الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 00 وبعد :
الجواب على سؤالك في النقاط التالية :
أولاً / معنى قول الله تعالى : ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) ويل : كلمة وعيد ، وقيل واد في جهنم . وهو ثابت عن الصحابة رضي الله عنهم . وهناك فرق بين السهو عن الشيء والسهو في الشيء ، فالسهو في الشيئ ليس بمذموم ، بخلاف السهو عن الشيء فإنه مذموم، كما قال الله - عز وجل - في هذه الآية : ( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) وذلك لأن السهو في الشيء ترك له من غير قصد ، والسهو عن الشيء ترك له مع القصد .
ثانياً / الوعيد في هذه الآيات ليس على ترك الصلاة بالكلية ، بل هو على التهاون في الصلاة وإخراجها من وقتها ؛ لأن الله تعالى جعل للصلاة أوقاتاً محددة ، قال تعالى : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ) كتاباً : فرضاً . وموقوتاً : أي محدد بوقت له ابتداء وانتهاء .
ثالثاً / إذا أخرج المسلم الصلاة عن وقتها بعذر فلا جناح عليه وإنما الواجب أن يبادر إلى قضائها مباشرة من دون تأخير ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ) وإذا فاتته أكثر من صلاة فالواجب قضائها مرتبة على الصحيح الراجح .
وأما إذا تعمد المسلم في إخراج الصلاة عن وقتها فإنه على خطر عظيم ، ووالواجب عليه التوبة إلى الله تعالى ، وقضاء هذه الصلاة مباشرة على الصحيح الراجح من أقوال أهل العلم ؛ لأن الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، ونصوص القرآن والسنة متظافرة في خطورة التهاون والتساهل في الصلاة .
فأنصحك بالحرص على الصلاة وعدم التهاون فيها فإن الصلاة خير موضوع .
والله ولي التوفيق .