عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-08, 01:10 PM   #35
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
افتراضي الدرس الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم

طريقة السلف في تعلم القرآن

كان سلف الأمة يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه ؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن .

قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما ، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات ، لم يجاوزوها ، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .
رواه بن أبي شيبة و أخرجه بنحوه الإمام أحمد في مسنده,

ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة.

وقال أنس: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدً في أعيننا
وأقام ابن عمر على حفظ البقرة عدة سنين- قيل: ثماني سنين- ذكره مالك

وذلك أن الله تعالي قال:
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29)

** قال الشيخ ابن عثيمين في شرح مقدمة التفسير :
فبركة القرآن في تلاوته وتدبره، والعمل به، وما يحصل فيه من التأثير على القلب لزيادة الإيمان ، ومعرفة الله عز وجل وأسمائه وصفاته وأحكامه، وكذلك ما حصل فيه من التأثير على الأمم، حيث فتح الله بهذا القرآن مشارق الأرض ومغاربها كل هذا من بركاته، وكذلك ما حصل للمتمسكين به من الرفعة والعزة والظهور على جميع الأمم، وكذلك ما يحصل للمتمسك به من صحة القصد، وسلامة المنهج ، والسعادة في الدنيا والآخرة،فالمهم أن بركات هذا القرآن لا تحصى.

ملاحظـــة هــــامة

أبو عبد الرحمن السلمي
الذي في صحيح مسلم ، ذاك تابعي يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ـ اسمه عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي ، وهو أحد القراء الذين يرون القرآن عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب المتوفى بعد 70 .



قال أبو إسحاق : كان أبو عبد الرحمن السلمي يقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة . وقال سعد بن عبيدة ، أقرأ أبو عبد الرحمن في خلافة عثمان ، وإلى أن توفي في زمن الحجاج . عن أبي عبد الرحمن ، قال : أخذت القراءة عن علي



وروي عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : حدثني الذين كانوا يقرئوننا، عثمان ، وابن مسعود ، وأبي ، أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم كان يقرئهمالعشر ، فذكر الحديث . أحمد بن أبي خيثمة : حدثنا يحيى بن السري ، حدثنا وكيع ، عنعطاء ابن السائب ، قال : كان رجل يقرأ على أبي عبد الرحمن ، فأهدى له قوسا فردهاوقال : ألا كان هذا قبل القراءة ! ).
( 2 ) الدرالمنثورج6 ص421 .


.****************


وهذا التابعي الجليل غير ابو عبد الرحمن السلمي الصوفي المفسر
وهو محمد بي الحسين بن موسى الأزدي

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:وللسلمي سؤالات للدارقطني عن أحوال المشايخ والرواة سؤال عارف، وفي الجملة ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة وفي حقائق تفسيره أشياء لا تسوغ أصلا عدها بعض الائمة من الزندقة الباطنية،وعدها بعضهم عرفانا !!
وقال ايضا: هو شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم , تُكلُّم فيه , وليس بعمدة,

قال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطان: كان يضع الأحاديث للصوفية .
له الكثير من المصنفات منها: حقائق التفسير ، وطبقات الصوفية وغيرها.

حتى إن السيوطي الصوفي لم يستطع تحمل ما في تفسير أبي عبد الرحمن السلمي فقال بعدأن أورد السلمي في كتابه طبقات المفسرين ضمن من صنف في التفسير من المبتدعة: ((وإنما أوردته في هذا القسم لأن تفسيره غير محمود)). (طبقات المفسرين: 31).


والله أعلم



توقيع إيمان مصطفى عمر
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً