عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-08, 10:40 AM   #75
سنبلة
جُهدٌ لا يُنسى
c8 فوائد الدّرس الثّالث

بسم الله توكّلت على الله و لا حول و لا قوّة إلّا بالله


فوائد الدّرس الثالث : كيف نبني بيتاً في أرض القرءان

***ما هي اللبنة الأولى لتشييد بيت في أرض القرآن؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل من كتاب الله عز وجل.

اللّبنة الأولى لتشييد بيتٍ في أرض القرءان :

سورة العلق
تحصيل العلم النّافع

الدليل من كتاب الله عزّ و جلّ :
أنّ أوّل سورة تنزّلت على محمّد صلّى الله عليه و سلّم هي سورة * العلق * : " اقرأ باسم ربّك الّذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ و ربّك الأكرم * الّذي علّم بالقلم * علّم الإنسان ما لم يعلم "


التوضيح :
لنا أن نتخيل أنّ أوّل ءاية استمع لها النبيّ و أوّل أمر أمره الله جلّ و علا به هو " اقرأ باسم ربك الّذي خلق " أمره الله بذلك ليكون ما في الآيات هو اللبنة الأولى في بناء هذه الأمّة العظيمة ,
فكان الأمر الأوّل " اقرأ " , و المقصود بـ "إقرأ" هنا تحصيل العلم ... و أيّ علم؟ ... العلم النّافع ... كيف أدركنا ذلك؟ ... من قوله تعالى : " باسم ربّك الّذي خلق " فالباء هنا هي باء الاستعانة أيّ أنّ الله عزّ و جلّ أمر نبيه بتحصيل العلم مستعيناً بالله و الّذي يستعين بالله العظيم على طلب العلم سيتحصل علماً نافعاً ذي فائدة عظيمة في الدّنيا و الآخرة ,
" اقرأو ربّك الأكرم " تكرر الأمر مرة أخرى ... أمر بتحصيل العلم ... و هذا لأهميّة طلب العلم فلا يمكننا البناء دون علم... " و ربّك الأكرم " ... فإذا استعنت بالله على طلب العلم أفاض الله عليك من كرمه بأنواع العلوم الناّافعة .
• ندرك من الآيات حقيقة أنّ من اراد ان يبني بيتاً على أرض القرءان عليه أن يهتدي و يسير على خطا النّبي صلوات ربّي و سلامه عليه .


اللّهمّ أنّا نسألك علماً نافعًا .

..
................................................................................................................................


***ما هي اللبنة الثانية لذلك البناء؟مع التوضيح.

اللّبنة الثّانية لذلك البناء :
سورة المدّثّر
الدعوة إلى الله

التوضيح :
اللبنة الثانية هي ثاني سورة تنزّلت على محمد صلى الله عليه و سلّم بعد سورة العلق ألا و هي سورة المدثر : " يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر * و ربّك فكبّر * و ثيابك فطهّر * و الرجز فاهجر ..."
و بها أمرٌ للإنطلاق في فضاء الدّعوة إلى الله , و لنقف على الآيات :
"يا أيّها المدّثّر " : النداء هنا خاص بالنّبي ناداه الله عزّ و جلّ بصفة المدّثّر أي الّذي يلتحف بلحاف و يجمع نفسه عليه... و ذلك لأن تنزل الوحي على النبي صلوات ربّي و سلامه عليه أمر صعب و شاق ليس بهين فنزلت هذه الآيات و كأنها عتاب لطيف من الله عزّ و جلّ لحبيبه صلى الله عليه و سلّم ... لست أنت يامحمد و لا أنتم يا أتباع محمد الّذين تتدثّرون خلف اللحاف ... أنتم أصحاب دعوة .. فجاء الأمر :
" قم فأنذر " : أمر بالانطلاق في فضاء الدعوة إلى الله ... و جاء القيام قبل الإنذار لأن الدعوة لا تكون إلا و أنت قائمًا مستعدًا لها ,
بعد ذلك توضح لنا الآيات صفات الدّاعية إلى الله :
" و ربّك فكبّر " : فأمر الدعوة أمر عظيم ليس بهيّن فمهمة الدّاعي أن يبني جداراً فاصلًا بين النّاس و شهواتهم التي ملئت قلوبهم و ستقابله عقبات شتّى و لن يستطيع مجابهة ذلك إلّا إذا كان الله أكبر و أعظم في قلبه من كلّ شيء ... لا يتعلّق قلبه بأحدٍ سوى الله .
" و ثيابك فطهر " : و الثياب هنا تحمل من المعاني الكثير... فهي كل ما يحيط الإنسان ... فيكون المقصود بالأمر هنا أنّ على الدّاعية أن يكون طاهراً ظاهراً و باطناً ... فقلبه طاهراً من الشرك ... من الرياء ... من الحقد ... من الغلّ ... من ظنّ السوء ....و من كلّ ما لا يحبه الله و يرضاه ... و ظاهره أيضاً كذلك فلسانه طاهراً من بذيء الكلام و ملا بسه طاهرة نظيفة ..... فمهمّة الدّاعية مهمّة تطهير ... فعليه أن يطهّر نفسه أولاً فيكون من أوله إلى آخره نظيف.



اللّهمّ اجعلنا دعاة مهتدين على خطا نبيّك سائرين


..
................................................................................................................................


***ما هي اللبنة الثالثة لذلك البناء الجميل مع التوضيح؟

اللّبنة الثالثة لذلك البناء الجميل :
سورة المزّمّل :
" العبادة المحضة "

التوضيح : "
ثالث لبنة لبناء بيت في أرض القرءان هي ثالث سورة تنزّلت على محمد صلوات ربّي و سلامه عليه و هي سورة المزّمّل : " يا أيّها المزّمّل * قم الليل إلّا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه و رتّل القرءان ترتيلًا * إنّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا "
" قم الليل إلّا قليلاً " الأمر هنا بقيام اللّيل ... و قيام الليل من العبادات المحضة التي تكون سراً بين العبد و ربّه ... فالسائر في طريق طلب العلم والدعوة بحاجة إلى زاد يستعين به على ما يواجهه من صعوبات ... فقد يعتريه تعب ... ملل... و عوائق أثنا سيره فأنّى له الصمود و الاستمرار دون زاد معين ؟ و الزاد النافع هنا هو عبادات السر من قيام الليل ... كفالة يتيم ... صدفات ... ذكر...
" و رتّل القرءان ترتيلاً " فترتيل القرءان في هذا الوقت من الليل يكون مصحوباً بتدبرٍ و هذا أيضاً يعين السائر هذا الطريق ... طريق الدّعوة ... كلّ هذا لعلّة و العلّة هنا : قوله تعالى
" إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً " الإلقاء لا يكون إلا لأمر شديد عظيم " قولاً ثقيلًا " أي كلام متين عظيم يحتاج لأن تستعد و تتهيأ له .


اللّهمّ أعنّا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك


..................................................................................................................................

***لماذا أمر الله عزّ وجلّ نبيه بقيام الليل في أوائل النبوة قبل الأمر بباقي العبادات؟

أمر الله عزّ و جلّ نبيّه بقيام اللّيل في أوائل النّبوّة قبل باقي العبادات و ذلك لأن السائر إلى الله في طريق الدّعوة يكون بحاجة إلى زاد يستعين به من طاعة الله... و هذا الزاد لا يكون إلا بنوع واحد من الطاعات هو الطاعة المحضة أو العبادة المحضة...تلك التي تكون سراً بين العبد و ربه .


اللّهمّ يا عليم يا حكيم فقّهنا في الدّين و علّمنا التأويل .



توقيع سنبلة

اللّهمّ بلّغنـــا رمضـــــان

تمت إضافة هذا الختم لتواقيع من حضرن مبكرًا

سنبلة غير متواجد حالياً