عرض مشاركة واحدة
قديم 28-04-08, 02:17 PM   #11
أم رحمة
نفع الله بك الأمة
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كم أسعدتني هذه الكلمات
فسلمت يمينكن


ولا أجد عندي ما أضيفه إلى كلامكن لأنكن استوعبتن
العناوين الرئيسة في الموضوع تقريبا


ولكن يبقى الكلام فالحديث عن القلوب لا ينتهي

لذلك ما أجمل كلام الله و ما أصدق حديثه عن القلوب!



"قال الله تعالى: " أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ( الرعد17)

قال الإمام ابن القيم ـ طيب الله ثراه ـ في كتابه القيم " الوابل الصيب":

" فهذا هو شبه الوحي الذي أنزل من السماء وشبه القلوب الحاملة له بالأودية الحاملة للسيل،
فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا ،
وقلب صغير كواد صغير يسع علما قليلا
فحملت القلوب من هذا العلم بقدرها كما سالت الأودية بقدرها ،ولما كانت الأودية ومجاري السيول فيها الغثاء ونحوه مما يمر عليه السيل فيحتمله السيل فيطفو على وجه الماء زبدا عاليا ويمر عليه متراكبا، ولكن تحته الماء الفرات الذي به حياة الارض ،
فيقذف الوادي ذلك الغثاء الى جنبتيه حتى لا يبقى منه شيء ،
ويبقى الماء الذي تحت الغثاء يسقي الله به الأرض فيحيى به البلاد والعباد والشجر والدواب والغثاء يذهب جفاء يخفى ويطرح على شفير الوادى


فكذلك العلم والايمان الذي أنزله في القلوب فاحتملته فأثار منها بسبب مخالطته لها ما فيها من غثاء الشهوات وزبد الشبهات الباطلة يطفو في أعلاها
واستقر العلم والإيمان في جذر القلب فلا يزال ذلك الغثاء والزبد يذهب جفاء ويزول شيئا فشيئا حتى يزول كله
ويبقى العلم النافع والإيمان الخالص في جذر القلب يرده الناس فيشربون ويسقون ويمرعون" ص 89


إذا أخواتي
أريد أن أضيف
لكلامكن هذه النقطة
أنه كلما كان سيل العلم متتابعا على القلب كلما أخرج من القلب أمراضه
حتى تصير كالزبد الرابي

وبالتالي إذا توقف هذا السيل
لحظة
فإن ذلك سيعرض القلب لسقوط الزبد ( الأمراض)
فيه مرة أخرى



فبالعلم النافع ينتعش القلب
وبالعمل الصالح ( الخالص الصواب) ينتعش القلب


فهي عملية إزاحة وإحلال
أو كما يقول ابن القيم في كتبه:
عملية التزكية والتربية
أو التخلية والتحلية
إزاحة للمعاني القلبية الكفرية ( شك رياء عجب حب شهرة حب زعامة...............................)
وإحلال للمعاني القلبية الإيمانية( محبة خوف رجاء يقين توكل)

وكل ذلك لن يتأتى إلا بالعلم
العلم الإيماني
أو
علم التربية الإيمانية

هذا والله تعالى أعلى وأعلم

التعديل الأخير تم بواسطة طيف ; 01-05-08 الساعة 02:03 PM
أم رحمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس