عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-08, 09:18 PM   #1
الطالبة
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 29-03-2007
المشاركات: 227
الطالبة is on a distinguished road
Icon1100 كيف يجتمع التصديق الجازم ويتخلف العمل ؟



بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال مهم يجيب عنه ابن قيم الجوزية _رحمه الله _ في كتابه الداء والدواء

فان قلت: كيف يجتمع التصديق الجازم الذى لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل؟ وهل في الطباع البشرية ان يعلم العبد انه مطلوب غدا الى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبة، أو يكرمه أتم كرامة ‘ويبيت ساهيا غافلا، لا يتذكر موقفه بين يدي الملك ،ولا يستعد له ،ولا يأخذ له أهبة.
قيل_ هذا لعمر الله_ سؤال صحيح وارد على أكثر هذا الخلق، واجتماع هذين الامرين من أعجب الاشياء ،وهذا التخلف له عدة أسباب.
أحدها: ضعف العلم ونقصان اليقين، ومن ظن أن العلم لا يتفاوت فقوله من أفسد الاقوال وأبطلها.
وقد سأل ابراهيم الخليل ربه أن يريه أحياء الموتي عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك، ليزداد طمأنينة، ويصير المعلوم غيبا شهادة .
وقد روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم انه قال : (ليس الخبر كالمعاين).
فاذا اجتمع الى ضعف العلم عدم استحضاره أو غيبته عن القلب كثيرا من أوقاته أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده ،وانضم الى ذلك تقاضي الطبع، وغلبات الهوي، واستيلاء الشهوة، وتسويل النفس وغرور الشيطان، واستبطاء الوعد، وطول الامل، ورقدة الغفلة، وحب العاجلة ،ورخص التأويل، وإلف العوائد ،فهناك لا يمسك الايمان في القلب الا الذي يمسك السموات والارض أن تزولا. وبهذا السبب يتفاوت الناس في الايمان والاعمال، حتى ينتهي الى أدني مثقال ذرة في القلب.
وجماع هذه الاسباب يرجع الى ضعف البصيرة والصبر ولهذا مدح الله سبحانه أهل الصبر واليقين ،وجعلهم أئمة في الدين فقال تعالى (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) السجدة :24

http://www.almeshkat.net/books/open....t=26&book=1041

التعديل الأخير تم بواسطة طيف ; 10-07-08 الساعة 10:52 AM
الطالبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس