عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-07, 02:20 AM   #1
بشـرى
جُهدٌ لا يُنسى
Lightbulb ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ )


بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [الروم: 43 - 45].

قال السعدي - رحمه الله -: أي:
أقبل بقلبك
وتوجه بوجهك
واسع ببدنك.
>>لإقامة الدين القيم المستقيم.

فنفذ أوامره ونواهيه بجد واجتهاد
وقم بوظائفه الظاهرة والباطنة
وبادر زمانك وحياتك وشبابك.


{ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ } وهو يوم القيامة الذي إذا جاء لا يمكن ردّه، ولا يرجأ العاملون أن يستأنفوا (1) العمل، بل فرغ من الأعمال، لم يبق إلا جزاء العمال.

{ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } أي: يتفرقون عن ذلك اليوم ويصدرون أشتاتًا متفاوتين لِيُرَوْا أعمالهم.

{ مَنْ كَفَرَ } منهم { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } ويعاقب هو بنفسه لا تزر وازرة وزر أخرى.

{ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا } من الحقوق التي للّه
أو التي للعباد
>>الواجبة والمستحبة.

*{ فَلأنْفُسِهِمْ } لا لغيرهم { يَمْهَدُونَ } أي: يهيئون
*ولأنفسهم يعمرون آخرتهم ويستعدون للفوز بمنازلها وغرفاتها.
ومع ذلك جزاؤهم ليس مقصورًا على أعمالهم، بل يجزيهم اللّه من فضله الممدود، وكرمه غير المحدود ما لا تبلغه أعمالهم؛ وذلك لأنه أحبهم.

وإذا أحب اللّه عبدًا:
صبَّ عليه الإحسان صبًّا
وأجزل له العطايا الفاخرة
وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة.

وهذا بخلاف الكافرين، فإن اللّه لمّا أبغضهم ومقتهم؛ عاقبهم وعذَّبهم، ولم يزدهم كما زاد من قبلهم؛ فلهذا قال: { إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }

المرجع: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبد الرحمن السعدي
__________
(1) في ب: ليستأنفوا.



توقيع بشـرى
قال ابن قتيبه - رحمه الله- :كان طالب العلم فيما مضى يسمع ليعلم, ويعلم ليعمل, ويتفقه في دين الله لينتفع وينفع, وقد صار الآن: يسمع ليجمع, ويجمع ليذكر, ويحفظ ليغلب ويفخر..
بشـرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس