عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-08, 11:02 PM   #2
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن التأخر في الرد، فمع أهمية الموضوع وخطورته إلا أنني كنت أظن أن الشيخ صالح قد يكفيني مؤونته بسبب انشغالي، ولكني لما قرأته الآن أسفت أشد الأسف على بقائه كل هذه المدة.
أختي الكريمة: أقدر فيك هذا الشعور، وهذا الغيرة، وهذا الحرص، وأسأل الله أن يحفظك ويحفظ أختك، ونساء المسلمين من كيد الفساق والفجار.
والموضوع يحتاج منك إلى بذل جهد مضاعف، وإلى هدوء في التفكير، وهدوء في التنفيذ، ولجوء إلى الله تعالى واستعانة به.
لا شك أن الشهوة مركبة في الإنسان، ووقوع الذنب والخطأ والمعصية من ابن آدم ليس مستغربا، حتى وإن كان هذا الخطأ او الذنب كبيرا.
وما وقع لأختك هو من الذنب الذي يجب عليها التوبة منه، وهو من أخطر الذنوب وأشنعها، لما له من آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، وعلى مستقبل حياتها.
وأول شيء نفعله في هذه الحالة هو النظر في السبب الذي حملها على هذا الفعل:
فهل لها رفقة سيئة؟
وهل تحس بفراغ عاطفي؟
أو لديها شهوة قوية؟
أو هو مجرد لهو وعبث؟
أو للحصول على المال؟
فلا بد من معرفة بداية المشكلة، وكيف كان تعلقها بهذا الأمر.
ثم بعد ذلك ينظر في سبب استمرارها على هذا الفعل:
هل وقعت في شباك أحد هؤلاء فبدأ يضيق عليها طريق العودة والرجوع، ويهددها بأمور حصل عليها منها، كتسجيل، أو صور، أو غير ذلك؟
أو أن لها رغبة في الاستمرار، بسبب غلبة الهوى وتسلط الشيطان عليها؟
أو أنها تستفيد منه مكاسب مادية؟
ثم بعد ذلك نحاول أن نشرح لها الآثار السلبية لهذا التصرف، من الإثم والوزر المتوعد به فاعل هذا الأمر، ومن المشاكل الاجتماعية التي يمكن أن تقع بسبب هذا التصرف، ومن فضيحة نفسها وأهلها، وربما كان ذلك سببا في عدم زواجها، وفساد سمعتها، وأن الرجل الذي يمتهن هذا لا يمكن أن يكون هو زوج المستقبل، وإنما هو عابث يريد التلذذ بالمرأة دون أن يكون عليه أي تبعات مالية،أو اجتماعية، وأن المتضرر الوحيد هو أنت، فإن الرجل يمكنه أن يتوب، ولا يعلم أحد به، وأما المرأة فإنها تفقد أغلا ما تملكه، ولا يمكن تعويضه بعد ذلك.
ونشعرها بمراقبة الله تعالى لها، وأنه مطلع عليها، وأنه يغار على أمته، ولا يرضى لها الفسق والعصيان، وأن تماديها في مثل هذا يعرضها لسخط الله وغضبه، وربما كان سببا في عدم توفيقها في حياتها، وفي ضيق صدرها وذهاب الراحة والطمأنينة عنها.
وأرجو أن لا تيأسي، بل اصبري، وعليك بوعظها، وإرشادها، وأخبريها بسعة رحمة الله، وأنه يقبل التوبة عن عبده وإن عظم ذنبه، وكثر خطؤه، وأن التوبة تجب ما قبلها، وأخبريها أن تكرار التوبة لا بأس به، بل هو الواجب، فلو تابت ثم عادت مرة أخرى فيجب عليها أن تتوب، ولا تيأس من رحمة الله تعالى.
وإياك ثم إياك أن تتركيها لهذه الذئاب البشرية التي لا ترحم، حتى وإن حصل منها ما حصل فكوني قريبة منها، ولكن مع الحذر من الوقوع معها، أو أن تتأثري بها، واحرصي على ربطها برفقة صالحة، وتعويدها أن تشارك في الأعمال الخيرية، وفي المواقع الجيدة.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء.
والله أعلم
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً