[زياد عوض]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ وبعد ,

قصر الصلاة يكون بالنسبة للصلاة الرباعية وهي الظهر والعصر والعشاء، ولا قصر في الصبح لأنها ركعتان، ولا المغرب لأنها وتر النهار .

وقد اختلف أهل العلم في المسافة التي إذا أرادها المسافر جاز له القصر على نحوٍ من عشرين قولًا حكاها ابن المنذر؛ أرجحها قول الجمهور أنَها ستة عشر فرسخا أي ما يعادل ثمانين كيلو متر.

أمَا المدة التي يقصر فيها المسافر فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنها أربعة أيام، فإن زادت على أربعة فيجب الإتمام، والرأي الراجح أنه لا دليل على قصر الصلاة في الأيام الأربعة ، فيجوز القصر ما دام مسافرا، وهو قول شيخ الاسلام_ رحمه الله تعالى_ واختيار العلَامة "ابن عثيمين".

لكن إذا صلى مع إمام يتم ( صلى أربعاً) سواء أدرك الصلاة من أولها, أم فاته شيء منها لعموم قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة , وعليكم السكينة والوقار, ولا تسرعوا, فما أدركتم فصلوا , وما فاتكم فأتموا ) . رواه البخاري (636) مسلم (602) . فعموم قوله : ( ما أدركتم فصلوا , وما فاتكم فأتموا ) يشمل المسافرين الذين يصلون وراء الإمام الذي يصلي أربعاً وغيرهم .
وسئل ابن عباس رضي الله عنهما ما بال المسافر يصلي ركعتين إذا انفرد , وأربعاً إذا ائتم بمقيم ؟ فقال : تلك السنة . رواه مسلم (688) وأحمد (1865) .

ولا مانع من أن يأتم المقيم بالمسافر , وإذا صلَى المسافر اماما وكانت الصلاة رباعية صلى ركعتين وأتم المقيمون صلاتهم اربعا.

ويجوز للمسافر القصر سواء كان سفره بالحافلات أو الطائرات السريعة التي تقطع المسافات الكثيرة بزمن يسير , فما دامت المسافة تزيد على ثمانين كيلو جاز له القصر إذا فارق عمران بلده.