عرض مشاركة واحدة
قديم 19-08-08, 08:03 PM   #4
وردة الصباح
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 30-11-2007
المشاركات: 366
وردة الصباح is on a distinguished road
افتراضي

{نُّورٌ عَلَى نُورٍ }

فالله يقول: { نُّورٌ عَلَى نُورٍ } [النور:35]،
للعلماء في ذلك أقوال :
أحدهما: نور النار ونور الزيت حين اجتمعا أضاءا , ولا يضيء واحد منهما بغير صاحبه , كذلك نور القرءان ونور الإيمان إذا اجتمعا , فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه .
الثاني : نور المصباح ونور الزجاجة .
الثالث : نور العمل ونور الاعتقاد .

وقال السمعاني قول آخر فقال في تفسيره :[معناه لو لم يكن إبراهيم نبياً لالحقه الله بالعمل الصالح بالأنبياء في درجاتهم , ويقال : أن محمد لو لم تأته معجزةُ لدلت أحواله على صدقه ونبوته.
وقوله { نُّورٌ عَلَى نُورٍ }أي نور محمد –صلى الله عليه وسلم- على نور إبراهيم عليه السلام .] أ . هـ
{يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ}

ولكن هذا النور وهذه الهداية كل ذلك من عند الله المتفضل به في الأصل هو الله سبحانه وتعالى
فهو الذي يهدي لنوره من يشاء، كما قال سبحانه: { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [الرعد:33]، وكما قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } [يونس:100]، وكما قال سبحانه: { وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } [الحجرات:7].

فهذا النور أصله من الله سبحانه وتعالى، فهو المتفضل به على العباد، ومن ثم يقول أهل الإيمان في أُخراهم: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } [الأعراف:43]
، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يسأل ربه عز وجل هذا النور فيقول: ( اللهم! اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، اللهم! أعظم لي نوراً )
كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو ربه عز وجل بهذا؛ لأنه يعلم تمام العلم أن المتفضل به والواهب له هو الله سبحانه وتعالى.

والمراد بقوله تعالى (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ):
المعنى والله أعلم : يهدي الله للإيمان به من يشاء
وقيل : يهدي الله للقرءان من يشاء
وأيضاً : يوفق الله للإيمان به وللعمل بكتابه وبسنة نبيه –صلى الله عليه وسلم- من يشاء .
وقد ورد في هذا الباب حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله خلق خلقه في ظلمة، ثم رش عليهم من نوره، فمن أصابه ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ذلك النور ضل )[1]،
وهنا ليست المسألة عشوائية، لم يرش النور بدون حكمة، لكن الأمر كله يجري بتدبير الله سبحانه وتعالى، هو أعلم بمن يستحق الهداية ومن يستحق الغواية
فقد مضت سنته سبحانه وتعالى على أن فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير كما قال سبحانه: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ } [الأعراف:179] أي: خلقنا لجهنم أقواماً، { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ } [الأعراف:179] ،

فجدير بالعبد أن يسأل ربَّه اياها , جدير به أن يلتمسها من الله ويطلبها منه سبحانه , جدير بالعبد أن يسأل ربه سلامة قلبه وصلاحه ونقائه وصفائه , فهو سبحانه الوهاب .
V
V
V
يتبع


[1] صحيح اخرجه الترمزي وغيره وصححه الالباني



توقيع وردة الصباح
[COLOR=red][SIGPIC][/SIGPIC][/COLOR]

[COLOR=red]>>من بقي ينتظر بزوغ الفجر ضيع على نفسه الإستمتاع بسكون الليل<<[/COLOR]
وردة الصباح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس