جزاكِ الله خيراً أختي على هذه البادرة الطيّبة
هذا الموضوع أثار لديّ شجون و ذكريات

سأقص عليكم رحلة بحث عن قلب ضلّ و سط الطريق و كيف منّ الله على صاحبته بالهداية و ما أعظمها هداية

رحلـــــــــــــــــة قلب


كانت في بداية الطريق ...و تسير كما اعتادت السير دائماً... و الأمور على ما يرام هكذا ظنّت
و كان الشهر الفضيل يقترب ........ حاسبت نفسها وو قفت على أحوال قلبها و كانت هذه أوّل مرّة ترى الحقيقة فتساءلت أين قلبي من الصلاة ؟ أين أنت يا قلب من الذكر ؟ أين ... أين ... أين الوجل و الخشوع ؟؟؟ أين تدبر القرآن ... و خشية الرحمن؟؟؟؟.........هنا أدركت أنّ قلبها مفقود و أنّ عليها البحث فكانت بداية الرحلة:

أولاً : شروط الإقلاع


صدق
صدق مع الله فيما تريد من الإصلاح ..و ذلك بالنية الخالصة ..و الاجتهاد فيما نريد

يقين
يقين أنّ ربّ القلوب سيهدي قلبها
يقين بكلّ آية من آيات الله عزّ و جلّ
يقين أنّها مهما فعلت فلا حول و لا قوة إلا بالله

ذلّ
ذلّّ و اإنكسار بين يدي الله عزّ و جلّ و شدّة الإفتقار إليه

دعاء
دعاء و تضرّع أين يهدي الله ذاك القلب الضعيف و يربط عليه

التوّ كل على الله


وقت الإقلاع
في كلّ وقت و حين... ليل نهار... و لسرعة الوصول يكون الاجتهاد في أوقات إجابة الدعاء خاصّةً وقت السحر


الرحلـــــــــة

إنّ كلام الله حقّ و نحن نؤمن به و ما تمرّ به قلوبنا من ضعف ووهن إنما هولتقصير مع كتاب الله عزّ و جلّ
لذا ستكون الرحلة كلّها مع كتاب الله عزّ و جلّ

***كانت تقرأ وردها بنيّة:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57)

***قرأت الآيات:

وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (78) سورة المؤمنون
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9) سورة السجدة
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (23) سورة الملك

فوجدت أنّها لم تشكر بلسانها المنعم على نعمة فؤادها فكيف تشكر بجوارحها؟؟


فكانت التوصية الأولى :

شكر نعمة القلب و بعد أن شكرت شعرت بدقات قلبها ... و أنّ لهذه الدقات عليها حقّ

***ثم ّ تأملت الآية:
الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)
و سبحان الله أنّ معلّمتها قد نصحتها ذات الوقت بنصائح كان لها أثر عظيم على قلبها فقالت لها:

والذاكرين الله كثيرا والذاكرات.... الأمر يحتاج لتدريب... وكثرة الذكر تحرك الشوق لله ولرسوله... فتطيب الحياة وتسكن النفس
فبدأت بكثرة الذكر و سبحان الله العظيم كانت تشعر بساعدة تغمر قلبها كلّما ذكرت ...تتسارع دقات قلبها ...تحاول أن تذكر معها و ما تستطيع... دقات قلبها أسرع ..من ذكرها ..فأنعم عليها المنعم بذكر القلب ...حتى أنّها في بعض الأحيان تكون في مجلس مضطرة إليه لكن قلبها يسبح بعيداً بذكر الله

التوصية الثانية:
ذكر القلب و اللسان.

***ثمّ تدبرت:

كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) أل عمران
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الانبياء
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) العنكبوت
قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) الجمعة

إنّه ذكر الموت ...له سحرُ على القلوب...بذكره تحيا قلوب ....لحظات صفاء تحياها مع ذكر الموت تجعلها تحسن لكلّ من حولها ..فهي راحلة ..لن ينفعها أحد ...ما عادت تقف على ظلم وقع عليها ...هانت عليها آلامها ...هانت عليها الدنيا ... شعرت و أنها ليست من أهلها... أصبح أنسها في خلوتها ..ما أطيبه ذكر الموت

التوصية الثالثة :
ذكر الموت ...عش في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل

***و مازالت تتأمل في الأيات:

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)البقرة
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) آل عمران

إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)
فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)
وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)
وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)الأنعام

إنّه التأمّل و التدّبر في آيات الله عزّ و جلّ الكونية تتأمّل تلك الحبة ترقبها كلّ يوم و هي تنمو .. و تنمو إلى خروج الثمرة ..سبحان الله تستشعر عظمة الخالق ...ترقب كلّ يوم شروق الشمس و غروبها ... كلّما نظرت و تأملت يمر على قلبها آية من آيات الله .... سبحانك ربي ما أعظمك!

***التوصية الرابعة:
التأمل و التدبر في آيات الله الكونية

***بين أيدينا حياة قلوبنا و شفاؤها و سبيل سعادتها في الدنيا و الأخرة :

كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) ص
إنّه التدبر... فهم الأيات... و تمريرها على القلوب حتى يحدث التأثير الذي نسعى إليه... فمتى تدبّرت ذاقت حلاوة القرآن ...ما كانت لتصل لتلك المعاني القلبية لولا فضل الله و فتحه عليها بتدبر آياته

التوصية الخامسة :
تدبر آيات القرآن و الوقوف على معانيه العظيمة و إمرارها على القلوب.


من أصعب المحن و أشقّها على النفس ..المحن القلبية
و من أعظم المنح الربّانية ...هي تلك المنح القلبية
إنّ الوقوف على أحوال القلوب نعمة من الربّ سبحانه و تعالى تستوجب الشكر

ربّي لك الشكر و الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله
لي عودة إن شاء الله طالما القلب ينبض فهناك مزيد من الوقفات و الإنعاشات




توقيع سنبلة

اللّهمّ بلّغنـــا رمضـــــان

تمت إضافة هذا الختم لتواقيع من حضرن مبكرًا


التعديل الأخير تم بواسطة طيف ; 27-04-08 الساعة 09:55 PM سبب آخر: استحقاق الكاتبة لوسام الرد الرائع,بورك فيها
سنبلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس