عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-07, 09:09 PM   #4
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي

فيا ترى هل حققنا الشكر؟؟
هل شكر الله من يتعامل بالربا؟؟
هل شكر الله من يشرب الخمور بالليل والنهار؟؟
هل شكر الله من أدخل الدشوش على بناته وأولاده والقنوات الفضائية الساقطة؟
هل شكر الله من ينامون عن الصلاة وخاصة صلاة الفجر ولا يصلونها إلا بعد طلوع الشمس؟
يقومون للدوام ولا يقومون للصلاة.
هل شكر الله من أحب ووالى أعداء الله من اليهود والنصارى ومن المشركين والكافرين ، يحبهم ويقربهم ؟؟


نِعم الله عزوجل علينا نعيش في أمن وأمان نعيش في صحة في توفيق وقليل منا الشاكر ، تضييع للأوقات ، وغيبة ونميمة ، وربا ورشوة وزنا وخمور وتضييع للأمانة في العمل ومع الذرية...إلى غير ذلك...نعم إنه يُخشى علينا أن تذهب هذه النعم.

ثانياً :من أسباب السعادة : ((وإذا ابتلي صبر))

معروف أن الإنسان يجب عليه إذا أصيب بمصيبة أو محنة أوغيرها من الابتلاءات كالأمراض والأسقام والديون وغيرها الواجب عليه الصبر ، فإن صبر فقد حقق ما يجب عليه من الأمر بالصبر عند حدوث المصائب.

قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين).

وقال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ).

ويقول –صلى الله عليه وسلم- : ( عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له).
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) رواه الترمذي .

وفي الحديث أيضاً يقول صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة ) رواه الترمذي.


والبلاء والبلايا والمصائب التي تصيب العبد لها فوائد:

أولاً : لينال أجر وفضل الصابرين ، فإنه كما سبق لنا في الأصول الثلاثة أن للصبر فضائل والصابر له فضل،

فمن فضائل الصبر:

1- معية الله قال تعالى : ( إن الله مع الصابرين).
2- والله يحبهم كما قال تعالى : ( إن الله يحب الصابرين) .
3- ولهم أجر عظيم كما قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
4- وأيضاً دخول الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم - : ( ما لعبدٍ مؤمن إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) ، وصفيه : أي حبيبه من أب أو أم أو زوج أوغيرها، وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبرعوضته منهما الجنة ) يعني : عينيه.


ثانياً : المصائب تكفير للسيئات ورفع للدرجات كما قال صلى الله عليه وسلم : ( ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصب ٍ ولا هم ٍ ولا غم ٍ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) ، وسبق قبل قليل الحديث : (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة).

ثالثًا: البلاء يقطع قلب المؤمن من الالتفات إلى المخلوق ، فيتجه القلب إلى الله لا إلى المخلوق ، فيتضرع.

رابعًا : تذكير العبد بذنوبه فربما تاب ورجع.

خامسًا: زوال قسوة القلب، وانكساره لله ، فإن ذلك أحب إلى الله من كثير من طاعات الطائعين.

فمن لم يصبر على البلاء فليس بسعيد لأنه لم يحقق عبودية الله في بلائه التي هي الصبر.

قال : ( وإذا أذنب استغفر)

هذه سبب من أسباب السعادة كما ذكرها المؤلف ، وهي من علامات التوفيق أن الإنسان كلما وقع في ذنب ٍ استغفر وتاب من ذلك الذنب، وهذا هو الواجب على المسلم ، الذي وقع في ذنب ٍ أن يتوب وأن يستغفر ربه من ذلك الذنب.

قال الله تعالى : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله).

وقال الله تعالى : (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) .

وها هو الخليل يقول : ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين).

وفي الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب ، فاستغفروني أغفر لكم).

فالإنسان يقع في الذنوب، وكل ابن آدم خطاء لكن خيرهم من يستغفر ويتوب ويرجع، فمن لم يستغفر ويتب من ذنبه، فهو خاسر شقي ظالم لنفسه، الدليل قول الله تعالى: ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).


والاستغفار له فوائد:

أولاً: تكفير السيئات ورفع الدرجات، كما قال الله تعالى: ( ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا ) وفي الحديث :( فاستغفروني أغفر لكم).

ثانيا ً: سبب لسعة الرزق ، كما قال نوح ٌ لقومه : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا ، يرسل السماء عليكم مدرارًا ، ويمددكم بأموالٍٍ وبنين ، ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارًا ).

ثالثاً : سبب لدفع المصائب ، قال تعالى : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) .

رابعاً : سبب لبياض القلب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب واستغفر صقل قلبه ) رواه أحمد.

خامساً: سبب لمحبة الله ، قال تعالى : ( إن الله يحب التوابين).

قال المصنف رحمه الله : ( اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم ، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين كما قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

اعلم أرشدك الله:

اعلم : كلمة يُؤتى بها للتنبيه والاستعداد لما يُلقى بعدها من الكلام .
أرشدك الله : دعاء له أن يرشده الله، وأن يهديه وأن يسدده.
لطاعته: الطاعة فعل الأمر وترك النهي.

فالدعاء من المصنف، وهذه من عادة المصنف في مؤلفاته يدعو للقارئ، وهذا من حرصه ورفقه بالقارئ وهكذا المتعلم ، دعا له أن يرشده ويوفقه للطاعة، فعل الأمر وترك النهي .

(أن الحنيفية ملة إبراهيم ، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين)
أن الحنيفية ( وهي الملة المائلة عن الشرك، المبنية على الإخلاص ، والحنيف مشتق من الحنف وهو الميل فالحنيف المائل عن الشرك قصداً إلى التوحيد) هي ملة إبراهيم ، نعم ، كما قال الله تعالى : ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً) ، والملة : هي الدين.

(أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين )

عبادة الله : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .
الأقوال : سبحان الله ، الحمد لله،لا إله إلا الله و الله أكبر
الأعمال : الصلاة ، الصيام ، الزكاة وغيرها.

(أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين )

أي أن الحنيفية وشريعة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وجميع الأنبياء هذه التي ذكرها المصنف ( أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين ) ، وهذه هي حقيقة ملة إبراهيم عبادة الله بالإخلاص ، والإخلاص أن يقصد الإنسان بعمله رضا الله لا أمرًا دنيوياً من مالٍ أو جاه ٍ أو شهرة أو منصب أو مدح كما قال الله تعالى :( أن اتبع ملة إبراهيم )

، وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين). فتبرأ أولاً من المعبودات الباطلة وأثبت العبودبة للذي فطره وهو الله ، وهذه معنى لا إله إلا الله

فالعبادة لا تسمى عبادة ولا تنفع صاحبها عند الله، إلا إذا كانت خالصة لله ليس فيها شرك ٌ ولا سمعة.

قال تعالى :( فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص ) .
وقال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة).

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ).

وقد ذكرنا ثمرات الإخلاص، ومن أعظم ثمراته :

1- أنه سبب للنجاة من الذنوب والسيئات، (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين).

2- سبب للنجاة من الشيطان، قال تعالى: (إلا عبادك منهم المخلصين).


( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )

أي ما خلقت وأوجدت الجن والإنس إلا لعبادة الله و عدم الشرك وهذا معنى ( إياك نعبد وإياك نستعين)

إياك نعبد: أي نعبدك يارب ما نعبد غيرك، ولا نتوجه إلى غيرك، ولا نتضرع إلى غيرك ولا نخضع لغيرك، ولا تخضع إلا لك يارب.

(إياك نعبد وإياك نستعين) ، ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) ، وقال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )

ولم يخلق الله الجن عبثاً أبداً ،قال تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)،

(أيحسب الإنسان أن يترك سدى) ، لا يُؤمر ولا يُنهى ولا يُبعث.

فلم يخلقنا الله لحاجته لنا أو لمساعدته أو لإعانته ، لا ، إنما للعبادة ، قال تعالى : ( ما أريد منهم من رزق ٍ وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).



قال المصنف : ( فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة).


أي إذا عرفت أيها المكلف أنك مخلوق في هذا الكون لهذه الحكمة العظيمة وهي عبادة الله تعالى ولم تخلق عبثاً ولا سدى ، فيجب أن تعلم أن العبادة لا تسمى عبادة ولا تصح ولا تقبل إلا بشرطين :

الشرط الأول: أن تكون خالصةً لله عزوجل ، ليس فيها رياء ولا شرك فإن خالطها شرك ُ ورياء بطلت.

مثال : كالحدث يبطل الطهارة، فلو أن إنسان تطهر وأكمل طهارته وأسبغ الوضوء وأتى بالواجبات وكل ما يحتاجه الوضوء الكامل وأحدث فإنه يبطل وضوؤه ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) ، كذلك العبادة إذا دخلها الشرك فإنه يُفسدها ويُبطلها .

قال تعالى : (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) ، هذا دين الإخلاص ، وقال تعالى : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين).

والشرط الثاني : المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم- كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، وهذا الحديث أصل في رد كل البدع والمحدثات.



توقيع أم اليمان
.....
قال نبينا -عليه الصلاة والسلام - : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تُريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل . رواه مسلم .
.....
أم اليمان غير متواجد حالياً