عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-09, 03:04 PM   #2
أم أنـس
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 13-12-2008
المشاركات: 6
أم أنـس is on a distinguished road
افتراضي


المحطة الأولى في نزهتنا بـ ][ روضة المحبين ][

إحدى الأخوات تروي قصتها قائلة ..
<< كان لي أخت في الله .. أحبها كأشد ما يحب المرء أخوه .. وكانت لي أختي التي لم تلدها أمي .. جمع الله بيننا على الدين والتقوى فكانت نِعم الأخوة .. ونِعم الصحبة .. ونِعم العلاقة ..
قويت العلاقة واشتدت مع مرور الأيام حتى ما عدنا نفترق .. إلى أن مرت بي ظروف صعبة جدا .. جعلتني أنقطع عنها قصـــرا .. ليس بملك إرادتي ولا باختياري .. إلى أن فرّج الله عني ما كان بي من شدة وضيق ..
فلما انكشفت عني كربي وعدتُ إليها وبدأت أحادثها وأتواصل معها .. جعلت تلقي عليها واااابلا من اللوم والعتاب .. أحادثها في الهاتف سـاعة .. وطوال الساعة تُسمعني كلام جارح .. تقول لي لو أنك صادقة في أخوتك لما انقطعتِ عني ولو أن المحبة من قلبك لما فعلتِ ما فعلت و و و و و ..

سبحان الله .. مع أن الظرف عندي انا .. ومجبورة عليه .. ولم أقطعها بملك إرادتي .. تأتي وتعاتبني أشد العتاب .. ولم تحاول هي التواصل معي خلال فترة انقطاعي .. وتكرر هذا الموقف مرات عديدة .. حتى أصبحت أكره الوقت الذي أحادثها فيه .. وشيئا فشيئا انقطعت العلاقة فعليا .. >> انتهي كلامها بإيجاز ..


نعم .. أولى رسائل روضة المحبين في
اللوم والعتاب

لا أحد يشك أن ما حدث من لوم وعتاب من الاخت لأختها كان من قلب محب .. يشتاق إلى من أحب .. يشتاق إلى عهد الوصال الذي كان ما بينهما .. وإلا فما كان له بالعتاب حاجة .. وما كان له باللوم مسألة .. غير أن الجميع يجمع بلا شك أن الاسلوب كان خاطئا ..
فخير الأمور أوسطها وإذا زاد الأمر عن حده انقلب إلى ضده ..
وليس هذا معرض كلامي .. فأي امرئ يسمع بمثل هذا الكلام لا يختلف رأيه كثيرا ..
لكن ..
هل حدث وأن لُمْتِ من تحبين يوما ؟؟
هل حدث وأن انقطعتِ أو انقطعتْ علاقتك لسبب ظرف من الظروف مع أختك ؟؟
وعندما التقيتما كان العتاب واللوم هو رأس الحديث بينكما ؟؟
وإن لم يكن .. هل كان في قلبك شئ عليها ؟؟

لا بد وأن كل منا مر بهذه التجربة من قبل .. إما لائم أو ملوم .. معاتَبْ أو معاتِبْ .. فكيف وجدتِ ذلك في نفسك ؟؟

تقول أحدهم :
<< شيئ جميل أن يهتم بك الآخرون ويسألون عنك .. فيكون العتاب لتنبيهك بتقصيرك تجاههم وخصوصاً من هم قريبون لقلبك.
لكني بت أكره العتاب بشكل لا يُتخيل! بت أسابق أنفاسي وأسابق الوقت لئلا يٌملئ بأشغال تأخذ كل وقتي، أحاول إرضاء الجميع لكن بدون جدوى! فـ رضا أهلى صعب .. ورضا رفيقاتي أصعب .. بل رضـا الناس بشكل عام مستحيــــل !!
أبتسم عند معاتبتي .. لكني بداخلي أتألم إن زاد العتاب عن حده ويصيبني ضيق شديد .. نعم يعاتبوني لانهم يحملون الود والحب وشعورهم تجاهي أعرفه .. لكن إن زاد هذا العتاب فإنه سيُنتج ردة فعل عكسية غير محمودة بداخلي فقط بيني وبين نفسي .. وأخفي ذلك عن من حولي. >> انتهى بتصرف

وقد يكون اللوم والعتاب على شئ أقل من الانقطاع والتقصير .. قد يكون اللوم على كلمة تقال بحسن نية يُحمل معناها على غير ما أريد .. أو موقف عفوي يحدث من أحدهم يجد الآخر في نفسه على أخيه وهو لا يقصد إيذاءه في شئ ... ويبقى متحاملا عليه في نفسه ولا يبدي له انزعاجه من ذلك .. حتى تتراكم الامور على بعضها وعندما يبلغ السيل الزبى .. ويطفح الكيل .. فيأتي ليعاتبه ، ويخرج له القديم والجديد .. من سنوات ومن أيام ..
حينها تكون الصدمة الكبرى ، والقشة التي تقصم ظهر البعير .. والشعرة التي تقطع حبل الوصال .. فلا أحد يحب أن يُحاسب أشـــد الحساب على شئ صغير قد لا يلقي له بال .. فضلا على أن يعاتب على أمور من شهور وسنين !!!

لذلك .. فلا كثرة اللوم تجدي نفعا .. ولا التحامل في القلب والسكوت وعدم العتاب يثمر محبة .. فكلامها خطأ وأحلامها مر .. ونهايتهما واحدة ..
فلا شئ أروع وأجمل من يسير المعاتبة .. تأتي كنسيم الصباح العليل لقلب الحبيب .. كلمة أو كلمتان ... تنبع من قلب محب خالص المحبة .. وليس لمجرد العتاب .. وإنما للحفاظ على العلاقة من دخائل الشيطان والحسّاد ..
تعاتبيها وتعتذري لها قائلة ..
* لِمَ الغياب عني يا حبيبة قلبي وأنسية روحي ؟ قد ظننتُ أن حدث بك مكروها فطمئني قلبي عليكِ ؟
* هل قلتِ هذه الكلمة يا أنا وتقصدي بها كذا وكذا ؟ أردت ألا يبقى في صدري شئ عليك يا من أحب ..
* أمر بظرف صعب يا أختي فسامحيني والتمسي لي العذر .. سيقل تواصلي معك ولكن ستبقين بقلبي ..
* اعذريني كنت متضايقة عندما قلتُ تلك الكلمة ولم أقصد ذلك .. فسامحيني

وينقضي الامر وتطوي الصفحة وتمحى من الذاكرة ويخرج من القلب ما دخل فيه .. حتى لا يعكر صفو المحبة شئ ، ولا يكدر نقاءها ظن من الظنون .. ولا نكثر اللوم والعتاب .. ونرضى بقليل من العتاب .. أو بشئ ظاهر من الاعتذار .. ولا نقلب وجوهنا عبوسا ومعاملاتنا كدرا وكلامنا جراحا .. فإن هذا لهو مُرَاد الشيطان .. ومبتغى الحسّاد .. وقطيعة الخير الذي بينكم على شئ لا يستحق على عرض من أعراض الدنيا .. فلربما لديها مالا تستطيع قوله ولا تملك قدرة على البوح والكلام .. فالنفوس أسرار كما البيوت أسرار .. و " التمس لأخيك سبعين عذرا "

إخواننا طريقنا إلى جنة ربنا ، ومعيننا بعد ربنا على أنفسنا والثبات على طريقنا .. فلا نترك للشيطان مجال لأَِنْ يُفسد ما بيننا وبينهم من روعة الاخوة .. وصدق المناصحة .. وقوة المعونة .. فلنشد على يد من نحب .. ونصلح ما بيننا وبينهم الآن الآن .. فاللهم أدم ود القلوب مع القلوب


يتبع مع الرحلة التالية باذن الله
أم أنـس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس