فوائد تتعلق بالمقرر السابع آداب سورة النور
* آداب سورة النور هي جملة من القضايا الوقائية التي تحفظ المجمع من الوقوع في الريب والفواحش ,, وتجنب النفوس الغواية ,, حيث أمر بغض البصر وإبداء الزينة لغير المحارم وفصل في هذا , وحث على إنكاح الأياما وهم من لم يتزوج سواء كان ذكرا أو أنثى , وحذر من دفع الفتيات إلى البغاء ,, وهذا الآداب بإذن الله تقي المجتمع من الوقوع في الفواحش ..
فالإسلام يربي أتباعه على كثير من الأمور التي تعصمهم من الوقوع في الفواحش والغويات ..
* الله تعالى جعل للبيوت حرمة لا يجوز المساس بها , بحيث لا يفجأ الناس من غير استئذان وإشعار .. فهناك أحوال لا يحبون أن يطلع عليها من العورات وغيريها ,,
* مفهوم العورة >>> كل أمر يتخوف من جهته ويحتاط له ويمنع الآخرون من الإطلاع عليه يقال له عورة كما قال المنافقون { إن بيوتنا عورة } يقصدون أنها مكشوفة أما العدو والسراق .. فلا تختص العورات بعورات الأجساد ..
* { حتى تستأنسوا } المراد بهذا : الاستئناس يأتي لمعنيين اثنين :
1/ ما يقابل الاستيحاش , وعلاقة بموضوع الاستئذان لأن المستأذن لا يدري بماذا سيقابل وبماذا سيرد عليه وهو لا يدري من الذي يطلع له ,, فهو مستوحش , وإذا أذن له استأنس وزالت عنه الوحشة .. فهذا الاستئناس يحصل بإذنهم له .. إذا نحن مطالبون بالاستئذان ..
2/ الاستعلام والاستكشاف .. من آنس الشيء إذا أبصره ظاهرا مكشوفا أو علمه كما قال تعالى عن موسى { إني آنست نارا } والمعنى على هذا ,,, أي حتى تستعلموا وتستكشفوا الحال هل يؤذن لكم أو لا يؤذن .. وهذا المعنى رجحه العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ..
وكلا المعنيين يدوران حول الاستئذان ..
* من آداب الاستئذان :
1/ أن الاستئذان مقدم على السلام وهذا من ظاهر قوله { حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } وعامة أهل العلم يقولون : أن السلام هو المقدم لأن السنة دلت على ذلك , وهذا الآية من المقدم الذي حقه التأخير .. وابن كثير أخذ بظاهر الآية .. وبعضهم يقول على حسب الحالة ..
2/ أن يكون الاستئذان بأسماء معروفة ,,
3/ عدد مرات الاستئذان هي ثلاث , كما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم على سعد ابن عبادة فقال (( السلام عليكم ورحمة الله , ثم أعاده ثانية , ثم أعادها ثالثة , ثم رجع )) رواه أبوا داوود وهو حديث صحيح ..
فإذا لم يسمع أهل البيت فلا بأس أن يزاد إذا استيقن أنه لم يسمع .. أو إذا كان على موعد معهم
4/ لا يجوز للإنسان أن يدخل بيت غير بيته حتى يستأذن فهو شيء واجب .. قال النبي صلى الله عليه وسلم (( لو أن امرء اطلع عليك بغير أذن فحذفته بعصاه ففقأت علينه ما كان عليك جناح )) فالاستئذان من أجل النظر ..
* لا يجب على الإنسان أن يستأذن إذا دخل بيته , ويكون في حقه مستحب وهو من كمال الأدب ..
* { وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم } هذه هي التربية القرآنية أن لا يستقثل الإنسان اعتذار هؤلاء عن استقباله فالناس لهم ظروفهم وأشغالهم ..
* البيوت غير المسكونة , وهذا يشمل نوعين من البيوت :
الأول المهجورة التي لا يوجد فيها أحد .. مثل : بيت تحت الإنشاء , أو مكان خربا ..
الثاني : البيوت المأهولة غير المسكونة , وهي التي يأهلها الناس ,, كالفنادق والمستشفيات والأسواق وغيرها ..
والذي يجب علينا أن نستأذن فيه هي البيوت المسكونة .. أما الغير مسكونة فلا ..
* غض الأبصار ذكره الله تعالى بعد الأمر بالاستئذان عند الدخول للبيوت وهي أيضا من الأمور الوقائية التي تمنع الإنسان من الوقوع في الفواحش وأسباب الفتنة ..
..................
كانت هذه مقتطفات من سلسلة وقفات مع سورة النور للشيخ خالد السبت حفظه الله ..
يــــــــتــــــــــــبـــع بإذن الله ...
|