| 
				 الإخلاص و إحضار النيه فى جميع الأعمال 
 
			
			السلام عليكم أشار الشيخ أثناء شرح المتن لأهمية الإخلاص
 و قد سالت بعض الأخوات عن أشياء تتعلق بالإخلاص و الرياء
 لذلك سأكتب هذا الموضوع لعل الله ينفع به الأخوات
 و إذا وجدت الأخوات المشرفات أنى وضعته فى مكان خطأ
 فليقمن بالتعديل و لهن الشكر
 
 بسم الله نبدأ
 
 قال تعالى ( و ما أمرو إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء....)
 
 قال العلماء أن الصيغه التى أتت بها الأيه و هى إستخدام أداة الحصر (ما) تدل على أن الله عز وجل يريد أن يخبرنا أننا لم نخلق إلا لنعبده و نعبده فقط
 أما ما دون العباده من تدبير الرزق و الحمايه من الإخطار و ما شابه ذلك فالله وحده هو المتكفل به
 
 و قد قال الله عز وجل (إلا ليعبدوا الله مخلصين....)
 أى أن العباده التى يريدها الله منا ما هى صورتها؟؟؟؟؟؟؟
 هى عباده مخلصه له وحده
 
 و هنا يجب علينا أن نعرف ماهى العباده
 العباده:
 هى إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأعمال الظاهره و الباطنه
 هكذا عرفها شيخ الإسلام بن تيميه
 
 الإخلاص:
 جاءت الكلمه من أخلص
 و أخلص الشئ أى إختاره
 يخلص : ينقى من الشوائب
 
 الإخلاص لله :
 هوإفراد الله تعالىبالقصد فى الطاعه فيريد بطاعته التقرب لله فقط و يصفى قلبه من أى معنى
 مثل محمدة الناس و الهروب من مذمتهم
 
 و قال بعض العلماء
 1_ أن الإخلاص هو تصفية العمل من ملاحظة المخلوقين
 2_الإخلاص :صدق النيه مع الله
 
 أيضا
 العمل الخالص:
 هو الذى لا باعث عليه إلاطلب القرب من الله عز و جل
 
 و قد قال تعالى
 (لن ينا ل الله لحومها و لا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)و معنى هذه الآيه أنه لن يصعد لله عز وجل الماء و اللحم ولكن يصعد إليه تقواه أى الإخلاص له الذى فى قلوبكم
 
 و قد جاءت آيات كثيره تحث على الإخلص و تحذر من الرياء منها
 -(و أسروا قولكم أو إجهروا به إنه عليم بذات الصدور)
 -(قل إن تخفوا ما فى صدوركم أو تبدوه يعلمه الله)
 
 ز قد قال العلماء عن حديث عمر رضى لله عنه (إنما الأعمال بالنيات أنه ثلث الإسلم)
 
 و قيل أيضا أن مدار الإسلام على حديثين:
 _إنما الأعمال بالنيات
 _و من أحدث فى أمرنا هذاما ليس منه فهو رد)
 
 و من هذا فقد وضع العلماء شروط للعمل لكى يكون مقبول1
 1_أن يكون خالص
 2_أن يكون صواب (أى موافق للسنه)
 
 نأتى للحديث عن النيه
 تعريف النيه
 (لغة)القصد و العزم
 (شرعا)إنبعاث القلب نحو الفعل إبتغاء رضا الله
 
 و حقيقة النيه :
 هى إنبعاث النفس و ميلها إلى ما ظهر أن فيه غرضها عاجل أم آجلأ
 و هذا الميل فى النفس يحدث إذا وجد الباعث لها
 فالنفس إن وجدت مصلحه لها فى الفعل مالت لفعله و هذا الميل هو النيه
 
 و هذا الميل لا يمكن إختراعه ولا إكتسابه بمجرد الإراده
 فلا تظن أن النيه هى تقول فى نفسك : نويت أن أفعل كذا لوجه الله
 فهذا مجرد حديث نفس أو خاطره
 
 فل يمكن أن يرى الإنسان طعاما و هو شبعان و يقول نويت أن أشتهى الطعام فالجوع شعور لا يمكن إختراعه
 
 و لكن هذا الميل ل يمكن إختراعه و لكن يحدث بإكتساب أسبابه
 
 فمثلا لا يمكن أن يقول شخص نويت زيارة أقربى لله و لكن إن لم يكن هذا الميل موجود فيجب
 إكتسابه عن طريق:
 _معرفة معنى صلة الرحم
 _و كونها معنى من معانى الإيمانو مطلب شرعى نبغى أن يقصد به إرضاء الله
 _أن يذكر نفسه أنه يفعل ذلك إمتثالا لأمر اللهو ليس تلبيه للعاده و العرف
 _أن يذكر نفسه بالثواب لمن يصل رحمه
 فإذا علم ذلك و قوى إيمانه إنبعث فى قلبه الرغبه فى أن يصل رحمه و تميل نفسه و هذا الميل هو النيه
 
 وهذا الميل قد يتيسر فى بعض الأوقات و قد ل يتيسر
 لذلك فال بعض ض السلف أنهم إمتنعوا عن جمله من النوافل لأنهم لم تحضرهم نيه
 
 و قال بن سيرين أنه لم يحضر جنازة الحسن البصرى لإنه لم تحضره نيه
 
 و قد يسأل سائل :إذا كان العبد ليس له سلطان على نيته فكيف يؤمر أن يوجهها توجيها معينا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 كيف نؤمر بالإخلص و نحن غير قادرين على إختراعه داخلنا؟؟؟؟؟؟
 أجاب الشاطبى عن هذه القضيه قائلا:
 إذا ظهر من الشارع فى بادئ الأمر التكليف بما لا يدخل تحت قدرة العبد فالمقصود تحقيق أسبابه
 و المعنى:
 أن هذا العبد مكلف بالأخذ بالأسباب التى تؤدى لخلق الميل داخله
 
 و هنا سؤال يحتاج لإجابه :ما هى أسباب وجود نية الإخلاص؟؟؟؟؟؟
 1_(معرفة الله عز وجل بالتفكر فى عطيم صنعه
 2_التعرف على صفاته ومعانى أسمائه
 3_التفكر فى حكمته فى خلقه
 4_معرفة ثواب الطائع و عقوبة العاصى
 5_ معرفة فوائد الطاعه فى الدنيا و الآخرة
 
 و من هنا قال العلماء إذا كان القلب الغالب عليه الإنشغال بأمر الآخره تيسر عليه إستحضا النيه
 أما إذا كان منشغلا بالدنيا فيصعب عليه ذلك و هنا يجب عليه تذكير نفسه بعقوبة النار و يرغب نفسه فى الجنه و نعيمها
 و الله تعالى أعلم
 
 سأتوقف هنا إن وجدتن فما كتبت نفعا فأسأل الله العون فى أن أكمله
 ومن تجد أى شئ غير واضح تسألنى و
 جزاكن الله خيرا
 |