عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-08, 02:38 PM   #6
ومض
~متألقة~
افتراضي




الدرس الرابع ..

بسم الله الرحمن الرحيم

** جمع القرآن **

جمع القرآن يُطلق بمعنيين

الأول .. جمعه ُ بمعنى حفظه ُ .
والثاني .. بمعنى كتابته .


وأما مراحل التي مر بها جمع القرآن فهي ثلاثة :

1_ المرحلة الأولى : بعهد النبي صلى الله عليه وسلم : وهذه المرحلة بمعنى حفظه وكتابته
وكان صلى الله عليه وسلم يترقب نزول الوحي ويتشوق لكي يحفظه ويفهمه ..
وكان الإعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الكتابة
لأن وسائل الكتابة لم تكن متوفرة فلذلك الصحابة
كانوا يعتمدون على الحفظ والمشافهه ..


وأما أدوات الكتابة كانت

( العُسب : جمع عسيب وهو جريد النخل ،
اللِخاف : جمع لخفه وهي الحجارة الدقاق .
وقال الخطابي صحائف الحجارة وهي حجارة ملساء ،
الرقاع : جمع رقعه وقد تكون من جلد أو ورق أو كاغد ،
الاكتاف : جمع كتف وهو كتف البعير أو الشاة وكان إذا جف كتبوا عليه .
الإقتاب : جمع قُتب وهي الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليُركب عليه .


فائدة أخرى .. أن كثرة الحفاظ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن هناك عدد كبير من الذي يحفظون القرآن .



2_ المرحلة الثانية : في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة بدأت حروب الردة وقد شارك الكثير من الصحابة وقتل الكثير من القراء والصحابة ،
فدخل عمر على أبي بكر رضي الله عنهما وأشار عليه بجمع القرآن وكتابته خشية الضياع ولكن أبي بكر نفر من هذه المقالة وظل عمر يراوده حتى شرح الله صدر أبي بكر لهذا الأمر ثم أرسل إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه لمكانته في القراءة والفهم والكتابة والعقل فنفر زيد من ذلك كما نفر أبي بكر حتى طابت نفسه للكتابة وبذل زيد رضي الله عنه في مهمته الشاقة المعتمدة على المحفوظ عند القراء والمكتوب عند الكتبة .


* فائدة أخرى .. أن القرآن جمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه وكان مشتملا على الأحرف السبعة .

والعلم إن ارتقى صاحبه فإن الخلافات تقل

لأنه يُدرك ما يدركه غيره .. ولذلك فإن الخلافات بين العلماء كانت قليله لوجود العلم بينهم .

[ و الرقي بالعلم رقي لعلو ]

الأحرف السبعة لها مبحث في كتب أهل العلم [ ما المراد بالاحرف السبعة ] والسيوطي ذكرها في الاتقان وكذلك الشيخ مناع القطان اختصرها في 6 أقوال ..

وأولى الأقوال وأقواها .. بأن هذه الأحرف السبعة هي سبعة لغات من لغات العرب مثل : ( أقبل ، أقدم ، إلي ّ ، هلم ّ ) وهذه أقرب الأقوال .

وأضعف الأقوال فيها بأن الأحرف السبعة هي القراءات السبع .

وللبحث في هذا الموضوع ستجدنه في كتاب ( القراءات في علوم القرآن )


من الفوائد أيضا ً ..



ما الباعث لجمع أبي بكر رضي الله عنه وجمع عثمان رضي الله عنه ؟


** أما جمع أبي بكر رضي الله عنه حتى لا يضيع القرآن ولكثرة قتل واستشهاد الكثيرين من حفاظ القرآن .

** أما الباعث لجمع عثمان رضي الله عنه بسبب حصول الخلاف بين المسلمين فكان بعضهم يُكفر بعض ..

فائدة .. الاختلاف في القراءات ليس اختلاف جذري بل اختلاف في معنى الكلمة والامالة والمدود .


ما ميزات الجمع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟


1_ لم يكن مرتب بل كان متفرق .

2_ أن بعض الصحابة قد كتب المنسوخ تلاوة ولم يغيره .


ما ميزات الجمع في عهد أبي بكر ؟

1_ جمع القرآن بين دفتي كتاب ._

2_ جرّد من منسوخ التلاوة .

3_ اقتصر على ما اجمع على تواتره وهذه ميزة الجمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه .



ما ميزات الجمع في عهد عثمان رضي الله عنهما .؟


1_ ترتيب السور كما هو الآن .

2_ الاقتصار في المصحف على حرف واحد وهو حرف قريش

3_ تجريد المصاحف على كل ما ليس قرآن .

4_تنظيم جمعه لوجود القراءات بالرسم أو بالتوزيع فإنه لم تكن حروفه منقوطه ولا مشكولة .


إذن في عهد أبي بكر رضي الله عنه جُمع القرآن في مصحف حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع بنصحف واحد وذلك أنه لم يظهر أثر للإختلاف القراءة ..

أما الغرض لجمعه في عهد عُثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعا في مًصحف واحد يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف لإختلاف القراءات أي قراءة الاحرف أي قراءتهم .

:.وقد ظهرت نتايج هذا الجمع بأن حصلت عليه المصلة العظيمة للمسلمين باجتماع الكلمة واجتماع الامة واتفاق الكلمة والالفة ودفعت به المفسدة العظمى :.






سؤال .. لماذا لم يُجمع القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

وهذه اجابات الشيخ
مناهل العرفان في المجلد الأول
وقد أورد هذا السؤال صفحة 241
وذكر قرابة أربعة أسباب ..

السبب الاول : انه لم يوجد من داعي لكتابته في الصحف أو المصاحف مثل ما يوجد على عهد أبي بكر حتى كتبه في صحف ولا مثل ما وجده على عهد عثمان حتى كتبه في مصاحف
فالمسلمون في وقت اذ بخير والقراء كثيرون والاسلام لم يستبحر عمرانه بعد والفتنه مأمونه
والتعويل لا يزال على الحفظ أكثر من الكتابة ..وأدروات اغير مأسورة
وعناية الرسول صلى الله عليه باستظهار القرآن تفوق الوصف وتوفي على الغاية حتى في طريقه أدءه على حروفه السبعه....

السبب الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بصدد ان ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله آيه او آياات..


الثالث ..
أن القرأن لم ينزل مرة واحده بل منجما في مدى عشرين سنة او اكثر على الخلاف ..

الرابع : أن ترتيب آياته وسورة ليس على ترتيب نزوله وقد علم أن كان نزوله على حسب الاسباب أما ترتيبه كان لغير ذلك من الاعتبارات .


انتهى




توقيع ومض
[CENTER]،،[/CENTER]

[CENTER][IMG]http://img126.imageshack.us/img126/4977/59433129qg6.gif[/IMG][/CENTER]


[CENTER]
[COLOR="Navy"]صبر نفسك على ابتلاء ربك عز وجل وارض بما قدره لك,
فخيرة الله تبارك وتعالى لك خير من خيرتك لنفسك[/COLOR]
[/CENTER]
ومض غير متواجد حالياً