عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-08, 05:54 PM   #14
ومض
~متألقة~
افتراضي

ولا يلزم من قوله تعالى : (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(البقرة:
الآية 147) أن يكون الامتراء واقعا من الرسول صلى الله
عليه وسلم ، لأن النهي عن الشيء قد يوجه إلى من لم يقع
منه ، ألا ترى قوله تعالى : (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ
أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (
القصص:87) ومن المعلوم أنهم لم يصدون النبي صلى الله
عليه وسلم عن آيات الله ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يقع منه شرك.والغرض من توجيه النهي إلى من لا يقع منه :
التنديد بمن وقع منهم والتحذير من منهاجهم ، وبهذا يزول
الاشتباه ، وظن ما لا يليق بالرسول صلى الله عليه وسلم .

:: قول الشارح ::



مثل يوم نقول إياك أعني واسمعي يا جارة وفي كثير من الايات
المخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم والمراد أمة محمد صلى
الله عليه وسلم لأن الشك ولأن الامتراء غير واقع من النبي صلى الله عليه وسلم
: انواع التشابه في القرآن ::
النوع الاول حقيقيوهو ما لا يمكن أن يعلمه
البشر كحقائق صفات الله عز وجل، وهذا النوع لا يسأل عن استكشافه لتعذر الوصول إليه .
النوع الثاني : نسبي وهو ما يكون مشتبها على بعض الناس
دون بعض ، فيكون معلوما للراسخين في العلم دون غيرهم ،
وأمثلة هذا النوع كثيرة منها قوله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ)(الشورى: الآية 11) حيث اشتبه على أهل التعطيل ،
ففهموا منه انتفاء الصفات عن الله تعالى ، وأدعوا أن ثبوتها
يستلزم المماثلة ، واعرضوا عن الآيات الكثيرة الدالة على
ثبوت الصفات له ، وأن إثبات أصل المعنى لا يستلزم المماثلة .
ومنها قوله تعالى ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً
فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93)

حيث اشبته على الوعيدية ، ففهموا منه أن قاتل
المؤمن عمدا مخلد في النار ، وطردوا ذلك في جميع أصحاب
الكبائر ، واعرضوا عن الآيات الدالة على أن كل ذنب دون
الشرك فهو تحت مشيئة الله تعالى .
مثال آخر ..
[CENTER]ومنها قوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (
الحج:70) حيث اشتبه على الجبرية ، ففهموا منه أن العبد
مجبور على عمله ، وادعوا أنه ليس له إرادة ولا قدرة عليه ،
وأعرضوا عن الآيات الدالة على أن للعبد إرادة وقدرة ، وأن
فعل العبد نوعان : اختياري ، وغير اختياري .
:: الشارح ::
الجبرية فهموا من هذا الاية ان الانسان مجبور على كل ما
يعمل فليس له اختيار >>> كلام الشارح وتركوا أن العبد له
اختيار وأنه له ارادة وله فعل وإنما أخذوا بالجزء الاول وتركوا
الجزء الثاني



:: كلام الشيخ ابن عثيمين ::

[وأما والراسخون في العلم أصحاب العقول ، يعرفون
كيف يخرجون هذه الآيات المتشابهة إلى معنى يتلاءم مع
الآيات الأخرى ،فيبقى القرآن كله محكما لا اشتباه فيه .

[الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه
:: يقول الشارح ::
ربما يأتي سائل ويقول ما الحكمة من المحكم والمتشابه ولماذا
لا يكون كله محكم ليس به تشابه
فالجواب باختصار ..
الحكمة هو الامتحان والاختبار بين المؤمن الصادق الراسخ في العلم ومن
في قلبه زيغ
:: موهم التعارض في القرآن
::
الشارح ::
التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان ، بحيث يمنع مدلول
إحداهما مدلول الأخرى ، مثل أن تكون إحداهما مثبته لشئ
والأخرى نافية فيه .
:: تعليق الشارح ::
..يكون في الاية اثبات وفي الاية الاخرى نفي
وقال الشيخ بن عثيمين ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين
مدلولهما خبري ، لأنه يلزم كون إحداهما كذبا ، وهو مستحيل
في أخبار الله تعالى ،
المدلول الحكميبأن الاية تأمر بشيء وال قال الله تعالى : (
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً)(النساء: الآية 87) (وَمَنْ أَصْدَقُ
مِنَ اللَّهِ قِيلاً)(النساء: الآية 122) ) ولا يمكن أن يقع
التعارض بين آيتين مدلولهما حكمي ؛ لأن الأخيرة منهما
ناسخة للأولى قال الله تعالى (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ
بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا)(البقرة: الآية 106) وإذا ثبت النسخ كان
حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة .وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك ، فحاول الجمع بينهما ،
فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف ، وتكل الأمر إلى عالمه .
::تعليق الشارح ::
إذا رايت أيتين فيهما تعارض حاول تجمع بينهما
مثل أن تكون الاولى عامة والأخرى خاصة . .
:: الشيخ ابن عثيمينرحمه الله ::
وقد ذكر العلماء رحمهم الله أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض ،
بينوا الجمع في ذلك . ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع
كتاب " دفع إيهام الاضطراب عن أي الكتاب " للشيخ محمد
الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى .
فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن : ( هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(البقرة:
الآية 2) وقوله فيه : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدىً لِلنَّاس)(البقرة: الآية 185) فجعل هداية القرآن في الآية
الأولى خاصة بالمتقين ، وفي الثانية عامة للناس ، والجمع
بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع ، والهداية
في الثانية هداية التبيان والإرشاد .
ونظير هاتين الآيتين ، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه
وسلم : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (
القصص:56) وقوله فيه ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(
الشورى: الآية 52)
فكيف الجمع ؟
فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين >> ( هداية
الارشاد )
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ) (آل عمران: الآية 18) وقوله (وَمَا مِنْ
إِلَهٍ إِلَّا اللَّه)(آل عمران: الآية 62) وقوله :( فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ
إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) (الشعراء:213) وقوله : ( فَمَا
أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا
جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)(هود: الآية 101) ففي
الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي
الأخريين إثبات الألوهية لغيره .
والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي
الألوهية الحق ،وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة ؛ لقوله
تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ
الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج:62) .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : ( قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ)(
لأعراف: الآية 28) وقوله (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا
مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (
الإسراء :16) ففي الآية الأولى نفي أن يأمر الله تعالى
بالفحشاء ، وظاهر الثانية أن الله تعالى يأمر بما هو فسق .
:: تعليق الشارح ::
وهنا أمر كوني وامر شرعي ..
ومثله الارادة الكونية والارادة الشرعية
فهنا الجميع بين الآية عدل ..
:: تعليق الشارح ::
والجمع بينهما أن الأمر في الآية الأولى هو الأمر الشرعي ،
تنزل الواحده منهم على الارادة الشرعية
فما أراده الله كونا وقدرا هذه إرادة كونيهوما أراده الله تعالى (( يريد الله ليبين لكم )) هذه إراده شرعيه
وهي المحبة ولا تكون إلا لأهل الايمان ..
والارادة الكونية إرادة عـامة ..
يجمع على الارادة الكونية وعلى الارادة الشرعية ..



انتهى الدرس السابع



توقيع ومض
[CENTER]،،[/CENTER]

[CENTER][IMG]http://img126.imageshack.us/img126/4977/59433129qg6.gif[/IMG][/CENTER]


[CENTER]
[COLOR="Navy"]صبر نفسك على ابتلاء ربك عز وجل وارض بما قدره لك,
فخيرة الله تبارك وتعالى لك خير من خيرتك لنفسك[/COLOR]
[/CENTER]

التعديل الأخير تم بواسطة ومض ; 28-07-08 الساعة 05:58 PM
ومض غير متواجد حالياً