عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-09, 08:23 AM   #25
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تفريغ الشريط السابع ....

بسم الله الرحمن الرحيم

تابع شرح الشريط السادس

وروى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما , انه قال : يا معشر المسلمين , كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ وكتابكم الذي انزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار

(لأنه آخر ما نزل , فهو أقرب الكتب الى الله عز وجل , أحدث الاخبار بالله , محضا لم يُشب , يعني انه خالص ما فيه شائبة لا زيادة ولا نقص ), وقد حدثكم الله ان اهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله وغيروا فكتبوا بأيديهم وقالوا هو من عند الله ليشتروا بذلك ثمنا قليلا , أولا ينهاكم ذلكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم , فلا والله ما رأينا رجل منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم .

هذا كلام عظيم , فيه التحذير وفيه الاغراء , يقول اذا كانوا هم لا يسالونكم عن ما أنزل اليكم , كيف تسألونهم وفي هذا نعي لعقول من في عصرنا ممن يذهبون ليأخذوا النظم والقوانين والحكم بين الناس ممن ؟ من الكفار الذين لا يسألوننا عما في ديننا من هذا , بل صاروا يجلبون القوانين من أمة الكفر ويحكمون فيها بين المسلمين , وهذا خطره عظيم , نسأل الله السلامة والهداية ,

المتن :
موقف العلماء من الإسرائيليات
اختلفت موافق العلماء ، ولا سيما المفسرون من هذه الإسرائيليات على ثلاثة أنحاء :
أ- فمنهم من أكثر منها مقرونة بأسانيدها ، ورأي أنه بذكر أسانيدها خرج من عهدتها ، مثل ابن جرير الطبري.
ب- ومنهم من أكثر منها ، وجردها من الأسانيد غالبا ، فكان حاطب ليل مثل البغوي الذي قال شيخ الإسلام ابن تيميه (7) عن تفسيره : إنه مختصر من الثعلبي ، لكنه صانه عن الأحاديث الموضوعية والآراء المبتدعة ، وقال عن الثعلبي : إنه حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع
ج- ومنهم من ذكر كثيرا منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير .
د- ومنهم من بالغ في ردها ولم يذكر منها شيئا يجعله تفسيرا للقرآن كمحمد رشيد رضا

شرح الشيخ
ابن جرير الطبري امام المفسرين بالأثر , لكنه رحمه الله حطاب ليل في تفسيره , جاء بالاسرائيليات مقرونة بالسند ويرى رحمه الله انه بذكر سندها برئ من عهدتها لانه يقول انا اسوق لك القصة وهذا سندها , ان شئت فارددها وان شئت فلا تردها , وان شئت فابحث عن سندها .
ومنهم من اكثر منها وجردها من الاسانيد غالبا فكان حاطب ليل , مثل :البغوي
البغوي تفسيره جيد لكن فيه شئ من عدم التحرير .
ج- ومنهم من ذكر كثيرا منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير .
د- ومنهم من بالغ في ردها ولم يذكر منها شيئا يجعله تفسيرا للقرآن كمحمد رشيد رضا.


المتن :
الضمير

الضمير لغة : من الضمور وهو الهزال لقلة حروفه أو من الإضمار وهو الإخفاء لكثرة استتاره .
وفي الاصطلاح : ما كني به عن الظاهر اختصارا وقيل : ما دل على حضور ، أو غيبة لا من مادتهما.
فالدال على الحضور نوعان :
أحدهما : ما وضع للمتكلم مثل : (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّه)(غافر: الآية 44)
الثاني : ما وضع للمخاطب مثل : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ )(الفاتحة: الآية 7) .
وهذان لا يحتاجان إلى مرجع اكتفاء بدلاله الحضور عنه . والدال على الغائب ، ما وضع للغائب . ولابد له من مرجع يعود عليه

شرح الشيخ :
اكثر الناس يعبرون في الضمير عما في القلب , يقولون : فلان ما عنده ضمير اي ما عنده مروءة , وما اشبه ذلك , لكن هذه لغة عرفية .
اما الضمير في اللغة العربية فهو مأخوذ من الضمور وهو الهزال , لقلة حروفه او من الاضمار وهو الاخفاء لكثرة استتاره , الا يمكن ان يكون مأخوذا من الجميع ؟ يمكن ولا منافاة .

انظر الى قوله تعالى
-( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )- [الأحزاب/35]

انظر كيف ان (لهم ) نابت عن عشرين كلمة , مما يدل على انه كلمة مختصرة تنوب عن كلمات كثيرة ,
في الاصطلاح : ما كني به عن الظاهر اختصارا , وقيل ما دل على حضور او غيبة لا بمادتهما ,
وهذا الاخير هو تعريف ابن مالك في الألفية ,فكلمة حضر وكلمة غاب لا تسمى ضمير لانها دلت على الغيبة والحضور بمادتهما ,

والضمير معروف لكل من قرأ اللغة العربية ,
الدال على الحضور نوعان :
1" -- احدهما ما وضع للمتكلم مثل : وأفوض أمري الى الله
( قالها مؤمن من آل فرعون هنا في قوله أفوض ضمير موضوع للمتكلم , وفيها أمري : فيها ضمير موضوع للمتكلم , الاول مستتر وجوبا , والثاني ظاهر )
** واعلم انه اذا كان تقدير الضمير انا او انت او نحن..مستتر فهو مستتر وجوبا .
وما كان تقديره هو او هي فهو مستتر جوازا .
مثلا :
أقوم : الفاعل مستتر وجوبا تقديره انا ...
اما لو قلت هند تقوم : فالضمير مستتر جوازا تقديره هي

2" -- موضع للمخاطب , مثل : صراط الذين أنعمت عليهم
هذه للمخاطب , والمخاطب هو الله عز وجل
وهذان لا يحتجان الى مرجع اكتفاء بدلالة الحضور عنهما

اذا قلنا : أنعمت , كلنا نعرف من المخاطب
وكذلك ضربت ُ لا يحتاج الى مرجع لان معروف انه انا الذي ضرب
اذن ما يكون موضوع المتكلم او المخاطب لا يحتاج الى مرجع اكتفاء بالخطاب او الحضور
والدال على الغائب ما وضع للغائب ولا بد له من مرجع ,لانه بدون مرجع لا تعرف من , فاذا قلت قام : تسأل من قام ؟

المتن :
والأصل في المرجع أن يكون سابقا على الضمير لفظا ورتبه مطابقا له لفظا ومعنى مثل : (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ )(هود: الآية 45) .
وقد يكون مفهوما من مادة الفعل السابق مثل : ( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )(المائدة: الآية 8) .

وقد يسبق لفظا لا رتبة مثل : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربُه)(البقرة: الآية 124) وقد يسبق رتبة لا لفظا مثل : (حمل كتابه الطالب ) .

وقد يكون مفهوما من السياق مثل : ( وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَد)(النساء: الآية 11) فالضمير يعود على الميت المفهوم من قوله : (مما ترك ) .
وقد لا يطابق الضمير معنى مثل : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين(12) ثم جعلناه نطفة)(المؤمنون 12،13) فالضمير يعود على الإنسان باعتبار اللفظ ، لأن المجعول نطفة ليس الإنسان الأول
وإذا كان المرجع صالحا للمفرد والجمع جاز عود الضمير عليه بأحدهما مثل : ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً)(الطلاق: الآية 11)
والأصل اتحاد مرجع الضمائر إذا تعددت مثل : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى(5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى(6) وهو بالأفق الأعلي (7)ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى(8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى(9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى(10)(النجم:5-10) فضمائر الرفع في هذه الآيات تعود إلى شديد القوى وهو جبريل .
والأصل عود الضمير على أقرب مذكور إلا في المتضايفين فيعود على المضاف ؛ لأنه المتحدث عنه مثال أول : (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيل)(الإسراء : الآية 2) .

ومثال الثاني ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )(إبراهيم: الآية 34) .
وقد يأتي على خلاف الأصل فيما سبق بدليل يدل عليه .

شرح الشيخ

**الاصل في المرجع اسم ان يكون سابقا على الضمير لفظا ورتبة , مطابقا له لفظا ومعنى , هذا الاصل ولهذا نسميه مرجع , ونقول الضمير يعود على كذا
اذن الاصل في المرجع
*سابقا للضميرلفظاورتبة
*مطابقا له لفظا ومعنى
لكن قد يختلف وقد يكون مفهوما من مادة الفعل السابق مثل

-( ونادى نوح ربه )- [هود/45
اين الضمير ؟الهاء في ربه تعود على نوح (نكرة ) ونوح سابق للضمير لفظا ورتبة , اي ملفوظ قبل الضمير ورتبة لان نوح فاعل والاصل في الفاعل ان يلي الفعل , فهو سابق على مرجعه لفظا ورتبة

***وقد يكون المرجع مفهوما من مادة الفعل السابق مثل :

-( اعدلوا هو أقرب للتقوى )- [المائدة/8]

اعدلوا : اي العدل المفهوم من اعدلوا .

** وقد يسبق لفظا لا رتبة , اي قد يسبق الفاعل مرجع الضمير لفظا لا رتبة , مثال

-( وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه )- [البقرة/124]

ابراهيم سابق على الضمير , لفظا لا رتبة , لان ابراهيم مفعول به , والاصل في الترتيب الفاعل ثم المفعول به , فهو اذا متقدم على الضمير لفظا لا رتبة

** وقد يسبق رتبة لا لفظا , مثال :
حمل كتابَه الطالبُ

الطالب بعد الضمير لفظا وقبله رتبة لان الطالب فاعل والاصل اولا الفعل ثم الفاعل
اذا مرجع الضمير هنا سابق رتبة لا لفظا

** وقد يكون مفهوما من السياق , مثل :
-( ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد )- [النساء/11]

اين المرجع ؟ الضمير في أبويه يعود على الميت المفهوم من قوله (مماترك )

** وقد لا يطابق الضمير معنىً مثل :

-( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين )- [المؤمنون/12]

-( ثم جعلناه نطفة في قرار مكين )- [المؤمنون/13]

جعلناه يعود على الانسان لفظا لان المخلوق من سلالة من طين هو آدم , اما المخلوق من النطفة هو بنو آدم فالضمير يعود على الانسان باعتبار اللفظ لان المجهول نطفة ليس الانسان الاول .

** اذا كان المرجع صالح للمفرد والجمع , جاز عود الضمير عليه لأحدهما

لانه اذا كان المرجع من الكلمات يصلح للمفرد والجمع جاز عود الضمير اليها باعتبار لفظها مفردا وباعتبار انها جمعا او مثنى حسب الحال
مثاله
-( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا )- [الطلاق/11]

ومن يؤمن بالله : مطابقة الضمير للمرجع لفظا
خالدين : المطابقة معنى
قد احسن الله له رزقا : المطابقة لفظا
الآية ضمائرها تارة تعود على المعنى وتارة تعود على اللفظ , ومعلوم ان القرآن أبلغ الكلام .

** الاصل اتحاد الضمائر اذا تعددت , اي يكون مرجعها واحد اذا تعددت الضمائر , وقد تختلف

مثال :
-( علمه شديد القوى )- [النجم/5]
-( ذو مرة فاستوى )- [النجم/6]
-( وهو بالأفق الأعلى )- [النجم/7]
-( ثم دنا فتدلى )- [النجم/8]
-( فكان قاب قوسين أو أدنى )- [النجم/9]
-( فأوحى إلى عبده ما أوحى )- [النجم/10]

كلها فيها ضمائر :
علمه : الهاء تعود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
شديد القوى : هو جبريل
استوى : الضمير يعود على جبريل
وهو بالافق الاعلى : تعود الى جبريل
دنى فتدلى : جبريل
فكان قاب قوسين او ادنى : جبريل
فأوحى الى عبده ما أوحى :تعود الى الله تعالى
اذن ضمائر الرفع في هذه الآيات تعود الى شديد القوى وهو جبريل
الهاء في كلمة عبده : هذه لا تعود الى جبريل وانما تعود الى الله عز وجل ,والهاء في كلمة علمه تعود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

خلافا لمن قال ان قوله تعالى :ثم دنى فتدلى , يعني الله تعالى , واعتدوا بذلك بقوله : فأوحى الى عبده , قالوا والعبد هنا ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه ليس عبدا لجبريل
فيقال الاصل في الضمائر اضطرادها واتحاد مرجعها ,
وهنا كلمة عبده لا يمكن ان تعود الى جبريل لان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد لله وليس لجبريل .

والاصل عود الضمير على أقرب مذكور الا في المتضايفين فيعود على المضاف , لانه المتحدَّث عنه
مثال :
-( وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا )- [الإسراء/2]
اقرب مذكور الى الضمير هو الكتاب ,
-( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم )- [النحل/18]
اقرب مذكور الى الضمير هو نعمة
وقد يأتي على خلاف الأصل فيما سبق بدليل يدل عليه.

وفائدة الضمير الاختصار وزوال اللبس ايضا ,لانك لو اتيت بالظاهر مكان المضمر ربما نجد اشكالا , ولذلك لايمكن ان يوتى بالظاهر مكان المضمر الا لسبب .

المتن :
الإظهار في موقع الإضمار
الأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير لأنه أبين للمعنى وأخصر للفظ ، ولهذا ناب الضمير بقوله تعالى ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )(الأحزاب 135) عن عشرين كلمة المذكورة قبله ، وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى ( الإظهار في موضع الإضمار ) .
وله فوائد كثيرة ، تظهر بحسب السياق منها :
1- الحكم على مرجعه بما يقتضيه الاسم الظاهر .
2- بيان علة الحكم .
3- عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر .

مثال ذلك قوله تعالى : ( من كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)(البقرة: الآية 98) ولم يقل فإن الله عدو له ، فأفاد هذا الإظهار :
1- الحكم بالكفر على من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل .
2- إن الله عدو لهم بكفرهم .
3- أن كل كافر فالله عدو له .

مثال آخر : قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (الأعراف:170) ولم يقل أنا لا نضيع أجرهم

فأفاد ثلاثة أمور :
1- الحكم بالإصلاح للذين يمسكون الكتاب . ويقيمون الصلاة .
2- أن الله آجرهم لإصلاحهم .
3- أن كل مصلح وله أجر غير مضاع عند الله تعالى .
وقد يتعين الإظهار ، كما لو تقدم الضمير مرجعان ، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم ، إذ لو قيل : وبطانتهم ، لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين .
شرح الشيخ :

في المثال الأول : لو قيل مكان الضمير في ( اعد الله لهم ) قال :
(اعد الله للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات .....)
لكان هذا مخالفا للبلاغة , لكن لما جاء الضمير صار مع اختصاره اوضح للمعنى , فهو اخصر في اللفظ وأبين في المعنى .

وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى ( الإظهار في موضع الإضمار ) . وله فوائد كثيرة ، تظهر بحسب السياق منها :
1- الحكم على مرجعه بما يقتضيه الاسم الظاهر .
2- بيان علة الحكم
3- عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر
مثال ذلك
-( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين )- [البقرة/98]

ما الذي يقتضيه الاصل ؟ فان الله عدو له
هذا ما كان متوقع , ولكن افاد هذا الاظهار

1"الحكم بالكفر على من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال
2" بيان علة الحكم ان الله عدو لهم لكفرهم , فلو قال الله عدو لهم : لم نعرف لماذا كان عدو لهم
لكن لما قال عدو للكافرين عرفنا علة الحكم .
3" ان كل كافر فالله عدو له , وهذا فائدة العموم .
اذن الاظهار في موضع الاضمار هو خلاف الاصل , ولا يعدل اليه الا لسبب

المثال الثاني :

-( والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين )- [الأعراف/170]

ولم نقل إنا لا نضيع أجرهم
الذين يمسكون بالكتاب : الذين يتمسكون به تمسكا شديدا
وأقاموا الصلاة : أتوا بها مستقيمة
إنا لا نضيع أجر المصلحين : ولم نقل إنا لا نضيع أجرهم وذلك لفوائد وهي

1: الحكم بالاصلاح للذين يمسكون الكتاب ويقيمون الصلاة
2: ان الله آجرهم بإصلاحهم
3: ان كل مصلح له أجر غير مضاع عند الله .

*وقد يتعين الإظهار ، كما لو تقدم الضمير مرجعان ، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم ، إذ لو قيل : وبطانتهم ، لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين .
المتن :

وقد يتعين الإظهار ، كما لو تقدم الضمير مرجعان ، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم ، إذ لو قيل : وبطانتهم ، لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين .

ضمير الفصل

ضمير الفصل : حرف بصيغة ضمير الرفع المنفصل يقع بين المبتدأ والخبر إذا كانا معرفتين
ويكون بضمير المتكلم كقوله تعالى : (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا )(طـه: الآية 14) وقوله (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (الصافات:165) وبضمير المخاطب كقوله تعالى : ( كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِم)(المائدة: الآية 117) وبضمير الغائب كقوله تعالى : (وأولئك هم المفلحون)
وله ثلاثة فوائد :
الأولى التوكيد ، فإن قولك : زيد هو أخوك أوكد من قولك : زيد أخوك .
الثانية :الحصر ، وهو اختصاص ما قبله بما بعده ، فإن قولك المجتهد هو الناجح يفيد اختصاص المجتهد بالنجاح .
ثالثا :الفصل :أي التمييز بين كونه ما بعده خبرا ، أو تابعا ، فإن قولك : زيد الفاضل يحتمل أن تكون الفاضل صفة لزيد ، والخبر منتظر ، ويحتمل أن تكون الفاضل خبرا ، وإذا قلت : زيد هو الفاضل ، تعين أن تكون الفاضل خبرا ، لوجود ضمير الفصل .
شرح الشيخ :

سبق لنا دراسة وذكر فوائد الإظهار في موضع الاضمار ,
وقد يتعين الاظهار وذلك فيما اذا خيف اللبس .
واعلم ان لدينا قاعدتين مفيدتين في النحو
1" يجوز حذف المعلوم ويتعين ذكر المجهول : قال ابن مالك رحمه الله
وحذف ما يعلم جائز** كما تقول زيد بعد من عندكم

هذه القاعدة وان كانت في المبتدأ والخبر لكنها عامة , حذف ما يعلم جائز سواء في الخبر او الحال او في الصفة او في الموصوف او في أي شئ , في المثال
من عندكم ؟ زيد
المحذوف هو الخبر عندنا

2" كل ما يقتضي اللبس يجب اجتنابه
لانه عند الاشتباه لا بد من ازالته .

وقد يتعين الإظهار ، كما لو تقدم الضمير مرجعان ، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم
البطانة : هم اصحاب السر الذين يكونون مع ولي الأمر في مجلسه الخاص , هنا نقول بطانة ولاة امورهم , الظاهر في موضع الضمير قوله ولاة , هنا يتعين ان اذكر ولاة , لانك لو قلت : وبطانتهم , لأوهم ان يكون المراد بطانة المسلمين


يتبع >>>>>>>>>>>>>

التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 12-03-09 الساعة 02:13 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً