عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-08, 02:15 PM   #27
أم البنات(المغربية)
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

فوائد المقرر الأول


-الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعا ولو كانت مثل زبد البجر, وهذه المغفرة مقترنة بالتوبة وعدم القنوط من رحمة الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) وخير دليل على ذلك - قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا -

-دعوة الله سبحانه وتعالى عباده إلى المسارعة بالتوبة والرجوع و الإستسلام له والقيام بالأعمال الصالحة باتباع كتابه ألا وهو القرآن العظيم وذلك قبل حلول عذابه ونقمته فيتحسر العبد المفرط في التوبة ويتمنى لو كان من المطيعين لله.

-التوبة واجبة من كل ذنب وشروطها ثلاثة إذا كانت المعصية بين العبد وربه
1- أن يقلع عن المعصية
2-أن يندم على فعلها
3-أن يعزم أن لا يعود إليها
أما إذا كان الأمر يتعلق بحق إنسان فلها أربعة شروط, الشروط الثلاثة السابق ذكرها والشرط الرابع :
4-أن يبرأ من حق صاحبها.

معصية الله سبحانه وتعالى تترتب عنها آثار قبيحة و مذمومة وهي كثيرة جدا نذكر من بينها :
-هوان العبد على ربه وسقوطه من عينه.
-نسيان الله لعبده وتركه قال تعالى :{ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}-إضعاف القلب عن إرادته حيث تقوى فيه إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة.
-تعسير الأمور على الإنسان وانغلاق أبواب الخير عليه

من بين علامات قبول التوبة نجد أن :
-العبد يصبح أحسن حالا وخيرا مما كان عليه من قبل
-تحسر الإنسان على ما فرط وخوفه من عقاب الله

و أختم بهذا المشهد الذي تحدث عنه الكاتب ألا وهو مشهد الرحمة في المعصية

قال ابن القيم رحمه اللَّه : فإن العبد إذا وقع في الذنب خرج من قلبه تلك الغلظة والقسوة ، والكيفية الغضبـية التي كانت عنده لمن صدر منه ذنب ، حتى لو قدر عليه لأهلكه ، وربما دعا اللَّه عليه أن يهلكه ويأخذه ، غضبًا منه لله ، وحرصًا على ألا يعصى . فلا يجد في قلبه رحمة للمذنبـين الخاطئين ، ولا يراهم إلا بعين الاحتقار والازدراء ، ولا يذكرهم إلا بلسان الطعن فيهم ، والعيـب لهم والذم . فإذا جرت عليه المقادير وخُلي ونفسه واستغاث اللَّه والتجأ إليه ، وتململ بـين يديه تململ السليم ، ودعاه دعاء المضطر ، فتبدلت تلك الغلظة على المذنبـين رقة ، وتلك القساوة على الخاطئين رحمة ولينًا ، مع قيامه بحدود اللَّه ، وتبدَّل دعاؤه عليهم دعاءً لهم ، وجعل لهم وظيفة من عمره ، يسأل اللَّه أن يغفر لهم .
فما أنفعه من مشهد ! وما أعظم جدواه عليه واللَّه أعلم .
أم البنات(المغربية) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس