تسميع اليوم العشرين
باب : قول الله تعالى " يظنون بالله غير الق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء كل إن الأمر كله لله " الآية
وقول الله تعالى " الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء " الآية
قال ابن القيم في الآية الأولى : فسر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله وأن أمره سيضمحل ، وفسر بظنهم أن ما أصابهم لم يكن بقدر الله وحكمته ، ففسر بإنكار الحكمة وإنكار القدر وإنكار أن يتم أمر رسوله وأن يظهر الله على الدين كله ، وهذا هو الظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح .
وإنما كان هذا ظن السوء لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه وغير ما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق ، فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق أو أنكر أن ما حصل لم يكن بقضاء الله وقدره أو أنكر أن قدره لم يكن بحكمة يستحق عليها الحمد وزعم أن ذلك لمشيئة مجردة فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار .
وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجب حمده وحكمته .
فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا وليتب إلى الله ويستغفره من ظنه ظن السوء بربه ، ولو فتشت من فتشت لوجدت عنده تعنتا على القدر وملامة له وأن ينبغي أن يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر وفتش نفسك هل أنت سالم ؟
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجيا .

باب : ما جاء في منكري القدر
وعن ابن عمر قال : والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم :" الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " رواه مسلم .
وعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه : يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال يا رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير الخلائق حتى تقوم الساعة " ، يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من مات على غير ذلك فليس مني "
وفي رواية لأحمد " إن أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ".
وفي روايه لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يؤمن بالقدر خيره وشره أحرقه الله بالنار"
وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي قال : أتيت أبي بن كعب فقلت له في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه من قلبي فقال : لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك لو مت على غير ذلك كنت من أهل النار ، فذهبت إلى عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .
حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه .

باب : ما جاء في المصورين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قال الله تعالى : ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبه أو ليخلقوا شعيرة " أخرجاه
ولهما عن عائشة رضي الله عنها : " أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله".
ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما :" كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم ".
ولهما عنه مرفوعا "من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ "
ولمسلم عن أبي الهياج قال : قال لي علي ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته ".
التعديل الأخير تم بواسطة مسلمة لله ; 17-03-07 الساعة 08:43 AM
|