باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد، وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
وقول الله تعالى:
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ولا تجعلوا قبري عيداً وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم.)) رواه أبو داود بإسناد حسن ورواته ثقات.
وعن علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
((لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم.)) رواه في المختارة.
باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
وقول الله تعالى:
{ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت}
وقوله تعالى:
{قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت}
وقوله تعالى:
{ قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا}
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى إذا دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال:
((فمن؟)). أخرجاه.
ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشاربها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة عامة وألا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاءاً فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة، وألا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً)).
ورواه البرقاني في صحيحه وزاد
((وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئة من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى)).
باب ما جاء في السحر
وقول الله تعالى:
{ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}
وقوله تعالى:
{يؤمنون بالجبت والطاغوت}
وعن عمر رضي الله عنه قال: الجبت السحر، والطاغوت الشيطان.
وعن جابر رضي الله عنه قال: الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان، في كل حي واحد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((اجتنبوا السبع الموبقات.)) قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال:
((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)).
وعن جندب مرفوعاً: حد الساحر ضربه بالسيف. رواه الترمذي وقال الصحيح أنه موقوف.
وروى البخاري عن بجالة ابن عبدة قال: كتب عمر ابن الخطاب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال: فقتلنا ثلاث سواحر.
وصح عن حفصة أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها، فقتلت. وكذلك صح عن جندب، قال أحمد: عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.