عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-08, 10:04 PM   #15
ومض
~متألقة~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم


الدرس الثامن



:: القســم ::
انتهينا في الدرس الماضي من موهم التعارض واليوم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله


القسم
: بفتح القاف والسين ، اليمين ، وهو : تأكيد الشيء بذكر مُعَظَّموهو بمعنى الحلف .
وأدواته ثلاث :

الواو والباء والتاء ، والله وبالله وتالله .


إما أن تأتي أداة القسم أو يأتي العامل
أي إما أن يؤتى بالفعل أقسم أو أحلف متعدي بالباء المقسم به ثم يأتي المقسم عليه وهو المسمى جواب القسم .

أمثلة ..
الواو – مثل قوله تعالى : ( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقّ)(الذريات: الآية 23)

:: تعليق الشارح ::

~ تنبيه ~

العامل بمعنى القسم إما أقسم أحلف .

هنا أتى بأداة القسم الواو .

والمقسم به يأتي بعد أداة القسم ((رب السماء والارض))
والمقسم عليه او جواب القسم (( إنه لحق ))
والعامل محذوف .

وهو القسم .

والباء – مثل قوله تعالى (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) (القيامة:1)
ويجوز معها ذكر العامل كما في هذا المثال ، ويجوز حذفه كقوله تعالى عن إبليس :
(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ:82) ويجوز
أن يليها اسم ظاهر كما مثلنا ،
اداة القسم : الباء
المقسم به : (( فبعزتك ))والمقسم عليه (( لأغوينهم أجمعين ))
والتاء – مثل قوله تعالى : (تاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ)(النحل: الآية 56)
ويحذف معها العامل وجوبا ، ولا يليها إلا اسم الله ، أو رب مثل : ترب الكعبة لأحجن إن شاء الله .

يذكر معها ويحذف معها في مواضع .

والأصل ذكر المقسم به ، وهو كثير كما في المثل السابقة . وقد يحذف وحده مثل قولك :

أحلف عليك لتجتهدن .
هنا المقسم به محذوف .

أتى العامل وحذف المقسم به .

وقد يحذف مع العامل وهو كثير مثل قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)
يعني ثم والله لتسألن يومئذ عن النعيم
وهذا من بلاغة القرآن .

والأصل ذكر المقسم عليه ، وهو كثير مثل قوله تعالى : (قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُن)(التغابن: الآية 7)
المقسم عليه : لتبعثن .

وقد يحذف جوازا مثل قوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق:1) وتقديره ليهلكن .

أين المحذوف ؟

أداة القسم : الواو .
المقسم به : القرآن المجيد .
المحذوف هو جواب القسم .
وقد يحذف وجوبا إذا تقدمه ، أو اكتنفه ما يغني عنه ،
قاله ابن هشام في المغني ومثل له بنحو : زيد قائم والله ، وزيد والله قائم .
وللقسم فائدتان :
إحداهما : بيان عظمة المقسم به .
مثل (( والليل )) والعصر )) والضحى )) فله ما يقسم بما شاء
وهذا من عظمته .
والثانية : بيان أهمية المقسم عليه ، وإرادة توكيده ،
ولذا لا يحسن القسم إلا في الأحوال التالية :
الأولى : أن يكون المقسم عليه ذا أهمية .
الثانية : أن يكون المخاطب مترددا في شأنه .
الثالثة : أن يكون المخاطب منكرا له .
::
فائدة القسم .. ذكرها الشيخ مناع القطان
في كتابه مباحث علوم القرآن أن يكون مترددا في ثبوت الحكم وعدمه
أن يكون منكرا للحكم
فسمى ابتدائي وطلبي وانكاري
فإن كان الابتدائي يكون ذا أهمية
وإن كان طلبي يكون متردد
وإن كان منكرا له وهو القسم الثالث .
:: القصص::
تعريف القصص والقص لغة في اللغة : تتبع الاثر .وفي الاصطلاح : الإخبار عن قضية ذات مراحل ، يتبع بعضها بعضا .
يعني إخباره عن الامم الماضيه..
القصة على ثلاثة أقسام:
* قسم عن الأنبياء والرسل ، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين
* - وقسم عن أفراد وطوائف ، جرى لهم ما فيه عبرة ، فنقلة الله تعالى عنهم ،
كقصة مريم ، ولقمان ، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ،
وذي القرنين ، وقارون ، وأصحاب
الكهف ، وأصحاب الفيل ، وأصحاب الأخدود وغير ذلك .
*- وقسم عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،كقصة غزوة بدر ، وأحد ، والأحزاب ، وبني قريظة ، وبني النضير ،
وزيد بن حارثة ، وأبي لهب ، وغير ذلك .
وللقصص في القرآن حكم كثيرة عظيمة منها :
1بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص
( أي فيها حكمه من الله تعالى )
2بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين ؛ لقوله تعالى عن المكذبين ( بيان عدالة الله )
3 بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين ؛ لقوله تعالى
( بيان فضله تعالى )
4 تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له
5 ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه ،
إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين، وانتصار من أمروا بالجهاد ،
6 تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم7- إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقةلا يعلمها إلا الله عز وجل
هذه من الفوائد والحكم في ذكر القصص ..
وهناك أثر عادة ان الدروس التلقينية والالقائية تورث الملل ولا تستطيع الناشئة
أن تستوعبها ولذا الاسلوب القصصي أجدى وأنفع وأكثر فائدة
وقد قال القطان ويستطيع المربي أن يصوغ القصة القرآن بالاسلاوب الذ ييلائم المتعلمين لكل فترة من مراحل لتعليم وهي خصبه ....فكل مرحلة من مراحل التعليم ...
:: تكرار القصص ::
من القصص القرآنية ما لا يأتي إلا مرة واحدة ،
مثل قصة لقمان ، وأصحاب الكهف ، ومنها ما يأتي متكررا حسب ما تدعو إليه الحاجة ،
وتقتضيه المصلحة ، ولا يكون هذا المتكرر على وجه
واحد ، بل يختلف في الطول والقصر واللين والشدة وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون آخر .
مثل قصة موسى عليه السلام تتكرر كثيرا وفي كل موضع يختلف السياق وهذا من بلاغة القرآن
أن تتكرر بأساليب متنوعه .
ومن الحكمة في هذا التكرار ؟
1- بيان أهمية تلك القصة لأن تكرارها يدل على العناية بها .
2- توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس .
3- مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها ،
ولهذا تجد الإيجاز والشدة غالبا فيما أتى من القصص في السور المكيةوالعكس فيما أتى في السور المدنية .
4- بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقضيه الحال
5- ظهور صدق القرآن ، وأنه من عند الله تعالى ، حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدون تناقص .
:: الإسرائيليات ::
الإسرائيليات : الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل من اليهود وهو الأكثر ،
أو من النصارى .
وتنقسم هذه الأخبار إلى ثلاثة أنواع :
:: الأنواع مع تعليق الشارح ::
الأولى : توافق لما عندنا فنصدقهاوهذا ما أقره الإسلام ، وشهد بصده فهو حق .
2_ أما أن تخالف ما عندنا فنردها
وهذا ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل .
مثاله ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها ، جاء الولد أحول ؛ فنزلت : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: الآية 223) (2)بين الرسول الله صلى الله أن هذا القول غير صحيح وبين لهم
3_ إما لا تخالف ولا توافق
.وهذاما لم يقره الإسلام ، ولم ينكره ، فيجب التوقف فيه
وهذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم : ” بلغوا عني ولو آية ”
إذن جائز ما لم يخشى محذور
مثل أن يتجه الناس إلى القصص ويتركوا الكتاب والسنة
لأن كل شيء يفضي إلى ترك الكتاب والسنة لا يجوز نشره .
وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين
( كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه) .
وأما سؤال أهل الكتاب عن شئ من أمور الدين ، فإنه حرام
:: والدليل ::
لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ ؛ فإنهم لن يهدوكم ، وقد ضلوا ، فإنكم إما
أن تصدقوا بباطل ، أو تكذبوا بحق ، وإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني " (5).
موقف العلماء من الإسرائيليات
اختلفت موافق العلماء ، ولا سيما المفسرون من هذه الإسرائيليات على ثلاثة أنحاء :
أ- فمنهم من أكثر منها مقرونة بأسانيدها ، ورأي أنه بذكر أسانيدها خرج من عهدتها ،
( من ذكرها مقرونه بأسانيدها حتى يعرف الصحيح منها مثل ابن جرير الطبري )
2 ومنهم من أكثر منها ، وجردها من الأسانيد غالبا ،
أي حذف الاسانيد وأتى بالقصة
فكان حاطب ليل مثل البغوي الذي قال شيخ الإسلام ابن تيميه (7)
عن تفسيره : إنه مختصر من الثعلبي ، لكنه صانه عن الأحاديث
الموضوعية والآراء المبتدعة ،
وقال عن الثعلبي : إنه حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع .
(من جردها من الاسانيد )
ج- ومنهم من ذكر كثيرا منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير .
د- ومنهم من بالغ في ردها ولم يذكر منها شيئا يجعله تفسيرا للقرآن كمحمد رشيد رضا .
وأكثر من يروي الإسرائليات هم أربعة ..
عبدا الله بن سلام وكعب الاحبار ووهب بن منبه وملك بن عزيز بن جريج .
.
انتهى الدرس
الثامن ..
وغدا درسي الضمير والالتفات .





توقيع ومض
[CENTER]،،[/CENTER]

[CENTER][IMG]http://img126.imageshack.us/img126/4977/59433129qg6.gif[/IMG][/CENTER]


[CENTER]
[COLOR="Navy"]صبر نفسك على ابتلاء ربك عز وجل وارض بما قدره لك,
فخيرة الله تبارك وتعالى لك خير من خيرتك لنفسك[/COLOR]
[/CENTER]

التعديل الأخير تم بواسطة ومض ; 28-07-08 الساعة 10:06 PM
ومض غير متواجد حالياً