عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-08, 12:49 PM   #270
أم سكينة
~متألقة~
افتراضي التفريغ جزء الاول من الدرس العشرون من 1 الي 10:50

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أيها الأحبة حياكم الله مرة أخرى في روضة من رياض الجنة.
وأسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحاوقلبا خاشعاوايمانا كاملا ولسانا ذاكرا وعينا من خشيته دامعا اللهم من ثم الفردوس الاعلي فى جناتك،جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن ألئك رفيقا.
كنا في الكلام عن حروف المعاني ووقفنا عند مسئلة التضمين ولعلنا نواصل بإذن الله في هذه الحلقة
ولكن لعلنا نعيد القراءة من أول مسئلة التضمين؛ اقرا ياعبد السلام::
بسم الله الرحمن الرحيم: التضمين كلمة تدورة في كتب اللغة بين العروبيين والادبآء والنحويين والبيانيين ولكل طائفة من هؤلاء معني خاصة به يفسرون به التضمين والذي يهمنا من هؤالاء هم طائفة البيانيين وكذالك بعض النحات.
فالتضمين الذي نقصده هنا هو:اشراب الفعل معنا فعل آخر يدل فعل الأول علي معناه الأصلي وعلي معني الذي دلّ عليه السياق.
وهذا التضمين لايقول به كل النحات وانما يقول خليل وسبويه وتبعهم علي ذالك علي ذالك البصريون ونصرهم ابن الجني في الخصائص وابن القيم في بدائع الفوائد وبه يقول جمهور المفسرون وعلي راسهم ابن جرير الطبري وابو سعود والقرطبي وغيرهم كثير.
يقول ابن الجنيّ في الخصائص ولو جمع التضمين لجاء منه كتاب يكون منه مئين اوراقا،
ويقول أيضا:وجدت في اللغة من هذا الفني شىء كثيرا لايكاد يحاط به ولعله لو جمع اكثره لجمعه لجاء كتابا ضخما،ثم قال فانه فصل من العربية حسن مطير.
أحسنت؛ يابارك الله فيك،هذا بنسبة لتضمين وكذالك بنسبة لتعريف التضمين ومن يقول به من اهل العلم.التضمين هو كشرح لهذا التعريف الذي سمعتموه.
التضمين هو: ان تاتي بفعل وهذا الفعل من المعلوم انه لمعنى ثم تعدية هذا الفعل بحرف ما يناسب هذا الفعل في اصله،وانماهو جاء هذا الحرف جاء ليعدية هذا الفعل تعدية يكون فيها تضمين للفعل الاول فعل الاصل يضمن فعل آخر يناسب السياق الذي جاء في الآية فهذا هو التضمين؛
التضمين فى اصله ماهو عندنا فعل جاءنا وهذا الفعل من المعلوم بمعنى اصل كان فى اللغة مثل ان نقول ذهب او اكل او قرا اوصلى ونحو ذالك من الكلمات او الافعال
فى كتاب الله عز وجل هذه الكلمات عندما تنظر فيها فاذا هي لها معنى اصل فى اللغة العرب لااشكال فى ذالك، لها معنى اصلى مثلا كلمة :يريدون فى القرآن الارادة لها معنى اصل
اليس كذالك؟ نعرف مامعنى الارادة يهم شىء يريد ان يفعل شىء لها معنى معلوم عند الناس جميعا هذه الارادة فى اصل المعنى هناك شىء ياتي مايراد ان يضاف لها معنى آخر،
كيف يكون هذا فى اللغة العربية ان تعزى الارادة بحرف آخر لايناسبها فى الاصل ليدل هذا الحرف على معنى آخر، ايضا كذالك فعل آخر يضم هذا الفعل الاصلى فيدل الآن بدل ان كان يدل على معنى واحد اصبح يدل على معنيين، بل حينا يدل على اكثر من معنيين، يدل على ثلاثة معانى ونحو ذالك، هذا النوع من البلاغة فى كتاب الله عز وجل يسمى بالتضمين؛
وهذا النوع من البيان او هذا النوع من علم المعانى لايقول به كل ا لنحات، بل انّ الكوفييين رحمهم الله من النحات لم يقولو به، بل انكره وجعلو بدل هذا انّ الحرف هو الذي يتنقل فى المعنى ،فاذا جاءنا مثلا كما فى قوله تعالى:(ولاصلبنكم في جذوع النخلة ) ذكرنا الكلام عن مسئلة "في" وتضمينها في حرف آخر وهو "على" بنسبة للكوفيين ماذا يقولون؟ يقولون انّ "فى" هنا جاءت وحلت محلّ "على" وانتهى الأمر.
انّ الحروف تتناوب ، فتارة "فى" تاتى فى محل "على" وتارة "على" تاتى فى محل "فى" وهكذا، أي: انها كل حرف يقوم مقام الآخر هذا القول هو الذي يقولون الكوفيون، اما جمهور النحات وهو قول الذي يقول به المحققون من العلماء اللغة وكذالك يقول به جمهور المفسرين انّ هناك تضمين في مثل هذه الآيات، بان التضمين يعطي نوع من البلاغة من فصاحة من البيان زائد عن ماكانت فى الاصل، ومن تأمله فى كتاب الله عز وجل وجدته كثيرا جدا؛ ولذا لعلك استمعت قول ابن الجنى هذا لو جمع على التضمين فى اللغة العرب لجاء فى مئين اوراقا، يعنى فى اوراقا من المئات الاوراقا من الالسنة التي جاءت فى اللغة العرب.
ووقع فيها التضمين ،وهذا القول اصبح هو القول السائد الآن هو القول السائد بين المفسرين بل حتى عند أهل اللغة وأصبح القول الثاني ضعيف جدا، يعنى قلّ ماتجد من اهل العلم
من يقول بالقول الثانى الذي قال به الكوفيون.
لعلك تواصل عبد السلام؛ فقد آخرّ استعمال التضمين مجمع اللغوية فى القاهرة بثلاثة شروط.
الشرط الأول: التحقيق مناسبة بين الفعلين والتى تسمى العلاقة.
الشرط الثانى: وجود قرينة تدل على معنى ملحوظ مع الأمن من اللبس.
الشرط الثلالث: ملائمة التضمين لذوق العربي .
نعم، هذه الشروط التي ذكرها مجمع اللغوي فى القاهرة وافق على التضمين وعلى اثباته به وانه اسلوب من الاساليب الفصاحة فى اللغة العرب ولكنه اشترط شروطا ثلاثة
وهذه الشروط موافقة لما جاء فى النص العربي موافقة لما جاء فى كتاب الله عز وجل
وفى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى ايضا موافقة لماجاء فى الشعر
والنثر العربي الفصيح، فتحقيق المناسب بين الفعلين لابد ان يكون هناك منافذة بين الفعلين ايضا كذالك لابد من وجد قرينة بين هذين الفعلين تدل على هذا المعنى الجديد الذي طرأ على المعنى الأول،
وكذالك ان يكون هذا التضمين ملائم لذوق العربي لايكون مما ينفر عنه الذوق العربي السليم ابدا، فانّ هذا لايصلح ،تارة بعض التضمين يكون متكلفا شديد التكلف مثل هذا التضمين
لامعنى له؛ لان التضمين انّ ماجاء ليزيد الكلام قوة وفصاحة وبيان ، فلا يعنى ان يكون متكلفاعندئذ لايزيد الكلام قوة وفصاحة وانما يزيده ضعفا وانكساراوانحطاطا، فلا يصلح التضمين ابدا ان يكون متكلفا يحتاج الى كثير من البيان والى كثير من الايضاح
والى المقدمات والى توطئا ونحو ذالك؛ لايمكن التضمين بهذا الشكل ابدا،
وانما يكون التضمين مناسبا لذوق العربي بمعنى :انك اذا ذكرته للمستمع
يعنى من يتكلم بلسان عربي وان كان ليس فصيحا فصاحة كاملا؛لكنه يعرف اللسان العربي وتكلم به عندما يسمع التضمين الذي تذكره فى آية من الآيات او فى كذالك نثر من النثر العربي عندما يسمع هذه التضمين يجد انه مناسب،ملائم، فى ذوق، مايشعر انه متكلف يحتاج الى دليل والى قرينة والى برهان واضح
والى مقدمات ونحو ذالك من الكلام هذا لايناسب مانحن فيه؛
لان التضمن انماهو فصاحة وبيان وقوة فى التعبير لايناسبها التكلف ابدا.
سناتي بعد ذالك الى فائدة التضمين والى الامثلة وانااعلم ان الامثلة هي التى ستوضح ام ماذا؟ قد يكون المعنى شىء من اللبس ولكن الامثلة ستوضح لك هذا جليا بإذن الله جلّ ةعلاه.
نعم؛ فائدة التضمين:فائدته الاجاز والاختصار بدل الاستخدام كلمتين استخدمنا كلمة واحدة الامثلة على ذالك؛
المثال الاول: قوله تعالى: ((عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا 6))

انتبه معى الى الميثال،

الفائدة هي: الايجاز والاختصار وهذا مقصد من مقاصد اللغة العربية ان تاتي بالكلام باجاز باختصار هذا من مقاصد، يعنى فى الكلام المتين الكلام الفصيح فى الكلام الذي ينظم نظما ونحو ذالك، هذا الاصل ان يكون مختصر اما فى الكلام الذي يكون بشرح وبسط ونحو ذالك هذايكون واضحا لسامع بشكل اكبر لكن بنسبة للكلام الذي ينظم نظما ياتى بعبارة عربية فصيحة بليغة فانه غالب مايستخدم فيه الايجاز والايضاح ومن ادوات الايجاز والايضاح مايسمى بالتضمين ناخذ الآن فى الامثلة مثالا مثالا.
نعم؛ المثال الاول:قوله تعالى:((عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا 6)) يشرب بها، عادة فعل يشرب ان يعدى ب"من" وقد عدي هنا بحرف "ب"وسر فى ذالك بتضمين فى الفعل يشرب فعل يروى فيكون المعنى "عينا يشرب منها ويروى بها عباد الله" فجاءت الآية فى اتم اساليب البلاغية والايجاز، لان المقصود ليس شربهم فقط بل يشربو ويرووا، الشيخ "بل يشرب ويروى"؛يعني هنا جمع؟ بل يشربوا ويرووا، لذا عدية بالباء ولوقال يروى فقط بدل الشرب لمادلت على لذة الشرب.



توقيع أم سكينة
[CENTER][SIZE=4][SIGPIC][/SIGPIC][/SIZE][/CENTER]

التعديل الأخير تم بواسطة أم سكينة ; 17-12-08 الساعة 01:15 PM
أم سكينة غير متواجد حالياً