الدرس الخامس ..
عناصر الدرس :
1_ معنى التفسير وأهميته
2_الواجب على المسلم في تفسير القرآن
3_ المرجع في تفسير القرآن
4_الاختلاف الوارد في التفسيربالمأثور
التفسير :
وهو من المباحث المهمة جدا في مبحث علوم القرآن ..
التفسير في اللغة بمعنى الإبانة والكشف وإظهار المعنى المعقول فهو يكشف ويبين .
وهناك معنى آخر الايضاح والبيان .،
ومنه قول الله تعالى : ((ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا}. الفرقان. 33.))
أما التفسير في الإصطلاح الشرعي : بيان معاني احكام القرآن .
وذكر القطان في مباحثه تعريف أبي حيان أنه قال ( علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب )
وعرفه الزركشي في البرهان قال ( التفسير علم يُفهم به كتابه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه )
ننتقل إلى المعنى بين التأويل والتفسير ..
يعني إما يأتي بمعنى التفسير أو بمعنى ما يأول عليه الكلام
أويأتي بمعنى صرف اللفظ على المعنى الراجح على المعنى المرجوح ..
وأيضا الفرق بين الشرح والتفسير هما بمعنى واحد ..
ولكن القرآن يختص بالتفسير وغيره يختص بالشرح
ولكن لو قال شرح الآية لا بأس ولكن الأكثر أنه تفسير الآية
..
ما حكم تعلم التفسير ؟..
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله واجب لقوله تعالى : (((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ص:29)
فائدة ..ووجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك ؛ أن يتدبر الناس آياته ، ويتعظوا بما فيها .
والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها ، فإذا لم يكن ذلك ، فاتت الحكمة من إنزال القرآن ، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها .
ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه .
*****
ولقوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)
فائدة .. ووجه الدلالة من الآية الثانية أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن ، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم ، وعدم وصول الخير إليها .
والحكم ينقسم منه ما يكون عيني ومنه ما يكون كفائي
والواجب العيني هوالمتعين على كل أحد هو واجب عيني الذي لا يسوغ جهله
وفيجب على المسلم أن يتعلم ما يقيم به الاحكام المترتبه عليه ،
من تعلم الصلاة وتعلم الزكاة وتعلم الحج كلها واجبات عينية من التفسير
ومن غيرها .
وواجب كفائي ما زاد على ذلك فهو فرض كفاية فلا نوجب الناس ونطالبهم بأن يكونوا مفسرين القرآن .
والشيخ رحمه الله قصد الواجب العيني الذي لا يصوغ جهله
إذن الحكم إما أن يكون عيني في الأشياء التي لا يعذر منها أو لا يصوغ بجهلها
وإما أن يكون كفائي فيما زاد عن ذلك ..
* طريقة السلف في تعلم القرآن :
وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة ، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه ؛ لأنهم بذلك إذا تعلموا استطاعوا أن يعملوا بكتابة الله عز وجل
ثم ذكر بعد ذلك أثر وقال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما ، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات ، لم يجاوزوها ، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .
:::
وقد أجمع العلماء أن التفسير من فروض الكفايات وأجل العلوم ..
قال الاصبهاني .. أشرف صناعة يتعاطاها الانسان تفسير القرآن بيان ذلك بأن شرف الصناعة إما بشرف موضوعها مثل الصياغة أشرف من الدباغه ..
لأن موضوع الصياغة الذهب والفضلة وهما أشرف من الدباغة الذي هو جلد الميتة
وإما بشرف غرضها مثل صناعة الطب أشرف من الكناسه ..
لأن غرض الطب إفادة الصحة وغرض الكناسه تنظيف المستراح
وأما لشدة الحاجة إليها كالفقة فالحاجة إليه أشد من الحاجة إلى الطب
فما من واقعه في الكون إلا وهي مفتقرة إلى الفقه
لأن به انتظام صلاح الأحوال الدنيا والدين بخلاف الطب فإنه يحتاج إليه بعض الناس في بعض الاوقات
إذا عرف ذلك فإن صناعة التفسير قد حازت من الجهات الثلاثه
أما من جهة الموضوع لأن موضوعه كلام الله تعالى الذي هو ينبوع كل حكمة ومعدن فضيله وفيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم لا يخلق على كثرة الرد ولا تقضى عجائبه
واما من جهة الغرض لأنه الغرض منه الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى
أما من جهة شدة الحاجة فلأن كل كمال ديني ودنيوي عاجل او آجل مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينيه وهي متوقفه على العلم بكتاب الله تعالى
انتهى كلامه رحمه الله
:: كلام الشارح ::
فهذا يدل على أفضل العلوم يشرف بشرف موضوعه
وعلوم التفسير موضوعها القرآن الكريم
والقرآن الكريم شريف وكذلك التفسير يشرف بشرف القرآن الكريم
والتفسير يدخل فيه كل العلوم الاخرى من علم العقيدة وعلم الفقه ..
..